الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دولة الصهاينة ودولة الدواعش وجهان لعملة واحدة!!

سليم نصر الرقعي
مدون ليبي من اقليم برقة

(Salim Ragi)

2018 / 5 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


بالنظر للتاريخ الحديث فإننى أرى بأن ((دولة الصهاينة)) لا تختلف في شيء عن ((دولة الدواعش)) التي حاربها العالم!، كيف ولماذا !!؟؟.
الجواب كالتالي :
أولا، هي كدولة الدواعش تستند في مبررات وجودها على (ايديولوجيا سياسية مشبعة بالمعتقدات الدينية المعجونة بالأساطير والخرافات)!، فهي دولة دينية اذ أنها - وكما تصرح في دستورها وخطابها الاعلامي والسياسي - دولة يهودية!، واليهودية ديانة وليست عرقا او قومية!، فهي دولة ذات اساس ومنطلقات دينية كالدواعش!.
ثانيا، ممارسة الإرهاب!، فلو رجعنا الى تاريخ نشأة وبداية دولة الصهاينة وتأملنا طريقة تكوين هذه الدولة اليهودية الصهيونية لوجدناها لا تختلف كثيرا عن طريقة اقامة الدواعش لدولتهم!، فهي قامت من خلال تكوين (عصابات ومليشيات مؤدلجة ومسلحة) جاء اغلب أفرادها من خارج البلد استجابة لدعاية ايديولوجية واعلامية صهيونية مشبعة بخرافات ونصوص دينية، بحيث تأخذ هذه العصابات المسلحة تسيطر على الأراضي بالقوة، خطوة خطوة كما فعل الدواعش في سوريا والعراق في بداية أمرهم، وهو ما كانت العصابات الصهيونية اليهودية قد فعلته للتحضير لتأسيس وفرض دولتهم !، ثم الأخذ في ممارسة الارهاب الممنهج والمنظم ضد الفلسطينيين لإثارة رعبهم واجبارهم على إما الاستسلام للأمر الواقع او الفرار من أراضيهم وبيوتهم!، بل أن بعض هذه العصابات الصهيونية مارست الارهاب حتى ضد بعض معسكرات البريطانيين بغرض الضغط على بريطانيا سياسيا!!.
ثالثا، استجلاب سكان للنزوح نحو الأراضي المحتلة، وذلك من خلال توجيه نداء لكل يهود العالم للهجرة وللانضمام الى بذرة الدولة اليهودية في فلسطين للمشاركة في حمايتها وتوسعة رقعتها واغرائهم بالمال والسكن وأحيانا اخرى دغدغة عواطفهم الدينية بالزعم أنهم بهجرتهم الى (أرض الميعاد!!) سيجعلون (الرب) يرضى عنهم بل إنهم بسفك دماء أعداء (الرب) من الفلسطينيين وهدم بيوتهم إنما ينفذون تعاليم دينهم!!، وهذا ما فعله الدواعش ايضا من استغلال الخطاب الديني واغراء مسلمي العالم بالالتحاق ببذرة الدولة الاسلامية الجديدة المقامة على ارض سوريا والعراق للمشاركة في حمايتها وتوسيع رقعتها والزعم أن ذلك فيه مرضاة للرب!!.
وهكذا لو عملنا مقارنة بين تاريخ (تنظيم الدولة الصهيونية) وتاريخ (تنظيم الدولة الاسلامية الداعشية)، سنجد الكثير من الموافقات العجيبة بينهما سواء في المسوغات الايديولوجية المشحونة بالمعتقدات الدينية أو ممارسة العنف والارهاب أو استدعاء أتباع دينهم للإلتحاق بهم والانخراط في مليشياتهم المسلحة بدعوى الدفاع عن دولتهم ودولة الرب وللاستمتاع بجنتهم الأرضية الجديدة!!، فمشروع دولة الصهاينة اليهودية كمشروع دولة الدواعش الاسلامية وجهان لعملة واحدة، هو التطرف الديني وممارسة الارهاب وتأسيس الدولة على أساس ديني الا أن الفارق الوحيد هو أمرين:

