الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل خلق الله العظيم ..جهنم بالفعل أما هي أسطورة....؟ ج1

خالد كروم

2018 / 5 / 25
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


يدعي الذين أمنوا وتواصوا بالصبر..أن الرب العظيم ... لديه جهنم ....وجحيم وسلاسل وأغلال ..وهي مكان للعقوبة التي سينزلها ألههم بالذين كفروا به وكفروا بأكاذيب أديانه...

لكن لحظة:_ ماهي الفائدة المرجوة من العقوبات.......؟؟يعرف الجميع أن العقوبات تستخدم لثلاث أهداف بشكل عام.....

أولها :_ الإصلاح....

حيث يعاقب المجرم على جريمته بعقوبة معينة لغرض إصلاح وضعه الإجتماعي ......وبعد هذه العقوبة سوف يتغير ألى شخص أخر مختلف ....عن ماكان قبل العقوبة ......وهذا ما معمول به بالسجون الإصلاحية عادة....

أو أن يكون هدف العقوبة :_ العزل....مثلاً تقوم بعزل شخص معين عن المجتمع حتى لا يؤثر على المجتمع..

أو أن يكون هدف العقاب هو :_ الردع...... بحيث تكون العقوبة رادع يحجم البعض عن أقتراف جريمة مشابهة....جميع هذا يحصل هنا في الحياة....

الأن تخيل بعد أن تفنى كل البشرية وتنتهي محطة الاستراحة التي يجب ان يعمل بها الإنسان لأخرته (حسب زعمهم) ويحشر الجميع أمام المسمى الله العظيم ....سيقوم بمعاقبة الكفرة في جهنم مزعومة....

لكن هل توجد فائدة .....او هدف معين من الاهداف التي ذكرت سابقاً سيتحقق في العقوبة المزعومة.....؟

الجواب لا......
والسبب....

لأنه لا يحقق الاصلاح اولاً...حيث لايستطيع المعاقب ان يعود مرة اخرى لكي يقوم بالاعمال التي يتطلبها منه هذا الاله المزعوم...... فهو سيبقى مخلداً في جهنم الى الابد....

كما انه لا يحقق العزل..فالذين يعبدوا هذا الاله سيتم وضعهم في جنة افتراضية معزولة تلقائياً عن جهنم .....

ولايمكن له ان يختلط بهم كما ان جميع الاعمال ستتوقف بعد يوم القيامة المزعوم.... يعني في الجنة يكون الانسان حسب زعمهم غير محاسب على افعاله....

كما انه لا يحقق الردع..لنفس السبب السابق .....وفي حال قفز لنا الذين امنوا وقال احدهم انها رادع مستقبلي سينفذه المدعو الرب العظيم مستقبلاً بعد فناء كل شيء سنقول...

هذا ليس بــ رادع والدليل ان الكفر بهذا الاله الوهمي مستمر الى ما لانهاية...... والكافرون به لم يتم ردعهم بواسطة هذه الوعود الكاذبة....

لم يبقى الا خيار لهذا الاله...اذا اصر المؤمنين انه خلق هكذا شيء :_ (طبعاً بفرض انه موجود اصلاً)..... فهو خلقها للتسلية لا اكثر وهو يحصره في دائرة السادية والعبث....

فمن وجهة نظر الديانات الإبراهيمية ... ان ربهم يعاقب المذنبين منهم فترات طويلة من الزمن وبعدها يدخلهم الجنة لانه قالوا شهدوا به ...... بينما الكفرة والمشركين يخلدون في النار....

اسلوب العقاب مأخوذ من الفترة التي عاشوا فيها..... وليس فيه تجديد او وقت محدد ......ولا اعرف الحكمة ....والسادية وراء هذا العذاب....فاسلوب الوعيد والعقوبة هو اسلوب بدوي سادي.... لايمكن ان يكون من أله مطلق وحكيم...

أسطورة الاخرة ليس لها أي منفعه ....هدفها استسلام المؤمنين استعبادهم لمن يمثلون الله على الأرض ....وسلاطينهم....فمجرد وضع أسطورة مشابهة تفضي الى الاستنتاج بأن المدعو الاله الإبراهيمي ...هو بشر بمواصفات ضخمة...

