الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إقامة جهادي وترانزيت طفل

عادل صوما

2018 / 5 / 20
كتابات ساخرة


المشهد الاول
ورد في الانباء من شهر أن الحارس الشخصي لمؤسس تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، يعيش في ألمانيا منذ عام 1997، ويتقاضى راتبا اجتماعيا شهريا قيمته 1168 يورو لأنه لا يعمل، وكشفت الحكومة الإقليمية عن قيمة الراتب بعد أن قدم حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني المتشدد طلب إحاطة بشأن الرجل، ويدعى سامي أ، تونسي الجنسية.
نفى الرجل منذ وصوله ألمانيا بتأشيرة دراسة أي صلة بالأعمال الجهادية، أو تلقيه دروسا قتالية في معسكرات "القاعدة"، وهو أمر مستحيل نظرا إلى الوظيفة التي كان يعمل بها مع رجل مطلوب من عدة جهات، واستُبعد ترحيله من ألمانيا إلى تونس بسبب مخاوف القضاء الألماني من تعرضه للتعذيب في تونس، ثم أجرت السلطات الامنية تحقيقات مرة اخرى معه بشأن مزاعم صلته بتنظيم القاعدة في سنة 2006، بدون توجيه اتهام له لعدم وجود أدلة، ويعيش سامي مع زوجته الألمانية وأطفاله الأربعة منذ ذلك الحين في مدينة بوخوم غربي ألمانيا، والتحق بعدة دورات دراسية على نفقة حكومة ألمانيا في مجال التكنولوجيا، لأنه حصل على تصريح إقامة موقت في ألمانيا سنة 1999، ورغم ذلك رفضت السلطات طلب لجوء تقدم به في سنة 2007، لأنه كان مدرجا على قائمة الخطرين أمنيا، ويتعين عليه التواصل مع قسم الشرطة يوميا.
بعد وصول هذه المفارقات إلى الاعلام، سارعت وزارة الداخلية الألمانية إلى تطمين الرأي العام، قائلة إنها تعتزم ترحيل الرجل، رغم وجود موانع قضائية، بسبب عدم وجود ضمانات دبلوماسية من تونس بأن سامي لن يتعرض للتعذيب، لكنها لم تحصل عليها بعد. وقالت السلطات المحلية إنها حاولت في السابق طرده عدة مرات، لكن القضاء أحبط مساعيها، وقد تابعتُ يوميا معظم وكالات الانباء منذ ذلك الحين، ولم أقرأ عن شيء يفيد بتحرك هذه القضية، ما يعني انها ببساطة حُجبت عن الاعلام لسبب ما.
المشهد الثاني
في سنة 2004 كنت مع اسرتي في الطريق إلى الولايات المتحدة من لبنان، بعد قبول طلب الحصول على الجنسية الاميركية بشكل قانوني، وفي مطار فرانكفورت توقفنا ترانزيت، وفجأة سمعت اسمي يُنادى عليه في ميكروفونات المطار، فذهبت إلى مكتب شركة الطيران، وطلب موظف يضع على سترته بطاقة المطار التعريفية أن يرى تأشيرات دخولنا إلى الولايات المتحدة، بسبب التدقيق في أوراق المسافرين وتأشيرات دخولهم بعد هجمات سبتمبر، فقدمت له الظروف المغلقة التي تحتوي على مستندات الهجرة من القنصلية الاميركية في سورية، لعدم وجود قنصلية أميركية في لبنان تعطي تأشيرات هجرة آنذاك، فعاد الموظف بعد دقائق وقال: يؤسفني أن اقول لك ان رحلتكم قد أُلغيت وستعود إلى بيروت.
- لماذا؟ سألته بدهشة.
- لأن تاريخ ميلاد إبنك على ظرف السفارة غير مطابق لجواز سفر امه اللبناني. على ظرف الهجرة هو مولود في 12 تشرين الاول، وفي باسبور أمه اللبناني 17 تشرين الاول.
- هذا خطأ مسؤول الهجرة في سفارة أميركا في دمشق وليس مسؤوليتي.
- ويجب أن تعودوا ليصححوا الخطأ.
