الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ماهية العقل والاله الابراهيمى !

زاهر زمان

2018 / 5 / 25
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


العقل ليس عضواً من أعضاء جسم الانسان ، وانما هو مصطلح لغوى للدلالة على آلية عمل الخلايا المخية ( وده موضوع ضخم ) ؛ تلك الآلية التى تعتمد بشكل رئيسى على الاشارات والمؤثرات الفيزيقية المنبعثة من الخواص الكيميائية للمواد المحيطة بالانسان فى بيئته التى يتواجد فيها ، وتلك المؤثرات الفيزيقية تنفذ من البيئة المحيطة بالانسان الى الخلايا المخية عبر تريليونات الكابلات العصبية الموصلة بين الحلايا المخية وبين البوابات الرئيسية التى تستقبل تلك الاشارات الفيزيقية ؛ ألا وهى الحواس الخمس . مثال على ذلك : الأذن تستقبل جميع الأصوات التى تحدث حول الانسان ، وتنقذ تلك الاصوات الى الخلايا الادراكية فى المخ عبر مليارات الكابلات العصبية الموصلة بين الأذن والخلايا الادراكية فى المخ . فى نفس الثانية تختزن خلايا الذاكرة تلك الأصوات فى صورة شيفرات كيميائية ، وتختلف تلك الشيفرات الكيميائية باختلاف قوة الصوت ومصدره وتربط خلايا الادراك بين ذلك الصوت والأثر الفيزيقى له على أية خلايا فى جسم الانسان سواء كان ذلك الأثر ايجابى أو سلبى . مثال بسيط للتوضيح : يربط الرضيع بين صوت أمه والتقامه لثديها الذى يدر اللبن ذو التأثير الفيزيقى الايجابى فى فم الرضيع وفى معدته ، فتراه يكف عن البكاء بمجرد أن يسمع صوت أمه وهى تهمهم بهمهمات معينة قبل وضع ثديها فى فمه . آلية عمل الخلايا المخية موضوع ضخم ويحتاج مجلدات لشرحه بالتفصيل ، لكنه يرتكز على بديهية أساسية ، وهى أن الخلايا المخية ( أو مانسميه العقل اصطلاحاً ) لا يمكن أن يتم دون مؤثرات فيزيقية صادرة عن الخواص الكيميائية للمواد التى تحيط بالانسان وتؤثر فى خلايا جسمه جميعها أو بعضها . المشكلة أن تلك الخلايا تصاب آلية عملها الطبيعية بالخلل عندما تعجز عن ادراك السبب المباشر الصادرة عنه الاشارات الفيزيقية للخواص الكيميائية لبعض الموجودات البيئية التى لها تأثير سلبى أو ايجابى على بعض مكونات الجسم البشرى أو على الجسم كله ، فتلجأ تلك الخلايا الى توهم مصادر أو أسباب غير حقيقية لتلك الاشارات الفيزيقية ذات التأثير السلبى أو الايجابى . مثال ذلك : كان البشر ومازالوا فى بعض المناطق يخترعون الكثير من الأساطير حول ظاهرتى الخسوف والكسوف ، فبعض الشعوب تخيلت أن هناك تنين يبتلع القمر أو الشمس ! وطبعاً كشف العلم زيف تلك الخرافات والأساطير . مؤسسو الأديان الابراخيمية استغلوا ذلك الخلل فى عمل الخلايا المخية ، واستثمروا انتشار فكرة الآلهة فى تأسيس دياناتهم ، ووحدوا كل الآلهة فى اله واحد غير مرئى وزعموا أنه تواصل معهم وكلفهم بابلاغ أحكامه وتعاليمه الى باقى البشر ! بالطبع ذلك الأمر لم يكن فقط بالاقناع العقلى ، وانما أجاد مؤسسو الديانات الابراهيمية فى بدايات تأسيسهم لدياناتهم ؛ أجادوا توظيف الظواهر الطبيعية كالزلازل والبراكين والرعد والبرق والفيضانات ، لارهاب البشر من حولهم بأن كل ذلك يحدث بسبب غضب الالع من أفعالهم الشريرة تجاه بعضهم البعض فى حياتهم الاجتماعية : كسرقتهم لبعضهم البعض وزنى بعضهم بنساء الآخرين وغشهم لبعضهم البعض وغير ذلك من الموبقات التى تنهى عنها تعاليم مؤسسى تلك الديانات ! بالطبع كانت تلط دعوات اصلاحية لا يختلف على أهميتها ووجوب العمل بها اثنان من العقلاء . لكن الأمر المحزن والمؤسف أن تلك الدعوات النبيلة والرائعة فى انسانيتها وفى أهدافها ، تحولت مع تعدد الديانات الابراهيمية الى مايشبه الدعوات الاصلاحية الحصرية على أتباع نفس الديانة ، فمثلاً نرى بعض أئمة المساجد يدعون بكل الخير للمسلمين ، وفى المقابل يدعون بكل الهلاك على أتباع الديانات الأخرى كاليهود والمسيحيين ، ويتمنون لو امتلكوا السلطة والسلطان لقتل وذبح كل من لا يتبع أية ديانة من الديانات الثلاث ، بأيديهم على الملأ ، ليجعلوا منهم عبرة لكل كفار أثيم بحسب مايعتقد أولئك الهمج التكفيريين !
زاهر زمان








