الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


Nada más importa ! .. 2 ..

هيام محمود

2018 / 5 / 20
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


هذه بعض "وساوس شيطاني" وبعض .. اِعترافات , الكتابة ليست ترويحًا عن النفس كما يظنّ الكثيرون .. من لا يرتزقون من أقلامهم يجب فهمهم جيدًا لأن الكثيرين منهم أقلامهم مدافع وإن غُلِّفَتْ بالورود والحكم و .. المبادئ ..

* قول أول مُحبط :

مجتمعات مُغيبَّة لن تُغيِّرها شوية كتابات بل لن تسمع بوجودها أصلا ! شيخ قذر جاهل يُغيِّب في دقائق عقول ملايين .. في حين أنّ ملايين المقالات والكتب والمقولات لم تأتِ إلا ببضعة مئات من مساجين كهوف الدين .

* قول ثاني مُؤلم :

يستحيل الفصل بين العروبة والإسلام , أغلب النخب غارِقة في وهم العروبة وعبث مخاطبة الشعوب قبل الفصل في المسألة مع نخبها .. العروبة أرض مسطحة والإسلام أرض ثابتة ويستحيل الكلام عن دوران أرضٍ قبل معرفة أنها ليست مسطحة .. إذا كانت أغلب النخب ترى الأرض مسطحة فهل يعقل مخاطبة الشعوب وتصوّر أنها ستقبل وتفهم أنّ الأرض تدور ؟!

* قول ثالث مُنفِّر :

الغوص في الكتب الإسلامية واِستعمال اللغة العربية يُشوِّه الفكر ويُلوِّث نقاوته , أكبر خطأ في هذا الصدد هو كتابة قصص أو أشعار بلغة نحن أول من نقول أنها ميتة ويجب تجاوزها .. فلماذا لا نكتفي بنقد الدين ؟ من أراد غير ذلك فليكتب بلغات أخرى .. ثم هذا عالَم لم يفهم باللغة المباشرة والفاضِحة لعقائده المهترئة فهل سيفهم باللغة الرمزية ؟ .. عبث وسفه من زعم غير ذلك ..

* قول رابع مُرعب :

التركيز على العروبة سيُلوِّثنا حتما بأطروحات القوميين العنصرية ولن نَنجُ من شظايا الخطاب العرقي الشوفيني المضاد لخطاب العروبة , والأهم أن رسالتنا لنْ تُفهَم وسط عالم بدوي يحكمه "عرق" "عربي" وهمي بدأتْ تُناهِضه منذ سنوات "أعراق" أصلية لا يعرفها أحد من شعوبنا التي ترى أنها "عربية" .... الذي تقول له أنك لستَ "عربيا" سيسألك هو ماذا إذن ولن يقبل منك هوية وطنية يُحاربها الجميع بل سيعود إلى الماضي باحثا عن الأعراق , وعند نهره عن ذلك سيتّهمك بالعنصرية ليس ضد "العرب" فحسب بل ضد كل الأعراق وكيف يكون وطن دون تاريخ وكيف سيخرج هذا المُتَلَقِّي من هذا التاريخ دون أعراق ؟!

* قول خامس مُدمِّر :

نحن لا نَجني شيئا من كتاباتنا , اليوم لا نَجني وحتى ذلك الغد المزعوم الذي ستُقطَف فيه الثمار لن نكون موجودين فيه , فلماذا مضيعة الوقت ؟ لماذا لا نكتب ما عندنا ونهتمّ بما هو أهم أيْ حياتنا الخاصة ؟ اكتبْ كتابا , اكتبْ ألف مقالة وألقها مرة واحدة ولا تُضعْ وقتك في هذه المواقع وهذه الحروب الدونكيشوطية التي تظنها "فكرا" , أَرْضِ "ضميرك" تجاه أوهامك بسرعة وعُدْ إلى حياتك الواقعية الحقيقية .. هناك من ينتظرك لتُعطيه وقتك وتخصّه برعايتك ..

