الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في مفهوم الهوية الفلسطينية

مي كمال أحمد هماش

2018 / 5 / 23
القضية الفلسطينية


لقد تعايشت الهوية الفلسطينية مع خطوط مواجهة متعاقبة منذ الوجود وذلك أغنى هويتها لولادتها من خاصرة التحديات الوجودية، فهي مرت بمراحل اضعفتها ومراحل كانت ضرورية لتثبتها، ولذلك فإن طابع الهوية الفلسطينية تثير المشاعر والانفعالات، والأمر الذي ساعد على ترسيخ الهوية الفلسطينية وبلورتها بشكل منفصل عن الهوية العربية هو صراعها وعنفوانها ضد المشروع الصهيوني، فتعرضت فلسطين للحصار والتغييب، للاعتقال والتدمير، زرع عمود الخيمة وأصبح لها حدود يتنازع عليها الفلسطيني كما كان ينازع جاره في قريته على حدود أرضه الخضراء.
بتتابع تسلسل الأحداث من عام 1948 وقيام دولة "اسرائيل" على أحلام الفلسطينيين وحق عودتهم، فأصبحت الهوية مخيال والعودة حلم جميل وزينتها مفتاح العودة الخشبي والنحاسي والذهبي بجانب سورة الكرسي من المقدسات، وتراث العودة ارتبط بطير أبو العرب في أغانيه التفاؤلية، وهكذا توزعت الهوية الفلسطينية في كل الأماكن التي لجؤوا إليها، بغض النظر عن المعاملة التي لاقتها من الدول المضيفة، وهذا ساعد الفلسطينيين أينما وجدوا بالحفاظ على هويتهم الفلسطينية والانغلاق عليها.
وكان اندرسون قد ربط بين الهوية والمخيال، تحت مفهوم الجماعة المتخيلة وهو لا يعني بالضرورة أن تلك الجماعة وهويتها خيالية وغير واقعية، بل هي ما تتخيله الجماعة لما يجب ان تكون عليه هي وهويتها، أي بلغة أخرى هي رؤية الجماعة لنفسها، تاريخها وحاضرها ومستقبلها، لذلك أولى أهمية فائقة "للغة والكتابة الطباعية" ودورها في تشكل تلك الرؤية وصياغتها (أندرسون،1999) وهذا ما أكدت عليه مصرية في مؤتمر حول اللاجئ الفلسطيني ما بين الهوية الحقيقية والهوية المتخيلة عن أنه لو تم جمع مساحة الأرض التي يرويها الفلسطيني الذي هجر عن أرضه لعادلت كافة أراضي الوطن العربي.
في هذا السياق فإن تعريف الهوية لا يمكن أن يجمع عليه الجميع وإن تشابهت سماتها ومقوماتها، لذلك سنقدم أكثر من وجهة نظر لتعريف الهوية، فيقدم فيصل دراج الهوية على "أنها تكون على شكل رموز يتماهى معها الفرد والجماعة بغية التعبير عن أنفسهم على أنهم ينتمون الى جماعة "(دراج، 2008)، أما كناعنة فنظر إليها " أنها ليست شيئا ملموسا يمكن تعريفه بأبعاد وصفات واضحة، بل أن هناك العديد من التعريفات حسب النظريات ووجهات النظر المختلفة"، بشكل عام يمكن القول بأن الهوية هي كيفية تعريف الفرد لذاته، ولكن لا يمكن تعريف الذات في فراغ، بل يمكن أن ينسب الانسان نفسه لما يحيط به، أي بالنسبة الى باقي العالم، وبشكل خاص الى باقي بني الانسان ( كناعنة، 2008 : ص244).
وفي السياقات والظروف المختلفة التي أنشئت مفهوم الهوية لدى الباحثين السابقين وغيرهم يظهر إختلافات وإجماعات بسيطة في اختيارنا لمفهوم الهوية الذي يتلائم مع سياق دراستنا، فنتعامل مع مفهوم دراج بأنها رموز يتماهى معها الافراد للتعبير عن ذواتهم كما اشترك معه كناعنة في حاجة الفرد في تعريفه، فنرى أن الهوية الفلسطينية الخاصة باللاجئين هي العوامل الاجتماعية والإقتصادية والسياسية والفكرية التي ساهمت في إنشاء رموز متفق عليها بين الجماعات الاجتماعية، وعند الأخر الذي ساهم في تشكيل هذه الهوية كهوية مشتركة، وتتصف هذه الهوية بأنها مرنة وقابلة للتغيير حسب المستجدات التي تطرأ على قضيتهم المشتركة، وهذا ما يميز الهوية السياسية والثقافية والاجتماعية عن الدينية، فالهوية الدينية لها ثبات نسبي مقارنة بغيرها وإمكانية تغييرها تتفاوت بشكل بسيط بتغيير مكان السكن، أما الهوية الاجتماعية والسياسية فهي تتفاوت بين الفلسطيني الذي يسكن المخيم والفلسطيني الذي يسكن القرية والمدينة، فكلما زادت المواجهة بين الفلسطيني والأخر إزدادت حدة خطاب الهوية ورموزها.
