الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


(8) أنا وكتبى

فوزى سدره

2018 / 5 / 16
الادب والفن


جلست أرتب كتبى .. هناك كتب لها مَعزًّة وبصمات فى عقلى ..
وهناك كتب أصحابها غيروا مسار حياتى .. ومنهم من حَلق بى فى ميادين الخيال التى يمكن يوما أن تصبح حقيقة .
منهم مَنْ فَجر فى أعماقى الإلهام ، ومنهم مَنْ علمنى ما لم أتعلمه فى المدارس ..الحوار والرأى الآخر ، والإبداع والصدق والجرأة فى أن تبدى رأيك وتقول الحق، ومنهم من حلل لى أشخاصه وبَين لى من وسط رمال البشر .. المنافقين والمرائين ...
ومنهم من أعطانى شعاعاَ من النور ينير لى أعماق جوهر الرسالات السماوية ،ومنهم من أرانى كيف تكون العبادة الحق ومحبة الله لخلائقه التى صنعها حتى أنه أبدع فى خلقهم وأسماهم أولاده ، فخلقهم على شبهه ومثاله فى الصفات وحدها ...
ولكن الإنسان إعوج واختار طريقاَ آخر فشوه كل شئ .
وبينما أنا أُعيد ترتيب الكتب علي الرفوف ، أطل من أحدها كتاب دسم بحروفه الخالصة من ذهب الحكمة وعمق معانى الانسانية ،وفتح لى سفره واستقر على محطة من محطاته ، فقلت له : مَنْأنت يا صديقى ؟
قال : ألا تعرفنى .. ألم نتحدث أياماَ وكانت لنا خلوات ؟ّ
قلت : عرفتك أيها العظيم .. أنت تولستوى
قال : أنا تماما وسوف أظل
قلت : جئت فى حين كنت أبحث عنك .. حيث تحيرنى فكرة ظلت تقلقنى أياما وليال
قال : أنا معك يا صديقى ما خُلقنا إلا لنفكر .. بالكلمة نعبر عما يختلج فى أعماقنا من معاناة البشرية، وماذا يريد الكاتب إلا أن يجد أعماله تتناقلها الأجيال لتسمو بواقعها المرير
قلت : نعم .. أعرف أنك كنت صاحب ضيعة كبيرة ولك كم من الأملاك الشاسعة تجد لها عمالا وفلاحين وخدما ، وكل هذا كان يكفى أن يجعلك ميسور الحال سعيد البال ، مستندا إلى الأمان ، ولكن كل هذا لم يشبع ما كنت تصبو اليه لأنك كنت تبحث عن رجاء الأبدية وملكوت الله فى داخلك ،فاستغنيت عن كل شئ وقمت بتوزيع أملاكك وأراضيك على فلاحيك وعمالك وعلى الفقراء حتى لم يتبق لك شيئا يؤمن أيامك ،
ثم جلست على مقعد خشبى فى إحدى محطات السكك الحديدية وفَضَلت أن ترحل عن دنياك .
قال : الناس ينكرون كل شئ ويعملون كل ما هو مشروع وغير مشروع ، والشئ الوحيد الذى يتناسوه ولا يرغبون فى تذكره هو الرحيل الإجبارى من هذا العالم ...
وهذا الرحيل لا يعملون له حسابا ولا يستعدون له ، رغم أنه لا يتطلب منا حقائب ولا أمتعة ولا مال ، لأن العالم الآخر لا يعترف بهذه الأشياء ولا يقبلها ...
فان كنا نملك أشياء هنا على هذه الأرض فلمن نتركها ؟ إن لم نتركها للمعوزين وذوى الاحتياجات فنغنيهم عن الحاجة .
قلت : هذا جميل ولكن لماذا لم تترك شيئا لأولادك وزوجتك حتى يكون لك ذكرى عطرة أو على الأقل ثروتك تُذَكرهم بك ..
أو كنت قد سًلمت بعضا من أملاكك للكنيسة التى تنتمى إليها وهم أقدر بمعرفة طرق التعامل مع المساكين
قال : يا صديقى لا يشعر الإنسان بقيمة الشئ إلا إذا عاشه بنفسه وتذوقه ، أما أن تعطيه للغير بدون بذل أى جهد منهمفربما لا يقدرونه أولا يعرفون قيمته ، ومن الممكن بسهولة أن يضيعوه ..
