الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أحلام الأنبوب: نهب الثروة النفطية للعراق 3

خسرو حميد عثمان
كاتب

(Khasrow Hamid Othman)

2018 / 5 / 18
مقابلات و حوارات


-أحلام الأنبوب: نهب الثروة النفطية للعراق-3
‏*Jeff Schechtman: مرحبًا بكم في راديو WhoWhatWhy. أنا جيف شيشيتمان؛ ذهب دونالد ترامب،في اليوم التالي لأداءه اليمين الدستورية، إلى مقر وكالة الاستخبارات المركزية و قال: (كان يجب أن تحتفظ الولايات المتحدة بالنفط العراقي بعد الانسحاب من العراق). وأضاف بأنه لربما سيحظون بفرصة أخرى، مستحضراً المثل القديم القائل "إلى المنتصر تعود الغنائم". كان من المفترض أن يكون المنتصر الحقيقي هو الشعب العراقي، في الواقع. إدّعت الحكومة أن لديها 45 مليار برميل من النفط. كانت عائدات النفط المستدامة، على حد تعبير الولايات المتحدة، كافية لجعل حياة الشعب العراقي أفضل بما لا تُقارن. لكن لم يحدث أي من هذا. وبدلاً من ذلك ، قامت شبكة من الفساد والخداع والجشع وسوء الإدارة بنهب النفط.
كيف حدث هذا، ومن إستحوذ على الثراء، وكم كان النفط موجوداً بالفعل هناك، وما هي العواقب الحقيقية وغير المقصودة لهذه القصة؟ هذه هي القصة التي تخبرني بها ضيفتي، الصحافية الاستقصائية ERIN BANCO، وهي مراسلة تحقيق في The Star-Ledger و NJ.com. تُركز في عملها على تقاطع المال مع الحكومة. وهي زميلة سابقة في The New York Times، ومراسلة الشرق الأوسط في International Business Times. قامت بتغطية النزاعات المسلحة وانتهاكات حقوق الإنسان في الشرق الأوسط منذ سَنَوات، ويسعدني أن أرحِّب بها، هنا، للحديث عن كتاب "أحلام الأنبوب: نهب الثروة النفطية للعراق". ERIN، شكراً على انضمامكِ إلينا على راديو WhoWhatWhy.
‏** ERIN BANCO: شكراً على الاستضافة.
‏*Jeff Schechtman: من أجل فهم ما حدث للنفط، والفساد، والجشع، والكثير مما كتبتِ عنه في كتابك "أحلام الأنبوب"، هل نحتاج العودة إلى البداية وفهم الخطيئة الأصلية هنا بالفعل؛ والأهداف التي نَقَلَتنا (يقصد الغزو الامريكي-خسرو) إلى العراق في المقام الأول؟
‏**ERIN BANCO: نعم، أعتقد أن هذا جزء منه بالتأكيد. أعتقد أن ما يجب أن نفهمه عند النظر إلى هذه القصة هو أنه نوع من التطور حصل في جزأين منفصلين من العراق. تطور في كوردستان العراق، الذي يحكمه الحكومة الإقليمية الكوردية. حيث تجري الامور فيه بطريقة مماثلة لما تجري في العراق، الذي تشرف عليه وتديره الحكومة المركزية في بغداد. للطرفين قصص مماثلة عن الفساد ونهب الثروة النفطية. أعتقد ان ما يتعين علينا القيام به هو البدء، كما قلتم، من البداية والتمعن في كيفية استخدام الولايات المتحدة لدورها، عندما ذهبنا إلى العراق، مع الحكومة الإقليمية الكوردية بعد عام 2003. هذا هو المكان الذي يبدأ فيه كل شيء حقا.
‏*Jeff Schechtman: هل كانت هناك خطة ، فكرة، عن كيفية استخدام هذا النفط من أجل تحسين وضع الشعب العراقي بعد الحرب، كما قِيلَ في ذلك الوقت، عندما دخلنا العراق في عام 2003؟
