الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تحرير النساء وقضية الاشتراكية

نوال السعداوي
(Nawal El Saadawi)

2024 / 3 / 6
ملف 8 اذار / مارس يوم المراة العالمي 2024 - أوضاع المرأة في الحروب والصراعات وكيفية حمايتها، والتحديات التي تواجهها


سقط مئات القتلى وآلاف الجرحى من الفلسطينيين، أغلبهم نساء وأطفال خلال المسيرات الشعبية الأخيرة، بمناسبة مرور سبعين عاما على الاحتلال الإسرائيلي، واحتجاجا على نقل السفارة الأمريكية للقدس فى 14 مايو 2018، والعدوان الإسرائيلى الأمريكى المتكرر على الشعب الفلسطيني, والشعوب الأخري، ينتفض أصحاب الضمائر فى العالم غضبا، وتنشط حركات المقاومة غربا وشرقا، منها الاحتجاجات الشعبية بالولايات المتحدة، التى تشتعل اليوم ضد سياسة «ترامب» العسكرية الرأسمالية، التى تدعم بالمال والسلاح، جميع العصابات الإرهابية السياسية الدينية، أولها دولة إسرائيل، والدولة الإسلامية بالعراق والشام (داعش)، والقاعدة، والطالبان، وبوكو حرام، والكتلة المسيحية داخل أمريكا وخارجها، وقد تؤدى سياسة «ترامب» وحلفائه، الى حرب عالمية، قد تكون نووية.

ونسمع صراخ «ترامب ونيتانياهو»، يهددان بإعلان الحرب ضد أى بلد آسيوى أو إفريقى أو عربي، يحاول تطوير أبحاثه العلمية النووية، وإن كانت فى المجال السلمي، وقد كتبت منذ ثلاثين عاما وأكثر، عن العراقيل التى وضعتها أمريكا وإسرائيل فى طريق المشروع المصرى لاستخدام الطاقة النووية فى المجال الطبي، بينما تملك إسرائيل ترسانة نووية عسكرية تكفى لتدمير إفريقيا وآسيا والمنطقة التى يسمونها «الشرق الأوسط»، ولا تكف إسرائيل عن تطوير أسلحتها الكيماوية والنووية، فى ظل الرعاية الأمريكية الأوروبية وقانون الغابة الذى يحكم العالم،وتواصل «الأمم المتحدة» صمتها على انتهاك حقوق الشعوب، واغتصاب أراضيها ومواردها الاقتصادية والثقافية، أما «محكمة العدل الدولية» فهى تتجاهل جرائم الكبار الخطيرة، أصحاب القوى النووية، ولاتعاقب إلا الضعفاء من صغار الحكام، والضحايا العزل من الشعوب المسالمة, فيما يسمونه العالم الثالث.

لكن هناك دائما مقاومة جماعية وفردية ضد الظلم والطغيان، نساء وأطفالا ورجالا، يرفعون أصواتهم احتجاجا، ويواجهون الرصاص بصدورهم العارية، ويلقون الحجارة أمام الدبابات الإسرائيلية التى تحصد أرواح الأبرياء، وفى الولايات المتحدة اليوم، تقود النساء الأمريكيات حركة المقاومة الشعبية، أغلبهن عاملات كادحات سوداوات، أدركن الترابط الوثيق بين القهر الطبقى العنصرى والقهر الأبوى الجسدي، وسوف تنتصر حركات المقاومة والثورات الشعبية فى الحاضر والمستقبل، كما انتصرت فى العصور الماضية منذ نشوء النظام العبودى فى التاريخ.

وتأتينى رسائل متعددة، عن المقاومة والصمود والأمل، منها رسالة بعنوان «وداعا يا قدس» من كاتبة فلسطينية تعيش بمدينة القدس، اسمها «نادية حرحش» منها هذه الكلمات:

أهو تجهم السماء؟ أم هو فعلا حداد غير معلن على مدينة تم اغتصابها مرارا وتكرارا، ولم تعد تتحمل المزيد فماتت؟ هل علينا التسليم وإعلان الموت لجسد مدينة أنهك فلم يعد يقوى على المزيد؟ هل نحن أبناء هذه المدينة نتاج سفاح تعرضت له تلك الجميلة، وعليه نكون قد تيتمنا اليوم؟ أم هل هى المدينة التى تيتمت اليوم، ولا تجد من يعزى فيها؟ لم يعد عدونا يختبىء وراء متطرف أو معتوه صهيونى والعالم من حوله الداعم له بالعلن وبلا حياء؟ هل المشكلة فيهم أم فينا؟ وكتبت منذ أيام قليلة، عن رسالة وصلتنى من الدكتور «جيمس هولستيون»، أستاذ أمريكى يدرس الإبداع الأدبى بجامعة «صاني» فى بافلو بالولايات المتحدة، ويشارك مع طلابه فى المظاهرات التى تندلع هناك، ضد الاحتلال الإسرائيلى لأرض فلسطين، وضد الرأسمالية الأمريكية الشرسة، التى ازدادت شراسة فى عهد «ترامب»، كما يربط هولستيون بين قضية تحريرالنساء وقضية تحقيق الاشتراكية، وقد لاحظ خلال تدريسه كتابى «الوجه العارى للمرأة العربية» أن الأجزاء عن الاشتراكية والنساء والعمل والمرأة، قد تم حذفها بالكامل فى الطبعة الانجليزية، وطلب من تلميذه وصديقه «سامى حنا» من سوريا، أن يترجم الأجزاء المحذوفة من الأصل العربي، ثم أرسلها الّى لأراجعها، قبل أن يقوم بتدريسها للطلاب، ويعمل الأستاذ هولستيون على كشف الشعارات الليبرالية المزيفة، التى تدعى الدفاع عن حرية الفكر والتعبير، ثم تحذف من الكتب ما تشاء، ولاحظ أيضا أن كتاب «الجنس الثاني» لسيمون دى بدو فوار، فى طبعته الإنجليزية، قد تعرض لحذف أجزاء منه، خاصة ما يتعلق بالاشتراكية والنساء.

