الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


«البيت اليهودي» و«المعسكر الصهيوني».. توأمان

جدعون ليفي

2018 / 5 / 30
القضية الفلسطينية


خسارة أن ايتان كابل ليس هو رئيس حزب العمل، لو أنه كان في ذلك المنصب لكان يمكن الإعلان رسميا عن نهايته. ولكن ايضا مقاله ("زملائي، حان الوقت لأن نستيقظ"، هآرتس، 25/5) كان مدهشاً في طرح مواقف حزبه. عملياً، الحزب ليست له مواقف سوى التي طرحها كابل، لذلك يجب أن نشكر عضو الكنيست الجريء: لقد كشف حقيقة حزبه وحقيقة اليسار الصهيوني كله.
في الموضوع الاكثر مصيرية ليس لديه ما يقوله سوى محاكاة مواقف اليمين. التحديث لدى كابل: الامر يتعلق بمواقف اليمين المتطرف. كابل ونفتالي بينيت إخوة، "البيت اليهودي" و"المعسكر الصهيوني" توأمان. لم يعد هناك أي فرق بينهما. العربة الفارغة والملونة لليسار الصهيوني وصلت نهاية طريقها. يوجد على الاقل عضو شجاع، حتى أنه يتفاخر بذلك.
يطرح كابل مبادرة صحوة. ليس سلاما، بل ضم. ليس ضما مثل الذي نعرفه حتى الآن، بل ضم ضخم. لفلسطينيي كابل ليس هناك مكانة وهم ليست لهم حقوق، ولا ماض ولا حاضر أو مستقبل، بل من المشكوك فيه أنهم موجودون. هم بالطبع مذنبون بذلك ولليهود ستكون كل البلاد.
فقط أمر واحد يفزع الاشتراكي – الديمقراطي من رأس العين: أن يكون -لا سمح الله- في الكنيست 30 عضوا عربيا. ليس من اجل هذا هاجر والداه من اليمن؛ شوشانا وافشالون لم يأتيا الى هنا من اجل العيش مع العرب، مثل هؤلاء كان لديهم في اليمن. هما وابنهما يريدون دولة نقية عرقية. ربع اعضاء الكنيست من العرب معناه تحطم حلمهم. بتسلئيل سموتريتش لم يكن ليصوغ ذلك بصورة اكثر عنصرية.
كابل يريد مبادرة، هو يعرف أنه ليس هناك شريك فلسطيني ولن يكون، اذاً هيا نقدم مبادرة، يمكن التفكير بالترانسفير، هذا بدون شك مبادرة، مجرمة مثل الضم وربما أكثر، على الاقل تضمن حلا نهائيا. ولكن كابل لن يكون هناك، ربما قريبا في فروع حزب العمل. في هذه الاثناء كابل مستاء من تقليص الكتل الاستيطانية، الخدعة الكبرى لليسار الصهيوني والتي يوجد عليها كما يبدو اجماع عالمي. ملخص تاريخ الكتل، بالضبط مثل ملخص تاريخ الاستيطان: في البداية تم الحديث عن ضم شرقي القدس. لم يكن بالامكان بدون "حدود آمنة" لذلك تم ضم غور الاردن الى قائمة الحماية، بعد ذلك غوش عصيون الذي لا يتوقف عن التوسع، والذي لا يخطر على البال وجود دولة اسرائيل بدونه. وكيف يمكن أن نحذف معاليه ادوميم التي قامت من اجل قطع الضفة؟ وماذا أيها الاخوة اليهود سيكون بشأن المدينة الجامعية ارئيل؟
كلها تم ضمها الى القائمة ليس بأيدي اليمين بل بأيدي اليسار الصهيوني، راعي اقامة الدولة الفلسطينية، بالتأكيد دولة فلسطينية بين جنين ومخيم جنين. الآن كابل يضم ايضا كرنيه شومرون، وماذا عن شفي شومرون ويتسهار وايتمار؟ رحاليم، وحفات جلعاد؟ لم لا، مصير المستوطنين الذين يعيشون تحت "قانون عسكري" يمزق قلب كابل، اذا لماذا لا يتم ضمها ايضا؟ أليسوا بشرا؟ أليسوا يهودا؟ رجل الضمير كابل يتعاطف دائما مع الضعفاء.
كابل هو من رؤساء معسكر السلام، وهو شبيه باسمه، هو يقترح على الفلسطينيين اجراء مفاوضات معهم في يوم ما، عندما يتصرفون بصورة جيدة. في 1948 فقدوا 88 في المئة من بلادهم، الآن كابل يقسم البقية الباقية ويسرق لنفسه الكتل، هدية للسارق والمستوطن.
كابل اليساري مستعد للتباحث على ما تبقى. تتبدى احتمالية أن يتنازل عن مخيم الفوار للاجئين اذا قامت قيادة فلسطينية مناسبة يأكل قادتها بالسكين والشوكة، فكابل وحزبه سيعرضون عليهم ايضا مخيم العروب، في يوم جميل بشكل خاص. منذ عهد مهاتما غاندي لم يظهر رجل سلام مثل كابل، منذ نلسون مانديلا لم يكن هناك مقاتل من اجل العدالة مثله.
إن دعوة كابل للصحوة هي اسهام مهم للخطاب السياسي: استيقظوا، يا أصدقاء كابل، ليس لديكم شيء تعرضونه، اطلاقا، أنتم يمين وحتى يمين متطرف، الآن حتى بدون القناع الذي لبستوه طوال خمسين سنة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. استقالة المبعوث الأممي إلى ليبيا، أي تداعيات لها؟| المسائية


.. الاتحاد الأوروبي يقرر فرض عقوبات جديدة على إيران




.. لماذا أجلت إسرائيل ردها على الهجوم الإيراني؟ • فرانس 24


.. مواطن يهاجم رئيسة المفوضية الأوروبية: دماء أطفال غزة على يدك




.. الجيش الإسرائيلي: طائراتنا الحربية أغارت على بنى تحتية ومبان