وهنا نجد أن أنبياء الديانات الإبراهيمية توعدوا من كفر برسالتهم بصورة فظيعة للعقاب...... حتى يخيف قومه ويرعبهم من مصير قال لهم أنه ينتظرهم إذا لم يطيعوه. .....

فالهدف من "جهنم" أو أصل التسمية "وادي هنم" هو كسب المزيد من الأتباع لا عن طريق الإقناع...... بل بالترهيب والترغيب في الجنة.....

اتبعني:_ أدخلك جنة تشبع فيها غرائزك من جنس وشرب خمر وأكل... أو أحرقك بنار ....وأضربك بسلالسل ملتهبة......وأنزع أحشاءك.....

وجهنم هي مكان في ...((اورشاليم))... كان مكب للنفايات وجثث من حكم عليهم بالاعدام .......

وكانت السلطات تضع الكبريت فوق النار لتبقي مشتعلة .....واسم المكان ((جي هانوم))....بالعبرية اي (( واد هنوم))... كما ان كلمة ((فردوس فرداس ))....

فارسية ومعناها حديقة الملك تسمية لحديقة قصر الملك (( الاخميني كورش الكبير))... وكلمة جنات عدن اصلها كذالك ...(بابلي ))... وتعني المروج .....وتحولت بالعبرية الي حديقة الملذات التي طرد منها ادم حسب الاسطورة...

الجحيم والعقاب والعالم السفلي ...
--

كثيراً ما يطل علينا الكهنة والمهرجين بنهفات يضحكون بها على قطيعهم المغيب بمصطلحات مدبجة ....ومزخرفة.....

يراد بها التضليل وذر الرماد في الأعين.... حيث يمارسون لي أعناق الأدلة وجعلها طوبوية مثالية مائلة العنق لعقيدتهم السخيفة.....

والمتابع لتطورات الخطاب الثيولوجي المعاصر يلاحظ أن البُعد الميتافيزيقي هو إشكالية أساسية فيه......

فالحيثيات التي تبرهن رجحان هذا الفهم متعددة تتبين بتأمل المظالم الفكرية التي يحشوها كهنة الدين خطابهم الباهت .....والذي يعاني من ضحالة فكرية عميقة نتيجة تغييب المنهجية العلمية ....والمعايير الإستدلالية المنطقية الإپيستمولوجية...

فكرة الجحيم _ والعقاب .....والعالم المظلم الافتراضي او السفلي..... او طريق اللاعودة أو مهما كان أسمها......

هي من ضمن الأعمدة التي قام عليها أي دين .....وهي نبع لاينضب لما شئت من الخرافات.... فبأمكان أي شخص نسج أي قصة خرافيه من وحي خياله ....فسوف تجد لها رواج .....

وتنجح بالفعل والسبب في ذلك يعود لأنها فكرة تقع ضمن حيز ما بعد الموت....والذي من المستحيل اثبات أي شيء بخصوصه..... لذلك فحينما يقوم الدجالين بنسج أي قصة بخصوصه فهم معفيين من العامه عن أي دليل.....

واثبات فلا احد يطالبهم بذلك لأنها خرافات واساطير .....لايستطيع احد اثباتها لأنها تتعلق بما بعد الموت .....والميثولوجيات ......والاعتقادات الخاص هبه والتي ترجع الى اساس ايماني فقط......

بالتالي فقد تولدت تلك الافكار منذ بداية الاديان والحضارات والالهه.... وهي امر متوازي ومرافق لفكرة أي اله او معتقد او دين....

أطلق السومريين على العالم الجحيمي بعد الموت او العالم السفلي اسم :_ (أرض اللاعودة) ......والتسمية بالسومرية هي _ (كي توكي)......

وفي البابلية _ (أرص لاتاري)_ حيث كان الأله _ (نركال)_ هو الأله الرئيسي في عالم الجحيم السفلي والمتحكم بأبوابه السبعة .....

ففكرة النزول الى الجحيم .....او ارض اللاعودة ثابته من ثوابت الميثولوجيات السومرية والبابلية..... والتي تتكلم عن ذهاب الروح بعد الموت اليها اذا كانت روح ذلك الانسان مذنبة او مخالفة للألهه.....