للهوية بالضرورة حدود مع الاخر، والأخر ايضا له دور في تحديد هويتنا عبر الصراع وعلاقات القوة ونوع الصراع وتعامله مع وجودنا وذاتنا، كما ان واقع الافراد داخل البنيه الاجتماعية له اثر في تحديد الهوية وفهمها وممارستها بما يتماشى مع مصالحه المتصلة بموقعه داخل المجتمع، وموقعه في العلاقات الخارجية والتحاقاته القائمة على المصالح، وعليه يمكننا تعريف الهوية على انها "وعي للذات والمصير التاريخي الواحد، في موقع الحيز المادي والروحي الذي نشغله في البنية الاجتماعية، وبفعل السمات والمصالح المشتركة التي تحدد توجهات الناس وأهدافهم لأنفسهم ولغيرهم، وتدفعهم للعمل معا في تثبيت وجودهم والمحافظة على منجزاتهم وتحسين وضعهم وموقعهم في التاريخ"، الهوية من حيث كونها امرا موضوعيا وذاتيا معا هي وعي الانسان واحساسه بانتمائه الى مجتمع او أمة او جماعة او طبقة في اطار الانتماء الانساني العام (بركات ، 2000 : ص62).
وكما يشير الرفيدي (2004) على أنه لا بد للهوية الفلسطينية ان تتكون من مكونين أساسيين الشعور الجمعي الذي يتشكل تاريخيا ويشكل مؤسسة كيانية، والدولة الحديثة التي حلت مكانها منظمة التحرير، وتطرق إلى أن هنالك عدة أمور ساهمت في فكفكت الهوية الفلسيطينية ولكن ليس بالكامل والدلالة على ذلك أن رموز الهوية ما زالت موجودة، مع توضيحه أن موضوع الهوية الفلسطينينة يتضح من الرؤية التاريخية للشعب الفلسطيني قبل عام 1948، لذلك فإن أهم الاسباب التي اعزاها الرافيدي لضعف الهوية هو الميثاق الفلسطيني الذي لم يكن يتوافق مع الرؤية التاريخية للشعب الفلسطيني، وزيادة الهجرة اليهودية الى فلسطين، ونشوء ظاهرة الاستعمار البريطاني وتأثيراته، وتغيرات اجتماعية أدت إلى تعزيز ظاهرة الانقسام الطبقي ونشوء طبقات وسطى نتيجة لهذه الظروف التاريخية، ونكبة عام 1948.
أما بعد اوسلو فظهر النمط الاستبدالي فيرى الرافيدي بأن ما قامت به منظمة التحرير من خلال أوسلو وأجهزتها واتفاقياتها التي استخدمت لإدارة الصراع والنزاعات الداخلية التي نشأت عن الإنقسام السياسي بين القوى السياسية المتشكلة بين حركتي فتح وحماس، وهذه الاستبداد ألغى الميثاق الفلسطيني ومنظمة التحرير الفلسطينينة، فتغيرت الرؤية التاريخية للفلسطيني الذي كان يعتبر هذه العناصر قد جمعت شمل الهوية، فإننا نرى الان أنها أصبحت عامل هدام وسلاح في وجه الفلسطيني مع الفلسطيني بدل من أن تكون مع الأخر.
أشار ايضا إلى خطورة التطبيع بإقامة علاقات مع العدو الأمر الذي يؤدي الى تبدل طبيعة إدارة الصراع من القوة إلى الحوار، وبالتالي إعادة إنتاج رواية مغايرة للقضية الفلسطينية بشقيها حق العودة وفلسطين للفلسطينين واستهدافها للشباب والاطفال الذي قد تبلورت فكرتهم بالاساس بعد قيام أوسلو وتشوه مفهوم الصراع وأداته.. كذلك بالنسبة لمؤسسات المجتمع المدني المزعومة التي تساعد بإنتاج خطاب معولم يتنافى مع ثقافة المقاومة باستبداله بالحوار والحقوق الذي يسعى بالفعل إلى تفريغ الخطاب من معناه السياسي (الرافيدي ،2004).
أما مؤتمر التجمعات الفلسطينية وتمثلاتها ومستقبل القضية الفلسطينية في قسمها الأول عام 2013 يناقش موضوع الهوية الفلسطينية التي تتناثر وتضعف عندما تبتعد عن جذورها فقوة الهوية الفلسطينية ارتبطت دائما بمدى قدرتها على التحصن في حضنها الأخلاقي وروايتها التاريخية الأولى، وذلك بهدف إعادة اكتشاف المنابع التي حددت مأساتاتها واقتلاعها من الوطن الذي كون بدايتها، ولقد عزز البعد السياسي في عام 1948 جعل القضية الفلسطينية قضية عربية قومية كفاحية إنسانية.
