الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اشكالية تذكرة المترو

نشات نصر سلامه
كاتب وباحث علم الاجتماع وخبير علم الاجرام ومهندس استشارى

(Nashat Nasr Salama)

2018 / 5 / 18
المجتمع المدني


منذ عدة أيام ارتفعت قيمة تذكرة المترو بمصر من اتنين جنيه الى ثلاث فئات ثلاثة وخمسة وسبعة جنية طبقا لعدد المحطات .واصبح هذا الارتفاع في أسعار تذاكر المترو يثقل كاهل المواطن المصرى محدود الدخل ...
وبررت الدولة هذا الارتفاع بانها مازالت الارخص بالمقارنة بمعظم دول العالم وان التكلفة الحقيقية للخدمة اكثر من ذلك بكثير . في حين برر معظم المواطنين ان سبب تذمرهم هو دخولهم المحدودة والتي لا تتناسب مع هذه الزيادة الكبيرة من وجهة نظرهم .
هذه باختصار مشكلة زيادة أسعار تذاكر المترو .. وللأسف الشديد كلا الطرفين له كل الحق في وجهة نظرة ..
ولكن كيف حلت الدول المتحضرة هذه الإشكالية ؟ وهو التوفيق بين تكلفة تذكرة المترو وبين الدخل المحدود للطبقات الكادحة !!!
المواطن الذى دخله اقل من 18 الف ج في الشهر او الاسرة المكونة من زوج وزوجة وطفل ودخلهم الشهرى اقل من 30 الف اعتبروهم من محدودى الدخل ومن حق المواطن شراء اشتراك شهرى بحوالي 300 ج شهريا كنوع من تدعيم محدودى الدخل .واذا اردنا ان يكون دعم محدود الدخل بالمثل في مصر فاقترح بضرورة تدعيم المواطن الذى دخلة اقل من ثلاثة الاف ج شهريا باشتراك شهرى مائة ج شهريا ...يستطيع به ان يركب جميع مواصلات المدينة خلال الشهر .
رغم ان معظم الدول الغربية نظامها راسمالى الا ان دعم محدودى الدخل هي سياسة مشتركة في هذه الدول لتحقيق الاستقرار الاجتماعى والنفسى للمواطن .والمجتمع .... اما ان تقوم الدولة بتعلية سعر سلعة أساسية ويومية للمواطن دون دعم من الدولة يعبر عن سياسة تتجاهل البعد الاجتماعى والاقتصادي لقرارتها .ويؤدى ذلك الى زيادة الاحتقان الاجتماعى بين الشعب وأجهزة الحكومة وسوء تقدير من الجهة الحاكمة .
ان دعم تذكرة المترو لمحدودى الدخل ودعم الرعاية الصحية للمواطن المصرى اهم بكثير من دعم بنزين السيارات التي يركبها الأغنياء واهم أيضا من دعم المليارات الضائعة في ماسبيرو وكذلك المليارات الضائعة التى يتم صرفها سنويا على الازهر .
ان زيادة الاهتمام بمحدودى الدخل في جميع الدول الديمقراطية المتحضرة والمتقدمة والرأسمالية هي سياسة ثابته لا تخضع للاهواء وتعتبر خط احمر لا يستطيع اى سياسى ان يتجاوزه ولكن للأسف هذا ما حدث بمصر في الزيادة الأخيرة لاسعار تذاكر المترو والادعاء بان اشتراك الثلاثة شهور يجعل التذكرة في متناول محدود الدخل هو نوع من المغالطات الحسابية والتي تجعل محدود الدخل يقف حائرا امام جبروت دولة لا تحمى ظهره ومازالت تدعم صاحب سيارة المرسيدس في بنزينه ولا تساند محدود الدخل في اساسياته فدعم تذكرة المترو اهم أيضا من دعم السلع التموينية لأننا كلنا نعرف جيدا ان معظم الدعم للسلع التموينية لا يذهب لمستحقيه وانما الى جيوب التجار الجشعين والموردين .
فن فضلكم سدوا عشرات الثغرات الموجودة بالنظام الحالي المترهل لتوفروا عشرات المليارات ودعموا المواطن محدود الدخل في المواصلات والرعاية الصحية والتعليم وبهذا يمكن ان تنهض مصر ويعود الانتماء مرة أخرى .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نشرة إيجاز – برنامج الأغذية العالمي يحذر من مجاعة محتومة في


.. العراق يرجئ مشروع قانون يفرض عقوبة الإعدام أو المؤبد على الع




.. رئيسة -أطباء السودان لحقوق الإنسان-: 80% من مشافي السودان دم


.. إسرائيليون يتظاهرون عند معبر الكرامة الحدودي مع الأردن لمنع




.. الألعاب الأولمبية 2024: منظمات غير حكومية تندد بـ -التطهير ا