الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفاسدون يشهرون إفلاسهم السياسي

مرتضى عبد الحميد

2018 / 5 / 28
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق



الفاسدون لا ينقصهم الذكاء، لكنه الذكاء المنقوع بمياه الصرف الصحي، ومسحوق الخبث والحقد على كل الشرفاء في العراق، وبالتالي فهو والغباء سواء، بل أسوأ من الغباء بكثير.
مبكراً أنتبه لصوص المال العام وفاقدو الضمير إلى خطورة مشروع "سائرون" الوطني على مصير امتيازاتهم وفسادهم، وحلفهم غير المقدس، فبدؤا بمحاربته وفق خطة مبرمجة، وأساليب غاية في الدناءة، وكان أول الغيث التصدي للحراك الجماهيري الذي أنطلق في شباط 2011 على خلفية الفشل الذريع للدولة ومؤسساتها في جميع الميادين السياسية و الاقتصادية – الاجتماعية والأمنية، ومارسوا البلطجة تجاه المشاركين فيه، من أجل كسر معنوياتهم وسلب إرادتهم، لكنهم تفاجئوا بتجدده في منتصف عام 2015، بتنظيم أفضل، ومشاركة أوسع من السابق، و تجذر في الشعارات، فألتحق بمسيرته الظافرة ألآلاف من المحتجين الوطنين والمدنيين الديمقراطيين والإسلاميين المعتدلين، ليتحول في المطاف الأخير إلى حاضنة لاصطفافات وائتلافات جديدة، عابرة للطوائف وعازمة على استعادة الهوية الوطنية، وبناء دولة القانون والمؤسسات، البديل الموضوعي والنقيض لدولة الرجل المريض.
قبل أنبثاق "سائرون" من رحم الحراك الجماهيري، عمل رجال الصدفة على بث الشائعات الهادفة إلى دق اسفين بين المدنيين والإسلاميين، واستلوا من ترسانة العداء للشيوعية، دعايات مهترئة اهتراء أحذية المتسولين، لإيقاف عقارب الساعة والحيلولة دون التقائها في تحالف "سائرون" بأعتباره المعول الذي سيهدم البيت على رؤوسهم، ويشعل ذبالات الأمل من جديد في صدور العراقيين، وينهي حقبة تلونت بألوان العتمة والانهيار.
ولكي يثبتوا أنهم من رموز الخسة وعدم الوفاء للوطن، استعانوا بالأجنبي ليصب الزيت على النار ويزيدها اضطراماً، بأدعائه أنهم لن يسمحوا للشيوعيين والليبراليين بالعودة إلى السلطة، وكأنهم كانوا الحاكمين لفترة ما بعد "صدام حسين".
لقد شخصت عبقرية "ماركس" منذ (150) عاماً أو يزيد، أن الرأسمالي أذا بلغت أرباحه 100% لا يتورع عن القتل وارتكاب بالجرائم، أما إذا بلغت 300% فهو على استعداد لان يبيد شعوباً بكاملها! فما بالك بأناس كان أغلبهم يعيش على فتات المساعدات الاجتماعية في دول المهجر، أو لا يسد الرمق إلا بشق الأنفس، وفي غفلة من الزمن وجدوا أنفسهم، يعومون في بحر من الثروات وان كان مصدرها السُحت الحرام.
وجاءت نتيجة الانتخابات، صادمة للبعض من هؤلاء، لا سيما وأن "سائرون" تصدر المشهدين الانتخابي والسياسي، وبات لاعباً رئيساً في تشكيل الحكومة الجديدة، كما أن غالبية القوائم والكتل تخطب وده وتريد التحالف معه، مقابل عزلة تتفاقم يوما بعد أخر، للمتشبثين بالسلطة، المصرين على عرقلة المشروع الوطني بشتى الطرق والوسائل حتى اللاأخلاقية والإجرامية، وأخرها التفجير الذي استهدف مقر الحزب الشيوعي العراقي في ساحة الأندلس مساء الجمعة الخامس والعشرين من هذا الشهر.
كان مردود التفجير عكسيا، وبالضد من أهداف القائمين به، والآمرين بتنفيذه، فلحمة الشيوعيين وسائر قوى "سائرون" ازدادت بمقاييس تدعو إلى الإعجاب وأشاعت الفرح والتفاؤل في النفوس، وأثبتت بما لا يدع مجالا للشك بأن الحزب الشيوعي سائر على السكة الصحيحة، سكة الدفاع عن المصالح الجذرية لكادحي شعبنا وسائر المواطنين، وإلا لما أستهدف من قبل المغرضين والمفلسين سياسياً و أخلاقياً.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وسام قطب بيعمل مقلب في مهاوش ????


.. مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأمريكية: رئيس مجلس ا




.. مكافحة الملاريا: أمل جديد مع اللقاح • فرانس 24 / FRANCE 24


.. رحلة -من العمر- على متن قطار الشرق السريع في تركيا




.. إسرائيل تستعد لشن عمليتها العسكرية في رفح.. وضع إنساني كارثي