الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دراسه بعنوان (التحول لطرق الري الحديثه عامل مهم لتجاوز شحة المياه بالعراق )ج1

عبد الكريم حسن سلومي

2018 / 5 / 20
الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر


التحول لطرق الري الحديثه عامل مهم لتجاوز شحة المياه بالعراق
ج1

بسم الله الرحمن الرحيم((وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ (11) أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَـكِن لاَّ يَشْعُرُونَ (12)))الايتان 11,12 من سورة البقره

الملخص
*تناولت الدراسه السعي لعمل برنامج حكومي متكامل وقابل للتنفيذ لغرض استخدام طرق الري الحديثة وبيان اثرها على كميات المياه المستخدمه في الري اذ تعد هذه الطرق جزء كبير من الحل لمشكلة نقص المياه التي يعانيها العراق بالإضافة الى تقليل كميات المياه التي تهدر اثناء سقي المحاصيل الزراعية بالطرق القديمة اذ يمكن الاستفادة من هذه الكمية من المياه بزيادة مساحة الاراضي التي تزرع مع كون الطرق التقليدية في الري وخصوصا طريقة الري السيحي يمكن استخدامها في مختلف الأراضي وهي قليلة التكاليف ولا تحتاج إلى مهارات خاصة غير أنها تستهلك كميات كبيرة من المياه و تتسبب في تملح التربة وهي بصورة خاصة ضعيفة الكفاءة لذلك فإن ترشيد استعمال المياه في الري يعني يجب عمليا الانتقال من طرق الري بالسيح إلى طرق الري الحديث بكافة انواعه .‏
**ان استخدام الطرق الحديثة في الري بغية ترشيد استهلاك المياه والحفاظ عليها من الهدر الحالي يدعوا لإعادة النظر بالخطة الزراعية والتركيز على الجانب العملي فيها والوقوف على الصعوبات لإيجاد الحلول المناسبة لها ووضع خطة زراعية للري وتنظيم الموارد المائية بشكل يحد من استنزاف المياه ويسهم في إنجاح خطة وبرنامج التحول إلى الري الحديث والذي من أهم فوائده زيادة الاستفادة من مياه الري لتلبية احتياجات التوسعات المستقبلية وتحويل نظام الري التقليدي إلى نظم الري الحديثة للاستخدام الأمثل للمياه ومساهمة المستفيدين من المياه بادارة مشاريع الري
***من الواضح ومن خلال المعطيات على الارض ان الاداره الزراعيه والموارد المائيه في العراق بحاجة الى معجزه اليوم لغرض تطويرها فالايام تمضي والري والزراعه وكل من له علاقه بها في حالة سيئه والواقع من سيء لأسوء فالواقع اليوم يتطلب جهد جبار يساعدنا لتخطي المأساة

المقدمه

ان التغيرات المناخية التي شهدها العالم بسبب تأثيرات الاحتباس الحراري ادت إلى انخفاض كميات الأمطارالساقطه وتراجع كميات الموارد المائية السطحية وقلة التصاريف في الكثير من الأنهار والينابيع والبحيرات والمسطحات المائية وانخافض مناسيب المياه الجوفيه في مناطق عديده من العالم مما اثر ذلك على التنميه لكثير من دول العالم مع صعوبة تأمين الاحتياجات الغذائية لشعوبهاولكون القطاع الزراعي يعد من أهم القطاعات في المجتمع وأكثرها تأثيراً في الاقتصاد فيجب تطوير واقع هذا القطاع عبر العديد من الإجراءات التي تؤدي لتحقيق الأمن الغذائي والاستثمار الأمثل للموارد الطبيعية وخاصة المياه والارض ولندرة المياه اليوم بالعراق تطلب ذلك الحاجه لاصلاح القطاع الزراعي .بصوره كبيره فيوم بعد يوم يصبح موضوع المياه من المواضيع المهمه في حياة العراقيين فالعراق يتميز اليوم بمعدلات عاليه من ناحية الزياده السكانيه مع ان مصادر المياه الطبيعيه فيه اصبحت بتراجع خطير ولاسباب عديده ومازال العراق وللاسف يعيش حالى جمود وتأخر بمجالات عديده وعلى الاصعده العمرانيه والزراعيه والصناعيه .ومع كل ذلك فالكثير من الساسه واصحاب القرار فيه لايرغبون بتصديق وجود مشكله حول المياه حيث اغلبهم منشغلون بالصراعات السياسيه ولايعرفون مدى تأثير مشكلة المياه على مستقبل البلاد والاجيال القادمه حيث لم يستوعبوا معنى تراجع موارد المياه بالكميه والنوعيه وانتشار التصحر والتلوث البيئي وتغير المناخ وتأثيراتها وما سيخلق ذلك من فجوه كبيره تؤدي لازمه كارثيه من الصعب تجاوزها الا بالتنازل عن كثير من الثوابت السياسيه