‏**ERIN BANCO: نعم. شُكلت لذلك هيئة في التسعينات من القرن الماضي. وضعت الحكومة الإقليمية الكوردية نظاماً للعقود، خطط لكيفية تطوير قطاعها النفطي الذي لم يكن مستغلاً في تلك المنطقة من العراق لدرجة كبيرة، ولم يتم تطويره. لذا قاموا بإعداد هذه الخطة في التسعينات من القرن الماضي، بالفعل، ولم يباشروا بالتنفيذ الفعلي لها حتى عام 2003. كان ذلك هدف دخول الولايات المتحدة، والدول الغربية الأخرى، الى هذا الجزء من العراق.وكانت الفكرة أن الحكومة الإقليمية الكوردية، والحكومة في بغداد سوف تستخدمان ايرادات مبيعات النفط لإعادة بناء بلادهم واقتصاده بعد الإطاحة بصدام. كان هذا هو الهدف ، الذي لم يتحقق على أرض الواقع.
‏* JEFF SCHECHTMAN : هل كانت هناك خطة افتراضية حول كيفية تحقيق ذلك؟ أوكان الإكتفاء بمقولة: "سنرى ما نفعله بعد ذلك"؟
‏**ERIN BANCO: كانت هناك خطة. لقد تم إعلام حكومة إقليم كوردستان من قبل أشخاص في إدارة بوش حول كيفية تنفيذها. ورافق مسؤولون تنفيذيون من شركات النفط موظفين من إدارة بوش للاجتماع مع الحكومة الإقليمية الكوردية لتحديد كيفية تنفيذها. ما حدث، في نهاية المطاف ، هو أن الحكومة الإقليمية الكوردية أنهت الأمر بإحالة العقود الى شركات نفطٍ غربية، مثل شركتي بريتيش بتروليوم وأكسون. كانت الفكرة أن تدخل شركات النفط الدولية وتكسب الكثير من الاموال لأنفسها، وإعادتها إلى الاقتصاد المحلي. كانت الفكرة هي؛ أن تعود الثروة النفطية مرة أخرى على هيئة مشاريع إعادة الإعمار، وبناء المدارس والمستشفيات، التي كانت من شأنها توظيف السكان المحليين. ولكن ما حدث هو أن المنطقة أصابتها مرض "لعنة الموارد التقليدية" في نهاية المطاف ، حيث لم تتدفق الأموال من مبيعات النفط بطريقة ينتفع منها الفرد العادي، وإنما إلى حكومة إقليم كوردستان، مما سببت في معانات السكان المحليين.
‏*JEFF SCHECHTMAN : لماذا لم يفعلوا ذلك؟ ما الذي بدأ يحدث في وقت مبكر ، من حيث سوء الإدارة والفساد الذي حال دون حدوث ذلك؟
‏**ERIN BANCO: أعتقد أن الفساد بدأ فعلياً عندما بدأت حكومة إقليم كوردستان في اكتساب زخمها، بمعنى أن الفساد بدأ عندما حصلت حكومة الاقليم على حلفاء أقوياء حقيقيين ، مثل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة. لقد شعروا بأن أملهم في الاستقلال عن بغداد اصبح قيد المنال.
حالما بدأت المزيد من شركات النفط الدولية بالقدوم الى المنطقة للإستكشاف وإستثمار المزيد من الأموال، إزدادت إطمئنان الحكومة الإقليمية الكوردية، فعلياً، بأن أمامها فرصة للنجاح. ورافقت ذلك المزيد من السلطة والجشع. تتميز هذه المنطقة من العراق تاريخيا بالمنافسات السياسية، وهو مجتمع قائم على العشيرة. عائلتان قويتان تتنافسان على السلطة والسيطرة على الأموال، و في الحقيقة، كانت الأموال كلها تتدفق من قطاع النفط. كان ذلك هو الأساس الذي استند إليه نمو الفساد بالفعل.
مع تطور الأمور، قام هذان الفصيلان السياسيان المتحاربان بكل ما في وسعهما للسيطرة على تلك الأموال، ومن بعدها مولوا أحزابهم السياسية بها. الكثير من الأموال ذهبت إلى جيوب قادة تلك الأحزاب في نهاية الأمر. هكذا تبددت الثروة حقا.
‏*JEFF SCHECHTMAN: إستمرت الرشاوى بكثرة، التي كانت مصدرا للأموال أيضا. تحدثي عن ذلك قليلا .
