الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رمضان أو زر إعادة ضبط المصنع الاسلامي .

صالح حمّاية

2018 / 5 / 23
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


بالنسبة لأي مجتمع من المجتمعات غير الإسلامية فإن مسيرتها الإجتماعية قابلة للتطور مع الزمن ، حيت سيرورة الزمن تجعلها تغير عادتها ، افكارها ، معتقداتها ، للولوج أكثر نحو عالم معاصر أكثر أنفتاحا ، وأكثر مرونة ، و لكن حين نعود للمجتمع الإسلامي نجد أن هذا لا يحصل ، فكل سنة يقوم الإسلام بكبح هذه السيرورة بالظغط على زر " إعادة ضبط المصنع" كما في الهاتف ، حيث كل ما تقدم به المسلمون من خطوات يذهب أدراج الرياح ، فالمساجد تمتلئ بالمصلين و العصاة يتوبون ، فمن لم يكن يصلي تجده كل يوم في المسجد ، ومن من لم يكن يقرأ القرأن طوال العام يعود لقراءته ، ومن كان يفعل ما تسمى منكرات يتوقف عنها راضيا أو مكرها في ظل الظغط المجتمعي ، والناس تلبس ثوب الثوبة الخ ، وبهذه الطريقة التي تفطن لها محمد في العام الثاني للهجرة ، بات الإسلام يعيد المسلمين إلى نقطة الصفر كل سنة بحيث يضمن استمرارية التدين بحيلة الصوم ، وهكذا يبدو الامر وكأنه يرخي لهم الحبل باقي العام ، و لكن في النهاية يعودون إلى حيث كانوا ، و بالنسبة لكل من عاش رمضان في بلاد اسلامية ورآى المسلمين في شهر رمضان سيلاحظ عودة الصحوة الدينية التي تطال تقريبا الجميع ، فالكل راضخ خانع الا قليلا ، أما بعدها طبعا فأفعل ما شئت ولكن في النهاية أن غسل دماغك ، وحتى ولو ؛ و مع نهاية رمضان كنا نرى بداية مظاهر التحلل من الدين الإسلامي حيث تخلوا المساجد و يعود الناس لعاداتهم ، و لكن حتى لا يؤدي الى شيء لانهم سييعيشون بدون أن يتجاوزوا ما كان في السابق ، فهم محرومون من المزيد من التحرر من الدين ، عدى من يعودون ليتوبوا تماما ، لهذا يعتبر رمضان من أخطر حيل الإسلام للجم المسلمين ، فهو طوال العام يسمح للمسلم بأن يلهوا و يعربد ، و لكن مع مجيء رمضان يصبح داعية وبغدادي جديد ، وهنا نقطة مهمة يجب ذكرها وهي أن الإسلام يمنع أي تراكم معرفي لدى الفرد بهذا الفعل ، فهو كل عام يمسح أفكار المسلم بشكل كامل ، ليعاد أنتاجه كمسلم جديد تابع وخاضع للوصايا الدينية ، فخلال شهر كامل وغسيل الدماغ الإسلامي يعمل على مسح أي فكرة أو سلوك كان يمكن أن يتجذر لو ظل الامر مفتوحا هذا مشاعا ، وهذا نراه جليا في برامج التلفاز وفي الشارع حيث كل شيء يتحول لقضية دينية ، و أكثر موسم عمل لرجال الدين هو في رمضان حيث تتهاطل على الدعاة عروض تقديم برمج الفتوى و الدعوة ، في الوقت الذي يتم حصار خصومهم بإخراسهم بفزاعة الدين ، و يا ويح من تسول له نفسه إنتهاك هذا الشهر المقدس ، و قد لاحضنا هذا مثلا في مرات سابقة حين حاولت بعض الفئات في الجزائر و المغرب تنظيم تجمعات إفطار علني ، حيث هوجموا هجوما رهيبا وصل الى حد العنف ، هذا مع أن محمد لم يضع عقوبة للمفطر العلني ، بل شرع فقط كفارات لهذا ، و لكن لكون رجال الدين هم أيضا ساهموا في بناء الإسلام وتعزيز آليات إرهابه ، صاروا يطاردون هؤلاء المفطرين و يعتدون عليهم كما حصل في باكستان ( و الفيديو موجود على النت) حيث قام بعض رجال الأمن في باكستان بالاعتداء على شباب مفطرين ، وحصل الأمر في الجزائر حين هجمت مجموعة من السلفية على مجموعة قررت تنظيم تظاهرة للإفطار العلني ، وكل هذا لانهم يعلمون ان التحرر من اعادة ضبط المصنع الديني ، سوف تؤدي بموجة من التمرد التي ستتضخم مع مرور الوقت لتمسح الدين من جذوره ، وهو الأمر غير المقبول لديهم ، لهذا يسعى هؤلاء لتحجيم هذه الظاهرة وظواهر غيرها كما أقر مثلا مجلس الشعب المصري قانون بالرقابة على محتوى المسلسلات و الأعمال الفنية خاصة في رمضان بحجة الخوف على مشاعر الصائم ، مع أن نفس هؤلاء لا تهتز لهم شعرة على مناظر الذبح و التقتيل في الفضائيات ( إن لم يطربوا عليها ) و لا على غلاء الأسعار في رمضان الذي يثقل كاهل الفقراء وهو الأمر الذي من الأمور المضحكة حين تطلب منهم التبريرات ، فجل التبريرات التي تقدم من قبلهم أن مشاعر المسلم حساسة اذا افطر أمامه أحد ، ولكن لا احد يتكلم عن باقي العام وهم يرمون الطعام و ملايين الجياع لا تجد ما تأكل ، عدى السخرية العبثية في فكرة الصوم حين يقال أنه لتهذب النفس عن الشهوات ، و كأن الفقير المعدم كان يجد أصلا ما يأكل لكي تزيد عليه رمضان الذي يعيشه حياته كلها .