* قول سادس , اِعترافات :

ما الفرق بينك يا "صاحب المبادئ" وبين أصحاب المعلوم من الدين بالضرورة ؟ ستدّعي أنك مبادئك "خيِّرة" وهم أشرار .. هم مثلا يقتلون الآخر وأنت تدعو إلى قبوله .. هم يقتلون العقل وأنت تدعو إلى إحيائه وتحريره .... لكنك في الأخير مثلهم "جامد" وتُدافع عن الجمود فمبادئك ليست "خيِّرة" كلها وأكيد فيها شرورا مثلهم وربما أعظم , ستجهل ذلك أكيد ولن تفهم خطأك لأنك جامد مثلك مثلهم تدافع عن .. "مبادئ" .. ما الفرق بين دكتاتورية البروليتاريا والإسلام دين الدولة مثلا ؟ ما الفرق بين اِحتقارك للمتدينين وبين اِحتقارهم لك ؟ .. لا تُنكر فأنت تحتقرهم ودعنا من الأوهام التي تدّعيها ويُصدِّقك فيها السذج كقولك أنك "تحترم" حقهم في أديانهم وفي خرافاتهم .. حقهم في أن يُدمِّروا كل حياة وجمال وكرامة على هذه الأرض التي تَئِنّ من وجودهم ! غريب كيف تُصبح بهذه السرعة والبساطة مُنافِقا وتَتناسى مبادئك المزعومة .. أنا مثلك لا أُنكر , لكني أختلف عنك في الأصول : المتدين يقول أنّ من لم يؤمن مصيره النار مهما فعلَ وقدّمَ حتى لو أوقفَ الأرض عن الدوران , وأنا أقول أن شعوبنا لا ولن تقوم لها قائمة ما بَقَتْ "عربية" .. لا يهم هنا الأدلة الداعِمة لزعمهم أو لزعمي فنقطتي تُعنى فقط بِـ "المبدأ" .. لن أقول لك أني أختلف عنهم وأزعم أنهم يفرضون وأنا لا أفرض , لن أنافقك في هذه النقطة بالذات لأنها ( الأصل ) الذي "دونه الموت" كما يقولون .. نعم أنا مثلهم , هم بكل عنجهية وصفاقة يدّعون أن الحقيقة واحدة ويجب فرضها منذ الصغر لكي تعيش وأنا مثلهم وبالطبع أنا أكثر عنجهية منهم فهم على الأقل يسمعون لمشايخهم وكتبهم أما أنا فلا أسمع لأحد .. ربما أنا أكثر "سلفية" من الدواعش فهم على الأقل يُجِلُّون كتبا وأمراء أما أنا فلا أُجلّ أحدا .. أنا أعلم يقينًا أن الحدوتة أصلها سلطة يجب أن تَفرضَ بالقوة على هذه الشعوب ما لا ولن تَستطيعَ فَهْمَه , عكسك أنت من ستُكلِّف أوطاننا قرونا أخرى من الذل والهوان .. وفي الأخير أنت "صاحب مبادئ" وهم "أصحاب معلوم بالضرورة" وأنا "صاحبة أرض تدور" وبين ثلاثتنا سيتحدّد المستقبل .

* قول أخير , أغنية جميلة ورب :

https://www.youtube.com/watch?v=G-3kKwdV8ms

أفتقد تلك الأيام عندما كنتُ صغيرة , كنتُ أسمع اللحن فأطرب دون معرفةٍ بما يُقال ويُغَنّى .. اليوم ومنذ وقت طويل تغيَّرَتْ المُعادلة , وللأسف هذا الرب موجود في كل مكان .. حتى عند من لم يقصدْ حقيقته التي يعرفها من تجاوزه وعلمَ حقيقته "الحقيقية" .. غصبًا عنّا سنقبل وجود هذا الربّ ؟ .. للأسف : نعم !!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ملف الهجرة وأمن الحدود .. بين اهتمام الناخبين وفشل السياسيين


.. قائد كتيبة في لواء -ناحل- يعلن انتهاء العملية في أطرف مخيم ا




.. وسائل إعلام إسرائيلية تناقش تداعيات الرد الإيراني والهجوم ال


.. إيران وروسيا والصين.. ما حجم التقارب؟ ولماذا يزعجون الغرب؟




.. مخلفا شهداء ومفقودين.. الاحتلال يدمر منزلا غربي النصيرات على