الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من أجل دولة المواطنة

محيي الدين محروس

2018 / 5 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


المرحلة الأولى:
بدايةً بل بد من التذكير بشعارات الثورة السورية عند انطلاقاتها و لتي عمت كل المحافظات:
- حرية وكرامة وعدالة
واحد واحد واحد ...الشعب السوري واحد

حراك جماهيري سلمي، لعدة شهور تحت هذه الشعارات الوطنية.

المرحلة الثانية:
ومن ثم قامت الأنظمة العربية مثل السعودية وقطر ...وكذلك تركيا .. بعمليات التسليح والتمويل ضمن شروط سياسية: أسلمة الثورة، وتحويلها من ثورة سياسية للشعب السوري ضد النظام الديكتاتوري – الاستبدادي إلى معارك دينية طائفية سنية ضد الشيعة ( العلوية)، تحت رايات سوداء وإسلاموية. وتم فرض نظام إسلاموي متعصب في المناطق التي استطاعت السيطرة عليها. وبنفس الوقت التصدي لأي حراك جماهيري، وحتى لفصائل الجيش الحر الذي كان بعيداً عن أهدافهم. وبهذا الشكل سيطرت "الثورة المضادة " على الشارع – في التصدي لأي حراك جماهيري - أو لأي عملٍ مسلح لا يخضع لها.
هنا، لا بد من التذكير بأن أهداف هذه الدول كانت بدافع تحويل ثورات الربيع العربي السياسية في تونس و ليبيا ومصر والتي والتي وصلت إلى دمشق واليمن، من ثورات سياسية إلى حروب أهلية دينية، خوفاً من أن تصل إليها، وتطيح بأنظمتها. فوجدت بأنه من مصلحتها أن تنقض على الثورات الشعبية وأن تقوم بتحويل مسارها السياسي الثوري إلى معارك وحروب دينية طاحنة ، تكون فيها هي سيدة الموقف بالسلاح والمال لمن يخضع لها. وبذلك تسيطر على الموقف العسكري والسياسي. وهذا ما نشاهده في هذه الدول.
للأسف! العديد من السوريين ظن بأن هذه المساعدات من تلك الدول بالسلاح والمال ..هو حباً بالشعب السوري وانحيازاً لصالح الثورة السياسية نحو الحرية والعدالة!!
اليوم اتضحت لمعظم قوى الثورة( ولا أقول للمعارضة المأجورة ) بأن هذه المساعدات المشروطة ما كانت إلا خدمةً لأهدافهم، والتي تتعارض وتتناقض كلياُ مع أهداف ثورتنا السياسية من أجل الحرية والعدالة.
كما استطاعت قوى "الثورة المضادة "من دق إسفين للفصل بين نضال إخوتنا الكُرد ومشاركتهم في الثورة السورية الذي كان من أول يوم لها، وذلك لعدم استسلامهم لهذه القوى السوداء...( وهذا يحتاج لمقال منفصل).

المرحلة الثالثة:
قامت الدول الثلاث السعودية وقطر وتركيا ( وبالتوافق مع روسيا والولايات المتحدة ) بالتوافق على إنهاء العمل المسلح في سوريا، بعد أن نفذ مهمته في تفريغ الثورة من محتواها السياسي و الشعبي! ولتحويل الثورة إلى مجرد تغييرات في الدستور! وجلبت لهذه المهمة بعض القوى التي تُسمي نفسها " معارضة " لتتوافق مع النظام على التعديلات الدستورية! وهكذا ..يستمر النظام الديكتاتوري – الاستبدادي .. مع بعض التزيينات في الدستور .. هذا الدستور الذي سيكون مصيره مثل بقية الدساتير .. موضوع في الخزانة ومقفلُ عليه .. والحاكم في الواقع هو أنظمة الأمن المتعددة .. التي تعمل تحت سيطرة هذه بعض رجال هذا النظام.

المرحلة الرابعة:
لا بد أن تبدأ من مشروع ميثاقٍ وطني ديمقراطي عَلماني سوري،يضمن حقوق الشعب السوري بكل مكوناته القومية والدينية، وقيادة وطنية توافقية على أساسه. ولا بد من عودة الحراك الجماهيري المدني، الذي يتبنى هذا المشروع ويدافع عنه.
مثل هذه القيادة الوطنية التشاركية للثورة، والتي لها رؤية سياسية واضحة بناءً على هذا الميثاق، والتي تحظى بالدعم الجماهيري، تستطيع العمل والنشاط على المستوى الدولي لكسب التأييد والدعم.
الدول في العالم لن تؤيد جماعات دينية متطرفة .. ولن تؤيد الإخوان … ولن تؤيد فصائل إسلاموية .. بل ستؤيد قوى سياسية لديها رؤية واضحة، وتجد فيها إمكانية للعمل المشترك مُستقبلاً.

لا بد من الدخول في المرحلة الرابعة، إذا أردنا أن يكون الحل سورياً ولصالح السوريين.
وإلا سيتم فرض " حل " خارجي … حل لن يكون في مصلحة الثورة، ولا في مصلحة الشعب السوري، بل في مصلحة تلك الدول التي ستفرض الحل الذي يحقق مصالحها.

لدينا فرصة ذهبية، بعد كل هذه التضحيات، لتحقيق أهداف ثورتنا من أجل الحرية والعدالة الاجتماعية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصادر: مقتل مسؤول في منظومة الدفاع الجوي لحزب الله بغارة إسر


.. قبيل عيد الفصح.. إسرائيل بحالة تأهب قصوى على جميع الجبهات| #




.. مؤتمر صحفي لوزيري خارجية مصر وإيرلندا| #عاجل


.. محمود يزبك: نتنياهو يفهم بأن إنهاء الحرب بشروط حماس فشل شخصي




.. لقاء الأسير المحرر مفيد العباسي بطفله وعائلته ببلدة سلوان جن