ورغم ذلك فقد تركت لزوجتى وأولادى بيتا وضيعةً وعليهم أن يعملوا كما أنا عملتويجتهدوا كما أنا اجتهدت ..
أما عن الكنيسة التى أنتمى اليها فى ذاك الوقت فلم أكن أثق أنهم سوف يعطون ما أُسُلمه لهم للفقراء والمساكين بأمانة ، وإلا ما كنا قد سمعنا عن فقراء على هذه الأرض ولإنتهي البؤس من العالم ..
هم يهتمون بزخرفة الكنائس وتجميلها بالأثاث الفاخر والأيقونات الذهبية والفضية والتماثيل وأمور اخرى وكذا معيشتهم الخاصة ، والفتات يذهب للفقراء ..
سمعنا عن أغنياء كثيرين أعطوا الكثير ورغم ذلك لم تتحسن أوضاع المساكين بل تزداد فقرا على فقرهم، وكأن بقاء الفقراء سياسة لكى يستدروا عطف الأغنياء ببؤسهم .
قلت : آه يا صديقى ليس فى كل الأحوال .. فمَن يضحك ويمثل فعلى من يضحك ويمثل؟ أشكرك يا تولستوى العظيم يا مَنْألهمت وأبدعت وأثريت وغيرت وعلمت ، ولكن ما هذا السفر الذى كتبته ؟ أرى انك تتحدث عن ملاك لم يستطع تنفيذ الرسالة والأمر الذى أمره الله به
قال : نعم ولكنى أرجوكأن تجعلنى استأذن وأنصرف الآن وأترك لك بطلى يحكى لك حكايته ومعاناته فهو أقدرعلى توصيل الحقيقة بكاملها ، وعلى سردها ،فالكاتب عندما يكتب ينفصل عما يكتبه ويصبح مِلكا لأبطاله وأشخاصه .
قلت : شكرا يا صديقى وأرجو ان يكون لنا لقاء آخر
*****
طلبت من الملاك الذى كتب عنه تولستوى أن يحكى لى قصته لتكون عظة في أن الله له مقاصد تختلف عن رؤية ومقاصد البشر
فقال :أنا ملاك الموت .. أرسلنى الله القدير إلى إمرأة فى أحد الأحياء العشوائية الفقيرة فى هذا العالم لأستلم روحها وأرسلها إلى الله، فنزلت من السماء إلى الأرض لتنفيذ ما أمرني الله بهحيث كانت المرأة ، فوجدتها قابعة فى كوخ صغير حقير مظلم .. متمددة على خروق بالية ، وفى حضنها طفلتان ترضعهما من صدرها فتأثرت جدا، وخفق قلبى فى جوانحه لرؤية الطفلتين فى حضن أمهما ترتويان غذاء الحياة ..
قلت فى نفسى كيف أنزع الحياة من هذه الأم وهى تعطى الحياة لطفلتيها ...
وفى هذه اللحظة فتحت المرأة عينيها باجهاد وبصوت يملؤه الأنين والانكسار
سألتنى : من أنت .. أراك لا تشبه البشر .. هل أرسلك الله لتقوينى وتشفينى ؟
فقلت بصوت يملؤه الأسى .. بل جئت بمهمة قبض روحك ، فانزعجت المرأة وارتجفت روحها فى أوصالها وتوسلت أن يُعطى لها وقتاً حتى تكمل طفلتاها سن الرضاعة ، وأن تدبر لهما من يعولهما من بعدها ، وقالت .. ليس لى أهل ولا قريب ولا صديق يهتم بأمرهما وقد مات زوجى منذ أسبوع فى الغابة ، فبينما هو يقطع الأشجار وقعت عليه شجرة فهرست جسده هرسا ، وفاضت روحه فى وقتها ...
