الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أوراق من ايام العمل السري في الداخل

عامل الخوري

2018 / 5 / 21
التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية


أوراق من ايام العمل السري في الداخل
ضغوط الأولاد في تسجيل بعض ما خزنته الذاكرة الضعيفة ، احد الأسباب التي جعلتني اكتب هذه السطور ،، ترددت قبلها ، اولا انا لست بكاتب و ينقصني الكثير مما يتطلبه سرد الحدث ، المسألة الاخرى ، مرور سنوات طويلة تجعلني افتقد دقائق الأحداث في بعض اللقطات ، لا اريد ان اكتب ما يمل منه ، لذالك سأكتب بعض اللقطات بين الحين والآخر غير مترابطة تماما ولا في توقيتاتها ، كما اثبت هنا ، ان مهمةْمنظمتنا الصغيرة ، لم تكن مهمة توسيع التنظيم ، اي الكسب ، بل تهيئة بيوتات حزبية و اوكار في الداخل لتهيئة مكان لنزول الكوادر الى الداخل عند الوقت المناسب ،،،، وسأبدأ من مقدمة لابد منها
المهم ، وبأختصار شديد ، قمنا انا وأم علي ( هي زوجتي ورفيقتي حتى هذه اللحظة ) ، بالعودة الى بغداد قادمين من بلغاريا بعد ان أقمنا بها حوالي عشرة أشهر ، والاكثرية تعرف ( هجرة الطيور الى الشمال!!) في نهاية ١٩٧٨ وبداية ١٩٧٩ . في بغداد بدأنا محاولة ترتيب اتصال حزبي وتكوين بدايات جديدة لعمل تنظيمي ، يفتقد الجميع لخبرة العمل السري في ظل اعتى ارهاب بعثي نازي - فاشي . لم يدم عملنا في بغداد طويلا ، ففي الشهر الاول من عام ١٩٨١ ، وجهت للتنظيم ضربة قاضية ، اعتقل واستشهد الكثير وفلت البعض بأعجوبة ومنهم انا وأم علي ، وفي اثناء العمل السري رزقنا بطفلنا الاول نصير ( مشمش ) . لابد من التوجيه ايضا ، بأنني لن اذكر اسماء الرفاق والاصدقاء الأحياء اللذين رافقوا هذه المسيرة لعدم آخذي موافقتهم
اللقطة الأولى،،،،،،
وصلت بمساعدة رفيق عزيز ( وكنت لوحدي ) الى الموصل حيث استقبلني الرفيق العزيز الشهيد مثنى عبد اللطيف ،وعن طريق معارفه اشتغلت في معمل لصنع اكياس النايلو حيث انام في المعمل ( وهذا المهم ، تأمين السقف) بصحبة ١٨ عاملا كلهم مصريون وبوثيقة شخصية مزورة طبعا .
بين الحين والآخر اسافر الى السليمانية للقاء الرفيق المسؤول في بيت في محلة كانيسكان ، على ما اذكر ، وهناك اجلب معي البريد الحزبي والجريدة ، وكنت ابيت في ذلك البيت واغادره صباح اليوم التالي عائدا الى الموصل .
في صباح احد الأيام ، في السليمانية ، وانا ارتب البريد الحزبي في كيفية المرور بسيطرات عديدة الى الموصل ، وإذا دب هرج و مرج في البيت ( متكون من عائلة ، رفيق وزوجته وطفلتين ) ثم المتواجد ايضا الرفيق المسؤول وانا ، وإذا بقوات خاصة عسكرية نشاهدها في حوش الدار ، اذا لقد كشف امرنا ، هكذا توقعنا ، وبسرعة خاطفة دفعنا البريد وجرائد طريق الشعب تحت البساط ، وبهذه اللحظة دخل العسكر الى الغرفة وبصراخهم اقتادونا نحن الرجال فقط !!! وما خرجنا الى الشارع حتى وجدنا ان المنطقة بالكامل مطوقة و العسكر يقتاد جميع الرجال معهم ( نعم الموضوع اسهل مما توقعنا لم نكن نحن بالذات المقصودين ) .
جمع العسكر جميع الرجال في باحة المدرسة منذ السابعة صباحا ، فهمنا الامر ، لقد قامت مفرزة پيشمه رگة بأغتيال احد عناصر السلطة المهمين من سكنة المنطقة ،
بقينا واقفين وجاءنا الامر بعدم التحرك قيد انملة ، بزاوية عيني شاهدت المسؤول واقفا على بعد أمتار مني ، ولكني لم أتمكن من رؤية الرفيق الآخر ، صاحب الدار ، كنّا مئات من الرجال واقفين كصفوف عسكرية ، جامدين تماما ،
وقفت سيارة عسكرية وخرج ضابط برتبة مقدم شعره احمر ، ضعيف البنية وهو ينظر للجميع وكأنه يريد ان يتخلص منهم . سيدي ،، صاح احد الرجال من المحتجزين ، تسمحلي ، ابول ؟؟ جاءه الجواب ، اذهب بأتجاه حائط المدرسة وتبول هناك ،،، ذهب المسكين ، وما أن جلس ليتبول حتى تفرغت رصاصة في رأسه اردته قتيلا ، ثم صاح الضابط ، هل من يريد ان يتبول مثل صاحبكم ؟؟؟ صعقنا !!
بدأ الضابط الأحمر بالتفتيش بين صفوف الواقفين ،، ينظر بالعين للعين ، اخرج انت ، وانت وانت وانت ، وهؤلاء يحملون بالشاحنة العسكرية ، ثم شاحنة اخرى وثالثة ،،، مر هذا المجرم أمامنا ونظر بعيوننا نحن ايضا ،،،، هل هي صدفة ، ام عميت عيناه ؟؟ لم اجد تفسيرا ،
في الساعة الثالثة بعد الظهر ،، جاءنا الامر العسكري ، أنتم الباقون ، الى بيوتكم ركضا ، لن يمشي احد مشيا ، ركض ، وبدأ الركض ، مر من جانبي الرفيق المسؤول ، وهمس سريعا ، الى الگراج مباشرة اترك كل شئ لمرة قادمة ،،،، ركضت الى الشارع حيث أستقليت تاكسي الى گراج الموصل مباشرة ،،،،،،،، وكانت بعدها مرات عديدة قادمة في نفس البيت اذ كان الرفيق مسؤل البيت من الذين فلتوا من القبضة مثلنا .