- وجهتنا ليست ألمانيا وليس من حقك أن تعيدنا. نحن هنا ترانزيت فقط داخل المطار ولن نرجع إلى بيروت.
- من حقنا أن نعيدكم. هذه هي التعليمات.
- تعليمات من؟ سألته بانفعال شديد.
- ليس من شأنك أن تعرف. هدىء أعصابك ياسيد صوما، فالانفعال لن يفيدك.
- من شأني ان اعرف. هل تعرف ماذا ستكلفني الجملة التي قلتها؟
- لا شأن لي بما ستدفعه.
- إسمع يا هذا. انا لن اتحرك من هنا سوى بأمرين.
- وما هما؟ سألني.
- حضور موظف من قنصلية اميركا هنا لأتفاهم معه، أو إتصالكم بالقنصلية الاميركية لبيان موقفي، وفي حال إتصالكم اريد رد السفارة مكتوبا إذا كان سلبيا ليدفعوا تكاليف الرحلة. الخطأ لم أفعله انا.
- ما تطلبه مستحيل.
- ليس مستحيلا. إسأل رئيسك وانا منتظر جوابه. لن نرجع إلى بيروت سوى بعد تنفيذ ما طلبته منك.
غاب الموظف وعاد بعد حوالي عشرين دقيقة.
- يا سيد صوما. إتصلنا بالقنصلية الاميركية هنا وقالوا: إسمحوا لهم بالسفر، وقولوا للأب ان يبلغ عن خطأ تاريخ ميلاد إبنه في مطار الوصول الاميركي لدائرة الهجرة.
المشهد الثالث
الحارس الشخصي لإبن لادن سافر سنة 1997 بتأشيرة دراسة لكنه اقام وتزوج من امرأة ألمانية زأنجب اربعة اولاد ودرس وتلقى معاشات اجتماعية شهرية، وتريد ألمانيا ضمانات ديبلوماسية من تونس بعدم تعذيبه لترحيله إلى وطنه بعد أكثر من واحد وعشرين سنة، وإبني كان عمره سنة ونصف سنة 2004 ومجرد عابر ترانزيت لمدة ساعتين لن يخرج فيهما معنا حتى من باب المطار لصورة تذكارية، وكانوا على وشك إعادة أسرة كاملة لتصحيح تاريخ ميلاده على أوراق رسمية سليمة، ترقيمها موجود في مطار فرانكفورت قبل سفرنا من لبنان.
ما بين سطور الحكايتين واضح جدا وتصنيفه في الكوميديا السوداء التي تعيشها أوروبا كاملة اليوم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لو كنت ارهابيا لما حصل هذا الاشكال
مروان سعيد ( 2018 / 5 / 20 - 10:51 )
تحية للاستاذ عادل صوما المحترم وتحيتي للجميع
ان ما حصل معك هو مقصود ولاان العاملين بالسفارات الاجنبية في الوطن العربي اكثرهم مسلمين يسهلون خروج المسلمين الى اوربا ويحبطون سفر المسيحيين هل عرفت السبب
لاانه بالترانزيت لايتم تدقيق بالاوراق الثبوتية الا في حال يوجد وشاية ومن يعرف بهذا الاختلاف المفتعل غير عمال السفارة
يا استاذ نحن محاربين من عدة جهات شيطانية ولا معين لنا الا الرب يسوع المسيح الذي باسمه تتحطم كل خطط ابليس وستكون لنا النصرة باذن الرب
ومن يحمل اسم ابليس مثل الارهابيين سيكون طريقهم سهل ومفروش بالورود وهذا ما ذكره الرب بالانجيل
مت 7: 13«ادخلوا من الباب الضيق لانه واسع الباب ورحب الطريق الذي يؤدي الى الهلاك وكثيرون هم الذين يدخلون منه!
ما اضيق الباب واكرب الطريق الذي يؤدي الى الحياة وقليلون هم الذين يجدونه!
ومودتي للجميع

اخر الافلام

.. شراكة أميركية جزائرية في اللغة الانكليزية


.. نهال عنبر ترد على شائعة اعتزالها الفن: سأظل فى التمثيل لآخر




.. أول ظهور للفنان أحمد عبد العزيز مع شاب ذوى الهمم صاحب واقعة


.. منهم رانيا يوسف وناهد السباعي.. أفلام من قلب غزة تُبــ ــكي




.. اومرحبا يعيد إحياء الموروث الموسيقي الصحراوي بحلة معاصرة