الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
إيران ما بعد الانسحاب من الاتفاق النووي ما لها وما عليها
علي عبد الرحيم العبودي
باحث عراقي مختص في الاقتصاد السياسي
2018 / 5 / 14
مواضيع وابحاث سياسية
يعود البرنامج النووي الإيراني إلى خمسينيات القرن الماضي وذلك وفق برنامج السلام العالمي للذرة الذي تقدمت به الولايات المتحدة الاميركية ، وقد أنشاء أول مفاعل للأبحاث النووية الإيرانية برعاية أميركية - أوروبية ، وذلك في زمن الشاه ؛ حينذاك كانت تتمتع إيران بعلاقات جيدة مع الغرب وأمريكا ، وبعد الثورة الإسلامية الإيرانية عام 1979 التي أوقعت بحكم الشاه بدأت الازمات ملازمة لإيران انطلاقاً من الحرب العراقية - الإيرانية التي كانت بتوجيه أميركي مروراً بإيقاف دعم وكالة الطاقة الدولية لتطوير البرنامج النووي الإيراني وصولاٌ إلى الحصار المالي والاقتصادي الذي فرضته الامم المتحدة عليها منذ عام 1980 .
على الرغم من ذلك لم تتوقف إيران عن العمل في تطوير إمكانياتها خاصة النووية ، وتوازياً مع هذا تزيد الأمم المتحدة بقيادة الولايات المتحدة من عقوباتها على إيران ، وعلى وفق ذلك كان لابد لإيران من إجراء مفاوضات للحد من هذه العقوبات التي أثرت بشكل كبير على اقتصادها وإمكانياتها المالية ، ودخلت بالفعل في مفاوضات مطولة مع دول مجلس الأمن + ألمانيا لغرض التوصل إلى اتفاق بشأن برنامجها النووي وإزالة العقوبات المفروضة عليها .
وتحقق ذلك بالفعل عندما توصلت إيران إلى اتفاق مع كل من (الصين, وروسيا، وأمريكا، وبريطانيا,،وفرنسا، وألمانيا) المعروفة بأسم مجموعة (5+1) وذلك في 14 يوليو / تموز 2015 , ونص هذا الاتفاق على تفكيك طهران لبرنامجها النووي الرامي لصنع قنبلة نووية مقابل رفع العقوبات المالية والاقتصادية على إيران بشكل تدريجي . والجدير بالإشارة هو أن هذه الاتفاق المسمى (خطة العمل المشتركة) كان يشمل برنامج إيران النووي فقط دون المجالات الأخرى .
بعد أن تنفس الصعداء لمدة لا تتجاوز سنتين عادوا الآن ليواجهوا المشكلة نفسها بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب انسحابه من الاتفاق النووي التي أبرمتها الحكومة الأسبق لحكومته ، إذ صرح الرئيس الامريكي ترامب انسحاب بلاده من الاتفاق النووي المبرم مع إيران ، وجاء هذا الانسحاب من جانب واحد لأن إيران والدول الأخرى الداخلة في الاتفاق وهي 5+1 اعربت عن تمسكها في هذا الاتفاق وذلك عبر التصريحات الرسمية لحكوماتها . إذن ماذا يعني انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي؟ وما تأثير ذلك على إيران؟ وماذا ينبغي أن تفعله إيران؟ .
يعني ذلك أن الاتفاقية فقدت لاعبها الرئيس والمحوري أي الولايات المتحدة وأن تفقد إيران حافزها الرئيس للسماح بخضوع منشآتها النووية للرقابة الدولية ، وإذا لم يتراجع ترامب عن قراره على الأقل عن طريق تعديل بعض بنود الاتفاق التي ترها أمريكا مناسبة سوف تتأثر إيران سياسياً واقتصادياً وذلك عبر فرض الولايات المتحدة عقوبات اقتصادية وسياسية على طهران وهذا يعني منع الشركات من الاستثمار داخل إيران ليس الشركات الامريكية فحسب ، بل الشركات الأوروبية ايضاً ، كذلك تجميد كل الاتفاقيات قيد التنفيذ التي عقدتها إيران والتي كانت تعول عليها كثيراً ، وتجميد الارصدة المالي الإيرانية في الخارج ، كذلك منع إيران من التصدير ووضعها في دائرة مغلقة وعزلها عن محيطها الإقليمي والدولي ، وهذا ما قد يؤدي بالتالي إلى تدهور مالي واقتصادي كبير ، فضلاً عن ما ينتج عن ذلك من قطع للنفوذ والمصالح الإيرانية داخل محيطها الإقليمي مثل العراق وسوريا ولعله هذا احد الاسباب الرئيسة التي تقف وراء قرار ترامب . وعلى وفق ذلك كله ينبغي على إيران ان تحدد مالها وما عليها بعد هذا الانسحاب ، إذ ينبغي على طهران التأكد من صدق نوايا الدول الأخرى الداخلة في الاتفاق والتي أعلنت تمسكها بالاتفاق ، كذلك ينبغي على إيران أن تقدم مقترح لمفاوضات جديدة مع الولايات المتحدة مع الأخذ بنظر الاعتبار مصالحها القومية ، وأيضاً ينبغي على إيران أن تتحاور مع حليفيها التقليديين روسيا والصين للوصول إلى حل يرضي كل الاطراف .
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. رويترز عن مصادر أمنية: 36 قتيلا بقصف إسرائيلي على حلب بينهم
.. شعارات الحملات الانتخابية..جدل الإنجازات وسخاء الوعود
.. المرصد: الغارات الإسرائيلية على حلب استهدفت مستودعات أسلحة ت
.. مسؤولون أميركيون: أضعفنا قدرات الحوثيين لكن الحرب ضدهم لم تن
.. كيف نراقب الوزن في شهر رمضان؟ |#رمضان_اليوم