الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نهاية عصر القمامة

جعفر المظفر

2018 / 5 / 27
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


نهاية عصر القمامة
ــــــــــــــــــــــــــ
جعفر المظفر

لنترك ما قاله فائق الشيخ علي, النائب في البرلمان العراقي, عن رجل الدين السياسي الذي يهيمن على إقطاعية الكرادة وتستوفي عصابته ضرائبها من الخانات والحانات وأماكن الدعا ... وَلِنظن أن وريث العصمة قد قرر أن لا يرد ولو بحرف على إبن الشيخ الذي إعتاد الناس عليه وهو يمارس هواية سلق الخصوم على لسان من جَمْر.
ثم لنصدق ما قاله الشاب المعمم حول حياة الزهد التي يعيشها وكيف ان وارده الشهري يكاد لا يكفيه ولو لمنتصف الشهر, الذي يذكرنا بالمقالة التي كتبها عدي صدام حسين والذي ذكر فيها كيف أنه أضاع بطاقة الحصة التموينية الخاصة بعائلته والتي إضطرته للوقوف في الصف مع الفقراء العراقيين للحصول على البدل الضائع !.
لنترك ما قاله الشيخ, رغم ان كلمة واحدة من سيل الكلمات التي قالها فائق الشيخ علي, لو أنها قيلت بحق مسؤول أوروبي "كافر" لرايناه يبحث عن أول "بَنْكَه" ليعلق جسده, حتى يريح ويرتاح.
وإذ نحن إعتقدنا أن المعمم سوف يبقى نائما في العسل, وأن كلام إبن الشيخ هو هواء في شبك, فإن الذي سيطرق رؤوسنا بأكف حديدية هو التاريخ نفسه الذي يقول لنا إن زمن الدين السياسي وأهله سائر إلى نهاية حتما, وإن هذه النهاية لا شك ستكون ثمنا مجزٍ لإرهاصات عصر القُمامة ونكباته.
وأجزم أن الإعتقاد بوجود منظور لنهاية كهذه لا يأتي من باب الفنتازيا أو هو خليط من أحلام اليقظة, مع رَشَّة أوهام بنكهة الفراولة, وإنما هي نتيجة طبيعية متوقع أن يؤسس لها رد الفعل القائم على الدهشة والإكتشاف.
هناك الدهشة أولا. كثير منا لم يكن يتصور أن رجل الدين, النقي التقي الورع, والمؤمن الأمين المؤتمن, يطلع كاذبا وسارقا ومخادعا, وإن عمامته السوداء أو البيضاء ليست غير ستارة مسرح تحاول أن تخفي عن الأنظار سراديبا مليئة بالعقارب السامة.
أما الإكتشاف فهو ما يجعلنا نرى أن تاريخنا وثقافتنا وعقائدنا, أدياننا ومذاهبنا وطوائفنا, كلها الآن تخضع أو يجب أن تخضع إلى قانون إعادة التكوين, وحتى أن بعض ما فيها, لا بل والكثير مما هو فيها, يجب ان يخضع لقانون الشطب والإلغاء .
بالتأكيد لن يكون الأمر بهذه السهولة, لكن ما جرى خلال الخمسة عشر سنة الأخيرة جعلنا نكتشف إلى حد الدهشة أن كثيرا من القوانين التي تتحكم بحياتنا اليومية هي ليست من صنع السماء وإنما من صنع الذين يدعون أن لهم صلة بها.
إن هؤلاء قد أفلحوا بعد قرون وقرون أن يحلوا محل الله الحقيقي ويكونوا بدلاء عنه.
وربما قد صار علينا أن نبحث عن الله الحقيقي في غير الأمكنة التي يتواجدون فيها.
إن خمسة عشر سنة ليست بالفترة الطويلة في عمر الأمم والشعوب. لكن هذه الحفنة القليلة من السنين قد جعلتنا نرى ما كنا نعجز عن رؤيته.
لقد ألقينا القبض على رجل الدين ذاك بالجرم المشهود.
لقد رأيناه ذباحا وقاتلا إرهابيا بإسم الله, ورأيناه على الجهة الأخرى كاذبا ومخادعا ولصا بإمتياز.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الافندي وابو عمامه....وبداية عصر القمامه
صلاح البغدادي ( 2018 / 5 / 27 - 19:06 )
كل العقائد
قامت تندد باللصوص
ثم انتهت عجبا الى ايدي اللصوص
اوزير...بوذا...كونفوشيوس
زرادشت...عيسى وموسى
وكم تطول القائمه...
ستجيء الالاف العقائد وتموت الالاف العقائد
وتبقى هذي الارض ملآ باللصوص
....................
كان هذا مقطع من قصيدة لنجيب سرور
اتدري استاذ جعفر ماهو اخر قرار اتخذه مجلس النواب الحالي
(يحق لعضو مجلس النواب الذي لم يكمل 15 سنه خدمه،ان يدفع الاستقطاعات التقاعديه للباقي من ال 15 سنه ويآخذ راتب تقاعدي كامل)
بمعنى لوكانت لديك خدمه في مجلس النواب 4 سنوات فبامكانك دفع الاستقطاعات التقاعديه ل 11سنه وتآخذ راتب تقاعدي كامل وما ادراك ماهو الراتب التقاعدي للنائب
في حين لايحق ذلك لاي عراقي ...الا ان يكمل 15 سنه خدمه وعمره لا يقل عن ال 50 سنه
لقد شرع مجلس النواب قانون للسرقه سيمتد للاجيال القادمه
وقد وافق جميع النواب وبالاجماع على ذلك الافندي والشيوعي وابو عمامه
بالرغم من كل الضيم خلال ال 15 سنه الماضيه الا اننا لازلنا في بداية عصر القمامه
والقادم اسوآ
وشكرا