ومن جهة أخرى لفت المؤتمر الأضواء على أن الهوية الفلسطينية ترتكز على مجموعة متنوعة من التجارب التاريخية، مثل الهبّات المتكررة ضد الانتداب البريطاني وضد عملية الاستيطان الاستعماري الصهيوني، وقد كانت نكبة عام 1948 هي الأكثر إيلاماً من بين هذه التجارب، حيث هُجّر خلالها أكثر من ثلثي السكان الفلسطينيين من ديارهم، في فعل تاريخي من أفعال التطهير العرقي على يد دولة صهيونية قامت حديثاً في ذلك العام، خلال هذا الحدث تم تدمير مجتمع حي ومتطور بالكامل، بالاضافة للصدمة الجماعية المرتبطة بهذا الحدث الكارثي، وتجربة الشتات والنفي، المحفورة عميقاً في الوعي الفلسطيني) مؤتمر التجمعات الفلسطينية وتمثلاتها ومستقبل القضية الفلسطينية،2013).
بالاضافة لبعض التحديات التي وضعها مجموعة من الباحثين التي تواجهة الهوية لفلسطينية ومنها:
1- زيادة التناقضات الداخلية المدمرة وخلق عزلة وتقوقع داخل المجتمع بين المثقف والمؤسسة السائدة وبين غالبية الفئات، وعزلة النخبة المثقفة عن الجماهير وضعف تأثيرها عليها(حنفي، 1996 : ص6).
2- فقدان التجذر في الوعي لمشروع وطني رافد للجميع ، يضعنا في حالة من التخبط والبلبلة الثقافية والعاطفية تجاه واقعنا الفعلي.
3- عدم المقدرة على تبني صورة واضحة للعالم والمحيط، وبالتالي الدخول في حالة من الفراغ، مما يفتح المجال للقوى الخارجية بفرض تصوراتهم ومنطقها علينا والعمل بتلك التصورات بوعي او بدون وعي( حنفي، 1996 : ص7 ).
4- اثر كبير على الانتماء والارتباط بين الافراد والجماعات، وذلك لهموم ومشاكل المجتمع والعمل بشكل منفرد ومنعزل، وعدم التوحد اتجاه الاخطار التي تواجه المجتمع أو الاثار المترتبة على عدم التنمية الشاملة للمجتمع والفرد.
5- ان الصلة بين الهوية والانتماء، يشكل جوهر الوجود الفردي، واي تغيير في احدهما بالضرورة يترك اثر اما ايجابيا او سلبيا على احدهما، فالتغير والانهيار في الهوية يؤثر على تماهي الانسان مع ما ينتمي له، فيقل الاعتزاز والتضامن والتوحد، وتنتفي المشاركة في الانجازات والإخفاقات( بركات،2006: ص62 ).
6- وهناك اثر اخر من الاثار التي تؤثر على الهوية وهو حدوث نوع من التهديد للوحدة والمصير والمعاناة.
7- الوقوع في حالة الاغتراب، والضياع، والشلل وعدم الفاعلية، في هموم ومشاكل المجتمع اجمع، وأيضا الوقوع في العجز والفراغ( حنفي ، 2012: ص 14).
إن الهوية الوطنية للجماعة هي إشتراك أفرادها بانتمائهم وولائهم للوطن الذي ينتمون اليه، وتجدر الإشارة الى أن تشكيل الهويات الوطنية ليس بأمر سهل ولا تلقائي ( الحجاوي،2001)، لأن الهوية وكما تناولها دراج تتعرف بعناصر مختلفة وهذه العناصر منها الدين واللغة والثقافة والوعي الجماعي ومعايير الحياة الإجتماعية التي نتوارثها، وهذا التعريف يصلح لجميع الهويات أي بمعنى آخر يصلح كتعريف عام للهوية (دراج،2008)، وبانتقاد بسيط على تعريف الهوية الذي لا يتسع للاشخاص الخارجين عن منظومة الدين ومعايير الحياة الاجتماعية فأي تعريف يجمع هؤلاء الأشخاص وخاصة بأننا لا نتحدث عن شخص أو اثنين بل نتحدث عن أشخاص موجودين وبكثرة داخل مجتمعاتنا، فإذا لم يكونوا يدينون بنفس الدين ويخضعون لمعايير المجتمع وذلك يجردهم من الهوية فهذا يثبت فشل دراج في نصب هوية تتسع لكل الإختلافات وتستوعبها.
واذا توسعنا قليلا في عناصر الهوية، وبدأنا باللغة، فقد وصف خولي اللغة على أنها رمز من رموز الهوية وأنها حافظ للهوية وركيزة للثقافة، ويكشف خولي الستار بعد تأكيده هلى أهمية اللغة كرمز للهوية أن اللغة العربية تعاني من تحدي عولمي يشكل خطرا محدقا بالهوية القومية، ويكشف عن التحديات العديدة التي تواجه اللغة العربية وتمسها بشكل مباشر، وضرب مثالا على هذه التحديات عندما تم استقصاء اللغة العربية عن أن تكون لغة البحث العلمي والتدريس الجامعي في معظم الأقطار العربية، خلاف المدارس في " اسرائيل" التي لا ترى في العبرية فقط لغة تدريس بل هي أداة لبناء الأمم (خولي،2012).
