الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا فشل وسيفشل المصلحون الاسلاميون...!!

ماجد أمين

2018 / 5 / 24
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


لماذا فشل وسيفشل المصلحون الإسلاميون ...!!
#ماجد_أمين_العراقي
إن المأزق الذي يقع فيه من يريد تطبيق الشريعة اﻹسلامية هي غالبا ما تتمثل بالتناقض بين النظرية والتطبيق ..
لقد صيغت العقيدة الأسلامية ..بصياغة اصولية لايمكن لأي فقيه او حكومة تتخذ من الأسلام كشريعة
ان يمتلك مجالا للمناورة والتنظير ..فطبقا للنصوص والتي وردت بجبرية يصعب تفكبك بنيوية النص ..وقد فشل الكثيرون ..في ايجاد مرتكزات ..او قبسات تجعل من الأسلام ان بتبع سلوكا مدنيا او حضاريا ..المشكلة تتمثل باوضح صورها بين تطبيق النظرية ومتطلبات الحدود اذ تمثل الشريعة الإسلامية .. قوة تطبيق الحدود حيث تفوق الوجهة العبادية ..لذلك نرى ان محاولة مدرسة التصوف ..هي اتخاذ القبس والجذوة العبادية في قبالة تعذيب الجسد والشهوات ..والذوبان العشقي والروحي في الذات المنفصلة المحلقة في فضاء واسع لاحدود له يتمثل بذات عليا تنفصل كليا عن رغبات الجسد ..لذا فالصوفية تعتبر هروبا للامام امام قسوة وجبرية الحدود . فبدلا من الانقياد لتطبيق الحدود ومعاقبة الجسد بقوة الشريعة والنصوص وبادواتها التي تمثل ثقافة البداوة ..وشراسة التطرف بقطع اليد او الرجم ..او استخدام السيف وهي اللغة الفصحى للبداوة ..لجأ اتباع المدرسة الصوفية الى التوله والتحليق حيث اختزال العالم بالذات المحلقة دوما في السماء ...وانعدام النكوص والتقوقع في عالم الارض . الذات الدنيوية ..ذات اللذة ..والدم ..والطمع والجشع ...فمن الاحرى والانسب والأجدر للفقه الصوفي ..هو استباق الشريعة كتطبيق واختيار تعذيب الجسد ..من خلال الصوم الدائم ..والاعتكاف ..والتوله بحلولية الذات العليا ..فلم لا أكون انا الله والله انا وهذا لايأتي الا بطقوس التحليق في سماء الروح ...
الاسلام عقيدة ودين اقيم بحد السيف..وبثقافة اسلم تسلم ..وبلغة واضحة عنوانها الغزو والسبي وهناك قيم كانت تمارس انفرادا فقام الاسلام بتنظيمها تنظبما جمعيا ..فامتهان المرأة . كان سلوكا تجبره ظروف القساوة والبداوة ..وعلو شأن الذكورية ..فكيف وقد شرعنها الاسلام ..ورسخ ثقافة الذكورية ..فالرجال قوامون على النساء ..
لقد نسف الاسلام بقايا جماعات تدين المرأة في تقلدها منصب القيادة .والغى نهائيا اي دور سوى ان تكون تابعا ..فهي امة ..ووعاء ..
والاسلام كرس فكرة ان المرأة محض سلعة ..كما انه حرر عبيد مكة لكنه اشاع ةلعبودية لباقي الامم التي تفتح براية الاسلام وازدهرت تحارة الرقيق ..وشاعت ثقافة ملك اليمين ..
اما على نطاق الحدود الشرعية الاخرى ..فحدث ولا حرج ..
في بداية عصر الاسلام وبالذات في عهد النبي والخلفاء من بعده ... كانت سطوة العقيدة تقنع اي صوت ينادي بالاصلاح .. لعدة اسباب لعل ابرزها ..
**بروز طبقة العبيد الاحرار ..وهم كثرة وقد تمتعوا بمزايا الاسلام ..
**قوة عزم العقيدة والاندفاع حيث مازالت تمثل حركة حديثه في ظاهرها مباديء تتناغم مع ارادة كثير كن المسحوقين ..والانتهازيين على حد سواء ..
**الكاريزما المميزة للنبي محمد وقوت تاثير عشيرته ..
**التنبؤات التي ياهم اليهود والتبشيريون في اشاعتها كفكرة ظهور نبي جديد ..
**حركة التاريخ فامام ضعف الروم والفرس ..ساهمت حركة التاريخ في ظهور حركة في مكان لم يكن مؤثرا بحيث يجلب انتباه الامم الاخرى ..
فالصحراء ارض طاردة غير جاذبة ..
بالاضافة الى عوامل محلية واخرى محيطة ساعدت في نمو الاسلام في الجزيرة .. واثر المراكز التجارية في نشر حرية العقائد ..ولكن لم يتوقع دهاة قريش او حتى من اليهود ..ان يكون الاسلام ودعوة محمد ستكون بقوة السيف وثقافة البداوة ..اذ توقع ةلكثير ان دعوة حنيفية امتدادا لما قبلها ..وستكون تبشيرية محض لاتصل الى مطامع السلطة ..وهكذا نجحت برافماتية الاسلام باستثمار تلك العوامل ..