على هذا يجب الإنتباه إلى أن فكرة إنتهاك رمضان علانية امر ضروري لمن يقدر عليها ، فهذا يزعزع اساسات التحايل الديني لإرجاع الجميع للحظيرة الدينية ليعلفهم بالمخدر الديني الذي سيستمر للسنة القادمة ، و سنة بعد سنة وكما ترون و بمرور 1400 سنة فهذه الخطة ناجعة لغياب أي تمرد صلب ضد غسيل الدماغ الذي يمارس في شهر رمضان لمنع أي تطور أو تقدم في الفقه الإسلامي على الأقل ، حتى لا نقول ذهاب نحو الحذاة والعلمنة ، فمع كل رمضان يعود المسلمون لنقطة الصفر ، و لا تقدم ولا يحزنون بل مزيد من الخنوع و الذل و المهانة ، خاصة حين ترى اطفال ومضى وعجائز غير قادرين يصومون فقط بسبب ترهيب الفقاء ليبقى الدين كله لهم ولجيوبهم و لفلاتهم الفخمة ،و أبحث أنت عن مصر هؤلاء و احصاءيات من قتله الصوم ، ولكن ومن سيتكلم و الاسلام مصحف وسيف .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تعقيب
على سالم ( 2018 / 5 / 23 - 05:09 )
فى تقديرى ان اساس المشكله هو الاسلام نفسه كعقيده بدويه , رمضان هو عارض من اعراض هذا الدين وان كان مجئ رمضان كل عام له اثار عديده كارثيه , الاسلام مرض عقلى واجتماعى خطير ومدمر , شئنا ام ابينا فهذا مرض عضال ومتأصل فى جسد الامه الاسلاميه منذ قرون وقرون وسوف يبقى الى ان نصل فى يوم من الايام الى النضج الانسانى وحقيقه ومساوئ هذا المعتقد ونتائجه الكارثيه على معتقديه البؤساء , فى هذه الحاله لابد من استخدام مشرط الجراح للقضاء على هذا المرض الخطير وانقاذ الناس منه ومن اعراضه المزمنه القاتله


