الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قطب معارض كبير، هل هذا ممكن؟

فؤاد سلامة

2018 / 5 / 18
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية


الذين تعاونوا في الانتخابات النيابية التي جرت مؤخرا في إطار لوائح المجتمع المدني ولوائح المعارضة المشابهة، وبذلوا جهودا مضنية لإيجاد أرضية فكرية - سياسية لبناء تحالف مدني معارض عابر للمناطق والطوائف، سيكون أمامهم تحدي الحفاظ وتطوير الإطار الوحدوي الذي نشأ والذي يمكن أن يتسع لاستيعاب أعداد كبيرة من المعارضين التائقين لقيام قطب معارض كبير، والذين يقدرون بحوالي 85 ألف مقترع، إذا أضفنا إليهم الأوراق البيضاء.

مع انتهاء الانتخابات النيابية سيحتاج قادة وكوادر الحراك المدني والمجموعات التي عملت معا لبناء تفاهمات سياسية لا تنتهي بانتهاء الانتخابات، سيحتاجون لمراجعة وتقييم تجربتهم، بهدف معالجة الثغرات وتوسيع وتمتين التفاهمات وتحسين الأداء، ومن ثم تقرير الشكل الذي يمكن أن يتابعوا به ما بدأوه معا. وهذا الشكل ينبغي منطقيا أن يكون أبعد أفقا وأوسع قاعدة، وأشمل رؤية، وأكثر تنظيما من كل ما سبق، لأن قاعدة التراكم يجب أن تعمل هنا إذا أحسنا مراجعة التجربة واستخلاص دروسها.

ـ المعارضة النخبوية:
من الطبيعي أن يرفض البعض المراكمة على ما مضى، وأن يفضلوا ما يعطيهم دورا رياديا ومتميزا، ولكن الدينامية المتولدة من تجربة التحالف ومن نشوء قطب عابر للطوائف تجعل ممكنا استقطاب أعداد كبيرة من المعارضين الذين لا ترضيهم أحزاب هامشية، أو قوى ذات خطاب خشبي، أو شلل شديدة النخبوية تطالب بالمستحيل حفاظا على الخصوصيات. جميع هؤلاء يمكن تفهمهم، والتوجه بشكل خاص نحو آلاف المعارضين المتطلعين لقيام تشكيل معارض قوي وكبير قادر على تهديد هيمنة الأحزاب الطائفية التي ترعى وتحمي منظومة السلطة المافيوية التحاصصية.

من الضروري استخلاص الدروس من تجربة "اليسار الديمقراطي" الذي تراجع بسرعة قياسية من حزب يعد بالآلاف إلى شلة صغيرة لا دور لها. وكذلك استخلاص الدروس من أحزاب علمانية مصابة بالهرم الدائم، لا هي تنمو ولا هي تموت، بل تبقى في حالة مراوحة تنعكس تراجعا تدريجيا، كالحزب الشيوعي على سبيل المثال.

قيام قطب معارض جدي وذي مصداقية يتطلب البناء على التفاهمات التي توصل إليها "تحالف وطني" بعد جهود طويلة، أي الوثيقة السياسية والوثيقة الأخلاقية، وتعميق هاتين الوثيقتين وتمتينهما، وبالموازاة مع هذا الجهد استكمال العمل على صياغة وثيقة الديمقراطية، ووثيقة الرؤية الاقتصادية ـ الاجتماعية. على أساس هذه الوثائق الأربعة يمكن أن تتوضح وتتحدد الهوية السياسية للقطب المعارض الكبير المراد الوصول إليه..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تصريح عمر باعزيز و تقديم ربيعة مرباح عضوي المكتب السياسي لحز


.. طقوس العالم بالاحتفال بيوم الأرض.. رقص وحملات شعبية وعروض أز




.. يوم الأرض بين الاحتفال بالإنجازات ومخاوف تغير المناخ


.. في يوم الأرض.. ما المخاطر التي يشكلها الذكاء الاصطناعي على ا




.. الجزائر: هل ستنضمّ جبهة البوليساريو للتكتل المغاربي الجديد؟