ان اول تمرد تمثل بحروب الردة ..ولكنه قوبل بقمع منقكع النظير ..ولكن بدات بوادر الاصلاح ..من خلال الخليفة الرابع علي بن ابي طالب ...ورفيقه ابو ذر الغفاري ...حيث مثلا بوادر النضوج الصوفي والم يتبلور كمنهج ..
فعلي بن ابي طالب وابا ذر .. كانا بتوقعان دينا غير الذي نشأ ..وربما صدما فالاول ترك الجزيرة واتخذ من العراق بديلا .. لكنه فشل امام دهاء معاوية ..ودخل في حروب انهكت اتباعه ...وعلي في بدايته مع ابن عمه غير علي الكوفي ...لذلك من الصعب بروز حركة اصلاحية ..والاسلام في قمة فورانه فكثرة الغنائم والفيء والواردات من الاموال والسبايا والعبيد يسيل لها اللعاب ...
لذلك كانت اراء علي بن ابي طالب لم تتضح صورتها الاصلاحية .. فهو القائل ..:القرآن حمال اوجه ...واحتجاجاته لم تتبلور حيث يقول :
ماكل مايعرف يقال ...
اما وان وهناك شخصية ابو الدرداء حيث بكى وهو يرى جموع المسلمين الغزاة في جزيرة قبرص حرقا ونهبا فكانت صورة الاسلام قد اختلطت فكانت رؤيته للمشهد مرتبكة مما دعاه للبكاء كتعبير عن عدم الرضا ..فيما كان ابو ذر اكثر وضوحا بمنهجية اشتراكية انسانية لذلك كانت نهايته اشد رعبا ...
ومن ثم نستعرض ظهور الفلسفة الصوفية .....وثورات العراق في العهد الاموي ...ربما اعتبرت بعض الثورات كمطالب سلطوية ...ولكن فكريا تجسدت الافكار الاصلاحية بالمنهج والمدارس الصوفية ..ولعل ابرزها ..مدرسة الحلاج وبن عربي .وابن الفارض ..اما المدارس التي تناولت بنيوية الاسلام فهي على غرار المعتزلة ..وحركات اكثر جرأة وصفت بالزندقة ..وهي معروفة ...
ولكن في كل حقبة يظهر اصلاحيون وتخبو نجومهم بعد حين ..والسبب كما قلنا ..ان قالب بناء العقيدة الإسلامية لايمكن تحويرة وتحديثه . لانه يمثل ذات الأسس الاصولية الساكنه حيث لايمكن تفكيكها فالعقيدة التي نشرت بقوة السيف وثقافة البداوة لايمكنها اتخاذ غصن الزيتون او الحمامة كشعار لها ...
وفي عصرنا هذا برز الكثير ممن يدعون الاصﻻح وينادون به لكن مصيرهم كما اسلفنا هو الفشل والانزواء وان محاولاتهم هباء ..فهم كمن يجمل عروسا لاتمتلك مسحة من الجمال ...ولعل الأمثلة كثيرة
والأسباب معروفة ..وهي كما ذكرنا تخص جمود النظرية وسكونها قياسا لمساحة وزمان التطبيق فليس هناك نتاجا للإسلام سوى إعادة تدوير نفايات الماضي باطار لايتناسب مع جوهر النظرية ..
الاسلام كعقيدة اصولية لاتنتج سوى اعادات وتكرارات لذات الافكار وبأزمنة مختلفة تبعا لحاجة تلميع الرموز ..فليس امام رجل الدين سوى استنهاض ذات القيم الصحراوية .اذ لايمكن تجاوز دعوة الجهاد وهنا مكمن استحالة اﻹصلاح لان الركون والرجوع لذات الادوات والوسائل سيعطي ذات المخرجات..
خصائص الدين الاسلامي قد تفضي الى التشظي العقائدي والمذهبي او الطائفي او المنهجي كالسلفية والجهادية والصوفية ..لكنه من الاستحالة تغيير القالب وانتاج اسلام حداثوي طالما يؤمن المسلمون بنظرية المؤامرة ...ولا يستسيغون التعايش المتعدد..حيث ان اهم مبدأين في عقيدة الاسلام .هما الولاء والبراء وهذان المبدءان يمثلان روح الاسلام نظرية وتطبيقا خلاصة القول ان العقيدة التي تقوم على قيم ثابته وراسخة وتستلهم قوتها ومفعولها وتاثيراتها من الماضي هي لاتصلح لكل زمان ومكان ..ولكنها صلحت لزمان ومكان محددين ولن يعودا سوى مجرد تراث لايعيش الا في بطون الكتب الصفراء فقط.......... .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. انطلاق معرض بكين الدولي للسيارات وسط حرب أسعار في قطاع السيا


.. الجيش الإسرائيلي يعلن شن غارات على بنى تحتية لحزب الله جنوبي




.. حماس تنفي طلبها الانتقال إلى سوريا أو إلى أي بلد آخر


.. بايدن يقول إن المساعدات العسكرية حماية للأمن القومي الأمريكي




.. حماس: مستعدون لإلقاء السلاح والتحول إلى حزب سياسي إذا تم إقا