الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التوراة والقرآن وتشريعات العصرالمُسمى بالجاهلى

طلعت رضوان

2018 / 5 / 29
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني



فى تشريع القرآن للأخذ بالقصاص نصّ على ((وكتبنا عليهم أنّ النفس بالنفس والعين بالعين والأنف بالأنف والأذن بالأذن والسن بالسن)) (المائدة/45) وجاء فى تفسيرتلك الآية معنى قوله سبحانه (كتبنا) أى فى التوراة أى فرضنا عليهم النفس بالنفس. وأنّ العين تفقأ بالعين..إلخ.. والمجنى عليه يقتص بنفسه (أوأحد أقاربه فى حالة القتل) وهذا الحكم وإنْ كــُـتب عليهم (اليهود) فهومقررفى شرعنا، أى فى الإسلام (تفسيرالجلاليْن لسورة المائدة- شركة الشمرلى للطبع والنشر- بتصريح من مشيخة الأزهربرقم330بتاريخ15/7/1979)
وهذا النص القرآنى جاء لتأكيد ما ورد فى التوراة حيث نصت على ((وإنْ حصلتْ أذية تعطى نفسًـا بنفس وعينــًـا بعين وسنــًـا بسن ويدًا بيد ورجلا برجل..إلخ (سفرالخروج- الإصحاح21 من23- 27)
ويلاحظ على الآية القرآنية أنها لم تــُـحـدّد المسئول عن الأخذ بالقصاص، ويرى كثيرمن الفقهاء والمفسرين، أنّ الأمرتــُـرك بما كان يفعله اليهود (المجنى عليه يأخذ حقه بنفسه فى حالة إصابة العين أوالأذن..إلخ) أوأحد أقاربه فى حالة القتل. وأنّ العرف اليهودى انتقل إلى القبائل العربية. وفى تعليقه على ماورد فى القرآن والتوراة، ذكرالمستشارعبدالجواد ياسين أنه ((مع غياب الدولة غاب مفهوم (الحق العام) بالمعنى القانونى. وبرزمفهوم (ولى الدم) الذى عليه أنْ يقتص من القاتل بنفسه، كعرف قبائلى/ عشائرى، لأن عشيرة القتيل كانت تطلب تسليم القاتل إليها لتقتله)) ونظرًا لأنه من تقاليد القبائل أنْ تــُـسليم القاتل لأهل القتيل، يعتبرمن مظاهرالضعف والشعوربالذل، ولذلك ابتدعوا آلية (الدية) التى انتقلتْ إلى الإسلام. وكان على القاتل أنْ يسوق الإبل إلى ساحتهم فيعقلها، ومن هنا جاءت تسمية (الدية بالعقل) كما جاء فى (لسان العرب)
ومن رأى د. ياسين أنّ هذا السلوك لم يكن محل احترام فى العرف القبلى، فكانت النتيجة أنّ القتل (غالبـًـا) يؤدى إلى القتل. وبوجه عام كان هذا العرف هوالقانون السائد بين القبائل العربية المنتشرة وسط شمال الجزيرة، بما فى ذلك القبائل المستقرة فى المدن والطائف ومكة والمدينة، وهوالمحيط المباشرالذى واجهه القرآن. وسرى ذلك- أيضا- على المناطق اليمنية الجنوبية.
وأضاف: من الواضح أنّ القرآن كان يـُـقدم معالجاته الجزائية من داخل هذا السياق العرفى، فهولم ينشىء مفهوم القصاص إنشاءً، بل نقله- كعنوان عام- من حالة العرف القبلى. وظلّ يحيل على هذا العرف فيما يتعلق بأحكامه التفصيلية، التى ستنتقل بمصطلحاتها من العصرالجاهلى إلى الفقه. وبشكل رئيسى أبقى صراحة على (مفهوم ولى الدم) ومفهوم (الدية) كبديل اختيارى للقصاص (الدين والتدين- دارالتنوير للطباعة والنشر- عام2012- من ص174- 176)
وعن العرف فى العصرالذى وصمه الإسلام ب (الجاهلى) فإنّ أمهات كتب التراث العربى/ الإسلامى تشيرإلى أنّ ما كان سائدًا فى (العصرالجاهلى) عن تحريم الجمع بين الأختين فى حالة الزواج، وتحريم زواج امرأة الأب للابن، وأنّ كل هذا أخذ القرآن به. ومعنى ذلك أنّ التشريع القرآنى لم يخرج (فيما نصّ عليه من محرمات الزواج أجمالا) عن نطاق الأعراف السائدة فى جزيرة العرب (قبل الإسلام) فكان (القرآن) وهويخالف العادات المقبولة فى مكة والمدين، كان (فى نفس الوقت) يوافق العرف السائد فى كثيرمن القبائل العربية. أى كان يتبنى خيارًا تشريعيـًـا من موجودات النظام العرفى العام، مثلما ورد فى آية ((ولاتنكحوا ما نكح آباؤكم من النساء إلاّ ما قد سلف إنه كان فاحشة...إلخ (النساء/22)
والأمثلة كثيرة على ما أخذه القرآن من (العصرالجاهلى) مثل أحكام المواريث. وفى هذا الشأن قدم الرازى الكثيرمن الأدلة على ما كان سائدًا قبل الإسلام ونقله القرآن . حيث تبيـّـن أنّ أحكام العرف الجاهلى توافق مع التشريع القرآنى. وفى الخط العام وافقت أحكام التوريث فى القرأن ما جرى عليه العرف الجاهلى (المصدرالسابق- ص242، 243)
***








