الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


(العرس) الانتخابي و المقاطعة (المذمومة)

عماد نوير

2018 / 5 / 13
مواضيع وابحاث سياسية


(العرس) الانتخابي و المقاطعة (المذمومة)

مبارك على كل العراقيين الذين ساهموا في شرعنة القانون الانتخابي المجحف، و غمسوا أصابعهم في الحبر البنفسجي الذين سيعيد علينا الوجوه نفسها، مؤكدا أن الامتيازات التي يلهث خلفها المرشحون هي حق مستحق...
مبارك على العراقيين اعتزازهم بالآلية الغريبة التي يفكرون بها، فالحياة السياسية لديهم عبارة عن انتخاب فاسد، ثم الخروج عليه في اليوم التّالي، ثم انتخابه في اليوم الذي يليه، و هلم جراً، دوم التفكير الجدي و المنطقي في كيفية الخلاص من الظلم و الفساد العلني الذي صار نهجا برلمانيا و حكوميا على حد سواء.
مبارك على العراقيين الذين ناصروا و شايعوا و أيدوا تاريخا مدته عقد و نصف يتبجّح بالهيمنة، و يتمادى بالسرقة، و يستخف بحقوق العراقيين المطبلين لكل قادم (( علي وياك علي)) (( عبود أبو الغيرة)) و ما من غيرة تُذكر و ما من نهج كنهج علي عليه السلام!
أيها المنتخبون بنَفَس حزبي و عشائري و مناطقي و مذهبي و قومي و مصلحتي، سوف تتذكرون يوما أن الفساد عاد بسباباتكم، و سوف يدعوا المظلوم على الفساد و من ولّاه و مكّنه من اعتلاء عرشه المذهّب.
أعرف جيدا أن الكل يشكل على ما نقول، مختصين في الشأن السياسي و عوام آخرين أثّرت عليهم الماكنة الإعلامية الدعائية للانتخابات، حتى صُوِرَ لهم أن التغيير سوف يأتي مع نفس الكتل السابقة و مع نفس مجرميها، و مع نفس بيادقها الجدد الذين أعلنوا الولاء للحزب و الكتلة .
لقد كان للإعلاميين و الباحثين الدور الكبير في تبرير النظام الانتخابي بالصيغة الآنية الموجود عليها بمقالات طويلة و أنيقة و مبوّبة و منقّطة بطريقة مقنعة، فنَّدَ البعض المقاطعة الانتخابية بطريقة سلسة متسلسلة معالجة كل النقاط و الأسباب التي على ضوئها اتّخذ المقاطِعُ قراره...!
و قد كانت لهذه المقالات حظوة كبيرة في نفوس المثقفين على صفحات التواصل الاجتماعي، و صاروا يشاركونها على صفحاتهم الشخصية للتثقيف و التّوجيه، و حشد الرأي العام و (تنويره) و حثه للمشاركة في تغيير مؤمّل و مرجوّ..!
و قد لفت نظري أستاذ و باحث سياسي في مقاله الذي ختمه ((وبالتالي فان من يقتنع بهذا التبرير ويحتج به لأجل مقاطعة الانتخابات فانه يدور في حلقة مغلقة تدل على فساد تفكيره كما يحكم بذلك المناطقة والفلاسفة))
أحتكمَ عند المناطقة و الفلاسفة على فساد عقول المقاطعين، دون أن يسأل أهل المنطق و الفلسفة، كيف يحق لهم تفسيدنا و تفسيقنا على عمل يقرّوه هم قبل غيرهم؟
كيف يفسّدون عقولنا لممارسة حقنا المستحق في الاختيار و عدم الاختيار، كيف لهم أن يفكروا بدلاً عنّا، كيف لهم أن يسمحوا لأنفسهم التحريض على تحجير العقول و عدم ترك مساحة كافية للناخب يقول رأيه دون أن يجبر على السباحة في الحوض الآسن نفسه الذي أرهقه ثلاث دورات متتاليات.
أن أهل المنطق يا سادتي، يا سيدي الباحث لا يفسدون عقول الناس من حيث يفسّدون عقولهم و يلقون عليهم اللّوم بتبريرات و إسقاطات لم تقنعهم أبدا...

عماد نوير...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -تكتل- الجزائر وتونس وليبيا.. من المستفيد الأكبر؟ | المسائي


.. مصائد تحاكي رائحة الإنسان، تعقيم البعوض أو تعديل جيناته..بعض




.. الاستعدادات على قدم وساق لاستقبال الألعاب الأولمبية في فرنسا


.. إسرائيل تعلن عزمها على اجتياح رفح.. ما الهدف؟ • فرانس 24




.. وضع كارثي في غزة ومناشدات دولية لثني إسرائيل عن اجتياح رفح