الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وللاخربن مشاعر !!

زهور العتابي

2018 / 5 / 21
الادب والفن


كنت قد ذهبت كعادتي قبل أيام لإحدى الشركات للتحويلات المالية في الكاظمية لابعث لولدي المغترب مبلغا من المال قبيل شهر رمضان المبارك ...وانا في طريقي للمكتب استوقفتني دعوات صباحية من رجل فقير كبير في السن ممن يطلبون المساعدة ..فتحت حقيبتي واعطيتة ماعندي من خردة .. ومضيت حيث المكتب...ما ان جاء دوري...دنوت من الشباك واخرجت المستمسكات المطلوبة وهممت لأخراج المبلغ ..تفاجئت ان هناك ورقة فئة مئة دولار مفقودة !! اخذت ابحث عنها في محفظتي وفي كل جيوب الحقيبة فلم أجدها...تالمت كثيرا لأني كنت قد نويت وكما وعدت ولدي أن أبعث له ٥٠٠ دولار... انسحبت بهدوء وخرجت...ترى اين ذهبت الورقة ؟ اخذت أسال نفسي.... تذكرت اني لم افتح الحقيبة إلا حينما أعطيت الرجل الفقير المبلغ...وأذكر جيدا انني أعطيته خردة ما بين الف دينار ومعها ورقتين من فئة نصف دينار والأخرى ربع .. ربما كانت الورقة بين المبلغ.... او ربما اعطيته اياها ظنا مني انها ربع !! لاسيما وانها كانت مطوية حينها ..المهم ...خرجت مسرعة ..وذهبت حيث مكان الرجل الفقير فوجته ..ترددت باديء الامر اذ كيف لي ان اتكلم معه وان تكلمت ماذا اقول !؟ فعلا الموقف محرج جدا ..لكني والله لن اخوِّن الرجل بل هناك سهوا حدث لابد أن اعرفه ....قلت له حجي الله يخليك والله ما اعرف شلون ابديها...انا قبل شوية انطيتك و..و...قاطعني اي تذكرتج..قلت ربما اجت سهوا وياها ورقة مية دولار ...تعرف حجي والله لو ما دا ادزهه لابني خارج العراق.. وتعرف جاي رمضان والفلوس نقصت ورقة....دورت بالجنطة ماكو اكول ربما إجت ويه الخردة الي انطيتهه الك .. لا من حقج بس ما اظن عندي....قال هذا وأخرج كيس القماش الذي كان تحت حزامه...افرغ الكيس من محتواه ووضع المبلغ على الارض ويقول شوفي باوعيهن هاي فلوسي وكل محصولي اليوم ..قلت ماشاءالله الله يزيدك بحق موسى بن جعفر ...اخذ يبحث بين نقوده ولكنه لم يجد بينها ورقتي المفقودة ا..قلت له وانا كلي خجل ..حجي شيل فلوسك بالعافية عليك واني جدا اسفة اجابني بكل أدب... لا من حقج ..خطية هذا ابنج....دوري زين بالجنطة ترة ماخطت الجنطة !! اعتذرت منه ومضيت حيث المكتب....وفي طريقي أعدت تفتيش الحقيبة مرات ومرات لاوجود للورقة.... وصلت المكتب...اكملت معاملة تحويل ٤٠٠ دولار فقط ...بعدها...قصدت السوق واشتريت ما احتاجه من اغراض وكان من بينها حذاءا لي.....الذي حدث اني ما ان نويت لأدفع للبائع ثمن الحذاء حتى جدت الورقة اياها بين النقود !!! دخت.... شعرت وكان الدنيا تدور من حولي ..كيف وانا قد فتشتها عدة مرات!! كيف لها ان تظهر الان !؟ تالمت كثيرا شعرت حينما اني لم احسن التصرف مع الفقير اذ كيف سمحت لنفسي أن أجعله يفترض نقوده على الارض !!؟ كيف تصرفت هكذا !؟ لما أنا بهذه القسوة !؟ فكرت بكل هذا وانا ادفع المبلغ للبائع ..خرجت وانا اشعر بالندم وتانيب الضمير لذا قررت ان أذهب للفقير واعتذر منه وأعطيه مبلغ ١٠ الاف دينارا تكفيرا عن ذنبي هذا ..ما ان وصلت الى المكان ..لم اجده ..بحث عنه هنا وهناك لم اجد له أثرا .. سالت امراة فقيرة تفترش الأرض أجابت انه كان فعلا هنا لكنه غادر قبل نصف ساعة....تاثرت جدا حتى لكيت ومشيت وكاني اجر ذيال الخيبة والندم....ركبت التاكسي وعدت إلى البيت ...قصصت ماحدث لابنتي..قالت ماما عادي مصار شي ..تصرفتي بعفوية وعلى نيتك ...لتحملين نفسك فوق طاقتها ..واخذت تقلب الاغراض ضحكت كثيرا هههههه..اكيد سالفة الفقير دوختج ماما..الحذاء مالتك الفرتين يسرة !! ضحكت معها ولا اعرف لما شعرت بالراحة وقتها ..و حمدت الله كثيرا لأنّ ( حوبة الفقير طلعت بالحذاء ولا بغير شي) وقلت همزين ربي ٢٥ الف دينار لا شي امام رضاك وعفوك عني..يااارب.....
مضى على ماحدث اكثر من عشرة أيام ولازالت الفردتين معي لتذكرني أبدا أننا يجب أن نفكر الف مرة قبل اتخاذنا لاية خطوة قد نجرح فيها دون ان ندري مشااااعر الآخرين !!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كل يوم - لقاء في الفن والثقافة والمجتمع مع الكاتب والمنتج د/


.. الفنان أحمد سلامة: الفنان أشرف عبد الغفور لم يرحل ولكنه باقي




.. إيهاب فهمي: الفنان أشرف عبد الغفور رمز من رموز الفن المصري و


.. كل يوم - د. مدحت العدل يوجه رسالة لـ محمد رمضان.. أين أنت من




.. كل يوم - الناقد الرياضي عصام شلتوت لـ خالد أبو بكر: مجلس إدا