‏**ERIN BANCO : بالتأكيد. عندما تتحدث إلى الأشخاص الذين يتعاملون في الشرق الأوسط ، وبالأخص العراق ، فإنهم غالباً ما يقولون، إن العمولات ليست سوى جزء من اللعبة. هذه هي الطريقة التي تعمل بها الأشياء هناك. يجب عليك تقديم الهدايا من أجل الحصول على ما تريد. أعتقد أن العراق بلد غير منظم إلى حد كبير، قطاعه النفطي غير منظّم، لهذا استمر الكثير من الأمور بالتسرب من خلال الفجوات التي لم يكن أحد يعرفها أو كان يعرفها وتستر عليها. يخطر ببالي عملية إرتشاء محددة ، هي واحدة من الخطوط العريضة في الكتاب: عندما ترسل شركة بارزة للنفط والغاز الطبيعي في الشرق الأوسط 12 عربة مدرعة إلى موظفي وزارة الموارد الطبيعية في الحكومة الإقليمية الكوردية قبل أسبوع واحد فقط من توقيع العقد.
تمكنت من الحصول على السجلات الخاصة بتلك الشحنة و الرشوة. كانت هنالك الكثير من الحوادث من هذا القبيل، كلما حاولت الشركات النفط العالمية الحصول على العقود. تلك الرشاوى كانت عمولات الى الجيوب، أو في أيدي من يسيطرون على النفط في الحكومة الإقليمية الكوردية.
‏*JEFF SCHECHTMAN : من بين الأشياء الأخرى التي تشيرين إليها ، هو أن هناك نفطا أقل مما توقعه الناس في البداية. تكلمي عن هذا.
‏**ERIN BANCO : بالتأكيد. أعتقد أنه من المهم التمييز، مرة أخرى، بين الجزء الشمالي من العراق ـ كوردستان العراق و العراق. أُجْريت المسوحات الزلزالية في الجزء الشمالي من العراق ـ كوردستان العراق . كان الناس يبحثون في هذه الأرض منذ عقود ، منذ الستينيات من القرن الماضي. لكن لم يستكشف أحد ما تحت الرمال، تحت الأرض حقاً. أعتقد كان هناك تقديرا مبالغا فيه لمقدار ما كان النفط موجودا بالفعل، إلى أن بدأت الشركات النفط العالمية بالاستكشافات، عندها أدركوا بأن توقعاتهم الأولية لكميات النفط الموجودة في باطن الأرض لم تكن دقيقة حقاً.
لهذا لا يشكل نفط كوردستان العراق سوى جزء صغير من النفط الكلي للعراق. الأسباب التي حفزت شركات نفط عالمية للدخول إلى ذلك الجزء من العراق أثناء حرب العراق لأنها كانت غير مستغلة. الصلات الجيدة مع الحكومة الإقليمية الكوردية كان شرطاً للوصول الى تلك المنطقة. كانت للكثير من شركات النفط الدولية نتائج مخيبة للآمال ، وانسحبت فعليًا من تلك المنطقة لأنها لم تكن قادرة على تحقيق الارباح.
‏*JEFF SCHECHTMAN: تحدثي قليلاً عن تقييم الشركات متعددة الجنسيات للوضع القائم، بكل ما يتعلق بالأسر المتحاربة، المعادلة السياسية هناك وأدوارها.
‏**ERIN BANCO : كان هناك نقص في المعلومات لدي الشركات النفط المتعددة الجنسيات حول الحكومة الإقليمية الكوردية حسب اعتقادي. لأن الكثير منها كانت تعاملها مع الحكومة المركزية في بغداد، لفترة طويلة. رغم أن الأمور لم تكن سلسلة هناك أيضاً، ولكنوجود وزارة نفط والتعامل مع عدد من الأشخاص فيها جعلت الأمور أكثر منهجية، من حيث كيفية الحصول على الموافقات و إبرام العقود. لكن الأمور في الحكومة الإقليمية الكوردية كانت غامضة بعض الشيء. لم تكن هناك خريطة طريق واضحة المعالم وسريعة حول كيفية الحصول على الموافقات أو عقد للاستكشاف في تلك المنطقة. لذا فإن الكثير من الشركات ظُللوا وتوقعوا أن تسير الأمور بسلاسة، ولكنهم وُجهوا بالكثير من المشاكل المختلقة من قبل الطرفين المتحاربين في تلك المنطقة.
