الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مساهمة في نقاش شعار فصيل الطلبة القاعديين فالأيام الثقافية المنظمة بسلوان أيام 7_8 _9_10 من ماي - الحركة الطلابية المغربية بين سؤال التنظيم وتجسيد مواقفها التاريخية إزاء الجماهير الشعبية-

عبد الحي لمغاري

2018 / 5 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


مساهمة في نقاش شعار الأيام الثقافية لفصيل الطلبة القاعديين موقع سلوان المنظمة أيام 7 - 8 - 9 - 10 ماي 2018 تحت شعار " الحركة الطلابية المغربية بين سؤال التنظيم و تجسيد مواقفها التاريخية إزاء الجماهير الشعبية".

سنحاول ألا نجتر تكرار المفاهيم لكننا سنضطر إلى تحديد اللازم منها بدقة ، كما سنعمل على تقسيم الشعار إلى جزئين مرتبطين جدليا فيما بينهما.
الأول هو " الحركة الطلابية المغربية و سؤال التنظيم " ، أما الجزء الثاني فيتجلى في " الحركة الطلابية و تجسيد مواقفها التاريخية إزاء الجماهير الشعبية" .
و قبل أن نبدأ سنقف عند تحديد مفهوم الحركة الطلابية المغربية ، فهذه الأخيرة هي حركة اجتماعية تنحصر داخل حقل التعليم ، و هي فعل ناتج عن التناقض القائم بين الطلاب و المنظومة التعليمية ، ليس كل الطلاب و لكن فقط من استطاع أن يفهم المغزى من سياسة النظام الطبقية ، و يعمل بدون كلل أو ملل على التصدي لها عبر تفجير معارك نضالية ذات بعد تكتيكي أو استراتجي ، و الأهم من هذا أنها تصطف إلى جانب معادلة الجماهير ضدا على معادلة النظام الطبقي ، حيث قد تتعدد الرؤى و التصورات و الأطراف الفاعلة داخل الحركة الطلابية ، إلا أنها تتوحد في هدف واحد هو الدفاع عن مصالح الجماهير عبر خوض المعارك ، و تفجير التناقضات ، و النضال من أجل تعليم شعبي ديمقراطي علمي ، و هنا قد نختلف في تحديد أطراف الحركة الطلابية ، بل و سيحاول كل طرف أن يظفي لنفسه الشرعية و ينزعها عن الأخر ، انطلاقا من ثلة من التبريرات التي في مجملها تبريرات واهية لأنها لا تلامس العلمية من جهة ، و لا تلامس الحقائق الموضوعية من جهة ثانية .
لكن و بعيدا عن الجمود العقائدي و حب الأنا و إعلاء الذات ، وجب أن نقيم كل فعل نقوم به طبقا للفهم و المرجعية التي تؤطرنا، و هنا دعونا نكن منطقيين و جدليين في فهمنا و لو للحظات :
أولا : إذا كان أوطم إطارا تقدميا في المؤتمر 15 ، ألم تكن الأحزاب الإصلاحية إحدى الأطراف المشاركة و الفعالة في مؤتمراته و كذا في معاركه !! إن وجود أطراف إصلاحية في الحركة الطلابية ليست مبررا لإزالة طابع التقدمية عن الإطار ، مادام يحافظ على كفاحيته في الممارسة .
ثانيا : و بالمنطق الأرسطي إذا كانت الحركة الطلابية تقدمية فلا يمكن لأي طرف من أطرافها أن يكون غير ذلك ، اللهم إن كنتم تعتبرون أن الحركة الطلابية لا توجد إلا في المواقع التي تناضلون بها ، و هذا ضرب لجوهر الجدل " التناقض " ، و هنا لن نقف عند التحليل المنطقي لأنه يدرس الأحداث في سكونها، بل سنعالج الأمر بفهم جدلي.
نعم إن الحركة الطلابية في مد و جزر ، لأن أطرافها في تغير دائم ، حيث تستقيم ممارستها تارة ، و تعوج تارة أخرى ، و ذلك نتيجة الفهم القائم و التحليل النابع من الشروط الموضوعية لكل مرحلة ، و بالتالي فآي عوجاج للحركة الطلابية هو نتيجة حتمية لغياب الفهم العلمي الذي يتجسد في الممارسة ، و الفهم العلمي ليس سوى الماركسية اللينينية بما هي منهج لتحليل ، و الذي يعمق نظره في واقع الحركة الطلابية و خاصة في نقاش الماركسية اللينينية ، سنجد دون أدنى شك أن الماركسية اللينينية حورت من منهج للتحليل إلى كم مفاهيمي يتوارثه جيل وراء جيل ، حتى أصبحت الماركسية اللينينية وسيلة للمزايدة في الحلقيات و قياس مدى ثوري البعض من عدمها ، و هذا ما نحى عن الماركسية اللينينية عن تأدية مهامها كآلية للتحليل لا للمزايدة ، و كآلية للتحرر لا للتبعية ، كما أن الخلل آيضا يكمن في عملية الإختراق التي عمل النظام عليها ، و التي تجسدت في اختراق مجموعة من التنظيمات السياسية العاملة من داخل الحركة الطلابية .

