الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشاعرة ليلى الزيتوني، بين الحب والشبق العشقي ..!

وجدان عبدالعزيز

2018 / 5 / 29
الادب والفن


الحب عاطفة تشبه النهر الرقاق المتدفق بسلام في مجراه، وقد يتفاجأ هذا المجرى بسدٍ ما، فتحاول هذه العاطفة ايجاد طريق اخر لتواصل جريانها، وحينما تتطور عاطفة الحب في اعتقادي وتدخل مرحلة التطور التام تصبح عاطفة معقدة تعقيدا هائلا, ويصبح " الشبق " في أفضل معانيه ليست إلا سوى عنصر منسق بين العديد من العناصر الأخرى، وقد وضع "سنسر" عناصر في تطور الحب هي : الدافع البدني للجنس, والشعور بالجمال, والعاطفة, والإعجاب والاحترام, وحب الاستحسان, والغرور وحب الذات, والشعور بالتملك, وحرية واسعة في التصرف عند غياب الموانع الشخصية, وأخيرا الإفراط في التعاطف والمشاركات الوجدانية، وهذه الامور تؤدي الى انبثاق الهياج العاطفي، وهنا قد ندخل في تعقيدات من خلال تفسيرنا لهذه العاطفة منها : نفسية ـ اجتماعية وبيولوجية وتربوية وثقافية, وبسبب من تنوع المتغيرات المتداخلة فيه وحجم تأثيرها على تشكيل مسحته العامة, إلا أن علم النفس الحديث خطى خطوات جدية لقياس الحب وتوصيفه وتحديد مكوناته الأساسية، فعالم النفس الاميركي " روبرت ستيرنبرغ ", كرس أبحاثه في مجالات: الذكاء والإبداع, أنماط التفكير, صعوبات التعلم, الوظائف العقلية العليا, الحب والكراهية, القيادية, وله نظريات في الذكاء والإبداع والموهبة، ثم توصل الى افتراض ثلاث زوايا للحب على المثلث, كعادة المثلث الهندسي, وهي: الألفة, والعاطفة, والالتزام أو قرار العهد. وإذا توفرت هذه المحتويات الثلاثة بحضور كامل فنحن أمام حالة الحب التام، واركز على العاطفة أو الرغبة أو الشغف: والمقصود هنا هو الرغبة الجنسية أو التواصل بمعناه الجسدي، لكي يكونا الشريكين معا, بما يؤدي إلى الممارسة الجنسية. وتلعب الثقافة الجنسية هنا دورا مميزا لطبيعة الإشباع وصوره, بما يبعث على النشوة والافتتان والعاطفة والجاذبية الطبيعية، التي ركزت عليها قصيدة الشاعرة ليلى الزيتوني (لون عشقي)، او هكذا ارى ايحاءات القصيدة وبث لواعج الحب من خلال العبارات الموحية .. كقولها :
(على حرير الانتظار ثمة ما يكفي من
القهوة ..
على حرير الانتظار لون اخر للشهوة
والباب يكفي لقامتك المنتصبة كرمح
و لمفتاحك المبلل بالزيت
اشمك في رخام العتبات وعطرك يلهث
من احتراق البخور والعنبر
من جسدي المعجون من البن والسحر
اشم حضورك في ارتباك حواسي العشر
أصغي للبن يفور في نبضي و انا كلي ارف
علي حرير الانتظار ثمة ما يكفي
لأتبل القهوة بالهال والزنجبيل
و يكفي ليشتهي نهدي رغوتها لأجن)
ومن خلال موحيات تودوروف في اعتبار النص«ذا طبيعة رمزيّة»، وهذه المؤشرات من شأنها أن تقنعه بضرورة العدول عن المعنى الأوّل للنصّ والبحث عن معانيه الثواني، وعمليّة الانتقال لا يمكن أن تنجز إلا متى جرى الكلام في النصّ على غير المألوف المعتاد، فالنصّ نفسه يبوح بأسراره، يكشف عن طبيعته، يومئ إلى محموله الرمزي. لهذا وجب «التقاط» هذه المؤشرات ورصدها، ثمّ تطويقها داخل النصّ، وموحيات قصيدة(لون عشقي)، هي تطور الحب الى لون العشق الشبقي، فبدل موت العاشقة في النص تمادت في الطمع بالمعشوق الى حد الذوبان فيه، لعلةٍ معينة هي امتصاص المقموعات الاجتماعية وتفريغها في كلمات مشحونة بالانفعال والهياج العاطفي، وهنا تلجأ الشاعرة في لحظاتها الشعرية الى التعويض عن المكبوت، بيد انها في حالة الوعي، تحاول التخفيف وكبح جماح الشبق، كحالة جمالية اكثر عقلانية منها في حالات اللاوعي، اي حالات اللحظة الشعرية في توهجها الاول"لاوعي" .. فقولها : (انا على اهبة التدلي/وانت على اهبة التحليق)، لحظة شعرية توهجية، اما قولها : (ما الذ القهوة ايتها السيده/وجهها المبتهج يدعونا/لنغطس في زحمة الصباح)، لحظات وعي وتوجيه ..


/ قصيدة الشاعرة التونسية ليلى الزيتوني(لون عشقي)








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كل يوم - لقاء في الفن والثقافة والمجتمع مع الكاتب والمنتج د/


.. الفنان أحمد سلامة: الفنان أشرف عبد الغفور لم يرحل ولكنه باقي




.. إيهاب فهمي: الفنان أشرف عبد الغفور رمز من رموز الفن المصري و


.. كل يوم - د. مدحت العدل يوجه رسالة لـ محمد رمضان.. أين أنت من




.. كل يوم - الناقد الرياضي عصام شلتوت لـ خالد أبو بكر: مجلس إدا