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الاستاذ زاهر زمان المحترم
nasha ( 2018 / 5 / 25 - 03:27 )
موضوع ماهية العقل والاله ليس بتلك السطحية والبساطة يا اخ زاهر
هذا الموضوع هو الموضوع الذي يشغل كل عقل بشري واعي منذ ان تواجد الانسان على هذا الكوكب والى اليوم . انه لغز الوجود الغامض والذي لا ولم ولن يتمكن الانسان من كشفه الى الابد.
كل انسان واعي له دائما نظرتين للحياة وهما النظرة الطبيعية الظاهرة للحواس الخمسة والنظرة الفلسفية العقلية التي تبحث عن الغاية والمعنى والمصير لهذه الحياة ولهذا الوجود.
الانسان اليوم اكثر وعيا من اسلافه السابقين بفعل تراكم البحث والخبرة ولكن هذا لا يعني انه وصل او سيصل الى كامل المعرفة والحقيقة.
من خلال التجارب البشرية عرف الانسان كيف يضع القوانين التي تنظم العلاقات الاجتماعية فنشات الثقافة . الاديان هي وسيلة لتنظيم هذه العلاقات وهي مصدر الثقافة الاول ولا زالت.
الثقافة تتبع المعتقد (النظرة الفلسفية للحياة) سواء دين، الحاد، ربوبية ، مادية حسية ، روحية .....الخ
الموضوع طويل وليس بالسهولة التي تعتقد
تحياتي


2 - الأسئلة الصعبة
nasha ( 2018 / 5 / 25 - 11:34 )
شغل هذه الفيديوات من فضلك
https://m.youtube.com/watch?v=r-c5lOYcmwY
https://m.youtube.com/watch?v=8CO1J1JpI-c


3 - أنا شفت الفديوهات سيد ناشا
زاهر زمان ( 2018 / 5 / 26 - 06:08 )
العزيز ناشا
أنا شفت افديوهات لكن للأسف لم استطع فهم مايقولونه بدقة ! نعم أنا اجيد الانجليزية ولكن كتابة وقراءة ..ولو وقف أمامى بعض العبارات أو الكلمات يمكننى اللجوء للقاموس ..أما السماعى كما فى تلك الفديوهات فهناك صعوبة فى الالمام بكل مايقولونه . تقبل تحياتى


4 - أصحاب الديانات الإبراهيميةفى خصومة مع مايسمى العقل
سامى لبيب ( 2018 / 5 / 26 - 15:43 )
تحياتى استاذنا وصديقى زاهر زمان
مقالك بعنوان ماهية العقل والاله الابراهيمى ولا أرى أى علاقة بين الإثنين أو قل العقل معطل ومسجون ومنبطح مع فكرة الإله الإبراهيمى , فالمؤمن يعيش حالة من الإنحياز الفكرى المنبطح , ومن يفكر منهم يتعامل بفكر إزدواجى فهو يعتمد العقل والمنطق حينا ويرمي هذا العقل والمنطق عند أقرب صندوق قمامة عند الإقتراب من إيماناته , فلا يلتفت لحجم الضلال والتناقضات والسذاجة فى إرثه الدينى ليهملها , وبعض العقول تتحلى بحالة من النصب والإحتيال والكذب ليحاول أن يخترع معنى من الهراء.
دليلى على هذا ما يطلق عليه الإعجاز العلمى فالذى يرفع راية النصب هذه تجده يهمل عشرات النصوص التى تحفل بالسذاجة والهراء ليحتفى بحالة فسرها وصدرها إحد المحتالين .
لا يوجد عقل بمفهوم العقل لدى اصحاب الأديان الإبراهيمية بل يمكن القول بوجود مخ بيولوجى يتم التعامل معه كسندوتشات المخ بالبيض فى أكشاك العتبة .

اخر الافلام

.. 12345


.. لابيد: كل ما بقي هو عنف إرهابيين يهود خرجوا عن السيطرة وضياع




.. عام على حرب السودان.. كيف يعرقل تنظيم الإخوان جهود الحل؟ | #


.. خالد الجندي: المساجد تحولت إلى لوحة متناغمة من الإخلاص والدع




.. #shorts yyyuiiooo