فل نتساءل رفاقي رفيقاتي ، و قبل أن نطرح السؤال يجب أن نؤكد على أن هناك مجموعة من المواقع الجامعية لا توجد فيها التنظيمات القاعدية ، لكننا نرى و نتتبع عن كثب حجم المعارك البطولية التي تفجرها الجماهير الطلابية ، دفاعا عن مكتسباتها و تصدي لبنود الرؤية الإستراتجية الجديد ، و الذي يهدف أساسا إلى ضرب مجانية التعليم ( الجديدة - المحمدية - ورزازات - بني ملال … ) ، و هنا يبرز التساؤل : هل توجد الحركة الطلابية بهذه المواقع ؟ نجيب بنعم ، فالحركة الطلابية في هذه المواقع حاضرة و بقوة ، فقط تنقصها الرؤية الإستراتجية، و هنا بالذات يطرح سؤال التنظيم .
قبل أن أخوض في الجواب عن هذا التساؤل ، أرى أن أبدأ بهذا المثال ، لو لدينا مولدات كهربائية و مصابيح متعددة ، و جمعنا هم في دارة كهربائية واحدة ، يبقى لنا أربع خيارات لتنظيم الدارة الكهربائية، فإما أن تكون المولدات على التوازي و المصابيح على التوالي ، و إما أن تكون المولدات و المصابيح على التوازي ، و إما أن تكون المولدات على التوالي و المصابيح على التوازي ، و إما أن تكون المولدات و المصابيح كلها على التوالي ( فالمولدات هنا هي أطراف الحركة الطلابية ، و المصابيح هنا هي البنود الطبقية التي ينزل بها النظام على كاهل الطلاب ) .
ففي الحالة الأولى تكون الإنارة قليلة جدا ، لأن كل المولدات تختزل في واحد بينهما في مقابل تتعدد المصابيح ، و في الحالة الثانية تكون الإنارة أفضل لكنها تبقى أقل حيث يأخذ كل مصباح طاقة كل مولد و في الحالة الثالثة تكون الإنارة في أوجها حيث تجتمع قوة كل المولدات لكل مصباح على حدى ، أما في الحالة الرابعة تكون الإنارة بحجم الحالة الثانية .

