الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مصر والنظام التعليمي الجديد (الحلقة الأولى)

أحمد أبو بكر جاد الحق

2018 / 5 / 23
التربية والتعليم والبحث العلمي


وبدأت ملامح النظام الجديد للتعليم في الظهور، هواتف خطوةٌ في التقدم نحو تعليمٍ جيد أفضل كبيراً من التأخر في اجتياز خطوةٍ نحو أملٍ منشودٍ لتطوير التعليم، فمصر بالفعل أصبحت على أتون مشتعلٍ في مجتمعٍ يصوغ جوهره أساسي غلبة الجهل والسطحية وعدم القدرة على التمييز بين الغثِّ والسمين، واجتياح الجاهلية والسطحيين كل مناحي حياة المصريين، حتى أصبح الشعب المصري يسبح في (بحور التأخر), وقد لا أجد غضاضة في قول (بحور التخلف)، هذا العامل عن حضارات حديثةٍ وليدة سبقته بمراحل متعددة، وانسحب المصريون من العالم من حولهم بسبب عصور سابقة من القهر والانحطاط الفكري وغلبة رأس المال على العلم والتسطيح المستمر لعقلية المصريين بداية من نهايات عصر عبد الناصر بدءاً من النكسة وحتى الآن. ووصلت ذروة التسطيح العقلي للمجتمع المصري غلبة فئة الجهلاء والمتسللين المتسلقين على قنوات الإعلام بفجاجةٍ منقطعة النظير لم تشهده مصر في عصرٍ من العصور (زمن الانهيار التام). وهذا الانهيار بكل تأكيد كان ركيزة انسحاب التعليم من رؤية المجتمع بسبب سياسات الساسة الذين تعاقبوا على حكم مصر. فضاعت مصر وضاع شعبها، وما زال مثقفو هذا الشعب يبحثون عن أنفسهم في زمن انهيار رؤاهم المعلبة التي لم تعد صالحةً إلا لاجترار الذكريات لفئةٍ من عجائز أصبحوا لا يمتلكون أي تأثيرٍ في مجتمعاتهم، فأصبح الشعب المصري رافضاً لتخليص بسبب رؤاهم فقط، بل لأن المصريين أيضاً أصابهم عوارٌ في أهدافهم التي يسعون إليها ، ففقدوا بوصلة التقدم، وأصبحت لا يثقون في أيّ تغييرٍ، فيتصدّون للتغيير وكأنه عدوٌ لهم، وما أدراك ما الشعب المصري إذا واجه عدوّاً،

فهل بالفعل أصبح التغيير عدوّاً للمصريين؟! سؤال ينبغي عليها أن نناقشه قبل التطرق إلى رؤية التغيير للنظام التعليمي.
المصريون منذ القِدَم لا يعنيهم التغيير، ولا يطلبون التغيير مادامت مصالحهم تسير بالشكل الطبيعي المحسوب لفئةٍ منهم، ولكنهم لا يعنيهم من يعانون من أجل أن يرتقي، ويبدو من خلال هذا النظرة أن المجتمع المصري في حد ذاته هو مجتمعٌ طبقي، عندما يمسُّه سوءٌ في مصالحه، يصبح أكثر شراسة للحفاظ على مكتسباته، وهي طبيعة مجتمعات (السيد والعبد)، فالسيد لابد وأن يكون سيداً، والعبد أبداً يمنحه السادة ما يريدون حين يرغبون، ولذلك فإن معارضة النظام الجديد في التعليم هي معارضة من ذوي المصالح من أولياء الأمور، وبعض ذوي المصالح داخل المؤسسات التعليمية المختلفة، وأعتقد أن الأمر يحتاج إلى رؤية سياسية عاجلة لمعالجة السلوك المعارض لتطوير التعليم؛ لأن هذه المعارضة هي التي ستعمل على إفشال النظام التعليمي الجديد، للحفاظ على مصالحهم لا مصالح جودة التعليم الذي سيصبُّ في النهاية في صالح المنتج التعليمي (الطالب) المأمول، بشرط توفير كافة الضمانات الكافية الفرص بين جميع الطلاب داخل النظام التعليمي الجديد المعتمد على تقنية (التابلت التعليمي) و (نظام لينجو Lengo System).

ويعدُّ (التابلت التعليمي) هو مثار اهتمام الطلاب والمعلمين وأولياء الأمور,، فهل سينجح هذا النظام مع معلمين غير مؤهلين على استخدام التقنية الحديثة؟! وطلاب لا يدخلون معامل الكمبيوتر ولا يمارسون أي نوعٍ من النشاطات والمهارات الحاسوبية، ويعتبرون حصص الحاسب حصصاً مملة، وامتحانات الحاسب الي ما هي إلا مجموعة أسئلة نظرية يحفظونها قبل دخولهم الامتحان بيومٍ واحد، بلا أيةِ فائدة؟! هل سيتم تحفيز المعلمين المبدعين داخل النظام الجديد أم أنهم سيصبحون آلاتٍ تحركهم عقليات روتينية قديمة لمسئولين داخل المؤسسات التعليمية افتقدوا الإبداع في التعليم حيث إنهم اعتبروا التعليم مهنة تدرّ لهم المال أو راتباً في نهاية الشهر يتعايشون منه وفقط، أو عقليات المسئولين الذين اعتبروا التعليم عبارةً عن أوراق يوقعون عليها في نظامٍ إداريٍّ قديم عريق القِدَم في الجهاز على أي أنظمةٍ تعليمية مستحدثة لاقت نجاحاتٍ مذهلة في مجتمعاتٍ متقدمة تُفشلها عقلياتٌ مازالت في إطارٍ إداريٍّ أكل عليه الزمن وشرب؟!

و للحديث بقية عن نظام لينجو .. ومعايير الكفاءة والجودة في النظام التعليمي المصري








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تنشر أسلحة إضافية تحسبا للهجوم على رفح الفلسطينية


.. مندوب إسرائيل بمجلس الأمن: بحث عضوية فلسطين الكاملة بالمجلس




.. إيران تحذر إسرائيل من استهداف المنشآت النووية وتؤكد أنها ستر


.. المنشآتُ النووية الإيرانية التي تعتبرها إسرائيل تهديدا وُجود




.. كأنه زلزال.. دمار كبير خلفه الاحتلال بعد انسحابه من مخيم الن