الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مصر والنظام التعليمي الجديد (الحلقة الثانية)

أحمد أبو بكر جاد الحق

2018 / 5 / 24
التربية والتعليم والبحث العلمي


حين ينتقل التعليم إلى منظومةٍ إلكترونية على واضع هذه المنظومة أن يتأكد من كفاءة قيادات المنظومة التي ستقوم بالتنفيذ، حيث إن فشل أي نظام يقبع في وضع أهل الثقة وليس أهل الكفاءة في مواضع التنفيذ، فاه‍ل الثقة قد يغرقون الجميع في مقابل النجاة بأنفسهم فحسب، بينما ذوو الكفاءة يحاولون إنقاذ الجميع دون اعتبارٍ لوضع فئاتٍ نافذة، فإن استبد أهل الثقة بالتطوير المأمول في التعليم ستبدأ المنظومة من أولها بفشل يلاحقه انهياراتٍ سريعة تقضي على ما تبقى من منظومة فعلية، ولا أدلّ على ذلك برهاناً أن أول خطوات التطوير في المنظومة التعليمية هي إجبار المعلمين على التدريب الإلكتروني عبر موقع صممه أجانب يقومون بتطوير التعليم في مصر وتم الاستعانة بهم في مصر اخبرتهم العالمية في مجال التدريب الكتروني المبرمج، ولكن المجتمع المصري يختلف تماماً عن منظومات الدول الأخرى، ففي إطار تدريب إلكتروني قامت به وزارة التربية والتعليم طالبت فيه المسئولين التحتيين بضرورة تدريب جميع المعلمين خلال ثلاثة أيام على موقع التدريب، واستخراج شهادات لكل متدرب، وتأكيداً للإمعان في عدم إظهار المسئولين التحتيين في التقصير، طالبوا المعلمين بطباعة شهادات الدورة الإلكترونية وإرسالها إلى الإدارات التعليمية التابعة (وكله تمام يا سيادة الوزير)، ولكن المصريين كما تعلمون لا يقف أمامهم حائل ولا عائق، فالجميع قام بالتدريب، حيث فشل التدريب في إظهار قدرة المتدرب لأن الاختبار كان عبارة عن (خمسة أسئلة) لم تتغير مطلقاً، فظهرت الإجابات النموذجية، والجميع أجاب على الأسئلة، وأخذ الدرجة النهائية في التدريب حتى لو لم يختبر الاختبار بنفسه، ولقد تم إرسال بعض السلبيات إلى الجهات المختصة بوزارة التعليم المصري عبر ايميل الخاص بالتواصل مع وزارة التربية والتعليم المصري قبل نشر هذا المقال بيوم كامل، ولم أتلقَّ إية ردود فعلية، ولعل هذه السلبيات تتضمن ما يلي:
الأخطاء التي حدثت في برنامج تدريب المعلمين إلكترونياً:
١ من المفترض الاستفادة من صفحة كود  المعلم التي يتم الدخول من خلالها لصفحة كل معلم الشخصية لمتابعة حالة التجديدات، كقاعدة بيانات للمعلمين الموجودة في  وزارة التربية  التعليم، وتجمع كافة المعلومات عن المعلم، التي يتم تحديثها تلقائياً طبقاً لتنقلات كل معلم، وخبراته، ومهاراته في كل  مدرسة أو مؤسسة تعليمية ، وللأسف هذا الأمر غير موجود في (البرمجة الإلكترونية لبرنامج المعلمون أولاً )!!! ، فمن الممكن لأي شخص حتى لو لم ينتسب إلى وزارة التربية والتعليم أن يسجل بياناته على أي مدرسة ويدخل برنامج الدورة حتى لو برقم قومي وهمي، ويجري الاختبار على الأسئلة الخمسة التي لم تتغير مطلقاً ، وينجح ويحصل على شهادة ، وهو غير معلم، وهو عيبٌ خطير في برنامج التدريب، وحيث اكتشف المعلمون المصريون أنه يمكن تقديم الفيديوهات الخاصة بالدورة للوصول إلى الأسئلة وإجابتها سريعاً، ويتم تجاوز المادة العلمية للدورة؛ لاستخراج الشهادات المطلوبة روتينياً حتى لا تظهر القيادات التحتية في موقف التقصير أمام القيادات الأعلى في وزارة التربية والتعليم.
٢ من المفترض أن تتم طباعة الشهادة بكود المعلم والرقم القومي الخاص بكل معلم طبقاً لبيانات الخاصة المسجلة على صفحته الشخصية والمحفوظة بكلمة سر خاصة، لكن للأسف الشهادة يتم طباعتها بالاسم الذي تم إدخاله فهناك من استخرج شهادة باسم أي شخص دون أن يحضر التدريب على المادة العلمية، فهل نضحك على أنفسنا بهذا الموقع الإلكتروني الهزلي؟!
٣ لا توجد أية معايير لتقييم كل معلم لإظهار مدي استفادته الحقيقية  من المادة العلمية للتدريب الكتروني لبرنامج المعلمون أولاً، وعدم قدرة الموقع على قياس أثر التدريب على المعلمين ، وبالتالي فإن الهدف من التدريب لم يتحقق.
٣ لا يوجد أي قدرة على التواصل من أي نوع بين فريق البرنامج والمعلمين الذين تم تدريبهم على هذا البرنامج الإلكتروني.
٤ من الممكن أن يمتحن معلم واحد لمدرسة كاملة، ولن يستطيع أحد اكتشاف ذلك، وحتى لا يُتَّهم المسئولون الصغار بالتقصير أمام المسئولين الكبار.
٥ المادة العلمية ضعيفة للغاية، وليس فيها الفائدة الحقيقية التي تعطي المعلم حصانة حقيقية أثناء تطوير منظومة التعليم المزمع القيام به، كما أن المادة العلمية غير مرتبطة لأهداف المنظومة التعليمية الجديدة، كما أن الاعتماد على الخبراء أجانب في هذا الموقع دليل على عدم الثقة في قدرات المصريين، بالرغم من أن المصريين لديهم كفاءات متميزة للقيام بتصميم اختبارات متدرجة المستويات ببنود أسئلة رائعة، ولكننا دائماً ونفضِّل الأجنبي.