2 - رجال الدين
Muwaffak Haddadin ( 2018 / 5 / 27 - 21:13 )
أطل علينا يا دكتور المظفر قلمك بالجواهر المعهودة
أما من تناولتهم بقلمك فهم الحثالة الذين سينبذها المواطنون الشرفاء الذين سيستلمون المسؤولية عاجلا أو اجلا


3 - تاريخ طويل من اللصوصية المقدسة
محمد البدري ( 2018 / 5 / 28 - 00:03 )
طالما العروبة هوية والاسلام دينا فلا امل في شئ اطلاقا.
تحياتي للفاضل جعفر المظفر وللمعلقين صلاح البغدادي Muwaffak Haddadin


4 - من اهداف
د.قاسم الجلبي ( 2018 / 5 / 28 - 11:35 )
الاخ جعفر , من اهداف قائمة سائرون هي ايقاف جميع التقاعدات التي استحوذا عليها اعضاء مجلس النواب الحالي والسابقون , مع استعادة جميع الاموال المسروقة من افواه الجياع, مع تقليص الرواتب لاعضائه الجدد وتقليص المكافئات والحراس لهم, هذا ما اعلنته كتلة سائرون بالاضافة الى ابراز الهوية العراقية وعبور الطائفية , واذا لم تتحق الكتلة الآكبر في هذه الانتخابات سيكونون في المعارضة الحقيقية فيه , وفي حالة رجوع اصحاب النوايا السيئة واعادة الاصطفاف الطائفي والنهب والسرقة فان هوؤلاء الطائفيون سوف لم يتمكنوا من الآستمرار في حكمهم ليجابهوا العديد من الآعتصامات والمظاهرات السلمية حتى اسقاطهم وبدون رجعة وغير مأسوف عليهم , نأمل ان تتحقق أمال الشعب العراقي بعد مرور اكثر من 15 سنة عجاف , مع التقدير قاسم الجلبي


5 - ... نريدك والله نريدك
علي التوبي ( 2018 / 5 / 28 - 23:28 )
بماذا يعلق الاستاذ والباحث جعفر المظفر على حدث حصل قبل ايام حيث نهض أبناء عشيرة العاجيب احدى عشائر بني حجيم العربيه الاصيله التي تغطي محافظة المثنى بأهزوجتهم ... خلك بعثي أو وي صدام نريدك والله نريدك ردا على اجتثاث المرشح سعران الاعاجيبي والذي حصل على أعلى الاصوات بعد ان تراجعت المفوضية تحت ضغط الشارع في السماوة ... تهمني رؤيتك التحليليه استاذي الفاضل ... مع التحية

اخر الافلام

.. الشرطة الأمريكية تعتقل عشرات اليهود الداعمين لغزة في نيويورك


.. عقيل عباس: حماس والإخوان يريدون إنهاء اتفاقات السلام بين إسر




.. 90-Al-Baqarah


.. مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى وسلطات الاحتلال تغلق ا




.. المقاومة الإسلامية في لبنان تكثف من عملياتهاعلى جبهة الإسناد