كان من غير الواضح جداً التفاوض مع مَنْ. لم يكن معلوماً من الذي كانوا يتعاملون معه في أي وقت معين. كانت هناك الكثير من الأشياء تجري وراء الكواليس في المجال السياسي في كوردستان العراق والتي لم يستوعبوها إلا في وقت لاحق. لم يكن ذلك حتى عام 2005 ، 2006 ، حيث تم تعيين أشتي هه ورامي وزيراً للموارد الطبيعية في كوردستان العراق، وما زال. إنه يعالج كل شيء هناك، ولكن حتى مع وجوده إستمر وجود المنافسة داخل النظام السياسي ، وما زال الناس يحاولون التأثير على العقود من خلف الأبواب المغلقة. أعتقد أن ما تعلموها مبكراً بأن الحصول على عقد في تلك المنطقة كان صعباً للغاية، وإن شروط التفاوض عليه لم تكن سهلة.
‏*JEFF SCHECHTMAN: هل كانت محاولات الشركات النفط الكبرى، إكسون والأخريات، ناجحة؟
‏**ERIN BANCO : أعتقد أن الأمور و شروط العقد تختلف من شركة نفط دولية الى أُخرى. توجد شروط قياسية في العقود، ولكن العوائد والمدفوعات غالبًا ما تتباين بشكل طفيف. أعتقد أن ذلك يعتمد على مقدار رأس المال الذي ستأتي به شركة النفط الدولية إلى المنطقة ، والمبلغ الذي يجب أن تبدأ به. ويعتمد ذلك على رأسمالها.
لم يكن المسعى مثمراً بالنسبة للكثير من الشركات، حسب تقديري، وكانت خسارة كبيرة بالنسبة لشركات الاستكشاف والإنتاج الصغيرة. اكتشفوا صعوبة التنقل من خلال النظام السياسي، لم يكن هناك ما يكفي من النفط تحت الأرض لتحقيق الارباح ، الحصول على نتائج مشجعة من الاستكشاف صعب. لذلك رأينا العديد منها انسحبت من المنطقة منذ أواخر العقد الأخير من القرن الماضي ولحد الوقت الحاضر وخصوصاً أولئك الذين لم يستطيعوا الاعتماد على التعامل بالأجل. الامور كانت مختلفة بالنسبة لشركة Exxon . أعتقد أنها كانت خطوة جيدة لها على المدى القصير لأنهم كانوا قادرين على التأثير في كوردستان العراق، والتفاوض على صفقة جيدة حقا. لقد انسحبوا جميعاً، الأن، من المنطقة ، وهم يعملون فقط في العراق. لذلك أعتقد أن الأمر يختلف من شركة إلى أخرى. لكنني أعتقد أنها كانت خطوة جيدة بالنسبة لشركات النفط الدولية الأكبر . أما بالنسبة للأصغر حجما الذين ، كما قلت، لا يستطيعون الاعتماد على الدفع الأجل ، كان الأمر صعباً عليهم.
‏*JEFF SCHECHTMAN : من الذي إستفاد من كل هذا؟
‏**ERIN BANCO: ليس شعب كوردستان العراق بالتأكيد. عانى سكان كوردستان العراقيون بشكل هائل. الذين استفادوا فعلياً من نظام قطاع النفط وموارده هم الأحزاب السياسية، أولئك الذين يقودون الأحزاب السياسية. عائلتي بارزاني و طالباني و حواشيهم، والمسؤولون في وزارة الموارد الطبيعية، أشتي هه ورامي. ثم أعتقد أن بعض المديرين التنفيذيين لشركات النفط العالمية حققوا الكثير. لقد حققت شركة Belski Stone Petroleum نتائج جيدة، حيث استفاد المسؤولون التنفيذيون فيها من وجودهم في المنطقة. أعتقد أن معظم الثروة تدفقت إلى كبار الموظفين ، وأعضاء الحكومة في كوردستان العراق، والأحزاب السياسية. ومثلما قلت ، فإن عائلتي بارزاني ، و الطالباني ، والحزب الديمقراطي الكوردستانيKDP، وكذلك اعضاء المكتب السياسي للاتحاد الوطني الكوردستاني PUK.
(يتبع)








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما التصريحات الجديدة في إسرائيل على الانفجارات في إيران؟


.. رد إسرائيلي على الهجوم الإيراني.. لحفظ ماء الوجه فقط؟




.. ومضات في سماء أصفهان بالقرب من الموقع الذي ضربت فيه إسرائيل


.. بوتين يتحدى الناتو فوق سقف العالم | #وثائقيات_سكاي




.. بلينكن يؤكد أن الولايات المتحدة لم تشارك في أي عملية هجومية