قلت لها : الأمر ليس بيدى .. دعينى أتوسل إلى الله القدير
ورجعت إلى الله القدير أتوسل اليه أن يترك المرأة لفترة حتى تُكمل الطفلتان سن الرضاعة
فقال لى الله : إذهب ونفذ ما أمرتك به وسوف تفهم فيما بعد احتياج الناس ،لذلك سأجعلك إنسانا تعيش بين البشر حتى تفهم ما لا يفهمه البشر وحينئذ ترجع إلى السماء .
نزلت وقبضت روح المرأة وإذا بزميل لى – ملاك آخر – يستلم منى روحها .. أما أنا فحاولت الصعود إلى السماء ، إلا أن أجنحتى انتُزعتْ من جسدى وسقْطت على الأرض ووجدت نفسى عريانا بجوار بيت من بيوت الله، ولم أجد مكانا حتى لأحتمى فيه من البرد القارس ، فانزويت فى أحد أركان البيت بينما أوصالى ويداى وساقاى تصطك مثل فروع الشجر أمام عاصفة هوجاء ...
كان الصقيع والجوع يقتلانى .. لقد أصبحت إنسانا أشعر بما يشعر به الناس من برد ودفء وجوع وفرح وحزن وخوف وكآبة وسلام ..
انتصف اليوم ولم أرَ وجه إنسان ، وفجاة ظهر شخص قصير ضخم رقبته ملتصقة بجسده بدون فاصل وكرش منتفخ ممتد كإمرأة حامل ، ووجه محمر اللون ،يتدثر بثياب فاخرة ويمتطى جوادا يدل على أنه من النبلاء أو من علياء القوم ....
نظر إلىّ باشمئزاز وكأنى أهنت شعوره وأقلقت سلامه ، ثم أشاح بوجهه للجانب الآخر ومر مرور الكرام، فقلت فى نفسى لماذا البشر هكذا يكرهون بعضهم البعض، وعرفت عندئذ كيف تكون الأمور بينهم ، وسألت الله أن يتحنن ويغفر لى ويرسل لى المساعدة ويحمينى من البرد ، ويسند جوعى بكسرة خبز ويبلل فمى بقطرة ماء ...
وإذا بى أجد رجلا حسن الشكل يمتطى حمارا وفى يده كتاب.. لعله كتاب سماوىوأمامه جعبة مكورة تخيلت من جوعى أنها مليئة بخيرات الأرض فقلت فى نفسى يبدو أنه رجل من رجال الدين الذين يعظون الناس فى القرى عن المحبة والرحمة، وسوف يشعر حتما بحالى ويستضيفنى فى بيته ...
حاولت أن أتكلم أو أصيح حتى ينتبه لوجودى ولكنه نظر إلىّ ومر
كسابقه، فقلت لنفسى أن الموت أكرم من قساوة البشر وجفائهم وبغضهم .
بدأت استسلم للإحباط والموت ، وبينما دموعى تسيل على خدودى إذا بى أجد شخصا يرتدى معطفا قديما باليا من جلد الماعز قد ذهب لونه بتأثير عوامل الزمن، وصندلا متهالكا فى قدميه ، ويبدو على محياه الشاحب بياض الثلج ، انه لم يذق الطعام منذ ايام . يسير مترنحا غير متزن وكأنه احتسى برميلا من الخمر .
وقف أمامى فاغرا فاه كأنه يحاول أن يرى بدقة ما هو أمامه ، ثم قال: أأنت مجنون من المجانين التى هربت من مكمنها ؟ أم انت شيطان تتربص بانسان تريد أن تدخل عنوة فى حياته ؟ لا تقل لى أن اللصوص سرقوا ثيابك ومتاعك وتركوك كما جاءت بك أمك.
لم استطع أن أنبس بكلمة فرفعت إصبعى الى السماء
فقال : أرى هيئتك تختلف عن أشكالنا نحن البشر . أأنت من سكان السماء ؟ فرفعت اصبعى الى السماء ايضا .
فقال : إن حالك يقطع أحشائى يا من لا أعرف من أنت .. لكنك تحتاج الى قليل من الخمر تدفئ به أحشاءك
نظرت الى معطفه وكأنه فهم ما أعنيه فخلعه ووضعه على جسدى وأوقفنى وقال لى .. يبدو انك تموت من البرد والجوع ..
