الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


واحد وخمسون عاما على الإحتلال والخطر يداهمنا ويداهم قضيتنا

محمود الشيخ

2018 / 5 / 26
القضية الفلسطينية



اعتدنا في كل عام ان نطرز المقالات والأبحاث التى تتحدث عن مرور كذا عام على الإحتلال،دون ان نقيم تجربتنا النضاليه ونراجع سياساتنا المعتمده في حياتنا النضاليه ودورنا في صياغة الخطوات التى تعكس استعدادنا لسنوات مقبله من حياة شعبنا للوصول الى تحرير ارضنا وشعبنا واقامة دولتنا الفلسطينية المستقله،وفي مقالاتنا وابحاثنا كنا ولا زلنا نحمل الإحتلال مسؤولية فشلنا في الوصول الى غايات نضالنا،ولم نحاول قط ان نراجع الأسباب الذاتيه التى اعاقت تطور كفاح شعبنا ووقوفها حجر عثره في طريق النضال الوطني لنهرب من تحمل مسؤوليتنا نحن الفصائل والقيادة وكافة الهيئات ذات الصله،لغاية في نفس يعقوب،هدفها استمرار تربع القيادات على الكراسي،وحتى يكونوا تاريخين في قيادتهم ويتوفاهم الله وهم على رأس التنظيم ليقال عنهم القيادات التاريخيه.
وهم عواجيز التنظيم والمنظمه،ولم يعودوا اصلا قادرين على تقديم شيء بعد ان اصبحوا لا يستطيعون صعود الدرج،ولذلك يحرصون على استخدام ( المصاعد) ومن يستخدم المصعد في النضال يكون قد ولى زمانه،فلا اسنصيلات نصعد فيها النضال والكفاح،واجد لزاما على كل المستويات التنظيميه في فصائلنا السياسيه وفي قيادة السلطة الوطنيه ان تقوم بمراجعة سياسية وتنظيميه وفكريه لترصد الأسباب الحقيقيه الذاتيه التى كانت سببا في فشل شعبنا وقياداته وفصائله وليس الإحتلال وتعنته وحده سببا في بقائنا تحت نير الإحتلال بل نحن قبل غيرنا سببا،وهؤلاء ينقفون حجر عثرة في طريق شعبنا ونضالاته،حتى ان الفصائل بمجملها شاخت وفقدت عزيمتها وطاقاتها الشبابيه،كنتيجه طبيعيه لأساليب القيادات التى استرخت وتمددت على الأريكه،واخذذت اجازات من النضال الوطني ليس لها فحسب بل لفصائلهم حولوها الى مؤسسات اجتماعيه،لتقاضي الرواتب والإمتيازات وكرت الشخصيات المهمه) فاي مهم فيهم لم يتوقف كغيره على الحواجز العسكريه وهل احترمته اسرائيل كونه شخصيه مهمه،وما حجم الضرر الذى لحق بقضيتنا لقاء حملهم بطاقة شخصيه مهمه،مميز عن باقي شعبه. .
وانا في هذا المقال سأحاول رصد بعض الأسباب التى وقفت حجر عثره ولا زالت في طريق الكفاح الوطني لشعبنا واعاقت اي تقدم وتطور لحياتنا الكفاحيه،ويقف على رأسها ،الذاتية والفؤويه المدمره التى عشقتها كل التنظيمات السياسيه،ومن خلالها تراكمت ثقافة التهميش والتقزيم والكراهيه بين صفوف ابناء التنظيمات،اذ ان كل تنظيم راكم في عقول عناصره انهم التنظيم الأصح والأكثر قوة وتمسك بالأهداف الوطنيه لشعبنا وغيره من التنظيمات السياسيه اقل تمسكا والأكثر تذبذبا وتهاونا وصولا الى مرحلة التخوين والتشكيك.
عدم احترام قرارات الهيئات الوطنيه المسؤوله عن القضيه الفلسطينيه،واختزال دورها في دور مراقب كالمجلس المركزي الفلسطيني والمجلس الوطني الفلسطيني،اذ ان المركزي عقد مرتين واصدر قرارات صفتها تنفيذيه،وكذلك المجلي الوطني اصدر قرارات ايضا تنفيذيه لكن لم تحترم وبقي اسلوب العمل لدى القيادات هو هو لم يتغير ابدا وكأن المجالس تلك لم تعقد،مما يعني ان تلك الهيئات همش دورها ومكانتها مثلما همشت (م.ت.ف) ولم تعد المنظمه التى كان شعبنا يفتخر بها وبدورها وناضل من اجل تعزيز مكانتها،فالسلطه اغتصبت دورها ومكانتها والقرار اصبح في يد قيادة السلطه وهيئتها التنفيذيه غدت لا قيمة لها عقدت اجتماعها ام لم تعقد، .