بالتطوير أيها السادة لابد أن يكون نابعاً من فلسفة مجتمعاتٍ حقيقية، تتضمن تطويراً حقيقياً وليس مصطنعاً، بالفشل في إدارة التطوير المأمول سوف يصبُّ اللعنات على الجميع، وما أدراك ما المصريون إذا لم يؤمنوا بالتغيير والتطوير، فهذا موقفٌ حقيقيٌّ، ليس الهدف منه إظهار التقصير، ولكن الهدف منه العمل على إيجاد رؤيةٍ حقيقية لتطوير التعليم على أسسٍ سليمة، بتقريب ذوي الرؤى، وإبعاد ذوي المصالح، أو الفاشلين في إيجاد فلسفة حقيقية أو رؤى مستقبلية متميزة في التعليم، التعليم يحتاج إلى عقلياتٍ مبدعة، وليس عقلياتٍ روتينية تؤمن بمقولة: (بتوجيهات السيد الرئيس أو توجيهات السيد الوزير), ولكننا كمصريين نريد عقلياتٍ تؤمن بأن التطوير هو لمصلحة المصريين، دون نفاقٍ أو تسلُّقٍ أو إرشادات مفرغة المعنى للسادة المسئولين.

وللحديث بقية ....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -تكتل- الجزائر وتونس وليبيا.. من المستفيد الأكبر؟ | المسائي


.. مصائد تحاكي رائحة الإنسان، تعقيم البعوض أو تعديل جيناته..بعض




.. الاستعدادات على قدم وساق لاستقبال الألعاب الأولمبية في فرنسا


.. إسرائيل تعلن عزمها على اجتياح رفح.. ما الهدف؟ • فرانس 24




.. وضع كارثي في غزة ومناشدات دولية لثني إسرائيل عن اجتياح رفح