مشكلة وفرضية الدراسة
افترضت الدراسه هل هناك فعلا زيادة وهدر في كمية المياه المستخدمة بالزراعه الاروائيه باستخدام طرق ري تقليديه قديمه وهل هنالك فعلا تأثير واضح لطرق الري الحديثة على تقليل كمية المياه المستخدمة في الزراعه الاروائيه

هدف الدراسة
تهدف الدراسة الى توضيح مساوئ طرق الري التقليدية في هدر كميات كبيرة من المياه ودراسة الوسائل المختلفة لتطوير هذه الطرق مستقبلاً بما يتلائم للتوصل إلى الاستفادة القصوى من المياه مع الحفاظ على الكفاءة المثلى للري واستخدام طرق اقتصادية في الري طرق تؤدي الى (تقليل الهدر المائي -استخدام اقل للمياه -تقليل كلف الصيانه –تقليل الاضرار البيئيه وتحسين الجو –تقليل التبخر–استخدام اقل للاسمده والمبيدات وبكفاءه )وكذلك للتعرف على اهمية طرق الري الحديثة في ترشيد المياه المستخدمه في الري و توفير كميات مياه لزيادة رقعةالمساحة المزروعة وتقليل الفجوه المائيه التي يعاني منها العراق بموازنته المائيه .

لماذا هذه الدراسه (اسباب الدراسه)
نظرا لمحدودية الموارد المائيه وزيادة الطلب المستقبلي عليها لشتى الاستخدامات بالإضافة للأستفادة من المياه المتاحةبصورة مثلى ولكون الزراعه المستهلك الاكبر للمياه فاصبح من الضروري إجراء تعديل لطرق وأساليب الري الحالية وإستبدالها بنظم ري حديثة ومتطورة كالري بالرش أو التنقيط ذات الكفاءة الإروائية المرتفعة وذات الانتاجية الأعلى .
إن استهلاك الماء للأغراض الزراعية في العراق يشكل ما نسبته (75%)تقريباً من إجمالي الموارد المائية في البلاد وهذا من أهم الأسباب الموجبة لتطبيق الري الحديث و ترشيد استهلاك المياه ويأتي ذلك أولاً من خلال اتخاذ الإجراءات اللازمة لترشيد استخدام المياه في ري الأراضي الزراعية التي تستخدم أساليب تقليدية غير كفوءه منذ مئات السنين .

الموارد المائية والاراضي الزراعيه في العراق:
لابد لنا من معرفة الواردات والوضع الحالي للمصادر المائية على مختلف انواعها ونسب استخدامها في طرق الري عامة ومساحات الاراضي الصالحه للزراعه والمزروعه فعلا ,ولتسليط الضوء على المساحات المزروعه فقد اعتمدنا بذلك على المعلومات المنشوره من قبل وزارة الموارد المائيه في العراق حديثا حيث توجد في العراق اراضي زراعيه
(( بحدود 44,4 مليون دونم وتقسم الى :(23 مليون دونم مستثمره زراعيامستصلحه وغير مستصلحه)و21 مليون دونم غير مستثمره زراعيا لعدم كفاية المياه لها.اما بشأن الاراضي الزراعيه والصالحه للزراعه والبالغه 23 مليون دونم ومستثمره ومنها مستصلحه فهي مقسمه كالأتي : (14مليون دونم قابله للارواء سيحا وبالضخ من نهر دجله وروافده ونهر الفرات و9 مليون دونم (ديميه) تعتمد زراعتها على الامطار المتساقطه ويتركز معظمها في شمال العراق وهي متغيره سنويا حسب كميات الامطار المتساقطه وشحتها اما مايستغل فعلا من مجموع الاراضي الصالحه للزراعه فهو بحدود 12 مليون دونم في حين ان المساحات الممكن اروائها وفق المياه الوارده اليوم هي
أ-على حوض دجله وروافده = 5,6 مليون دونم
ب-على حوض الفرات = 4,4 مليون دونم,
ان مشاريع الري التي جرت ويجري عليها اعمال الاستصلاح موزعه على محافظات العراق ال(18) كافة بدأ من دهوك الى البصره حيث يبلغ المجموع الكلي للمساحات المنجزه (4,280) مليون دونم والمساحات المستقبليه (8,117) مليون دونم فيكون بذلك المجموع الكلي للمساحات المنجزه والمستقبليه (12,198) مليون دونم
اما واردات نهري دجله وراوفده والفرات للمياه السطحيه ونسبها من المعدل العام للسنوات 2004---2005 وحسب مصدر تقرير الاحصاءات البيئيه لسنة 2005 فهو كان كما في الجدول ادناه
السنه النهر الواردات (مليار م3) نسبتها من المعدل العام %
2004 دجله وروافده 44,42 92
2004 الفرات 20,54 104
2005 دجله وروافده 37,08 77
2005 الفرات 17,57 88