والثقافة نظر إليها دراج على أنها العلاقة بين الثقافة والهوية الفلسطينية، أن الثقافة بما تحمله من عادات وتقاليد ونمط حياة وسلوكيات عامة للأفراد داخل إطار المجتمع، تساهم في تشكيل وعي لدى الأفراد لهويتهم وذلك يتم من خلال اكتسابهم لهذه الموروثات، وتغدو هذه الموروثات من الأمور التي يتميز بها الشعب الفلسطيني وبالتالي تكون جزء من هويته الوطنية (دراج،2012).
والتاريخ حيث يعتبر مكوننا اساسيا من المكونات التي تشكل وتصيغ الهوية، فالتاريخ له أهمية في صياغة المعالم الاساسية للهوية، وهو من أكثر المكونات الاساسية التي يعتمد عليها البناء الاساسي للهوية، فهو ركيزة اساسية اذ لا يمكن الخوض في مفهوم الهوية دون النظر في تاريخ الهوية الذي يقودنا الى ما هي الركائز الاساسية التي بنيت عليها الهوية منذ نشوئها، فالتاريخ يشكل التراث وذلك كون التراث ما هو الا انعكاس للتاريخ فعبر مر التاريخ الفلسطيني تكونت الادوات والرموز التراثية كالحطة والثوب واللبس والمناسبات الشعبية كالأفراح "العرس الفلسطيني"، والعديد من التقاليد والعادات ايضا، فمع انتقالها من جيل الى جيل والتمسك بها كما كانت منذ نشوئها يعبر عن مدى من الوعي التاريخي الحقيقي، وعن مستوى من الانتماء وعن تحقيق لاحد اهم عناصر الهوية ومكوناتها.
والتراث "فالتراث هو مزيج من كافة العوامل المكونة لنا كأفراد وجماعات وفي النطاق الاوسع كأمة او مجتمع، يعتبر التراث احد مكونات الهوية الحضارية للشعب الفلسطيني فهو نتاج طويل لخبرات وتجارب الاجيال السابقة التي ورثها جيلنا الحالي، ويحمل التراث معاني خاصة للجماعات والافراد والتي تؤثر على اسلوب حياة الانسان وتسهم في تشكيل طريقة تفكيره سواء كأفراد وأعضاء في المجتمع ومواطنين، وذلك لما يتمتع به التراث المحلي والوطني والعالمي من اهمية بالغة في تشكيل الهوية الفردية والجماعية، فالتراث يمثل الحاضنة الفكرية التي ينمو فيها الفرد ومنها تتشكل خصائص شخصيته وانماط سلوكه والأساليب التي يعبر بها عن مواقفه ووعيه وفهمه لذاته ولمحيطه المحلي والعالمي " ( طه ،2009: ص86 ) .
والانتماء ان الانتماء حسب ناصر هو الانتساب الحقيقي للدين والوطن فكرا، وتجسد في الجوارح عملا والرغبة في تقمص عضوية ما، لمحبة الفرد بذلك ولاعتزازه بالانضمام الى هذا الشيء، ويكون الانتماء للدين بالالتزام بتعليماته والثبات على منهجه، والانتماء للوطن يجسد بالتضحية من اجل الشعب والارض، تضحية نابعة من الشعور بحب ذلك الوطن واهله (ناصر،1994:ص 156) وبالعودة إلى مؤتمر الرفيدي (2004) فأنه قد خصص تعريف الهوية الفلسطينية لخصوصيتها بعيدا عن الطابع الديني الذي يكون عامل مساعد في تهميش العامل الوطني، ولكن بالتركيز على موضوع الانتماء للقضية الفلسطينية يعزز انتمائنا إلى نفس الدائرة ووقوفنا على نفس الخط خاصة في تعريف فلسطين على أنها دولة علمانية تستوعب الجميع.
فالانتماء هو مكون اساسي من مكونات الهوية الوطنية لان الهوية في مفهومها تؤدي الى الاتساق والاتصال والترابط بينهم ولذلك جاءت هذه الاهمية الكبرى بين كل من الهوية والانتماء وبالتالي يمكننا القول بأن الانتماء الى جماعة معينة يحقق مكون اساسي من المكونات التي تعتمد عليها الهوية، فإذا لم يكن هناك احساس بالانسجام مع المجتمع ينعدم الانتماء، لذلك اللامنتمي ينفصل عن الواقع المحيط به ويسلم بألامر، ويتفرج على ما يجري من احداث يائس من قدرته على التغيير وصناعة القرار وتركز جهوده على مصلحته الذاتية وهنا يكون الخلل في ادراكه لهويته، "لذلك يشعر الانسان بالضياع لأنه فقد شعوره بالانتماء، سواء اكان الانتماء للأسرة او لحي معين او لمهنة معينة او لطبقة اجتماعية وعلى رأسها جميعا اذا لم يشعر بالانتماء للوطن، الام الحانية التي تحضن ابناءها في صدرها وتلفهم بغطاء من الرعاية والحب والحنان" ( عيسوي ،1985: ص98) .












