الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في تطوير العلوم الإسلامية و مقاصد الشريعة و أصول الفقه و النهوض بها ..

حمزة بلحاج صالح

2018 / 5 / 21
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


في إنزياح أسئلة العلوم الإسلامية المركزية كأنها ملزمة و من ثمة لا أمل في تطويرها ..

إن الأنظمة السياسية العربية الإسلامية كالأنظمة المعرفية التي صاغت و تشكلت منها أبنية التراث تبدل ثوبها الخارجي و تنتج نفسها بنفسها و تعيد إنتاج أزماتها

كذلك العلوم الإسلامية التي بقيت سجينة أسئلة داخلها التي صاغتها ....

إن طلبة الشريعة الإسلامية خاصة في عالمنا العربي الإسلامي و أساتذتهم و الباحثين في حقول الدراسات الإسلامية إلا من رحم ربي لم و لن يتقدموا بهذه العلوم بقدر ما يعيدون إنتاجها ...

و أضرب لذلك أمثلة بسيطة و على عجل...

كيف تتطور و تشهد تجديدا و نهضة و تطويرا علوم مقاصد الشريعة و أصول الفقه و مباحث القياس الفقهي الأصولي و مختلف الأقيسة مثلا لا حصرا

و الطلاب الباحثون سجناء الأسئلة التي أنتجت و إنبنى عليها " منهج " هذه العلوم ...

كيف و هم يشعرون بالذنب و الإساءة لله و للإسلام لو تجاوزوا الأسئلة التي كونت إشكالات مباحث هذه العلوم...

كيف يتخطى الباحث عقبة السؤال و عتبته في مجال المقاصد مثلا و حتى الأصول و هو يفكر بأن الخلاف حول الحكمة و العلة و الإنضباط ..الخ هو خلاف غير كلامي

بل مبرر و يلزم على كل باحث و دارس أن ينخرط في اتجاهه و يشتغل منطلقا منه و تأسيسا عليه...

الحكمة أو العلة مثلا مبحثان مركزيان في المقاصد و الأصول فكيف بباحث جديد مثلا يفصل بينهما

و ينتظر من الأصوليين وضع تقييد للعلة و ضابط لها حتى تكون العلة..

مع استقطاب كل باحث و انتظامه بخوف شديد في إطار مقولتين و رؤيتين و مقاربتين للمسألة

من حيث تعريف و تقسيم الحكم مثلا عند الشاطبي من غير أن يفكر الباحث في مراجعة التعريف و التقسيم...

هل مراجعة هذه المفاهيم كفر و مروق و رفض و إنكار و جحود و مساس بالمقدس و الوحي و المطلق...

هل مراجعة مباحث الحكم من التعريف إلى التقسيم و التصنيف إلى النظر و النقد جريمة ...

ما هذه الفوبيا و الخوف السيكولوجي المرضي أمام التراث و مقولاته التأسيسية...

كيف يسلم الباحث للمقولات كأنها الوحي الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه و لا يطرح حولها أسئلة يتداخل فيها الأصولي و اللغوي و الفقهي و الكلامي ..

بل ربما الايديولوجي في حالات معينة تتعلق بلي عنق المنهج السائد و النص و فهمه لصالح الحاكم و الفئة و الطائفة ...

كثير من اللفظ كان وراء تضخم مباحث المقاصد و الأصول و كان الخلاف لفظيا بعد تمعن و منها مباحث الحكمة و العلة و السبب

و القول بأن الإشارة و المناسبة و غيرها يتم الوصول إليها كما يحصل بالنسبة للإجماع بالطرق المعروفة و هو رأي الكثير خاصة الشاطبي عند تقسيمه للحكم..

و كذلك مبحث القياس في ارتباطه بالعلة و جعلها لا تتم إلا به في تعدي الحكم إلى محل اخر...

بل طبيعة قياس الشاهد على الغائب التي تحتاج الى ثورة تحرر العقل من أرسطية النظر و القراءة...

