الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاطلاق المعرفي في النظرية الادبية

منير الكلداني

2018 / 5 / 24
الادب والفن


من اهم المشاكل التي تعاني منها النظريات بكل اشكالها ما يسمى بالاطلاق المعرفي حيث تحتسب تلك القواعد قواعدا قطعية لا يمكن التجاوز عليها وفي حال تجاوزها يكون هناك نوعا من الجدل المحتدم وتدخل دائرة من الصراعات نقدا وانتقادا في محاولة اثبات العكس من كل جهة ، وهناك نقطة ارتكازية مهمة في نظريات الاطلاق المعرفي تتمحور في سعة الشمول النظري ونحن هنا نؤكد على العلوم الانسانية ولا نتعدى غيرها ، وهذا الشمول المعرفي ينطلق من نقطتنين رئيسيتين
الاول : الاستقراء التام المنطقي
الثاني : الاستقراء الناقص المنطقي
ومعنى الاستقراء هو اخذ الاجزاء ودراستها حتى نصل الى القاعدة الكلية التي تربط بين جميع الاجزاء فمثلا لو اخذنا الفعل الماضي في اللغة العربية لوجدناه مجردا مبنيا على الفتح استقراءا ومن خلال هذا الاستقراء استطعنا ان نعمم هذه القاعدة نحويا فنقول (( كل فعل ماض مجرد هو مبني على الفتح )) ثم نرى نوع الاستقراء الذي اسننا عليه تلك القاعدة لنقول انه هل استقراء تام ام ناقص ، والفرق بينهما ان التام هو ذلك الاستقراء الذي اخذنا فيه كل جزئيات الفعل الماضي في النصوص ومن ثم وصلنا الى القطع المعرفي بكون هذه القاعدة المشار اليها هي (( استقراء تام )) واما اذا اخذنا بعضا من الجزئيات بحيث استقر لدينا بنسبة عالية ان ما اخذناه كافيا لاطلاق المعرفة على الكلي وهو ما يسمى بالاستقراء الناقص .
واغلب النظريات الادبية تقوم على النوع الثاني الا وهو الاستقراء الناقص لتعذر مراجعة جميع الاجزاء في البسيطة .
وهذا يعطينا مسالة مهمة الا ان الاستقراء الناقص الذي يعمم ليصل الى الكلي ربما يكون بنسبة عالية لا يرتقي للمعرفة فقد يكون استقراءا لنص فريد او منتحل توضع من خلاله قاعدة معرفية كلية ومثال ذلك استقراء مثال (( الكف )) في البحر الطويل ليكون جائزا في الشعر العربي ونحن نعلم ان الكف بحسب الامكان العقلي موجود الا انه لا يصلح تطبيقا من خلال فرع الذوق الذي نسلم به في معرفة الصالح من الطالح في معرض النغم الايقاعي للبحر ، فمن اطلق جواز كف الطويل انما بنى على استقراء شاذ ونادر ولعله يكون مصنوعا او منتحلا ليعمم ذلك على القاعدة الزحافية في جوازه ، وهناك كثير من الامور تتعلق باستقراءات لا ترقى لكب تكون عامة لوضع الكلي المستقى منها ، وهذا يعطينا برهانا عقليا ان النظرية التي تدعي الاطلاق المعرفي غاية ما تصل اليه هو الاستقراء الناقص ولعل هذا الاستقراء لا يصل الى مرحلة القبول فضلا عن وصوله لنظرية فضلا عن وصوله لاطلاق معرفي ، ولعل اقرب النظريات رسوخا هي تلك التي يكون استقرائها واسعا ومع ذلك لن تصل بحال الى القانون ولن تصل الى مستوى القانون العلمي لما فيها من جوانب تجعل اطلاقها متعذرا .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الحلقة السابعة لبرنامج على ضفاف المعرفة - لقاء مع الشاعر حسي


.. الفنان أحمد عبد العزيز ينعى صلاح السعدنى .. ويعتذر عن انفعال




.. االموت يغيب الفنان المصري الكبير صلاح السعدني عن عمر ناهز 81


.. بحضور عمرو دياب وعدد من النجوم.. حفل أسطوري لنجل الفنان محمد




.. فنانو مصر يودعون صلاح السعدنى .. وانهيار ابنه