الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ذا العراق عبثن فيه ارانب

شعوب محمود علي

2018 / 5 / 21
الادب والفن


هذا العراق عبثن فيه أرانب

سكت المفوّه واعتلت خرساءُ
وتصاغرت قمم وغاص الماءُ
حتى البلابل حوصرت اجراسها
وخبت حناجر ماج فيها الداء
واستغرقت سوداء تعرض سحرها
وتراجعت في العالم الحسناء
واستعرض اللص المشين مخادعاً
حتى تهيّب كيده الشرفاء
يا يوم يوم الحسم كيف تطاولت
اقزام جيل وارتقت حرباء
كنّا مراصد أنجم ببروجها
تخبو وتطفو خنافس سوداء
هذا العراق به الفئران عابثة
في أسّه حفرت فلاح بلاء
وأتت على الأسوار تنخر تحتها
والهرّ ينظر عينه عمياء
من أين تنحدر الخطوب لساحنا
زلزالها يأتي فتبكي سماء
هذا الخليط أتى ليرسم لوحة
في عينه ماء طما ودماء
فاصطفّ ما بين الخيول منافحاً
فسمت عليه بغلة عرجاء
كنّا نردّد في ظلال مناحة
في بحر أدعية فجاس نداء
ليغيث منهوبين ما برحت
في الظل تغزل حزنها الخنساء
يتظاهرون بعمّة وبتربة
إبليس يجبل طينها ويشاء
حملوا الأمانة مثل شيطان أتى
في ثوب قدّيس علاه دهاء
يا زمرة طبعت على شرّ نما
في ظلّ سرّاق نضت أسماء
كي تحوي هذا الشعب مسّت قدسه
يد ناكر فاضت لها نعماء
ما أن أدار الظهر حتى استمرئت
طعم الحرام فغاب عنها بهاء
يا شعب كم مرّوا بحلمك فاستوت
أقزامهم من يوم حلّ الداء
سلخوك شاة يوم مصّوا عظامها
حتى النخاع فجلجلوا الخصماء
في الظلّ كم رضعوا حليبك دافئاً
ونبات شعرك منه كان فراء
يقضون في المشتى بقيّة فصلهم
وبجلدك العربي كان رجاء
من قبح فعلتهم فقصّوا نواصياً
ليد جّنوك وأنت أنت رجاء
داسوا جبينك واستحلّوا بكفرهم
ديناً وتاريخاً فطاح لواء
هم نكّسوه وجلّلوا ابناءه
ذلّاً وما قصرت يد جذّاء
يتذرّعون وما بهم من محنة
أيديهم اسودّت وغاب بهاء
كانوا هنا سقط المتاع وجوههم
تحت القناع تلفّها الظلماء
شربوا السعادة من كؤوس ذنوبهم
وتفنّنوا رقصاً فكان عزاء
حصبوا النجوم وفي الخيال تصافحوا
أحلامهم قصرت فغاب وفاء
وتكدّر الوطن الحليم بزمرة
شاب الرضيع وضجّت الأحياء
من فعل ما اقترفوا فتلك عصابة
درجت على السرقات ساعة جاؤوا
شربوا السعادة من دموع صغارنا
وتمايلوا رقصاً فكان بلاء
لمسوحهم بالأمس ما قد كرّسوا
أحلامهم كبرت فمات نماء
وتكدّر الوطن الغني بعصبة
شاب الرضيع وضجّت الأحياء
قتلوك يا وطني بفضل سلاحهم
عمّ الفساد فغرّد الضعفاء
جاسوا لكسر العظم وانتشروا هنا
مثل القراد لنا فكان عزاء
ضمروا الشرور فكنت انت ضحيّة
مذ شيّعوك فغادرت أسماء
جاسوا لكسر العظم وانتشروا هنا
ذلّاً وليلك ما له أضواء
زاروك والزوّار صرت مدارياً
خلف الوجود فجدّد الرقباء
دفنوك قبل الموت واحتفلوا هنا
عند المقابر عدّد الرقباء
أسباب موتك كان موتك شائعاً
بين الجموع فمجّد الشعراء
ذكراك بعد الأربعين فجدّدوا
والذكر يكمل شوطهم لو فاؤا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شراكة أميركية جزائرية لتعليم اللغة الإنجليزية


.. الناقد طارق الشناوي : تكريم خيري بشارة بمهرجان مالمو -مستحق-




.. المغربية نسرين الراضي:مهرجان مالمو إضافة للسينما العربية وفخ


.. بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ




.. كيف أصبحت المأكولات الأرمنيّة جزءًا من ثقافة المطبخ اللبناني