و كذلك مراجعة طرق التعرف على الحكمة و مسالك التعرف عليها عند الشاطبي و غيره و حصرها في اثنين " المناسبة " و " مسالك الوصول إليها " ...

لا يساعد أبدا على تخطي حالة الإحتباس في سجن المقولات التراثية

هرج كبير و ضجيج من الألفاظ ترهب الباحث و تضفى عليها قداسة أكثر من الوحي تمنع الباحثين من الخروج عن منظومة التفكير

و لا يخطر ببالهم يوما أن يقوموا بمراجعتها من الأساس الباني لعلم الأصول و مباحثه و الخطاب و تعريفات الأصوليين و منطلقاتهم و المقاصد و الحكمة و العلة و السبب و المناسبة ...الخ

لن يكون و لن يحصل تطورا و توثبا على يد من يقدس التراث و نواتج العقل الديني و الفقهي و القياسي و الكلامي البشري

و بعض مقولات المنطق الأرسطي البانية لكثير من أسسه و المتسببة في توقف حركة الإجتهاد و النظر و الإحتباس داخل نفس المنظومة إستلابا و تقديسا و خوفا هوسيا مرضيا باسم الدين ...

لن تحصل وثبة و لا قومة معرفية و دينية بل جل المتعلمين يتخبط في وحل إشكالات لا تعنينا لا من قريب و لا من بعيد

يفتشون على أجوبة لأسئلة يطرحها واقعنا من نوع " البيوطيقا " مثلا لا حصرا و " الحق في الحياة و الموت " " الأوتانازيا " و " الجندر "

و مساواة الرجل بالمراة و مركزية الإنسان و المصلحة و مخاطر قاعدة سد الذرائع في تراثنا و تحديد المفاسد و استبعادها و " تمديد العمر" و " البحث في الموت" و " في الحياة خارج الكوكب الارضي "

و " نظرية الأكوان" و " الحبال" في نظريات الكم و الكون و التفكير أو البحث في أسرار قضايا الموت و الحياة و إطالة الأعمار

و علم الجينات و التخصيب خارج رحم المرأة و " الكلوناج " أو الإستنساخ و حتى لا أخدش حساسيات الناس لا أقول "خلق " أعداد متشابهة من المخلوقات و استنساخها و مباحث transhumanismes و الإنسان الالي أو الانسان المزدوج إالالي - البشري ...الخ

و كذلك أسئلة تزحف بقوة حول عولمة القيم و موضوعات الجنس و الجنسية و الحرية الجنسية و نظرية النوع و تحديد جنس المولود قبل الولادة ...الخ و غيرها كثير و كثير..

هل يتصور طلاب الشريعة و العلوم الإسلامية و الباحثون التقليديون أن يجدوا أجوبة لأسئلة كهذه في بطون التراث الذي يستلبهم و يغطي تسعة أعشار أوقاتهم

و يتعاركون و يقيمون من أجله خصومات مع غيرهم يسمونها حوارا و جدلا و بحثا عن الحقيقة و قياسا على القديم...

أحسب أن هذا ضربا من الوهم و السراب و هدرا للطاقة و الإمكانات...

مرة أخرى إن العودة إلى التراث تتحدد بمسألة الجدوى و العملية أو العمل و الراهنية و كذا بالأهداف المرسومة و المحددة...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الاحتلال يغلق المسجد الإبراهيمي في الخليل بالضفة الغربية


.. مراسلة الجزيرة: أكثر من 430 مستوطنا اقتحموا المسجد الأقصى في




.. آلاف المستوطنين الإسرائيليين يقتحمون المسجد الأقصى لأداء صلو


.. الشرطة الأمريكية تعتقل عشرات اليهود الداعمين لغزة في نيويورك




.. عقيل عباس: حماس والإخوان يريدون إنهاء اتفاقات السلام بين إسر