2 - Continuous self correctio
محمد البدري ( 2018 / 5 / 23 - 12:56 )
لا يا عزيزي حماية، الاسلام لا ينتظر من العام للعام حتي يقوم بتصحيح اي انحرافات عقلانية تلوث بها عقل المسلمين جراء تعرفهم لما عند اهل الكفر، فهناك جلسات تصحيحية خمس مرات يوميا ومراجعات. وهناك اعادة الهيكلة مثلما تجري عمليات الفرمطة للقرص الصلب يعود بعدها عقل المسلم كما ولدته امه لمن استطاع اليه سبيلا. فالاسلام ليس نظام تشغيل ليجعل امة المسلمين خير امة بل هو برنامج لازالة اي تثقيف فكري تتعرض له امة المسلمين. الاسلام برمته برنامج لاطفاء اي تنوير ولسد اي ثغرة تنفذ منها افكارا ضارة بالبداوة العربية تحياتي لك


3 - الي صاحب التعليق 3 المحذوف
محمد البدري ( 2018 / 5 / 23 - 17:16 )
يقول صاحب التعليق: الحمد لله الذي حرمك فضله
فلماذا لا يساله هو نفسه عن تلك الافضال، ويا تري ما الفضل في الجوع والعطش وحالة الاعياء والكسل وعدم الانتاجية وضياع وقت النهار؟
يكفي الاحتفال بنهايته فيم يسمي عيدا، لتعرف ان من صام يحتفل بانتهاءه لان الصيام عبئ لا ضرورة له علي الاطلاق، يتحملها من ساروا علي درب البلاهة القرشية. بنهاية الشهر الغير فضيل علي الاطلاق يحتفل المسلم بعودته للحياة الطبيعية كحال السجين الخارج بعد انقضاء فترة العقوبة. سيكلوجية نبي الاسلام الذي اخترع هذا الغثاء الرمضاني تفضحه تبعات الصيام. شهر من البلاهة السمجة المخالفة لقوانين الفسيولوجيا يا ايها المعلق 3


4 - نصوم نصوم يابدري
لؤي ثابت ( 2018 / 5 / 24 - 05:25 )
اطمئن لن نكفر مثلك
وصدق الله
ودوا لو تكفرون كما كفروا


5 - توجد في جميع الاديان زرإعادة ضبط المصنع
عبد الحكيم عثمان ( 2018 / 5 / 24 - 10:49 )
اذا كان الصوم في الاسلام عبارة عن زر ضبط المصنع ففي كل الديانات صوم حتى الديانات الوضعية
ففي اليهودية صوم وليس مرة واحدة في العام وكذالك في المسيحية صوم وايضا ليس لمرة واحدة في العام
وعليه كما توصلت سيد حَماية ففي كل الاديان زر اعادة ضبط المصنع
اما التعرض لمن يفطر علنا من المسلمين في شهر الصوم وخاص المتعمدين لاشهار الافطار هذا نظام فرضته الدول وليس الشريعة الاسلامية ويجب ان يحترم كما يتم احترام ارتداء حزام الامان للسائق ومن يعاند ولايرتدية يعاقب اما بالحبس او الغرامة او بسحق اجازة السوق ليش حضرتك مغلس ومطنش عن زر اعادة ضبط المصنع عند اليهودية والمسيحية وغيرها من الاديان ومن اراد من المسلمين عدم الخضوع لهذا الزر فلايمنعه احد بس لايشهر رفضه لهذا الزر علنا فلاتوجد محاكم تفتيش في الاسلام لمعرفة من التزم بهذا الزر ولمن لم يلتزم,ماذا يسمى هذا التغليس والتطنيش من قبلك عن الاشار لآزرار ضبط المصنعية عن الاديان الاخرى؟

اخر الافلام

.. هنية: نرحب بأي قوة عربية أو إسلامية في غزة لتقديم المساعدة ل


.. تمثل من قتلوا أو أسروا يوم السابع من أكتوبر.. مقاعد فارغة عل




.. العقيدة النووية الإيرانية… فتوى خامنئي تفصل بين التحريم والت


.. العالم الليلة | ليست نيتساح يهودا وحدها.. عقوبات أميركية تلا




.. شاهد: مع حلول عيد الفصح.. اليهود المتدينون يحرقون الخبز المخ