ومن جهة اخرى ايضا غياب الشراكه الحقيقيه في القرار السياسي مما يعني غياب وحدة الصف الوطني الحقيقيه وليست الإسميه،ولا زال النظام السياسي الفلسطيني يعاني من التفرد في اتخاذ القرار وتمسك البعض في تلك السياسه،وقد ساهم ذلك في تغيب (م.ت.ف ) بالكامل ولم تعد اصلا موجودة في ساحة الصراع مع الإحتلال،واستبدلت بالسلطة وقيادتها اذ حلت محلها واخذت دورها وبالتالي غدى الرئيس هو كل شيء على الساحة السياسيه لا نقاش ولا جدال ولم تعد السياسة تصنعها وحدة صف وموقف جماعي لمختلف التنظيمات بل هي من صنع الرئيس ومن معه في مكتبه.
وغيب ايضا مجلسها الوطني مثلما غيب المجلس المركزي الفلسطيني والمجلس التشريعي عن كل شي وكان لا وجود لكل هذه الهيئات التى مهمتها صنع القرار السياسي وحتى تكون هي المسؤولة عن حياة الشعب الفلسطيني وكافة نضالاته،وحتى لو التقى المجلس الوطني او المركزي فلا سلطة لهم على الرئيس بمعنى لو اجتمعوا او غيبوا في الهوا سوا،وهنا لا يوجد من يحتج على ذلك ويقف بكل قوته ويطالب بوقف هذه السياسه بل الكل مذعن للرئيس.
ثم جائت اوسلو التى لم تبقي ولم تذر ضربت الثقافة الوطنيه والنسيج الإجتماعي وخلقت خللا في كل الحياة الاجتماعيه والسياسيه والإقتصاديه للشعب الفلسطيني،واهمها انها قلبت القيم والمفاهيم الإجتماعيه ،وخلقت معها فئة مستفيدة من نشوء السلطة ووقفت هذه في وجه اي محاولة للتغير والنهوض الوطني ولا زالت تقف وتبحث عن حل سياسي وان طال امده لا يهم المهم ان لا يكون هناك مقاومه تؤثر عليها وعلى مصالحها،وهذه الفئه عملت على تفريغ اجيال شابه ومناضله من محتواها الثوري والكفاحي من خلال ربطها بوظائف ورواتب وقروض مما خلق خللا في البنية الإجتماعيه والفكريه للشعب الفلسطيني وبات همهم الراتب وتسديد القروض،وايضا في بناء السلطه حدث ولا حرج عنها لم تعتمد لا المهنيه ولا الكفاءة بل اعتمدت الفؤويه والواسطه في عمليات التوظيف فزج بألاف الشباب والشابات في اجهزة السلطة المدنية والأمنيه.
واخطر ما في امر بناء السلطه انها غدت معينا امنيا للإحتلال تقدم له الخدمات طواعية ولذلك اصبح الإحتلال معنيا في بقائها والدفاع عنها وهذا ما سمعناه في تقيم هيئة الأركان الإسرائيليه في اجتماعاتهم مع المجلس الوزاري المصغر اذ قالوا بأن 40% من العمليات ضد اسرائيل افشلتها اجهزة السلطه الوطنيه،وبذلك تغيرت مهام الناس من مناضلين ضد الإحتلال الى متطوعين لخدمة الإحتلال..
واخطر السياسات على شعبنا وقضيتنا هو استمرار التمسك بخيار المفاوضات الذى لم يجلب لنا غير المزيد من الاستيطان والمستوطنين وهدم البيوت وطرد الناس من بيوتهم وقتل الشباب والشابات ومسمرة الإحتلال،السؤال لمن تفاوضوا ووقعوا على اتفاق اوسلو الم تكونوا على علم بان هناك بندا في اتفاقكم مع اسرائيل ينص على اعتبار الأرض الفلسطينيه في الضفة الغربيه وقطاع غزه ارض متنازع عليها وهي هكذا في الإتفاق لتفيقوا بعد عشرون عاما وتقولوا ان مفهوم اسرائيل للأرض انها متنازع عليها،فمن اين لكم بهذا الفصاحه ام انكم تضحكون على شعبكم.
