الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إجتماعات قوى نداء السودان

سعد محمد عبدالله
- شاعر وكاتب سياسي

2018 / 5 / 29
الثورات والانتفاضات الجماهيرية



نجاح بثلاثة أبعاد - الشكل والمضمون والنتائج.

إنعقد الإجتماع الدوري لقوى نداء السودان بالعاصمة الفرنسية - باريس في الفترة من 23 إلي 28 مايو 2018م بحضور الكتل المكونة لنداء السودان وبمشاركة مبعوثين دوليين، وإنخرط المجتمعين في نقاشات واسعة تناولوا خلالها أهم القضايا التي تشغل الساحة السياسية السودانية بالإضافة لعملية هيكلة وبناء نداء السودان، وقد شاهدنا بالتزامن مع إجتماعات باريس حملة إعلامية إنقاذية هدفها الأساسي يتمحور حول تشويش المشهد العام علي السودانيين وتشتيت إنتباههم بين قضية السودان المطروحة علي منضدة نداء السودان وإلتباسات الإنقسام المتوهم في مواقف كتل نداء السودان، وكانت الأخبار التي أوردتها صحيفة الوطن عن تشكيل وفد مقدمة من قبل الحركة الشعبية بقيادة الرفيق القائد ياسر عرمان للعودة إلي الخرطوم جزء من تلك الحملة المضللة، وقد نفت الحركة الشعبية تلك الأخبار ببيان الناطق الرسمي مبارك أردول، وإستمر إجتماع باريس في مناقشة قضايا السودان، وكنا طوال فترة إنعقاد تلك الجلسات نتابع الوضع العام عن كثب وننتظر مخرجات الإجتماع بأمل وتفائل منقطع النظير، وتكمن أهمية هذه الإجتماعات كونها بزور لبلورة الرؤية السياسية للمعارضة تجاه قضايا الحرب والسلام والتحول الديمقراطي وحسم الجدل حول مسألة الإنتخابات القادمة وإعتماد دستور قوى نداء السودان، وقد نجح إجتماع باريس في تخطي الصعاب وتحقيق ما كنا نتطلع لتحقيقه.

ننظر لإجتماع نداء السودان بثلاثة أبعاد مهمة لنقيم مدى النجاح الذي تحقق ونبني عليه نظرتنا لمستقبل السودان من خلال رؤية نداء السودان، فمن حيث الشكل، خرج الإجتماع بصورة جيدة، وقد أظهر المجتمعين درجات عالية من المسؤلية بتبنيهم سلوك ديمقراطي في مناقشة قضايا شائكة ومعقدة جدا كمسألة الفصل بين الثورة السلمية والمسلحة وإنتخابات 2020م وشروط الحوار مع النظام وسبل الوصول إلي الإصلاح السياسي والإقتصادي وتحقيق السلام والعدالة والديمقراطية مع مخاطبة العالم الخارجي وفق سياسة المصالح المشتركة، وفي ظل تباين وجهات النظر بين مكونات نداء السودان تتطلب هذه القضايا درجة وعي عالية حتى تتم مناقشتها والإتفاق علي نقاط مشتركة يرتضيها الجميع، وقد إستطاع المجتمين إدارة الأوضاع بمسؤلية والإتفاق علي تلك الأجندة.

اما من حيث المضمون، فقد جاء إجتماع باريس والسودان في حالة تدهور عام في وضعه الإنسااني والسياسي والإقتصادي والأمني وإنتشار واسع للفقر والأمراض وإرتفاع نسبة الفساد المالي والإداري وتراجع مريع في العلاقات الدولية، وهناك حاجة ماسة لبناء تحالف إستراتيجي للدفاع عن الحقوق السياسية والمدنية وإيقاف إنتهاكات النظام لحقوق الإنسان، وهذا الإجتماع ناقش وحدة المعارضة بشكل جاد، وقد بعثت رسائل إيجابية للقوى المعارضة سواء في الإجماع الوطني او قوى النازحين واللاجئين التي تم إعتمادها ضمن تحالف نداء السودان بالإضافة لرسائل آخرى للمحيطين الإفريقي والعربي ودول الجوار، وبالإشارة للإجتماع الذي جمع نداء السودان والإجماع الوطني وما خرج عنه من تفاهم ومقارنة بالرسائل التي وردت في صدر البيان الختامي لإجتماع باريس فان مستقبل العمل المعارض يوحي بتقارب المعارضة وإصرارها علي العمل لتحقيق تغيير شامل في السودان، وعلي المجتمع الإقليمي والدولي أن يتحالف مع منصات المستقبل لا مع النظام المتساقط، ومع كل هذا الإعداد لخوض معارك التحرير والتغيير نجد أن المعارضة تنتقل بسلاسة من مرحلة الجمود إلي الحركة، وهذه النقلة ستفتح مسارات جديدة لخلاص السودان من حكم المؤتمر الوطني الذي قضى علي الأخضر واليابس وأدخل البلد في حروب طاحنة ومجاعة عامة وصراعات دولية لا فائدة منها مثل حرب اليمن والتي يجب أن تحل سياسيا لا عسكريا.

نتائج إجتماع نداء السودان في باريس ممتازة جدا، وكنا نتوقعها، ومن المهم أن تعمل كافة الأطراف علي تطويرها وإنزالها علي أرض الواقع، وأهم تلك النتائج إتفاق الأطراف علي دستور نداء السودان وهو واحد من الأسس المهمة وركن أساسي لبناء منصة نداء السودان بالإضافة للنداء الموجه للكتل المعارضة داخل وخارج نداء السودان كخطوة لرص صفوف قوى المعارضة السودانية، كما أن القضايا السياسية والإقتصادية التي تمت مناقشتها والإتفاق علي طرائق حلها تمثل فصل مهم من دفتر السودان، وهذا الإجتماع التاريخي ستكون له أصداء داوية في المحيط العربي والإفريقي وفي الخرطوم أيضا، وكلما خطت المعارضة خطوة إلي الأمام زاد إرتعاب النظام وعاد لعاداتها القديمة والمتجددة وهي الحلول الأمنية التي يراها النظام وسيلته المفضلة لقمع الحراك السياسي والشعبي المعارض لكل أشكال الظلم والقهر والإستبداد، لكن اليوم باتت منصة المعارضة عالية لن يطولها النظام، ومع إرتفاع درجات الحراك الشعبي والسياسي المناهض للفساد والحرب والدكتاتورية سيضيق إحتمال بقاء النظام علي حاله القديم، وهو الآن يعاني التفكك وضيق النظر للواقع، وسيرحل النظام إذا تم إحكام ربط القضايا السودانية ببعضها البعض والمطالبة بحلول شاملة تأخذ البلد إلي الديمقراطية، فربط المعارضة أولا هو أول الطريق إلي التغيير وبناء دولة الحرية والسلام والمواطنة العادلة.

* أخيرا أرسل أجمل التهاني إلي الإمام الصادق المهدي رئيس حزب الأمة القومي ورئيس قوى نداء السودان لتجديد فترة رئاسته لنداء السودان لمدة عام، ونتمنى للإمام الصادق المهدي التوفيق والسداد والنجاح.


سعدد محمد عبدالله
28 مايو - 2018م








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماهر الأحدب: عمليات التجميل لم تكن معروفة وكانت حكرا على الم


.. ما هي غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب؟




.. شرطة نيويورك تعتقل متظاهرين يطالبون بوقف إطلاق النار في غزة


.. الشرطة الأرمينية تطرد المتظاهرين وسياراتهم من الطريق بعد حصا




.. كلمة مشعان البراق عضو المكتب السياسي للحركة التقدمية الكويتي