الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تزوير نتائج الانتخابات واليسار العراقي

وليد يوسف عطو

2018 / 5 / 26
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


تزوير نتائج الانتخابات واليسار العراقي

( 1 ) :( المقرات الحزبية تشبه قوقعة الحلزون تفضي الى الانعزال والانغلاق على الذات وتمنع التفاعل مع المجتمع )

(2 ) : استخدمت المفوضية العليا للانتخابات اجهزة العد والفرز الالكترونية , ورغم ذلك تم تاجيل الاعلان عن نتائج الانتخابات البرلمانية في العراق لبضعة ايام , كانت كافية لتزوير نتائج الانتخابات لحساب الكتل الكبيرة ولصالح دول الجوار والقوى الدولية .

لقد كانت فضيحة الفضائح هي نتائج الانتخابات في كركوك والسليمانية وفي انتخابات عراقيي الخارج.اظهرت الانتخابات عدم نزاهة مفوضية الانتخابات وعدم استقلاليتها وعدم حياديتها.في الكثير من المراكز الانتخابية والمحطات تم اجبار الناخبين على انتخاب قائمة بعينها واشخاص محددين من داخل القائمة .كما تم تزوير استمارة الاميين من الناخبين وهم يمثلون نسبة 40 % من نسبة السكان في العراق .بالاضافة الى طرق اخرى في التزوير .

لقد اخذت على عاتقها بعض المجموعات المقاطعة للانتخابات على اتخاذ الاجراءات القانونية للطعن في نتائج الانتخابات وعند رد الطعون سيتم رفع القضية الى الهيئات القضائية الدولية.

مهزلة المثقف السياسي

اثبتت الحملات الانتخابية تفاهة الكثير من الاعلاميين والصحفيين من كلا الجنسين , حيث تم وصف الاغلبية الساحقة من السكان الذين قاطعوا الانتخابات بكلمات سوقية وبذيئة مثل :
(مضغوطون ,منتفخون ),بينما عبر السيد مقتدى الصدر عن شكره للمقاطعين لانهم لم ينتخبوا الفاسدين ,لاحظوا الفرق بين الموقفين .

ان اليساريين , وخصوصا الحزبيين منهم مصابون بمرض صناعة الاوهام وتصديقها , كذلك اصابتهم بمرض اصاب ذاكرتهم بالعطب وجعلهم يقومون بتكرار نفس الاخطاء التاريخية ,بينما المثل يقول (لايلدغ المؤمن من جحره مرتين ).لقد تصور كل طرف من اطراف اليسار العراقي من المؤيدين للانتخابات ومن المقاطعين لها انهم يمتلكون الحقيقة المطلقة .

يصف الحزبيون والمؤدلجون المقاطعون للانتخابات الاطراف الاطراف الاخرى بكلمات بشعة وقاسية مثل :عملاء ,خونة ,ماجورون ... الخ .. بينما يصف الطرف الموالي للانتخابات نفسه وحزبه وقائمته الانتخابية باوصاف الديمقراطية والتعددية , وهم لايطيقون الاختلاف في الراي داخل الحزب الواحد.

حركة الانقسامات داخل الحزب الواحد لازالت مستمرة حتى هذه اللحظة .ان اليساريين الذين دخلوا الانتخابات وصفوا المقاطعين لها بابشع الاوصاف وهم يقصدون اجبار الناس على المشاركة في الانتخابات وعلى انتخاب قائمة بعينها .ان المؤيدين للانتخابات والمعارضين لها يعملون وفق سياسة الفعل وردالفعل ولا يقدمون برامج جدية لتغيير الواقع , وكل كتاباتهم تبقى مجرد شعارات .

لقد تم رفض استخدام البطاقات الانتخابية الالكترونية القديمة رغم تحديث الناخبين لها , بينما القسم الاخر من المواطنين قاموا بالانتخاب عن طريق البطاقات الانتخابية الالكترونية القديمة دون تحديثها وبصموا بعد تغطيس اصبعهم في الحبر البنفسجي .وبذلك اصبح هنالك مجال واسع للتلاعب في النتائج .

كتبت جريدة المدى في عددها الصادر يوم الثلاثاء 22 – 5- 2018 عن اتلاف سبعة ملايين ورقة انتخابية من اصل عشرة ملايين ورقة .كان الافضل لليسار العراقي المشاركة في الانتخابات في قائمة ديمقراطية ويسارية وعلمانية وليبرالية واحدة , وكان يمكن الحصول على مقاعد اكثر في هذه الحالة .

تحويل المثقف السياسي الى مرتزق وتحويل المقرات الحزبية الى مقاهي

لقد تحول المثقف الحزبي والذي يكتب لصالح جهة معينة الى مرتزق لصالح الممولين له.لقد تحول المناضلون والثوريون الى موظفين وافندية بيروقراطيين .ان عقلية الحزبي اليساري هي عقلية القطيع , فكل من هو داخل دائرة الحزب هو مناضل وثوري ونقي وتقدمي .وكل من هو خارج الدائرة هو عميل , رجعي ,خائن .ان الثورة الرقمية وشبكات التواصل الاجتماعي اتاحت للمتصيدين بالماء العكر المجال لشتم المعارضين لهم وهم يحولون اوهامهم الى حقائق مطلقة في العالم الافتراضي .الكثير منهم يكتبون بحسب سطوة واغراء المال السياسي والجهة التي تمولهم .

المقرات الحزبية تشبه قوقعة الحلزون تفضي الى الانعزال والانغلاق على الذات وتمنع التفاعل مع المجتمع .لم يستفد اليساريون من مدرسة فرويد للتحليل النفسي ومن مدرسة غوستاف لوبون في علم النفس الاجتماعي .من يكتب من اليساريين في علم النفس يخضع هذا العلم للاهواء السياسية.

اذا اخرجنا المفكر وعالم الاجتماع الدكتور فالح عبد الجبار جانبا والذي مزج بين علم الاجتماع والسياسة ,فاننا لانجد عالم اجتماع عراقي يكتب وفق مناهج حديثة واستبيانات . كل الذين كتبوا ساروا على نهج عالم الاجتماع العراقي الدكتور علي الوردي .
ختاما اقول ان فكرة ارتزاق السياسي عن طريق المال مقابل نضاله يؤدي الى تحويله الى مجرد مرتزق ! .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مرتزق
عدلي جندي ( 2018 / 5 / 26 - 17:41 )
الوصف الغربي
مؤلفة جيوبهم (قلوبهم) الوصف الشرقي
في الغرب المرتزق منبوذ
في الشرق المرتزق مرزوق
النفق لا يزال طويل دون بادرة شعاع
و
هل هي مؤامرة الغرب أيضا...!!!؟
تحياتي


2 - الاستاذ عدلي جندي المحترم
وليد يوسف عطو ( 2018 / 5 / 26 - 19:27 )
شكرا على حضورك المتجدد واضافتك الى اصل المقال

نعم مثلما تفضلتم لقد تحول الثوريون الى مافيات اي ثورجية بزنز

العمل مقابل ثمن

ختاما تقدم وافر مودتي وتقديري


3 - التزوير
على سالم ( 2018 / 5 / 26 - 21:16 )
استاذ وليد هذه هى الحقيقه شئنا ام ابينا , التزوير والغش والكذب والفساد هى سمه البدو العربان الانجاس على مر القرون منذ ان ظهور ابن ابى كبشه الى وقتنا هذا , نعم هذا محزن جدا ومؤسف


4 - الاستاذعلي سالم المحترم
وليد يوسف عطو ( 2018 / 5 / 27 - 00:07 )
اهلا بك في بيتك الثقافي والمعرفي

نعم هي الحقيقة شئنا ام ابينا

شاكرا لكم حسن المتابعة وحسن الحوار

ختاما لكم مني وافر الود والتقدير

اخر الافلام

.. مساعدات بملياري دولار للسودان خلال مؤتمر باريس.. ودعوات لوقف


.. العثور على حقيبة أحد التلاميذ الذين حاصرتهم السيول الجارفة ب




.. كيربي: إيران هُزمت ولم تحقق أهدافها وإسرائيل والتحالف دمروا


.. الاحتلال يستهدف 3 بينهم طفلان بمُسيرة بالنصيرات في غزة




.. تفاصيل محاولة اغتيال سلمان رشدي