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - البشرية وحدة متكاملة
ابو محمد ( 2018 / 5 / 29 - 13:36 )
اسمح لي بعرض النقاط التالية
في التوراة او الانجيل او الزبور كله من رب واحد واحنا ما قسمناش يعني؟
ما كان عند العرب وخاصة في مكة من فضائل الاعمال هو من اثر سيدنا اسماعيل وابنائه المقيمين حول الكعبة رمز التوحيد والطاعة والعبادة واضحيات الفداء لله
والكعبة لم تكن صرحا معماريا للفرجة بل مكان تهوي افئدة الناس اليه الراغبين الى الله
برضة الحديث عن اثر نبي واي نبي ابن ابو الانبياء
منذ بداية حياة ادم ونسله على الارض لم تكن عشوائية او ارتجالية بل حياة نبوة واحكام
كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ ۚ-;- وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلَّا الَّذِينَ أُوتُوهُ مِن بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ۖ-;- فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ ۗ-;- وَاللَّهُ يَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَىٰ-;- صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ


2 - الى من يهمه الامر
صباح ابراهيم ( 2018 / 5 / 29 - 19:57 )
محمد لم يأت بجديد في قرآنه ، كل ما جاء به مسروق من توراة اليهود وانجيل المسيحيين و اساطير الاولين و تراث الجاهليين .
ما جاء به محمد هو الغزوات والقتل و السبي و قطع طرق القوافل وسبي النساء و اخذالجزية من اهل الكتاب عنوة وتشريع نكاح النساء مثنى و ثلاث ورباع وما ملكت ايمانكم .
و نصرت بالرعب مسيرة شهر واحلت لي الغنائم .
وهكذا اصبح قاطع الطريق اشرف الانبياء والرسل .


3 - الفرصة الاخيرة
ابو محمد ( 2018 / 5 / 30 - 01:02 )
في ملاحظة يجب ان نعيها في البحوث الدينية السماوية
لا مجال للاتيان بجديد او عبقرية او اختراع او تجديد او استحداث
لان الانسان بتركيبه المادي لم يتغير فعلى اي اساس يتوقع البعض تجهيز منهج مختلف لهذا الثابت
ده يبقى التخلف في البرنامج الاول وهذا مستحيل لان من خلق وصنع ادرى بصنعته
وللذين يقولون ان الاسلام لم يات بجديد اقول ما قلته بالمقدمة
فما جاء به ابراهيم وموسى وعيسى محاكاة لنفس البشر في العهد الذي يليه
فما ياتي بعدهم اكيد من الكتاب نفسه ومن الممنهج نفسه لانه الخالق نفسه
ولما نزل القران على محمد ص قال عو ةجل مصدق لما بين يديه من التوراة والانجيل
وقال لرسوله انك لست بدعا من الرسل من نفس المرسل والمنهج
فلم الغرابة والتكرار ان هذا الكتاب استمرار لما قبله
طيب ما احنا عارفين ونؤكد ذلك
وسبق وان جاء المسيح بمنجله فنجل ما احدثه المضلين من اليهود في التوراة
ليخلصهم من شوائب وكذب احدثوه فيها
وقال
لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأَنْقُضَ النَّامُوسَ أَوِ الأَنْبِيَاءَ. مَا جِئْتُ لأَنْقُضَ بَلْ لأُكَمِّلَ
هذا هو النهج
ولما سيعود بنور الكتاب
للناس لينجل ما احدثه الناس فلياخذ النبيه حذره
هي فرصة اخيرة

اخر الافلام

.. إيهود باراك: إرسال نتنياهو فريق تفاوض لمجرد الاستماع سيفشل ص


.. التهديد بالنووي.. إيران تلوح بمراجعة فتوى خامنئي وإسرائيل تح




.. مباشر من المسجد النبوى.. اللهم حقق امانينا في هذه الساعة


.. عادل نعمان:الأسئلة الدينية بالعصر الحالي محرجة وثاقبة ويجب ا




.. كل يوم - الكاتب عادل نعمان: مش عاوزين إجابة تليفزيونية على س