الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العراق بعد تحجيم داعش ونتائج الانتخابات / مقتدى الصدر امام انحيازات مذهبية واقليمية ودولية .

مروان صباح

2018 / 5 / 21
مواضيع وابحاث سياسية


العراق بعد تحجيم داعش ونتائج الانتخابات / مقتدى الصدر امام انحيازات مذهبية واقليمية ودولية ...


مروان صباح / لكي تكتمل الصورة على نحو أفضل تظهيراً ، بتحديد ، مع احتلال الامريكي للعراق ، أول ما أقدم عليه أنصار مقتدى الصدر ، التخلص من بعض الرموز الشيعية ، على رأسهم عبد المجيد الخوئي ، كان الخوئي قد أبدى رغبته بالإصلاح لكنه مشروط بالخروج عن المرجعية التقليدية وهو بالمناسبة أخ لمحمد تقي الخوئي ، الذي تم اغتياله في عهد حكم حزب البعث العراقي ، منذ ذاك اليوم ورغم أنه كان صعود الصدر لافت ، إلا أنه ، حسم مسألة انتمائه للفقراء الشيعة ، واليوم بعد تصدره الانتخابات العراقية ، من الصعب إقناع رجل مثل الصدر ، التخلي عن محاولة محاربة الفساد أو التنازل عن برنامجه الإصلاحي ، وهنا تكمن رؤيته ، فالرجل يعي جيداً ، أن التركيبة الامريكي والايرانية خالية من الإصلاحيين ، لم تكن هذه القناعة لديه جديدة أو لأن ، العراق شهده عبر السنوات الفائتة أكبر عمليات فساد في الكوكب ، بل عمل مقتدى الصدر مبكراً على استيعاب رجال اصلاحيين ، تكنقراطيين ، فكيف لا ، وهو من الذين يتبعون نهج والده محمد صادق الصدر المغدور ، قد اطلق الاب على نهجه ، بالحوزة الناطقة امام الحوزات الصامتة ، يرجح بأن الصدر الاب ، قد تم اغتياله على اثر خلافه مع الحوزات في قم بتحريض واضح من معارضيه في النجف ، الآن ، يواجه الصدر الابن ذات الخصوم ، لصوص ومخبرين الحوزات من جانب ، ومجرمين واللصوص النظام الجديد في المقابل ، المطلوب اليوم ، ولكي لا يعاقب كما عوقب الاب ، من الجدير اعادة رسم خريطة التحالفات الإقليمية معه من أجل تمكين مساره الإصلاحي وإخراج العراق من محور الانحيازات المذهبية التى صنعته إيران بدعم من إدارة بوش الابن ، وهنا لا يفوتنا ، أن الصدر الابن ، سجل حالتين بالغتين الأهمية ، عندما كانت المناطق السنية تخوض معارك مع الامريكي ، اشعل معارك مع الاحتلال في المناطق الشيعية، سُميت لاحقا بالتخفيفية ، وايضاً ، عندما بدأ الحراك ضد الفساد في بغداد وعلى الأخص ، في المناطق السنة ، انضم إلى الحراك ، كشريك وطني ، لكن الامريكي تعامل مع دوائر السنية ، بالهمجية الكاملة وأبقى الأبواب مواربة للمناطق الشيعية .

اما وقد أسلفنا العناصر الرائعة للسيد الصدر ، هناك عناصر آخذة لا تقل أهمية من سابقتها ، لم تكن خاطفة ، لكنها ، بالنسبة لي شخصياً أضعها في سياق الخلافات بين البيت الواحد ، ويتمنى المرء ، أن يكون الصدر قد انتهي اليوم منها ، في بدايات الاحتلال ، ظهر جيش المهدي كقوة بديلة عن الجيش العراقي ، تماماً ، كما هو حال قوات الحشد اليوم ،ارتكب جيش المهدي الفظائع بالمناطق السنية ، تحديداً ، عندما دخلوا مقاتلين جيش المهدي إلى احياء السكنية لمناطق السنة في بغداد ، توزعوا في تشكيل عشوائي وفعلوا كما فعل التتر في التاريخ ، هنا ، لا بد أن لا يتناس المرء ، بأن علاقة الصدر الابن وكذلك الاب بالنظام الخميني غير مفهومة وغير واضحة ، بل ، غير كاملة لدى الأطرف العربية ، وقد يخلط المرء ، بين مجموعة صغيرة من الإصلاحيون / الوطنيون / المدنيون في تياره ، يرغبون باستقلال العراق عن ايران ويردون إصلاح ما أفسدته أدوات طهران وواشنطن وبين الأغلبية الساحقة المرتبطة بالتشيع الايراني ، الذين لم ينفكوا يوماً عن تمسكهم بولاية الفقيه ، كايمان خالص بإلامامية وبالتالي ضرورة استكمال العمل لإخضاع المنطقة لها ، بشرط اقتلاع كل ما هو قائم من الجذور حتى لو كان صالح ، مقولة تعود للخميني كان قد تفرد في ابتكارها ، اقتلع من الجذور لا تبقي من الماضي شيئاً ، لأن في نهاية الأمر ، الصدر الأب واحد من أهم تلاميذ الخميني ، أي أن العلاقة بين التشيع الايراني والعراقي أمر مركب ، ليس من السهل تفكيكه أو الارتكاز عليه بشكل كامل أو كبير ، ويبقى السؤال ، هل تغير الصدر إلى درجة سيفاجيء العراقي اولاً ، قبل العربي ، أم ستكون مرحلته حلقة جديدة من حلقات قديمة في تطهير أهل السنة وتدمير وتفكيك البلد أكثر ، الأيام كفيلة في الكشف عن نواياه ومدى حقيقة وصدقية أقواله التى تتلخص بخوض معركة حاسمة من أجل تحرير العراق من الانحيازات المذهبية والإقليمية والدولية والفساد .

هناك خلاصة قد تكون صاعقة مدوية للبعض ، هي علائم مكرورة على مشهد معتل قديم مفضوح ، يقابله ، مشهد محتشم متجدد ، لكنه أخبث ، فالذي انتصر في الانتخابات العراقية جيش المهدي والحشد الشيعي ، ومن يرغب بتفكيك مركباتهما ، لا بد من البحث عن جذورهما ، لأن في الظاهر ، الذي انتصر على داعش وأعلن عن محاربة الفساد وأوقف تقسيم الجغرافيا ، الحكومة العراقية ، الذي يمثلها العبادي ، فأين ترتيب حيدر العبادي في الانتخابات . والسلام
كاتب عربي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مساعدات بملياري دولار للسودان خلال مؤتمر باريس.. ودعوات لوقف


.. العثور على حقيبة أحد التلاميذ الذين حاصرتهم السيول الجارفة ب




.. كيربي: إيران هُزمت ولم تحقق أهدافها وإسرائيل والتحالف دمروا


.. الاحتلال يستهدف 3 بينهم طفلان بمُسيرة بالنصيرات في غزة




.. تفاصيل محاولة اغتيال سلمان رشدي