(1) الأمر الاول: أن الصهاينة كانوا أكثر دهاء ومكرا وواقعية من الدواعش في تمكين مشروع دولتهم وكسب تعاطف الكثير من الدول والشعوب معهم، بعكس الاسلاميين الدواعش الذين بغبائهم ووحشيتهم الفجة تمكنوا من الفوز بكراهية شعوب العالم العربي والاسلامي لهم بسبب عملياتهم الوحشية الارهابية ضد المسلمين والعرب من جهة كطقوس ذبحهم للبشر ذبح النعاج!، ومن جهة أخرى ألبوا العالم الغربي ضدهم بسبب استهدافهم للمدنيين في الدول الغربية!!، غباء سياسي انتحاري فج فاق كل تصور!!.

(2) والأمر الثاني: وجود بعض الساسة الغربيين يدعمون بقوة مشروع اقامة ((وطن بديل لليهود)) في فلسطين أما حبا في اليهود وتعاطفا معهم أو بغضا لهم والرغبة في التخلص منهم !، أي إما بدافع عاطفة دينية مسيحية لدى بعض المسيحيين الغربيين تقوم على أساس أن اقامة دولة اسرائيل سيعجل بقدوم المسيح فلهذا هم يدعمون اقامة دولة اسرائيل كتماهي من بعض النصوص الدينية لدى بعض المسيحيين!!، أو بدافع عاطفة قومية أو حتى دينية متعصبة لدى بعض الغربيين تجعلهم ينظرون لليهود في اوروبا نظرة عداء بإعتبارهم قتلة المسيح أو بإعتبار أن وجودهم داخل اوروبا وجود شاذ غير مرغوب فيه، أي كحال نظرة بعض الغربيين القوميين العنصريين أو المتدينين المسيحيين المتعصبين لمسألة تواجد المسلمين في الغرب اليوم!، فهم يعتبرون هؤلاء المسلمين وجودا ثقافيا شاذا وغريبا بل أشبه بالطابور الخامس او حصان طروادة!، كذلك الحال بالنسبة لبعض الأوروبيين الذين لديهم موقف قومي أو ديني من اليهود كانوا ولا يزالوا يتمنون الخلاص من يهود اوروبا، الا أن هؤلاء صنفان:
- صنف نازي قومي عنصري حاقد يعتقد أن طريق ابادة اليهود في اوروبا على طريقة هتلر أي بالتطهير العرقي هو أفضل وسيلة للخلاص من يهود أوروبا!.
- وصنف آخر ماكر يرى ان التخلص منهم يكون بطريقة سياسية أي بإيجاد (وطن بديل لليهود) في مكان ما خارج أوروبا أي بطريقة بريطانيا ووعد بلفور!.
وأخيرا ...
لابد للعرب من تجديد خطابهم الاعلامي والسياسي ومن ذلك تذكير العالم بحقيقة مشروع دولة الصهاينة وأنه من حيث الأصل لا يختلف عن مشروع دولة الدواعش سواء من حيث المسوغات الدينية التي ينطلق منها أو ممارسة الارهاب لتمكين دولتهم أو استقدام المجندين اليهود من جميع انحاء العالم على أساس ديني للانخراط في هذه الدولة وفي جيش هذه الدولة!، فمن زاوية ما هناك تشابه بين المشروعين أي مشروع دولة الصهاينة ومشروع دولة الدواعش، كلاهما وجهان لشيء واحد هو التعصب والتأصيل الديني لمشروعية الدولة وممارسة الارهاب والتشجيع على الهجرة لأرض الميعاد ومعقل الدولة الدينية الجديدة والانخراط في جيشها وخدمتها !!.
*








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صحة وقمر - قمر الطائي تجرب التاكو السعودي بالكبدة مع الشيف ل


.. لحظة تدمير فيضانات جارفة لجسر وسط الطقس المتقلب بالشرق الأوس




.. بعد 200 يوم.. كتائب القسام: إسرائيل لم تقض على مقاتلينا في غ


.. -طريق التنمية-.. خطة أنقرة للربط بين الخليج العربي وأوروبا ع




.. سمير جعجع لسكاي نيوز عربية: حزب الله هو الأقوى عسكريا لأنه م