اننى أعرف غباوة وقساوة إمرأتى فهى لا تحب أن يزورها أحد ، وإن زارها تعرف كيف تعلمه ألا يجنح لبيتها مرة أخرى، ولكن حالك يا صديقى يجعلنى مضطراأن أحارب والنصر على الله ، لابد أن تحتسى حساءا ساخنا يمنحك بعض الشفاء ...
إن حالك لا يسمح بأن أفكر أو أن أتدبر شيئا
تحاملت على كتفه حتى وصلنا إلى كوخه ،واستقبلتنى زوجته بامتعاض واستنكار وقالت : ما الذى تحضره هنا يا رجل .. إن كان طعامنا لا يكفى لسد رمقنا . أتجلب لنا من يشاركنا فى هذا العبء !!
ابتسمت وقلت فى نفسى لا يشعر الانسان باحساس الآخر إلا إذا اختبر نفس الاحساس ومن هنا تولد المحبة ،وخُيل لى أن حالي قد حرك فيها الجزء الخَيرْفىأعماقها فقدمت لى بعض الحساء الدافئ ودثرتنى ببطانبة بالية ،وعرفت فيما بعد أن هذا الرجل اسكافى يقوم بصنع الأحذية واصلاحها لأهل القرية المساكين ، فيحصل على اجرته منهم بصعوبة ، واحيانا يتنازل عنها من كثرة المطالبة والمناهدة طلبا لراحة البال .
مكثت عنده بضعة أيام .. ثم قالت زوجته .. يجب على صاحبك هذا أن يعمل شيئا نظير ما نقدمه له من طعام ومأوى .. فأدركت اننى لابد ان اعمل ما يعمله البشر وتعلمت من الإسكافى كيف يقطع الجلد ويخيطه ويصنع منه الأحذية ، وتعجب عندما صنعت له أول حذاء .. حتى أنه قال لى .. يخيل إلىّ أنك كنت تمارس هذه المهنة من قبل ....
وعرف أهل القرية أن الإسكافى يشاركه رجل ما فى صنع الأحذية ويبتكر أحذية لم يروها من قبل وكأنها هدية من السماء، إلى أن دخل الكوخ أمير من الأمراء ضخم الجسم ومن ضخامته وعلو قامته انحنى حتى لا تصطدم قامته بسقف الباب وكان يتبعه خادمه .
قال للإسكافى بغلاظة : علمت أنك تستضيف رجلا يصنع بمهارة أجود الأحذية وأريده أن يصنع لى حذاء يعيش فى قدمى سنوات ،وقد أحضرت لك جلدا من أغلى الجلود التى لم ترها فى حياتك ...
قل لى من الآن هل تستطيع أن تصنع لى الحذاء الذى أريده أم لا ؟ لأنك إن لم تتقن صنعه أو بلى جلده ولم يعد له نفعا سوف يكون مصيرك السجن مدى الحياة .. فأنت لن تقدر على ثمن هذا الجلد .. أفهمت يا غبى ؟
نظر إلىّ الإسكافى بخوف وذعر وكأنه يستنجد بى فأومأت له بأن يأخذ الجلد وانصرف الرجل ...
قال لى الإسكافى : أنا رجل مسكين لا حول لى ولا قوة أمام هؤلاء الطغاة ، وأنا أثق فيك وعندى إيمان أن يد الله تعمل معك..
أخذت منه الجلد وشرعت فى قصه وعَلِمتْ أن هذا الرجل لا يحتاج إلى حذاء يضعه فى قدمه بل إلى خُف من أحذية الدفن لأنه سوف يموت فى مساء نفس اليوم ، فقد رأيت صديقى ملاك الموت يقف خلفه ولم يره الإسكافى ولا إمرأته .
قمت بقص الجلد وجعلته حذاء يُلبس في أرجل الموتي ، فنظر إلىّ الإسكافى بفزع وقال لى: ماذا تفعل يا مجنون ؟
أتريد أن تَزُج بى فى السجن .. الرجل أراد صنع حذاء يرتديه وأنت تصنع حذاء لدفنه .