عامل الخوري








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تحية
Almousawi A.S ( 2018 / 5 / 25 - 13:02 )
كنت ارسل احيانا لجلب البريد من الموصل الى بغداد
وتكون السفرة بالقطار ليلا فاصل صباحا
وعلية يجب الذهاب الى دار سينما لا اتذكر اسمها الان
حيث تجري مراسيم التعارف المتفق عليها مع شخص
بمواصفات متفق عليها مسبقا حيث يطلب منك انتظارة
في احد الشوارع الفرعية وهنا يرافقك ظل شك من ان تكون
ضحية كمين فالخروقات الحزبية على مستوى كبير
ثم يحظر صاحبك لاخذك الى مقهى في الطابق الثاني
ويقوم باكرامك بفطور من الكاهي وتاكل على امل في اطمئنان
وتسير معة بعد ذلك محملا بالبريد والتحيات الى الرفاق في بغداد
وتوصية بتعاسة الظروف ووحشية النظام وانحطاطة تحت هدوء
وسكينة العالم الخارجي فلا احد يسمع لنا
وقد تكون انت صاحب هذة الوصية والتحية

اخر الافلام

.. الشرطة الأميركية تعتقل عدة متظاهرين في جامعة تكساس


.. ماهر الأحدب: عمليات التجميل لم تكن معروفة وكانت حكرا على الم




.. ما هي غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب؟


.. شرطة نيويورك تعتقل متظاهرين يطالبون بوقف إطلاق النار في غزة




.. الشرطة الأرمينية تطرد المتظاهرين وسياراتهم من الطريق بعد حصا