فالحالة الأولى تعكس الوضعية الحالية ، حيث تتجسد عبر مقاومة فردية و هجوم منظم ، و بالتالي تهدر طاقة كبيرة دون جدوى ، أما الحالي الثانية و الرابعة ، فتعكسان التنسيق الميداني بين أطراف الحركة الطلابية في مواجهتها للبنود التصفوية سواء عبر معارك متفرقة مكانا و موحدة زمانا أو موحدة زمانا و مكانا ، بينما الحالة الثالثة تعكس وحدة الحركة الطلابية في برنامج نضالي و رؤية استراتجية في مواجهة البنود التصفوية ، و هو ما نطمح إليه .
ما أردته من خلال هذا المثال هو أن أبين بالخشيبات و الأصابع ضرورة التنظيم و أهميته في مواجهة النظام و التصدي لسياسته ، و يبقى السؤال المطروح كيف ؟ ربما ما يثير اشمئزاز البعض هو القول بأن فصيل الطلبة القاعديين كان السباق للدعوة إلى وحدة الحركة الطلابية و النضال من أجل هيكلة " أوطم " عملا بوصية الشهيد " بلهوري مصطفى " و تقديرا لحجم المسؤولية التي يحملها هذا الإطار التاريخي ، لكن ردودا جاءت أغلبها يفتقد لأسس التحليل الجدلي والنقد العلمي ، نعم نحترم أصحابها لكن هذا لن يمنعنا من أن نذكرهم بأن أوطم هو نقابة طلابية وليست حزبا ثوريا كما أنها ليست جمعية ثقافية ، و بالمقابل ومراعاة منا لمصلحة الحركة الطلابية لن نقف حبيسي نقاشات عقيمة بدأت سنة 1981 نتيجة اختلاف الرفاق في نقد المؤتمر السابع عشر وطرح الإجابة بما يناسب الشروط العامة التي تحكم واقع الحركة الطلابية ، إلا أن تطور الإختلاف من اختلاف بسيط إلى اختلافات سياسية كان لها وقع سلبي على الحركة الطلابية ، حيث صار الجميع يتبجح بالتصور و الفهم العلمي دون أن يجسد أحد ما يقوله في اللممارسة العنلية ، و هذا ما أفرز لنا نوعا من الحماس الزائد والتجذر الغير واعي أو قل التجذر البائس ، وقد وصل الأمر بهذه الإختلافات اليوم أن أصبحت خلافات سيكولوجية نابعة عن عدم القدره على الدفاع عن المواقف المتباينة وهو ما يقف عائقا أمام فتح نقاشات جادة و مسؤولة ، نظرية وعلمية بين أطراف الحركة الطلابية ، و الذي يشكل بدون شك أرضية أولية لفهم أزمة الحركة الطلابية ، إننا بهذا لا ندعوا إلى الحوارات الفصائلية ، ولن نسقط في فخ صنع قيادة في الظل للجماهير الطلابية كما هو الشأن في ندوة 23 مارس 2010 ولكننا ندعو إلى فتح نقاشات جماهيرية في كل المواقع الجامعيه تصب في التنسيق الميداني و العملي ، قصد بلورة معارك نضالية وطنية بمشاركة أكبر قاعدة طلابية ممكنة حيث تساهم فيها كل أطراف الحركة الطلابية وتتحمل فيها المسؤولية وتحاسب إن هي تخاذلت ، وعبر هذا التنسيق الميداني وفي معمعان الصراع يمكن بناء الأشكال التنظيمية الجنينية من قبل لجن الشعب ولجن الأقسام ومجالس والمناضلين ....وتجدر الإشارة إلى أن التنظيم لم يكن يوما هو الغاية بل هو وسيلة من أجل التصدي المنظم لمخططات النظام الطبقية والمساهمة الفعالة في حركة التحرر الوطني، ومن هنا نمر إلى الجزء الثاني من الشعار وهو الحركة الطلابية وتجسيد مواقفها التاريخية إزاء الجماهير الشعبية أو إن صح التعبير تجسيد مرادها تجاه الجماهير الشعبية ، على ٱعتبار أن الحركة الطلابية لها مواقف نظرية ثابتة وليس لها مواقف سياسية ، لأن المواقف السياسية تكون نتيجة رؤية سياسية تخص تنظيما أو إطارا معين ، أما الحركة الطلابية فهي فعل ناتج عن طلاب و تنظيمات فاعلة الساحة الجامعية ، هذا الفعل الذي يتأسس في عملية بلورته و مخاضه على التصدي لسياسات النظام الطبقية في قطاع التعليم من خلال رؤية مؤطرة بنظرية ثورية حيث لاحركة ثورية بدون نظرية ثورية ، وبإعتبار أن الحركة الطلابية هي جزء لا يتجزأ من الحركة الإجتماعية وأن الطلاب هم بمثابة الشرارة التي تفجر القنبلة الموقوتة للثورة ، فإن موقفي أوطم في المؤتمر الخامس عشر" الحركة الطلابية رافد من روافد حركة التحرر الوطني ، و لكل معركة جماهيرية صداها في الجامعة " يبقيان موقفان علميان يجب أن يؤطرا كل ممارسة طلابية من داخل الساحة الجامعية ، والفهم هنا يجب ألا يقتصر على تسجيل التضامن مع الحركات الإجتماعية أو المساهمة الفردية الميدانية في معارك الجماهير الشعبية بل يجب أن تكون الحركة الطلابية فاعلا أساسيا في تفجير التناقض من داخل حقل التعليم وتفجير معارك نضالية واعية ومنظمة وذات نفس طويل ، وهذا لن يكون أكثر فعالية إلا عبر بناء التنظيم الطلابي المتين ( أوطم ) وهي المسؤولية الملقاة على عاتق كل أطراف الحركة الطلابية في المرحلة ، كما أنه من المهام الملقاة على عاتق الحركة الطلابية تصدير الكوادر الثورية والمثقفين الثوريين للمساهمة في تجذير الوعي الطبقي في صفوف الجماهير الشعبية، لكن كيف يمكن للحركة الطلابية أن تساهم في هذا وأطرافها منهمكين في تبادل التهم وتقديس الموروث ونهج ثقافة التخوين وتقديس الأنا عوض المقارعة الفكرية وتغليب النقاش العلمي الجاد وممارسة النقد والنقد الذاتي وتوحيد صفوف الحركة الطلابية وفق منظومة وحدة نقد وحدة .
رفاقي رفيقاتي مهما أطلنا أو إختصرنا النقاش فإن الخلاصة التي سنصل إليها واحدة : لا يمكن أن نتحدث عن تجسيد مواقف الحركة الطلابية ومساهمتها الفعالة في الحركة الإجتماعية دون تنظيم متين يوحد نضالاتها ، والوضع الذي آلت إليه اليوم يفرض علينا وبكل مسؤولية أن نطرح تساؤلا أساسيا ، ألم يحن الوقت بعد لفتح نقاش جاد ومسؤول حول الآليات الممكنة والضرورية لتجاوز واقع الأزمة والتشرذم الذي تعيشه الحركة الطلابية؟
لن نجيب عن هذا التساؤل بل سنترك المجال لأطراف الحركة الطلابية أن تجيب وتتحمل مسؤوليتها التاريخية تجاه الوضع .

عاشت الحركة الطلابية .
المجد لشهداء .
الحرية لمعتقليها .
الطالب الغيور عبد الحي لمغاري ( الساموراي ) .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مليار شخص ينتخبون.. معجزة تنظيمية في الهند | المسائية


.. عبد اللهيان: إيران سترد على الفور وبأقصى مستوى إذا تصرفت إسر




.. وزير الخارجية المصري: نرفض تهجير الفلسطينيين من أراضيهم | #ع


.. مدير الاستخبارات الأميركية: أوكرانيا قد تضطر للاستسلام أمام




.. وكالة الأنباء الفلسطينية: مقتل 6 فلسطينيين في مخيم نور شمس ب