الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ترامب يحوّل الخسارة إلى نجاح

نادية خلوف
(Nadia Khaloof)

2018 / 5 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


لا يستطيع ترامب تحمّل الاعتراف بإخفاقه في ملف كوريا الشمالية

ديفيد فروم: محرّر في الإتلانتك، وكاتب خطابات الرئيس جورج دبليو بوش سابقاً

ترجمة: نادية خلوف

لا خيار أمام الإدارة الأمريكية الآن سوى المضي في التّظاهر بأن المفاوضات تسير بشكل إيجابي.


التفكير في سياسة الرئيس ترامب مع كورية كدراما في الأشهر القليلة الماضية تتكشف في فصول متعددة:
الفصل الأول: يوافق ترامب بشكل مفاجئ على مقابلة الدكتاتور الكوري الشمالي كيم جونغ أون. ربما لا يدرك ترامب أن الكوريين الشماليين كانوا سعداء لعقد مثل هذا الاجتماع لعقود من الزمن ، إلا أنّ ترامب تفاخر بأنه حصل على تنازل كبير.

الفصل الثاني: عرف ترامب تدريجياً أنّه خدع، ولكي يثبت فوزه ، وليس حماقته ، بدأ في المبالغة حول تلك القمة ، ووعد بأن تكون كوريا الشمالية خالية من الأسلحة النووية.
الفصل الثالث: يصدر الكوريون الشماليون بياناً يدحضون فيه ما فخرفيه ترامب. لا . لن ينزع السلاح النووي. وبالمناسبة فإن ترامب هو الذي يجب أن يشيد بهم ، وليس العكس: إذا أراد مؤتمر قمته أن ينجح، فعليه إلغاء المناورات المشتركة بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية.
نحن الآن في الفصل الرابع - ولم يكتب بعد الفصل الخامس.
بحلول منتصف يوم 16 مايو ، كانت إدارة ترامب ونظراً لإحراج الفصل الثالث تقوم بإنكار بإنكار حدوث أي شيء غير مرغوب فيه خلال مسيرته المهنية ، تعامل ترامب مع الفشل عن طريق تحريف الفشل بوقاحة كنجاح.