لم انبس بكلمة وإذا الباب يقرع ودخل الخادم ليقول : سيدتى تأمركم ألا تصنعوا حذاء لزوجها لأنه مات ، فإن أمكن اصنعوا له حذاء للدفن
وهنا نظر إلىّ الإسكافى وزوجته نظرة يملؤها الرهبة وقالت زوجته : قل لنا بحق السماء مَنْ تكون ؟!
وأدركت عندئذ ما قاله الله لى : أن هناك عِلم لم يعطه الله للبشر لخيرهم فلا أحد يعلم متى سيرحل من هذا العالم ...
قد يقول الإنسان لنفسه سوف أفعل هذا وذاك ، وغدا سوف يكون لى شأن آخر ، وعيشى يا نفسى سنين كثيرة ولك القوة والجاه والسلطان ، وهو لا يعلم أنه قد لا يكمل مشتهياته وأمانيه حتى أن ملاك الموت قد يقبض روحه فى نفس اللحظة .
وقد عرفت أن ملاك الموت خُلق لكل إنسان ينتظر إشارة من السماء لإنتزاع روحه من خيمة جسده وهو الأمر الذى لم يعطه الله للبشر ، فابتسمتُ.
مر عام وأنا مع الإسكافى أنتظر أن أعرف ماذا يحتاج الناس ، حتى جاءت فتاتان ترتديان أفخم الثياب ويظهر على محياهما الحيوية وما يوحى بأنهما من طبقة رغدة ، تصحبهماإمرأة يظهر أنها من الطبقة الأرستقراطية ، وتَفرستُ فى الفتاتين فاذ بهما الطفلتان اللتان أخذت أنا روح أمهما وعرفت ما لم أكن أعرفه، لقد احتضنت تلك المرأة الغنية الطفلتين وربتهما أفضل تربية حيث لم يكن لها أطفال .
لقد فهمت أن كل إنسان لا يحيا بتدبيره ولا يعرف خيره من شره ، بل بكل كلمة تخرج من فم الله ،فقد أعطي للمرأة ما تحتاج اليه طفلتاها ولم يعط للرجل الغنى أن يعلم ما يحتاجه حذاء يرتديه أم حذاء يُدفن به ...
والآن أدركت أن الناس يحيون بالحب وحده ومن يحيى بالحب يحيى الله فيه لأن الله محبة وهذا هو قانون حياة البشر للسلام ..
وعند هذه اللحظة تعلمت أن مشيئة الله يجب أن يخضع لها البشر لأنها فى خيرهم ...
وشعرت بقشعريرة ملأت كل كيانى وإذا بالأجنحة لصقت بجسدى أمام ذهول الرجل وزوجته ... شكرتهم على ضيافتهم وأعلمتهم أن الله سوف يكافئهم ، وغبت عن الأنظار وتمنيت أن يأتى يوما يفهم فيه البشر أن حياتهم فى يد الله .
*****
أما أنا فشكرت الملاك الذى هو بطل من أبطال تولستوى على قصته الرائعة ووضعت الكتاب موضعه وقلت فى نفسى : هل أحد اتعظ ؟
وأي كان الأمر فسوف أنشر قصة الملاك الذي حاول أن يفكر تفكير البشر فعاقبه الله حتي تَعلَمَأن مايراه البشر غير مايراه الله لخيرهم
وهنا دخل ميكو ووجدني في حاله من الاندهاش ورفع عينيه وثبت نظراته في عينىّ وكأنه يريد أن يعرف سبب اندهاشي ..
فقلت له : هناك أشياء ياميكو ينبغي ألاتعرفها
وذهب كل منا إلي مخدعه ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كل يوم - الناقد الفني طارق الشناوي يحلل مسلسلات ونجوم رمضان


.. كل يوم - طارق الشناوي: أحمد مكي من أكثر الممثلين ثقافة ونجاح




.. كل يوم - الناقد طارق الشناوي لـ خالد أبو بكر: مسلسل إمبراطور


.. كل يوم - الناقد طارق الشناوي: أحمد العوضي كان داخل تحدي وأثب




.. كل يوم - الناقد طارق الشناوي : جودر مسلسل عجبني جدًا وكنت بق