الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وحدة التراب المغربي أولى من أي قضايا أخرى

كمال آيت بن يوبا
كاتب

(Kamal Ait Ben Yuba)

2018 / 5 / 21
مواضيع وابحاث سياسية


شعارنا : حرية – مساواة – أخوة

لنفترض مثلا أن بعض الإخوة و الأقارب لشخص هالك ترك ثروة ما و إجتمعوا في إحدى الأمكنة التي كان يملكها للنظر في توزيع التركة أو للنظر في بعض المشاكل التي تطرأ بعيدا عنهم لكنها تقلقهم بطريقة غير مباشرة .ثم ، و هم مجتمعين سمعوا أصوات هجوم على المكان للسرقة والنهب و الإتلاف و ما إلى هنالك .
السؤال هو : هل سيستمرون في مناقشاتهم هادئين غير مبالين بالمهاجمين أم سينسون النقاشات و الخلافات حول الإرث ثم يهبوا للدفاع أولا عن أنفسهم و عن مجالهم و حدوده ؟
طبعا من البديهيات القول أن الجواب عن السؤال متضمن في شطره الثاني أي أن الإخو والأقارب سينسون الخلافات و يدافعوا عن أنفسهم و عن مجالهم .هذا شيئ أكيد و فطري غريزي في الإنسان و لا يحتاج لإستدلال بإستثناء إذا كان هؤلاء المقصودين سكرانين أو ليسوا في حالة طبيعية ..
أعطيت هذا المثال بمناسبة تعرض حدود المغرب الجنوبية منذ مدة ليست بالقصيرة للإنتهاكات المستفزة و الأنشطة المشبوهة لميليشيات ما تبقى من جبهة البوليزاريو و للتطورات غير السليمة التي صارت بعد إكتشاف ما أعلنت عنه الخارجية المغربية مؤخرا تنسيق و دعم لعناصر حزب الشيطان اللبناني بالمال و السلاح و اللوجيستيك بوساطة سفارة إيران في العاصمة الجزائرية .و هي التطورات التي أدت لقطع العلاقات مع نظام الإستبداد المتشدد و ولاية الفقيه الإرهابية في طهران.
على المغاربة أن يعرفوا أولا هذه الحقيقة الجغرافية و هي أن الموقع الجغرافي للمغرب هذا يجعله من الناحية البيئية ذا مناخ متوسطي معتدل و مناظر طبيعية متنوعة و خلابة مع شاطئين إثنين الأطلسي و الأبيض المتوسط .و هو الموقع الإستراتيجي كحلقة وصل إلزامية و قصيرة بالنسبة لأوروبا الغربية نحو إفريقيا الغربية و دول الساحل الإفريقي .و كذلك لدول الأمريكتين من الساحل الأطلسي نحو شمال إفريقيا و دول الساحل .هذا الموقع المفروض أن يكون مبعث فرح و فخر للمنتمين للمغرب .
ثانيا أن مساحة بلدهم هي أكبر من فرنسا .ففي ترتيب الدول من حيث المساحة يتموقع المغرب في الرتبة 39 عالميا .بينما فرنسا في الصف 46 .بل إن مساحة المغرب أكبر من كل الدول الأوروبية إذا قارنناها مع كل بلد منها على حدة.مع إسثتناء روسيا التي هي في الصف الأول عالميا من حيث المساحة تتبعها كندا و الولايات المتحدة الأمريكية طبعا.
هذه المساحة للمغرب الممتد تجعل مهام الساهرين على الأجهزة الأمنية المتنوعة التي تراقب الحدود و غير ذلك ليست سهلة أو بسيطة .. و قد برهنت عبر الأيام و الشهور و السنين و من خلال تعاطيها مع مختلف المشاكل على حنكتها وجديتها و على تحمل واع لمسؤولياتها الجسام . و إذن فلا يمكن إلا الثقة في هذه الأجهزة ذات الكفاءة و التكوين العاليين اللذين من المفروض أن يجعلا المواطنين يشعرون بالفخر و الإعتزاز .
كمثال حينما يتم الإعلان عن تفكيك خلايا إرهابية كانت ستقوم بأعمال إجرامية يذهب ضحيتها مواطنون أبرياء أو شخصيات مسؤولة ،فهذا يدل دلالة واضحة على الحرص الكبير لهذه الأجهزة على سلامة المغاربة و أمنهم .و هنا لا يبدو المواطن رخيص أو تافه كما يروج البعض .
و لذلك يصح وضع السؤال التالي على النشطاء خصوصا في تحريك التظاهرات هذه الأيام الأخيرة ، التي قلنا أنه تم الإعلان خلالها عن تنسيق بين حزب الشيطان اللبناني و ما تبقى من جبهة بوليزاريو ،هل الأولى تنظيم مظاهرات ضد من تسول له نفسه العبث بأمن و سلامة المغاربة و المس بوحدته الترابية من طهران عبر بيروت كإهتمام بعتبة البيت أولا أم الإهتمام بقضايا بعيدة تعتبر عتبة من عتبات بيوت الآخرين ؟
أعتقد أن الإهتمام بالبيت أولا و وحدته و إستمرار وجوده و الدفاع عنه بالغالي و النفيس من أولى الأولويات ....
و إلا فلا حاجة لإعلان أي إنتماء بعد ذلك .
وللذين يستسهلون أمن و وحدة البلد و إستمراره في الحياة ، فسوريا خير مثال على ما نقول.و هي كما هو معلوم أرض لعبت فيها إيران أكبر الأدوار هي و دميتها حزب الشيطان اللبناني بأهدافها الجبانة التي ترجو النفوذ ثم التوسع و سرقة خيرات البدان .هؤلاء هم الذين هجموا على أولئك الإخوة الذين أعطيناهم في المثال الذي بدأنا به هذا المقال ..
فلو يتم تشتيت البلد فلن يعود أبدا كما كان ..
و كما يقولون إذا كان سباق الألف ميل يبدأ بخطوة واحدة فإن تشتيت البلدان يتم أيضا بخطوة واحدة ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بمشاركة بلينكن..محادثات عربية -غربية حول غزة في الرياض


.. لبنان - إسرائيل: تصعيد بلا حدود؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. أوروبا: لماذا ينزل ماكرون إلى الحلبة من جديد؟ • فرانس 24 / F


.. شاهد ما حدث على الهواء لحظة تفريق مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين ف




.. البحر الأحمر يشتعل مجدداً.. فهل يضرب الحوثيون قاعدة أميركا ف