أندرسون، بنديكت (1999). الجماعات المتخيلة. ترجمة محمد الشرقاوي. المشروع القومي للترجمة81. المجلس الأعلى للثقافة.
حجاوي، سلاف: (2001). مقدمات الهوية الوطنية الفلسطينية و اشكاليتها، (29-2-2015)

الحولي، عليان (2009). دور مؤسسات التنشئة الاجتماعية الفلسطينية في تكريس (حق العودة) من وجهة نظر طلاب الجامعات الفلسطينية في قطاع غزة. مجلة الجامعة الاسلامية. ع.1. م.17. فلسطين
خولي، معمر: (2012). رمز الهوية و رهان التنمية. الحوار المتمدن، (2-3-2015)

دراج، فيصل(2008). قضايا فلسطينية – سياسية – السياسة والثقافة والهوية – المجلس الاعلى للتربية والثقافة في منظمة التحرير الفلسطينية : شركة مؤسسة الايام للطباعة .
دراج، فيصل (2012). فلسطين الهوية والثقافة. رام الله : شركة مؤسسة الايام للطباعة.
رفيدي، وسام (2008).ما بعد اوسلو: اشكاليات امام الهوية الوطنية. شريف كناعنة(محرر)، الهوية الفلسطينية الى أين(ص ص.191-210). البيرة: دراسات التراث و المجتمع الفلسطيني في جمعية انعاش الاسرة.
سلامة، بلال(2004). اللاجىء الفلسطيني غائب حاضر عن وطنه. فلسطين: المركز الفلسطيني للدراسات والتنمية.
صايغ، روزماري(1983) الفلاحون الفلسطينيون: من الإقتلاع إلى الثورة. مؤسسة الأبحاث الوطنية. فلسطين
كناعنة، شريف (2008). الهوية الفلسطينية الى اين. مركز دراسات التراث والمجتمع الفلسطيني. البيرة .
كناعنة، شريف(2011).دراسات في الثقافة والتراث والهوية. مواطن – المؤسسة الفلسطينية لدراسة الديمقراطية. رام الله : مؤسسة ناديا للطباعة والنشر
60 عاما من النكبة 60 مصطلحا في النكبة هوية وانتماء (2008). مؤسسة بديل. فلسطين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة الفرنسية توقف رجلاً هدد بتفجير نفسه في القنصلية الإير


.. نتنياهو يرفع صوته ضد وزيرة الخارجية الألمانية




.. مراسلنا: دمار كبير في موقع عسكري تابع لفصائل مسلحة في منطقة


.. إيران تقلل من شأن الهجوم الذي تعرضت له وتتجاهل الإشارة لمسؤو




.. أصوات انفجارات في محافظة بابل العراقية وسط تقارير عن هجوم بط