في عام 1995 ، على سبيل المثال ، ترأس ترامب بيع فندق بلازا مقابل 75 مليون دولار أقل مما كان قد دفع ثمنه في عام 1988. وكان غير حائز للفندق منذ فترة طويلة، وفي ذلك الوقت لم يكن أكثر من مجرد واجهة للنقابة من الدائنين الذين سيطروا بالفعل على ما تبقى من محفظة ترامب بعد عام 1990 ، عندما واجه الإفلاس في كل شيء ما عدا الاسم. ومع ذلك أصر ترامب على أنّه وشع مشتري بلازا في العصّارة ، وقدّم الكثير لترامب.
ربما ينبغي لنا أن نتوقع أن يتكرّر موضوع فندق بلازا حول قمة كيم ترمب القادمة. طالب وزير الخارجية اللأمريكية مايك بومبيو بنزع السلاح النووي "الكامل، والتحقق من نزعه بشكل لا رجعة فيه" أو تكون الفوضى. هذا لن يحدث لكن ربما يحدث شيء آخر: ربما اختبار مؤقت ، أو بعض التدابير المؤقتة الأخرى التي يمكن ترقيتها بطريقة ما إلى الحصول على "الصفقة الكبيرة" الموعودة.
قد لا يكون أمام الإدارة الأمريكية خيار سوى ذلك الآن ، لكنّها تميل إلى التظاهر بأنها حققت نجاحاً كبيراً في مفاوضاتها الكورية لسببين:
أولاً ، تعتمد خيارات الولايات المتحدة في شبه الجزيرة الكورية بشكل كبير على تعاون كوريا الجنوبية. لقد أصبح ترامب الآن خائفاً للغاية، وأبعد الرأي الكوري الجنوبي عن حساباته. تم انتخاب رئيس كوريا مون جاي أين من الحمائم بنسبة 41 في المائة فقط من الأصوات. تشير استطلاعات الرأي الآن إلى درجة قبوله في منتصف السبعينيات ،ولكن بسبب نجاحه مع ترامب في إبعاده عن "النيران والغضب" وجلبه نحو المفاوضات. وكما يلاحظ روبرت كيلي من جامعة بوسان الوطنية في كوريا الجنوبية ، فإن الاشمئزاز ضد ترامب عزز الإجماع الحمائمي في كوريا الجنوبية.
لقد قام الكوريون الجنوبيون بالكثير من الأعمال تجاه ترامب في قمة كيم ، وليس الكوريين الشماليين. كان الرئيس مون هو الذي أوحى بذكاء أن ترامب يستحق جائزة نوبل في القمة - وهو الطّعم الذي ابتلعه ترمب كغبيّ. في الواقع ، كان الوفد الكوري الجنوبي هو الذي وضع فكرة القمة لأول مرة في قلب ترامب في شهر مارس. لقد كان الكوريون الجنوبيون هم الذين أعلنوا على الفور إجابة "نعم" السّريعة لترامب ، وبعدها أغلقوا الباب خلف الرئيس قبل أن يفهم الآثار الكاملة لما فعله ، وقبل أن يثنيه عن ذلك عن موظفوه ووزيرة خارجيتة.
لا تسعى القيادة الكورية الجنوبية فقط إلى تقييد خيارات ترامب ، بل تريد الإعلان عن ذلك القيد للعالم. في أغسطس 2017 ، أكد مون حق النقض على أية عمليات عسكرية أمريكية في شبه الجزيرة الكوريّة. ربما يستطيع مون فرض هذا الفيتو. ربما لا. لكن المخططون الاستراتيجيون الأمريكيون قد لاحظوا أن أهم حليف لأمريكا في هذا المسرح لا يريد أي جزء من حرب ترامب. في ظل هذه الظروف ، فإن التظاهر بالثقة في نجاح قمة ترامب كيم قد يصبح الخيار الأقل سوءًا داخل البنتاغون وكذلك في سيئول.
قد لايكون لدى إدارة ترامب خيار سوى أن تشرف على القمة لسبب آخر هذه المرة من صنعها: قبل التحقيق الفعلي للنجاح الكوري ، التزمت أمريكا بمواجهة ثانية ضد إيران.
أزمتان نوويتان في صيف واحد هي قهوة قوية للشّرب ، حتى بالنسبة لمجلس الأمن القومي جون بولتون. إذا أرادت الإدارة أن تطبّق سياسة صارمة ضد إيران ، الموضوع سوف يتدهور في شمال شرق آسيا. إن التظاهر بالنجاح في القمة هو في هذه المرحلة ، على الأرجح هو السبيل الوحيد لتحقيق هذا التصعيد.
ولعل الأهم من ذلك ، أن الوضع غير المواتي الذي أوجدته الإدارة لنفسها فيما يتعلق بإيران ، وهي العودة إلى سياسة العقوبات قبل 2015 ، هذه المرة فقط بدون حلفاء وبدون قرارات الأمم المتحدة - ينحاز بقوة إلى البيت الأبيض ترامب ليخدع نفسه بالنجاح. إذا فشلت العقوبات الدولية الحادّة ضد كوريا الشمالية ، ونجح كيم في إخماد إرادة ترامب ، فإن التوقعات تبدو سيئة بالنسبة للعقوبات الأضعف من جانب واحد التي يمكن لترامب فرضها على إيران. إذا كان من الممكن وصف سياسة كوريا بأنّها ناجحة ، فإن سياسة إيران لا تبدو في طريقها للفشل.
لقد شرح أحد السياسيين البريطانيين منذ زمن طويل مذهب الحكومة بهذه الشروط التي لا تنسى: "لا يهم ما هي الكذبة التي نقولها ، طالما أننا جميعًا نروي نفس الكذبة اللعينة". نادرا ما يمكن لترامب ضبط نفسه ليقترب من نفس الكذبة اللعينة لكن هذه المرة ، قد لا يكون أمام الإدارة خيار، وربما تركوا بقية العالم دون خيار سوى التظاهر بالاعتقاد بهم ، باعتبارها الطريقة الوحيدة لتجنب حرب كارثية في ظل رئيس غير موثوق به.
عن الاتلانتك








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كاميرات مراقبة ترصد فيل سيرك هارب يتجول في الشوارع.. شاهد ما


.. عبر روسيا.. إيران تبلغ إسرائيل أنها لا تريد التصعيد




.. إيران..عمليات في عقر الدار | #غرفة_الأخبار


.. بعد تأكيد التزامِها بدعم التهدئة في المنطقة.. واشنطن تتنصل م




.. الدوحة تضيق بحماس .. هل يغادر قادة الحركة؟ | #غرفة_الأخبار