الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دور للملكة العربية السعودية في استقرار العراق

جواد الديوان

2018 / 5 / 13
مواضيع وابحاث سياسية



تتحسن العلاقات بين المملكة العربية السعودية والعراق مؤخرا بعد ان تاخرت عقود من الزمن، وهذا من التغيرات المهمة في الشرق الاوسط. والبداية كانت مع زيارة وزير خارجية المملكة العربية السعودية السيد عادل الجبير الى بغداد. وتبع ذلك لقاءات بزيارة وزير داخلية العراق الاعرجي، ونتج عن لقاء مع الامير محمد بن سلمان ولي عهد المملكة العربية السعودية.
وزيارة السيد مقتدى الصدر الى الرياض عاصمة المملكة العربية السعودية هي الحدث الاهم، ومحادثاته عالية المستوى مع ولي العهد الامير محمد بن سلمان تشكل نقطة انظلاق قوية للعلاقات بين المملكة السعودية والعراق. والسيد الصدر وطني صلب ذو اتجاه شيعي، وحليف محرج لايران سابقا. وتعقدت علاقاته مع ايران بسبب طبيعته المستقلة. ولذلك كان لقاء الصدر الاخير مع ولي عهد السعودية مثار جدل واسع بين ساسة ومكونات العراق.
دلالة اللقاءات العراقية السعودية المتعددة تتمثل في معناها احتمالات اكبر على رغبةاكيدة للمملكة العربية السعودية في دعم العراق الخرب! (اصبح العراق خرابا بعد حروب ضرورة العراق والامة العربية). وربما معالم ذلك الدعم في تسهيل التجارة والاتصالات بين البلدين، وكذلك اعادة فتح انبوب نقل النفط العراقي عبر اراضي المملكة السعودية الى البحر الاحمر. وتم انجاز الانبوب ايام الحرب العراقية الايرانية في الثمانينات، وتم اغلاقه في نهايات 1990 بعد احتلال صدام حسين للكويت.
يشكل تحسن العلاقات بين العراق والمملكة العربية السعودية باشكالها الاقتصادية والسياسية قراءة لاحتمالات اكبر في مشاركة القادة السنة في عراق ما بعد داعش. وهذه غاية للجهود التي بذلها الساسة في المملكة والعراق لانجاز هذه القراءة.
ومن المؤكد ان الولايات المتحدة الامريكية تجد في تحسن العلاقات بين المملكة السعودية والعراق خطوة للامام، تصب في مشروعها ببناء شرق اوسط جديد مستقر. فقد حاولت امريكا ومنذ 2003 لاقناع المملكة العربية السعودية ودول الخليج العربي للمساهمة بدور حيوي في استقرار العراق، واعادة ترتيب منطقة الشرق الاوسط. وبذلك يحدوها الامل بتقليل ميل القادة الشيعة لايران، وميل القادة السنة للارهاب (القاعدة وداعش).
ومنذ تغيير النظام في 2003 الى الان (14 سنوات) حاولت المملكة العربية السعودية لابقاء مسافة بينها وبين العراق، ظنا منها بخسارة العراق لصالح ايران. وانه على الولايات المتحدة الامريكية اصلاح ذلك الخلل (خسارة العراق لايران) الذي نتج عن احداث تغير النظام في العراق بالقوة. الا انه لدى ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان رغبة في اعادة تقييم السياسات القديمة، وكذلك المنافسة في مناطق النفوذ التي تنازلت عنها المملكة. وانتقد البعض هذا الاتجاه وخاصة ما تميز بالقوة مثل حالة اليمن.
الانفتاح على القادة الشيعة مؤخرا تاكيد بان المملكة العربية السعودية تلعب دورا متقنا في السياسة، وتجتاز الانقسام الطائفي في العراق. اما المستفيد الاكبر من هذا التحول في السياسة سيكون العراق بالتاكيد. وتجد الولايات المتحدة الامريكية هذا الانفتاح على القادة الشيعة مهما في سعيها على استقرار العراق في استيقاظه الوشيك بعد هزيمة داعش.
دور المملكة العربية السعودية المشار اليه ساهم في منع انزلاق العراق لحرب اهلية للمرة الثالثة (http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=150872). تاثير المملكة العربية السعودية على القادة الشيعة والعشائر الغاضبة في الانبار مثلا، جهد يصب في استقرار العراق ويجعل الحكومة اكثر تمثيلا للشعب العراقي.
انفتاح المملكة العربية السعودية على العراق خطوة ابعد من تحسين العلاقات الثنائية، وانما سعي لاعادة العراق الى العالم العربي. وبعد لقاء الصدر مع ولي العهد الامير محمد بن سلمان، تمت دعوته الى الامارات العربية، واعلنت خارجية الامارات بداية عهد جديد بين العراق والخليج.
للانفتاح السعودي على العراق ابعاد نفسية كذلك، فعلى الرغم من ثقة شيعة العراق بان ايران لن تخذلهم في الظروف الحرجة، فان الكثير من ساستهم يرفض التاثير الايراني على العراق، ويرغب في تقليله.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. واشنطن تفرض عقوبات جديدة على طهران بعد الهجوم الإيراني الأخي


.. مصادر : إسرائيل نفذت ضربة محدودة في إيران |#عاجل




.. مسؤول أمريكي للجزيرة : نحن على علم بأنباء عن توجيه إسرائيل ض


.. شركة المطارات والملاحة الجوية الإيرانية: تعليق الرحلات الجوي




.. التلفزيون الإيراني: الدفاع الجوي يستهدف عدة مسيرات مجهولة في