اما الموارد المائية والاراضي المستغله بالعراق على الشكل الآتي وحسب ماجاء بالدراسه الاستراتيجيه الايطاليه عام 2015:
23,938 مليون دونم منها 15,238 مستغله ومرويه من مصادر عديده وبطرق مختلفه وهي مقسمه الى مستصلحه جزئيا 5,474 وغير مستصلحه 9,764بالاضافه الى مايقارب 8,700 مزروعه ديم(مطريه)
كمية المياه المطلوبه للري 49.919 مليار م3 وكفاءة الري الحاليه هي 35%
والكثافه الزراعيه 85%
ان العجز المائي المستقبلي سيكون خطير وسيؤدي لمشاكل اقتصاديه واجتماعيه وسياسيه خطيره
فواردات العراق بالسنوات السابقه بالمعدل قد وصلت ل 42 مليار م3 يستخدم منها 1,5 لاغراض الشرب والقسم الغالب لري اراضي تقدر ب(3.3)مليون هكتار اما المياه في الصناعه فنسبتها اقل علما ان البيانات اعلاه قد تغيرت بنسبه كبيره وخاصة بالنسبه للواردات المائيه فهي اقل بكثير من معدلاتها العامه مع زيادة نسبة خروج اراضي من صلاحيتها للزراعه بسبب الجفاف وعدم كفاية المياه لها