وغالباً ترافقها التحذيرات والوعود والترهيب .....فأرض اللاعودة هي أسوأ كوابيسهم أنذاك.....

وكان السومريون يسمون العالم السفلي أيضاً بـ .. ( أرالو )..... وهو من أسماء :_ ( نركال ).....إله مثوى الأموات .....ولديهم تصوراتهم الخاصه حوله والتي وظفتفيما بعد ببقية الأديان الابراهيمية..

فقد صوروا ذلك العالم كمدينة كبيرة - تحت أرضية - محاطة بسبعة أسوار ....ولكل منها باب واحد ....

ويحكمها الإله نركال وزوجته أريشكيجال وموضوع الابواب والاسوار السبعة بحد ذاته يشير لمدى التطابق..... او التوارث او سرقة الافكار .....وتوظيفها في بقية الميثولوجيات اللاحقة .....

حيث ترى التطابق المذهل في هذه الميثولوجيا والأديان اللاحقة لها بتفاصيل قد تبدو غير واضحه...... لكن عند التدقيق بها..... وتتبع اصولها يكون من الواضح.... كيف ان تلك الاديان سرقت تلك الافكار المتداولة قبلها من بقية الحضارات....

يرى كهنة الاديان السومرية والبابلية أن الميت يدخل العالم السفلي عارياً مثلما يولد عارياً .......

ويقولون أن كل الاموات سيخلدون ....ويحيون حياة أبدية .....فمن خالف الألهه والمذنب من البشر هؤلاء سيبقون إلى الأبد ممرغين في الأوحال_ والطين_ والظلام والبرد والخوف_ والأمراض والبؤس الأبدي وطعامهم سيكون التراب إلى الأبد..

أنه وصف مخيف ومرهب جداً يرهبون به كل من لايقتنع بخرافاتهم كي يزيد البشر من تعلقه بالكهنة والدين..... وتزاداد أحجام الأضاحي والقرابين المقدمة للمعابد ....مما يعطي تلك الاديان والمعتقدات قوة بقاء واستمرارية اكبر..

في الميثولوجيا الزاردشتية..فأن (ريشنو) هو الحاكم العادل الذي يقرر بعدله مصير الأموات بعد موتهم .....وحسب اعمالهم الأرضية من خير وشر حيث تبقى الروح مع الجسد وقريبة منه لثلاثة ايام وليالي.....

ثم بعد ذلك يتم البت بالحكم من قبل ريشنو على الميت فأذا كانت اعماله جيده فسوف تأخذ حسناء عذراء بيده وتعبره (جسر الفراق) ......وجسر الفرقا مشابه لفكرة السراط المستقيم لدى الاسلام بالضبط...

حيث ان كانت اعمال الميت سيئة حسب تصورهم فأن جسر الفراق ذو الحافة الحادة الرفيعه المشابهه لشفرة السيف .....فأن روح الميت ستسقط نحو الاسفل حيث الجحيم الذي ينتظرها.....

وهنالك عفريته انثى بشعة المنظر تمثل الأعمال السيئه للميت تقوم بتسليم روحه للشياطين..... وتحبس الروح بمكان يسمى (دروج)..... وهو هاوية عميقة مأساوية التفاصيل مخيفه جداً.....حيث تتعرض الروح لأبشع العذاب....

فالأمثال تضرب ولا تقاس.....ومع احترامي لجميع الإديان ... لا انتقد كــ شخص لكن انتقده كــ فكرة وفكر مشبع بالخرافات..هنالك حكمة او قصة غربية تقول....

في سباق لمضمار الكلاب جاؤا بــ فهد صياد (شيتا) .......وادخلوه في السباق وحينما انطلقت صافرة البداية .....

ركضت جميع الكلاب .....وبقي الفهد الصياد :_ (الذي هو اسرع حيوان) _... وحينما سئل عن سبب عدم ركضه مع بقية الكلاب......أجاب أنه لا يريد تشويه سمعته بالركض مع الكلاب في محاولة اثبات أنه الافضل....

هي كفكره قد تكون صحيحه...كما قال ستالين...لو لم يكن هناك اله...علينا ان نخلق هذا الاله....!!!....الفكره هي فقط ادخال الرعب...في نفوس الناس كي تنصبط في....الحياه وتطيع اسيادها...!

