الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحاج عكرمة الوذان الإبن البار لمحافظة تطاوين بالجنوب الشرقي التونسي للحوار المتمدن: -نضيئ دربنا التجاري بالرزق الحلال..وسنظل ننتصر للفقراء والمساكين وضعاف الحال ..بما ملكت يمنانا مرضاة لله ليس إلا..إيمانا منا بأن المهنة أخلاق..والأخلاق دين وحضارة..

محمد المحسن
كاتب

2018 / 5 / 20
المجتمع المدني


لست أدري كلما تذكرت الحاج عكرمة الوذان الإبن البار لجهة تطاوين،وصاحب المؤسسة التجارية المعروفة (مؤسسة الفضيلي) إلا وتذكرت أولئك الذين يسعون في الأرض للكسب الحلال بقلوب مفعمة بحب الله ورسوله،بمنأى عن الجشع وحب المال حبا جما..يحدوه أمل في أن يبارك الله في تجارته ويرزقه من الكسب الحلال..
لم يغلق الباب يوما أما فقير أو مسكين قصده ليجود عليه بما يسد الرمق ويرتق الفتق في زمن الجوع الكافر والجشع السافر..
ما أريد أن أقول:
أردت القول:لا شكَّ أن التجارةَ هي من أفضل الأعمال الدنيوية التي يعمل فيها الناس لتحصيل أرزاقهم وأرزاق أهليهم وعيالهم، وخدمة مجتمعاتهم، ومما يتميَّزُ به التاجر المسلم عن غيره: تمسُّكُه بقِيم دينه، وتوكُّلُه الدائم على ربه.
ولذلك كان لا بدَّ لكل تاجر مسلم في هذا الزمان أن يتعرَّف على الأخلاق والمأمورات والمنهيَّات التي تتعلَّقُ بعمله؛ وذلك لانتشار المحرَّمات، وكثرةِ الشُّبهات، التي تعتري أكثرَ المعاملات، فتحرفُها عن الضوابط الشرعيَّة التي أمر الله تعالى بها.
ولعل من أولى ما يُذكَّرُ به التاجر المسلم في هذا الصدد: ألاَّ تشغلَه تجارتُه عن ذكر الله تعالى، ولا عن الصلاةِ، ولا عن تلاوةِ كتاب الله تعالى، ولا عن أداءِ حقِّ اللهِ في ماله، فقد أثنى الله عز وجل على عباده المؤمنين الذين لا تشغلُهم تجارتُهم عن طاعته، فقال: ﴿ رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ ﴾ [النور: 37]، وحذَّر أولئك الذين استغرقوا في تجارتهم ومصالحهم، وشغَلَهم مزيدُ شفقتهم، وحبهم لأبنائهم، والسعي من أجلهم،عن ذكر ربهم وطاعته؛ فاستحقُّوا بذلك كمالَ الخسارة لأنفسهم وأهليهم يوم القيامة؛ لأنهم باعوا العظيمَ الباقي، بالحقير الفاني، قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ ﴾ [المنافقون: 9].
وبإعتباري صحفي أتحاور مع الجميع..تجار..عملة..رجال أعمل..إلخ للوقوف على خقيقة إخلاصهم في عملهم وسعيهم الدؤوب للكسب الحلال سألت الحاج -عكرمة-(عرف برحابة صدره مع الصاحففين إذ يقول دوما لنا :ليس لدي ما أخفيه أو أتستّر عليه..فمعاملاتي التجارية تتم في كنف الوضوح وفي قبة بلورية لا غشاء عليها) عن عن البعد الإنساني والديني والأخلاقي للعمل التجاري..؟
فأجابني بتواضعه المعهود:"يجب على التاجر المسلم ألا تشغله تجارته عن واجباته الدينية..عن ذكر الله،عن الصلاة، وعن الحج،عن بر الوالدين،عن صلة الأرحام،عن الإحسان إلى الناس،عن حقوق الأخوة في الإسلام،وحقوق الجيران،وهذا التذكير يوجه للتجار خاصة، لأن الغالب أن يستغرق التاجر في المادة، ويعيش في دوامة الأرقام والحسابات، ولا يفكر صباحه ومساءه إلا في الكسب والمرابح، وما دخل خزانته وما خرج منها.. وهذه هي الخطورة..
ومن هنا قال النبي صلى الله عليه وسلم: (التاجر الصدوق مع النبيين والصديقين والشهداء) هذا التاجر الذي يلتزم الأمانة والصدق في بيعه وفي شرائه، وفي سائر معاملاته، يكون يوم القيامة مع النبيين والصديقين والشهداء. وقد ورد في حديث آخر: (الذين إذا حدثوا لم يكذبوا، وإذا وعدوا لم يخلفوا، وإذا ائتمنوا لم يخونوا، وإذا باعوا لم يمدحوا، وإذا اشتروا لم يذموا، وإذا كان لهم لم يعسروا، وإذا كان عليهم لم يماطلوا).
هذه صفات التجار الذين يستحقون أن يكونوا في رفقة النبيين والصديقين والشهداء يوم القيامة، وحسن أولئك رفيقا، إنهم لا تلهيهم ولا تشغلهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله، كما وصف الله المؤمنين من عباده بقوله: “رِجَالٌ لّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأَبْصَارُ. لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَن يَشَاء بِغَيْرِ حِسَابٍ) (النور:37،38)
ثم أضاف:"التاجر(الحاج عكرمة) الذي لا تلهيه تجارته عن واجباته الدينية، الذي يزكي ماله، والذي يلتزم حدود الله سبحانه وتعالى مهما كاد له الكائدون من مكاره وضغائن (وهذه مسألة شائكة انتصر فيها الحق على الباطل وسنعود إلى تفاصيلها عبر مقال مستفيض)، ولا يكون فيه الجشع الذي يدفعه إلى احتكار السلعة أو إغلاء الأسعار على الناس، أو الغش أو الحلف كاذبًا، أو التعامل ببيع الحرام..
التاجر الذي يلتزم حدود الله ولا يخرج عنها يكون يوم القيامة مع الصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا.
إن الإنسان في هذه الحياة لا غنى له عن المال الذي يقوم بتغذية بدنه، وعفته عن سؤال غيره. وقد جعل الله وجوها كثيرة للتكسب الحلال فأباح كل كسب ليس فيه اعتداء، ولا ظلم،ولا ضرر على الغير،وأباح أنواعا من الاكتساب حتى يجمع الإنسان من المال ما يكون كافيا له في قوته، وقوت من يعوله.
وقد وردت أحاديث كثيرة تدل على الأمر بتكسب الإنسان وسعيه للمعيشة،وبكف وجهه عن سؤال الناس،حتى إن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال فيما ورد عنه: ) لأن يأخذ أحدكم حبلا فيأتي بحزمة من حطب فيبيعها، فيكف بها وجهه عن الناس، خير له من أن يسأل الناس أعطوه أو منعوه (. فَحَثَّ -صلى الله عليه وسلم- في هذا الحديث على التكسب، ولكن يريد التكسب الحلال.
ولما كان هَمُّ الناس وشغلهم الشاغل اكتساب المال، فإن منهم من تكون همته في التكسب الحلال، ومنهم من تكون همته في التكسب المشتبه! ومنهم من تكون همته في التكسب الحرام.
فالناس مختلفون في ذلك، فإن وُفِّقَ العبد لحرفة من الحِرَف التي لا شُبهة فيها، يَكُفّ بها وجهه عن الناس، فليحمد الله على ذلك؛ فإن هذا من السعادة؛ لأنه استغنى وتعفف واكتفى بالحلال عن الحرام.على غرار الحاج -عكرمة الوذان- الذي أهدر عرقا غزيرا في سبيل الكسب الحلال-وليس هذا مديحا ولا إطراء-لرجل تعرفه مدينته(تطاوين) بكرمه-الحاتمي-صدقه..إخلاصه في عمله والتصدق-كما أسلفت- بما ملكت يمناه سيما في مثل شهر عظيم كهذا (رمضان الكريم) وقد حدثني بنبرة لا تخلو من تقوى واتزان عن الصدقة وفوائدها في هذا الشهر العظيم قائلا:"الصدقة أجرها كبير وفضلها عظيم، وهي من الخير الذي حث الله على تقديمه في قوله سبحانه: {وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّـهِ} [البقرة من الآية:110]. ومن الإحسان المأمور به في قوله تعالى: {وَأَحْسِنُوا ۛإِنَّ اللَّـهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} [البقرة من الآية:195]. ولعظم الصدقة وجزيل أجرها فقد وضع الله سبحانه لأصحابها بابا في الجنة لا يدخل منه إلا أهل الصدقة كما أخبر عن ذلك النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح الذي رواه البخاري وغيره حيث قال: (ومن كان من أهل الصدقة دعي من باب الصدقة). وحث النبي صلى الله عليه وسلم على الصدقة في غير ما حديث من ذلك حثه للنساء على الصدقة، حيث قال صلى الله عليه وسلم: «تصدقن ولو من حليكن» وقال صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: «اتقوا النار ولو بشق تمرة».
ثم أضاف محدثي-عكرمة-قائلا:"من الخصال الحميدة الطيبة التي حثّ عليها دين الإسلام هو الصدقة بالمال ابتغاء مرضاة الله عزّ وجلّ، والتصدّق هو من صفات المؤمنين الكاملين الذين يعرفون أنّ ما عند الله باق وما عند العبد يفنى، وقد ورد أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلّم دخل على عائشة رضي الله عنها وكانت توزّع شاة في سبيل الله فقال: ”ما بقي منها؟“ فقالت عائشة: ”ذهبت كلّها وبقي كتفها“. فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ”بل بقيت كلّها إلا كتفها“ وذلك لأن ثوابها باق لا يضيع عند الله عزّ وجلّ.
وإذن؟

أنفق إذا أخي ولا تخشَ الفقر وتذكّر حديث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عندما قال لبلال الحبشي: ”أنفق بلال ولا تخشَ من ذي العرش إقلالاً“
ختما أقول:
أيها العمال والموظفون، أيها الصناع والتجار، أيها السماسرة والمقاولون، أيها المسلمون والمسلمات، إياكم أن يكون طلبكم للرزق مفضياً إلى الكسب الحرام من ربا أو غش أو خداع أو قمار أو نحوها مما يتحصل به على الحرام. وإياكم أن تكون هذه الأرزاق من الله لكم سبيلاً للفساد في الأرض أو الصدود عن سبيل الله، أو منع ما أوجب الله. عباد الله: {كُلُواْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ} [الأنعام: من الآية 142].
كما لا يسعني إلا أن أقدم باقة من التحايا لهذا الرجل الفذ (الحاج عكرمة الوذان) دون تزلف ولا إطراء: شكرا يا حاج عكرمة وكذا لأشقائك الصالحين..علما أني مازلت أذكر قولتك الشهيرة:
المهنة أخلاق..والأخلاق دين وحضارة..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تاريخ من المطالبات بالاعتراف بفلسطين دولة كاملة العضوية في ا


.. فيتو أمريكي ضد منح العضوية الكاملة لدولة فلسطين في الأمم الم




.. هاجمه كلب بوليسي.. اعتقال فلسطيني في الضفة الغربية


.. تغطية خاصة | الفيتو الأميركي يُسقط مشروع قرار لمنح فلسطين ال




.. مشاهد لاقتحام قوات الاحتلال نابلس وتنفيذها حملة اعتقالات بال