هدر المياه بالري
ان اغلب مياه نهري دجله والفرات وروافدهما تستخدم لأغراض الزراعه الاروائيه ولكن هذه المياه تعاني في العراق من سوء الاستخدام والهدر وخاصة في مجال الري على الرغم من ان بلادنا كانت من اقدم الحضارات الزراعيه في المنطقه
ان مجالات هدر المياه في الري ذات اوجه عديده وتعود لعدة اسباب منها
قدم مشاريع الري في العراق مع قدم اساليب وطرق الري المستخدمه وقلة صيانة المشاريع , كما ان اغلب المشاريع الحديثه قد ابتعدت عن استخدام المقنن المائي المستخدم في تصاميم المشاريع والدورات الزراعيه مما ادى ذلك لهدر كميات كبيره من المياه من جراء ذلك .
ان المقننات المائيه المستخدمه في العراق عباره عن مساحه ارض زراعيه لها تصريف مستمر قدره 1متر مكعب في الثانيه هذا مع كون اغلب فلاحي العراق يطبقون نظام زراعي هو (النير والنير ) والذي بموجبه يتم تقسيم الوحده الزراعيه الى قسمين يتم زراعتهما بالتناوب سنه بعد اخرى ،وهذا مامعناه ان 1متر مكعب في الثانيه سيخصص لنصف المساحه فعلا.
اضافة لذلك ان فلاحي العراق عموما اعتادوا على الاكثار من عدد الريات طالما كانت المياه متيسره لديهم ودون معرفتهم الدقيقه لحاجة ارضهم للمياه فهم يجهلون ان مظهر التربه الخارجي لايعبر بالحقيقه عن حاجة النبات للمياه وكثيرا ما اثبتت التجارب العمليه والبحوث في العراق على ان تقليل عدد الريات ادى فعلا الى زيادة الانتاج ,كما ان فلاحينا لايقومون بتطبيق نظام الري الليلي وحتى لأغلب المشاريع الحديثه والمصممه وفق نظام السقي ل24 ساعه مستمر وهذا يدل على ان اغلب مياه السقي الليلي تذهب هدرا الى المبازل والمصارف والوديان الطبيعيه في المشاريع علاوة على ان الكثير من قنوات الري لازالت ترابيه .
.ان مشاريع الري بالعراق يتم اعطاء المياه للارض فيها على اساس تخميني وبدون دراسه وان كانت هنالك دراسه فعلا للاسف لايطبقها الفلاحين وحتى الفنيين فحيثما كانت المياه متيسره فان الفلاح يسقي ارضه دون الوعي بما تؤديه المياه الزائده من اضرار للنبات والارض معا .ونظرة حقيقيه صادقه على المبازل والمصارف المفتوحه في مشاريع الري لوجدناها مليئه بالمياه الزائده وخاصة في فترة الليل وفي النهار بدرجه اقل وهذه المياه الزائده ناتجه عن اهمال الفلاح لأدارة مزرعته بالاضافه لمياه ناتجه عن الرشح الناتج من القنوات الاروائيه نتيجة اهمال صيانة القنوات بصوره جيده وصحيحه وعدم تبطين الكثير من القنوات
وهنالك مجالات اخرى لهدر المياه في الري منها عدم تطبيق الخطه الزراعيه مما ادى ذلك لقيام الفلاح بالتجاوز على حصته المائيه وسرقة المياه لغرض سقي محاصيل اضافيه واراضي احيانا خارج حدود وحدته الاروائيه ((هذه الحاله كانت واضحه في المشاريع الحديثه)).
وبالاضافه لكل هذا الهدر هنالك هدر كميات كبيره من المياه من قنوات الري والجداول والانهار بالتبخر مع كون اغلب مشاريع الري في العراق لازالت تستخدم طريقة الري السيحي وان هذه الطريقه تهدر من 40 ال60% من مياه الري اما الطرق الاروائيه الحديثه اوالاخرى للاسف تطبق بنسبه ضئيله جدا وتكاد لاتذكر .كما ان انتشار كميات كبيره من النباتات الضاره في قنوات الري (الشمبلان وعشب النيل والقصب والبردي ) يؤدي لطفح المياه من القنوات الاروائيه وبالتالي هدر المياه هذا اضافة لعدم جدية اكثر اعمال الصيانه وانعدامها في الكثير من المشاريع .
و هناك صورة خاصة من صور فقد المياه في العراق وهي فقد المياه في الخليج العربي حيث يتم إطلاق كمية من المياه يوميا للخليج عبر نهر شط العرب وخاصة في فصل الشتاء والربيع
أساليب ترشيد استخدام مياه الري:
ومن أساليب ترشيد المياه هو الطرق الفنية التي تعتبر أفضل الطرق الرئيسية للترشيد وتتركز الجوانب الفنية على عدم التوسع في مشاريع الري باستخدام طرق ري تقليديه وكذلك عن طريق تحسين وتحديث شبكات الري القديمه على المستوى الفرعي وشبكات التوزيع وتبطين القنوات الترابيه وصيانة المجاري المائية ورفع كفاءة الري الحقلي وشبكات البزل و تطوير عمليات الخدمة الزراعية و الهدف من التطوير هو تجهيز الأرض للزراعه بصوره جيده لغرض تخزين المياه في التربة وذلك عن طريق تقليل عدد مرات الحرث وتسوية سطح التربة بالليزر وغيره من الوسائل.‏








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. آثار القصف الإسرائيلي على بلدة عيترون جنوبي لبنان


.. ما طبيعة القاعدة العسكرية التي استهدفت في محافظة بابل العراق




.. اللحظات الأولى بعد قصف الاحتلال الإسرائيلي منزلا في حي السلط


.. مصادر أمنية عراقية: 3 جرحى في قصف استهدف مواقع للحشد الشعبي




.. شهداء ومفقودون في قصف إسرائيلي دمر منزلا شمال غربي غزة