لكن فكرة ستالين هذه تنطبق حصراً لدى مجتمعنا المعاصر..ممكن ان يصل الانسان في مرحلة ما بعد نسيان فكرة الالهة _ والعقاب _ والثواب _ومرور أجيال عليها...

ستكون فكرة تافهة جداً ....وستجد الانسان يضبط سلوكياته ...وفق القوانين الوضعية وأخلاقياته....

اذا العقوبه فاقت الجرم اصبحت ظالمه مامعقوله ان يعيش الانسان عمر 40 سنه فرضا انه اجرم او كفر يعالقب للابد او ملاين السنين......

هذه تنافي العداله. ....يجب ان تتوافق العقوبه مع الجرم ولايعاقب عــ الجرم مرتين مرة داخل القبر حتى يوم القيامه...... وبعدها عقوبة بعد الحشر......

حتى في القانون الوضعي لدى المحاكم التي يعتبرها المؤمنين جائره ....لاتعاقب ع جرم واحد مرتين ....ودائما العقوبه متناسبه مع الجرم ....

من هذه المفاهيم والكوابيس المخيفة التي أرعبت البسطاء بهولها ....وفضائعها والتي اقتبستها الاديان الابراهيميه من سوابقها من الميثولوجيات .......تم التحكم بعقول الناس بالترهيب والتهويل ......

مع اضافة خرافات اخرى من قبل كل دين جديد لامور يتم الضغط بها على العامة لغرض جعلهم متمسكين بمعتقداتهم اكثر فأكثر .....والغاية هي ليست كما يخيله رجال الدين للعامه بأنها غاية نبيله.. ...

ابداً بل هي غاية وضيعه جداً ومن يصدقها ايضاً يمتلك حس نفعي اناني قائم على الخوف من العذاب ...وحب الثواب لنفسه فقط..بهذه الايات هم يظهرون الرب كم هو متحجر .....

حيث ياتي باهل الجنه ويجعلهم يشاهدون ذويهم وهم يحرقون بالنار..... وهم ضاحكين ومستبشرين..... اي مهزله هذه مثلا ام ترى ولدها يحرق ...وهي تضحك عليه هل هذا كلام عاقل.. ؟

تقريباً معظم فلسفة الاديان تنبع من لغز الموت .....وحب البشر للخلود بعد الموت ....اضافة الى عجز العقل البشري سابقاً ...عن فهم ابسط الظواهر الطبيعية التي تحصل حوله...

وهي لم تكن يوماً ما غاية لتحسين سلوكيات الناس من خلال اضعاف نزعة الشر لديهم......فبوجود تلك الاكاذيب وعدم وجودها....نجد من نفس اتباع تلك الاديان ومؤسسيها والمؤمنين بتلك الاكاذيب......

نجد مجرمين يعملوا امور فضيعة جداً......ولم تمنعهم تلك الاكاذيب التي يؤمنوا بها من فعل اعمالم الاجرامية..... بل كانت لتخويف وترهيب البشر من البسطاء، وقسرهم على التصديق والإيمان بالخرافة المسماة ألله.. ....

والديانات البشرية القديمة التي وجدت في زمن طفولة وبداءة العقل الببشري المصدق لأي خرافه..... وكل ذلك لديمومة واستمرار مصالح فئة من الدجالين ورجال الدين...

خلق النار لترهيب (التخويف) .......... كما تعلم ان النسان لو امن العقاب اساء الادب ....اما التعذيب في الاخره لغرض تحقيق العداله ...هنا انا اسئل سؤال هل يستوي الذين يعلمون والذين لايعلمون ...?

فحينما تتوعد مجرم بعقاب لاحقاً فهذا ليس بــ رادع له مطلقاً.....والدليل..أن المجرم اليوم يسجن او يعدم امام مسمع ومرأى الجميع .....

ولهذا السبب فالأجرام له عقوبة تعد رادع قوي وفعال للحد من الجريمة...أما اذا قلت لي ان الحكومة مثلاً تتوعد المجرم في عقاب بعد ان يموت..؟ فهذا مطلقاً ليس بـ رادع والدليل ان الجريمة مستمرة لو لا وجود القانون الوضعي.....

إنتهي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي