الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سيبقى الحزب الشيوعي العراقي شوكة في عيون أعداء الشعب والوطن!

كاظم حبيب
(Kadhim Habib)

2018 / 5 / 26
مواضيع وابحاث سياسية


قبل أشهر قليلة أحتفل الحزب الشيوعي العراقي بعيد ميلاده الرابع والثمانين، وسيبقى يشعل شموع ميلاده المتجدد عقوداً وعقوداً قادمة، وفي أجواء يناضل من أجلها، من أجل سيادة الشعار الذي رفعه ونادى به سكرتير عام الحزب الشيوعي العراق للعراق وشعبه، الرفيق فهد، "وطن حر وشعب سعيد"، هذا الشعار الذي أرّق ويؤرّق دوماً كل أعداء الشعب والوطن منذ ولادة الحزب، بل ومنذ أن تشكلت أولى الخلايا الشيوعية بالبصرة والناصرية في العام 1929، ومنذ أن أصدر فهد بيانه الأول في 13 كانون الأول/ديسمبر عام 1932 حاملاً "شعار المطرقة والمنجل، ويا عمال العالم اتحدوا، ويعيش اتحاد جمهوريات عمال وفلاحي البلاد العربية"، ثم وقع البيان باسم "عامل شيوعي" وتم تعليق البيان في 18 مكاناً بالناصرية.
لقد واجه الحزب عنت واضطهاد وقمع الحكومات المتعاقبة. ففي حينها لم تتحمل الحكومة الملكية القومية الشوفينية حينذاك، حكومة ناجي شوكت الأولى، التي تشكلت في تشرين الأول 1932 واستقالت في اذار/مارس 1933، هذا البيان ونشاط الخلايا الشيوعية وفهد بالناصرية، فاشتكت لدى الشخصية الوطنية والاجتماعية المعروفة ورئيس الحزب الوطني محمد جعفر أبو التمن بأن مساعد رئيس فرع الحزب في الناصرية شخص "هدام"، والمقصود هنا فهد، فرد عليهم أبو التمن بكلمة جديرة بالتذكير لمن لا يتحلى بالوطنية وحب الشعب، إذ قال إنه ليس هداماً، بل انه بناء يحاول ان يبني مع الفلاحين والضعفاء حياة سعيدة للناس وانني اعضده بما املك من طاقة". وحين تشكلت حكومة رشيد عالي الگيلاني الأولى بادرت إلى اعتقال فهد بالناصرية في العشرين من شباط/فبراير 1933 وقدمته إلى المحاكمة، فكان أول مواطن عراقي يدافع عن الشيوعية ويعترف بأنه شيوعي امام المحاكم، حيث أعلن في المحكمة أمام القاضي والحاضرين "انا شيوعي وهذا معتقدي". وأطلق سراحه بتدخل من الزعيم جعفر ابو التمن، إذ لم يكن قد صدر حينذاك قانون تحريم الشيوعية السيئ الصيت، بل صدر في العام 1938، وفق المادة (89 أ) من ق. ع. ب. والذي نص على ما يلي: نحن ملك العراق وبموافقة مجلس الأعيان والنواب أمرنا بوضع القانون الآتي :- مادة 1، 1- يعاقب بالأشغال الشاقة أو الحبس مدة لا تزيد على سبع سنين أو بالغرامة أو بهما كل من حبذ أو روج بإحدى وسائل النشر المنصوص عليها في المادة 78 من هذا الـ (القانون) أيا من المذاهب الاشتراكية البلشفية الشيوعية والإباحية وما يماثلها التي ترمي إلى تغيير نظام الحكم والمبادئ والأوضاع الأساسية للهيئة الاجتماعية المضمونة بـ (القانون) الأساسي". وكان نص القانون ضد مضمون الدستور العراقي لعام 1925!!
لقد جرب النظام الملكي وجرب القوميون والبعثيون في العام 1963، ومن ثم البعثيون في العام 1970/1971 وفي 1978، والسنوات اللاحقة إلى حين إسقاطهم، تصفية الحزب الشيوعي العراقي باعتقال وسجن وقتل قياداته وكوادره والآلاف من أعضاء وأصدقاء ومؤيدي الحزب، ولكنهم جميعهم فشلوا في ذلك فشلاً ذريعاً، بل انتهوا إلى قير وبئس المصير، في حين لا يزال الحزب الشيوعي وسيبقى صامداً رافعاً راية النضال في سبيل الدولة المدنية الديمقراطية العلمانية، الدولة الحديثة، بوجه كل أعداء الشعب والوطن، أعداء الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان، أعداء حقوق القوميات والأمن والسلام والعدالة الاجتماعية بالعراق.
وخلال الأعوام المنصرمة، ومنذ قيام النظام السياسي الطائفي والشوفيني في أعقاب إسقاط الدكتاتورية البعثية الغاشمة، حاول هؤلاء الأوباش أعداء الشعب والوطن من جديد الاعتداء على الحزب ومقراته واغتيال العديد من خيرة كوادره ورفاقه محمين بغطاء المتنفذين في السلطة وخارجها، ومنهم على سبيل المثال لا الحصر، الرفيق الشهيد سعدون (وضاح حسن عبد الأمير) والرفيق الشهيد كامل عبد الله شياع، إضافة إلى عمليات تدمير وتخريب واغتيال جرت على أيدي هؤلاء الأوباش ضد كل الشعب العراقي.
وفي مساء 25/05/2018 "تعرض مقر الحزب الشيوعي العراقي في شارع الأندلس بوسط بغداد إلى عدوان آثم بعبوة محلية الصنع ألقيت في حديقة المقر، من دون أن توقع خسائر بشرية، عدا بعض الاضرار المادية جراء الانفجار"، كما جاء في تصريح للمكتب السياسي للحزب. إن هذا العمل الجبان لم يكن بهدف قتل بعض الشيوعين فحسب، بل وبالأساس بهدف الترويع وإشاعة الخوف من العمل مع الحزب، بعد أن برز نشاط الحزب ورفاقه وأصدقاء الحزب بشكل واسع قبل وأثناء فترة الانتخابات العامة الأخيرة، رغم إمكانيات الحزب المالية الشحيحة.
لم يكف من قام بهذا العمل ومن يقف وراءه بما فعلوه بالعراق خلال الأعوام المنصرمة من قتل وتدمير وترويع ونزوح وتهجير للسكان الآمنين، ولم يكفهم ما مارسوه من فساد هائل وتفريط كبير بأموال الشعب ونهب خيراته وتجويع النسبة العظمى من بنات وأبناء الشعب، ولم يكفهم بسبب تلك السياسات الغادرة والطائفية حتى النخاع، السماح باجتياح العراق وما فعله التكفيريون بأتباع الديانات والمذاهب بنينوى، من مسيحيين وإيزيديين وشبك وتركمان ومسلمين مخالفين لنهج التكفيريين، وضد أبناء وبنات بقية محافظات العراق الغربية، لم يكفهم جعل العراق واحداً من أكثر الدول فساداً ورثاثة وإرهاباً، بل هم يحاولون اليوم إشعال الفتنة من جديد والبدء بعمليات تستهدف نشر الفوضى والعبث بأمن المواطنات والمواطنين وتوفير فرصة فرض الوضع الذي يريدونه، خشية من أي تغيير أو إصلاح جذري يسعى إليه الشعب.
لن تستطيعوا النيل من الحزب الشيوعي العراقي ومن الشعب، ولن ترعبوه أيها الجبناء، يا من تعملون في الظلام كالخفافيش، رغم انكم مسندون داخلياً وإقليمياً، لا تملكون القدرة والكفاءة على مقارعة الحجة بالحجة، بل ديدنكم هو ديدن الفاشيين في كل مكان وزمان، الحقد والكراهية وممارسة الإرهاب والعنف وإشاعة الفوضى بالبلاد، ليحلوا لكم نهب البلاد وإملاء جيوبكم بالسحت الحرام!!! خسئتم يا من يحق لنا القول عنكم "عادت حليمة إلى عادتها القديمة، فبئس العودة وبئيس المصير!
26/05/2018








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - شيوعي
طلال السوري ( 2018 / 5 / 26 - 23:37 )
لم تستطع تحمل الحقائق البسيطة العارية--- رغم رحلة العمر الطويلة


2 - لم الغ تعليقك
د. كاظم حبيب ( 2018 / 5 / 27 - 08:52 )
لم الغ تعليقك شخصياً رغم العداء المكشوف للحزب الشيوعي العراقي فمن حقك أن تكتب ما تشاء شريطةألا تخرج عن القواعد التي يلتزم بها الوقع ويبدو أنك خرجت عنها ومن حقهم ذلك، كم أتمنى عليك أن تكون منصفاً، ولكن العدو لا يمكن أن يكون منصفاً ويبدو إن الحزب يشكل شوكة في عينيك مع الأسف الشديد، التي أرجو لها السلامة.


3 - شوكة في عين الوطن!
طلال السوري ( 2018 / 5 / 27 - 14:26 )
تأسست أول دولة عراقية عام 1921 بعد معاناة طويلة وقاسية تحت الحكم العثماني - تأسس الحزب الشيوعي سنة 1934 وطالب بإسقاط الدولة ولم يمضي عليها 13 عاما لإقامة دولة البروليتاريا!! ورفع شعار وطن حر وشعب سعيد وقام بتبني العنف الثوري والكفاح المسلح كوسيلة لاستلام السلطة - حرض على العنف كثيرا ثم تحالف مع البعث عام 1957 لاسقاط الدولة- ساهم بقتل العائلة المالكة على الطريقة البلشفية 1958- اول من حث علانية على قتل المعارضين السياسيين حلفاء الأمس -اعدمهم الليلة لا تقول ماعندي وقت - اشترك في تشكيل ميليشيا مسلحة -المقاومة الشعبية- وكذلك ايد وصفق لمحكمة عسكرية سلطوية -محكمة الشعب- للتنكيل بالخصوم السياسيين، قام البعث بتقليد المؤسستين السلطوية فأسس -الحرس القومي- ومحكمة الثورة- ونكل بخصومه السياسيين. اشترك الحزب الشيوعي في احداث الموصل وكركوك، ورغم مجازر شباط 1963 عاد للتحالف مع البعث في سلطة لا وطنية ولا شرعية وزكى البعث وصدام شخصيا كحزب قائد ومكنه من التحكم في رقاب العراقيين مقابل بعض المناصب وحفنة من الدولارات ثم شارك في الحكم تحت الاحتلال الامريكي...حتى وصل الامر الى وطن ممزق وشعب تعيس


4 - دع القارئ يحكم
طلال السوري ( 2018 / 5 / 27 - 14:28 )
انا لا اعطي رأي فقط اسطر الحقائق

اخر الافلام

.. آثار القصف الإسرائيلي على بلدة عيترون جنوبي لبنان


.. ما طبيعة القاعدة العسكرية التي استهدفت في محافظة بابل العراق




.. اللحظات الأولى بعد قصف الاحتلال الإسرائيلي منزلا في حي السلط


.. مصادر أمنية عراقية: 3 جرحى في قصف استهدف مواقع للحشد الشعبي




.. شهداء ومفقودون في قصف إسرائيلي دمر منزلا شمال غربي غزة