الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


hell-space

كمال التاغوتي

2018 / 5 / 24
الادب والفن


هلْ تَرْغَبُ فِي التَّشَــفِّي؟ هلْ يَشْفِي غَلِيلَكَ رُؤْيَةُ مَــا تَحْقِدُ علَيْهِ يُدمَّرُ؟

هلْ يَشْفِي غَلِيلَكَ رُؤْيَةُ مَــنْ تَحْقِدُ علَيْهِ يُعَذَبُ؟

الْتِحِقْ إذَنْ بِفضائِنَــا تَجِدْ مَــا يُخَفِّفُ عَنْكَ حِمْلك ويَحُــطُّ عنْكَ رَحْلَك ويَجْدِلُ لَكَ حَبلك.

حانةُ الأحْقَــادِ توفِّرُ لِحُرَفائِهَــا الكِرامِ وسائِلَ تفْرِيغِ الموْجاتِ السلْبِيَّةِ.

إذا كنتَ موْتُورًا أوْ حاقِدًا أوْ حاسِدًا أدْخِلْ اسمَ ما يُغِيضُكَ أوْ مَنْ يُغِيضُكَ

ثمَّ اخْتَرْ لهُ (هَــا) ما شئْتَ منْ وسائِلِ التّعذِيبِ والتخرِيبِ عبْرَ محاكاةٍ ثلاثيّةِ الأبعادِ.

اصرُخْ، اغضَبْ، اشتُمْ، ابْصُقْ في وجههِ (هَــا).

حانَةُ الأحقَــادِ تُطهِّرُكَ مِنْ صَدِيدِ الكَظْمِ.

سعر الدّخول: عِشْرُونَ دُولاَرًا.

المُدَّة: غيرُ محدودةٍ.

السّنّ: لا يقِلُّ عن ستِّ عشرَةَ سنةً.

أوقات العمل: الأرْبَعُ وعِشرُونَ ساعَةً كاملَ أيامِ الأسبوعِ، حتّى في المناسباتِ الرسمية.

هَالَ هِشامًا هذا الإعلانُ حين تلَقَّاهُ أوّلَ مرَّةٍ. قرَّرَ التَّصَدِّي لَهُ؛

شنَّ على مواقعِ التّواصُلِ الاجتماعيِّ حمْلَةً مناهِضَةً، شِعارُها "نغْضَب لكن نحب".

نالتْ في أيامها الأولى آلافَ المعجبين والتعليقات المحرِّضة. كان هدفه منعَ انتصابِ الفرْعٍ في البلادِ،

فاتّخذَ الإجراءاتِ القانونيةَ اللازمة للتظاهر السلمي أمام المقرِّ الرسميّ بشارع فرعيّ.

لكنّهُ صُدِمَ حين وجد الناسَ زرافاتٍ أمام الباب وفي أيديهم تذاكر الدّخولِ.

أكلُّ هذا حقدٌ؟ أبلغت البغضاءُ درجةً تجعل الناسَ غيرَ آبهينَ بمن يراهم صفا وراء صف؟ أيْن المدارسُ

والجوامع والكنائسُ؟ لم يكن إلاّهُ يحمل شعاره، واكتشف زيف حسابه وحساباته على الشبكة الرقمية.

أخذ في الصُّراخِ حتى يشدّ إليه المصطفين، ودعاهم إلى المقاطعةِ؛ قال إنها مؤامرة تحاك ضدّ الشعوب،

كيف تسمحون لهم باستنزاف طاقاتكم ونهب أموالكم؟ لماذا لا تنفقون هذه الأموال فيما ينفع البلاد والعباد؟

نما إلى سمعه صوت يقول صاحبه أو صاحبته (لم يستطع التمييز): دعنا نعبّر عن أنفسنا، نُلْقِ بهذا الحمل، دعنا نُذِبْ هذه الصخور الجاثمة فوق صدورنا؛ توجّهْ بهذا الكلام إلى المترَفِين.

علا صوت من جهةٍ أخرى: لأَصْلِبَنَّكَ يا كافر، ولأقَطِعنَّ رجليك ويديك من خلاف.

فردّ عليه الصوت السابق: لأُلْقِينَّ بك وأمثالك في المزبلة...

وتعالتْ الضحكات من كل صوب.

وارتفعتْ أسهُمُ الشبكة العالمية لاستفراغ الموجات السلبية في ظرفٍ وجيزٍ...

قال الراوي: شوهِدَ هشامٌ في عيد الحبّ حاملاً النظّارات منغمسا في برنامج hell-space وهو يردد: ذوقوا أيها الحاقدون بما تكسبون ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السجن 18 شهراً على مسؤولة الأسلحة في فيلم -راست-


.. وكالة مكافحة التجسس الصينية تكشف تفاصيل أبرز قضاياها في فيلم




.. فيلم شقو يحافظ على تصدره قائمة الإيراد اليومي ويحصد أمس 4.3


.. فيلم مصرى يشارك فى أسبوع نقاد كان السينمائى الدولى




.. أنا كنت فاكر الصفار في البيض بس????...المعلم هزأ دياب بالأدب