ان استمرار التمسك بخيار المفاوضات ارهق شعبنا الفلسطيني ولعب دورا في تدمير الثقافة الوطنيه القائمه على المقاومه الشعبيه،خاصه انكم معيقين لها،وليس هذا فحسب بل ايضا النزاع القائم داخل التنظيم الأكبر الذى يعتبر نفسه المسؤول عن حماية المشروع الوطني الفلسطيني،ساهم في خلق خللا في العلاقات الوطنيه بين ابناء التنظيم الواحد وانعكس على المجتمع ايضا،رغم انهم يعتبرون ان لا صراع يذكر لكن الحقيقة غير ذلك...
ثم جاء الإنقسام الذى لعب دورا تدميريا في حياة شعبنا الكفاحيه ونقل الصراع من فلسطيني اسرائيلي الى فلسطيني فلسطيني فقوض بذلك الأمل في استعادة وحدة الصف الوطني وساهم في ازدياد المساهمه في تشديد الإجراءات الإسرائيليه الهادفه الى استمرار اعاقة انهاء الإنقسام لأنه يخدم سياستها،ثم نشوء القطط السمان بعد الإنقسام وهؤلاء ليسوا معنيين في انهائه.
ومن المصائب الكبرى التى تحل بنا ان لا تقوم القيادات السياسيه بمراجعة دوريه لمجمل سياساتها التى لعبت دورا في تدمير قضيتنا والتخريب عليها ليبقوا متربعين على كرسي القياده،خلاصة القول ان قياداتنا مسؤوله قبل الإحتلال عن استمرار الاحتلال وعدم تمكن شعبنا من الإنتصار عليه بفعل سوء ادارة الصراع معه والمسؤول طبعا هي القيادات السياسيه التى لا تعد الواقع الا لخدمة استمرار وجدودها على رأس التنظيمات والفصائل والسلطه.
وقضية اساسيه كانت ولا زالت تعتمدها القيادة السياسيه تمثلت في استمرار المراهنه على امريكا وعلى حلفاءها في المنطقه السعوديه وغيرها من دول الخليج ومن الدول المطيعه لامريكا،مما ساهم في اضعاف موقفنا السياسي واضعاف قضيتنا،خاصه انهم اعتبروا مثلما اعتبر السادات بعد حرب اكتوبر ان (99%) من اوراق الحل في يد امريكا،وكانت النتيجه التى لم يدركها هؤلاء ان امريكا طرفا في المشكله ولسيت طرفا في الحل.
ومن اكثر المسائل صعوبة اهمال دور الشعب الفلسطيني واستبدال دوره المفاوضات باعتبارها الطريق الوحيد لتحصيل حقوق الشعب الفلسطيني،فاعتماد هؤلاء طريقا وحيدا طريق المفاوضات سلخ عنها اسلحة القوه التى كان عليها التسلح بها،وهي الشعب الفلسطيني والمقاومة الشعبيه طريقا كفاحيا لشعبنا.
كل ذلك لعب دورا مهما في اضعاف قضيتنا وورجحت كفة الإحتلال علينا ولذلك كان الإستيطان متسارعا جدا واجراءات تعسفيه مورست على شعبنا بفعل كل ما سبق لأن سياسة قيادتنا لم تعتمد المواجهه كاسلوب حياة ولم تقم بتقيم ومراجعة نهجها ومجمل اضراره حتى تغير سياستها ومواقفها وتتسلح بشعبنا وتبحث عن حليف عربي ودولي غير الذين اعتمدت عليهم،ولذلك وصلنا الى مرحلة صعبة من حياة قضيتنا وشعبنا،المسؤول عنها هي القيادة السياسيه وكافة الأحزاب السياسيه التى قبلت على نفسها ان تكون شاهد على كل شي..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قصف مستمر على مناطق عدة في قطاع غزة وسط تلويح إسرائيلي بعملي


.. عقب نشر القسام فيديو لمحتجز إسرائيلي.. غضب ومظاهرات أمام منز




.. الخارجية الأمريكية: اطلعنا على التقارير بشأن اكتشاف مقبرة جم


.. مكافأة قدرها 10 ملايين دولار عرضتها واشنطن على رأس 4 هاكرز إ




.. لمنع وقوع -حوادث مأساوية-.. ولاية أميركية تقرّ تسليح المعلمي