فى زياراتى المتعددة لأمريكا وأوروبا، خلال نصف قرن مضي، شهدت المعارك الفكرية والسياسية بين الليبراليات الفيمنيست، والكادحات الاشتراكيات من ذوات البشرة السمراء، وتظل هذه المعارك مشتعلة حتى اليوم، بين جماعات اليمين واليسار، النساء والرجال، فى كل بلاد العالم .

2018 / 5 / 30








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - إسرائيل لم تهدد أحد بالنووي!
حميد الواسطي ( 2018 / 5 / 30 - 10:52 )
الدكتورة نوال السعداوي..بَعد التحيَّة، أتفق مَعكِ في جُلِّ كتاباتكِ إلاّ في هذِهِ المقالة..وسأدفع ما فيها وحدة-وحدة أو زنكَة-زنكَة القذافي..بمُقتضى قولكِ:(وقد كتبت منذ ثلاثين عاما وأكثر، عن العراقيل التى وضعتها أمريكا وإسرائيل فى طريق المشروع المصرى لاستخدام الطاقة النووية فى المجال الطبي، بينما تملك إسرائيل ترسانة نووية عسكرية) أقول:ومُنذ أكثر مِن 30 عاماً أميركا ومِن أجل السلام مَعَ إسرائيل تدفع لـ مِصر أكثر مِن 2 مليار دولاراً سنوياً بينما سُّكان المقابر في مِصر في تزايد ومنذ ذلك التاريخ ولحد الآن قد وصلَ إلى 5 مليون مِصري ومِصريَّة يعيشون ويعشن مَابَينَ الأموات والعدد المتوقع في العقد القادم يصل إلى 10 مليون..وإسرائيل لَم تستخدم ولاتلوح ولو بإيماءة أن تستخدم السلاح النووي ضِدّ أحد بينما حُكومات العرب والمُسلمين يهددون جيرانهم بالنووي قبل أن يكتمل..! يتبع وشُكراً- حميد الواسطي.


2 - 5 مليون مِصري يعيشون في المقابر!
حميد الواسطي ( 2018 / 5 / 30 - 12:12 )
.. فـ حُكومات العرب والمُسلمين الإرهابيَّة تهدد دول المنطقة بالنووي قبلَ أن يكتمل مشروعها؟ ممّا يستوجب تدميره..! ومِن جهةٍ أُخرى، فهناك الأهم قبلَ المهم ثمَّ غير المهم.. والدولة مثل مِصر وقبل أن تشرع بالأبحاث النووية التي تكلّف مليارات الدولارات بينما هِيَ تستجدي المُساعدات مِن أميركا والسُعودية وكُلّ مَن يدفع..! وبَدهي لايوجد مَن يَدفع بدون مقابل أخلاقي أو غير أخلاقي..! وإذا كان في مِصر وزارة للتخطيط، وخطط خمسيَّة وعشرية..؟! عليها أن تبحث كيف تحل كارثة يعانيها سُّكان المقابر التي بدأت بمئات ثم آلآف وصار حالياً 5 مليون وفي العقد القادم ضعف هذا الرقم..ومَن يكون لا أخلاقيّاً وعاراً على الإنسانيَّة؟ فآخر ما يُفكر به هُوَ الأبحاث النووية وصرف المليارات التي يجب أن تصرف لإسكان العوائل التي تسكن مَع الأموات في المقابر…!!! حميد الواسطي.


3 - ستقوم إسرائيل ببناء مناطق صناعية في غزة
حميد الواسطي ( 2018 / 5 / 30 - 15:43 )
الأُستاذة نوال السعداوي..وبمُقتضى قولكِ:(سقط مئات القتلى وآلاف الجرحى من الفلسطينيين، أغلبهم نساء وأطفال خلال المسيرات الشعبية الأخيرة، بمناسبة مرور سبعين عاما على الاحتلال الإسرائيلي، واحتجاجا على نقل السفارة الأمريكية للقدس، و...)أقول، أنَّ القيادات الفلسطينية الفاسِدَة هِيَ التي غرَّرَت بـ هؤلاء الضحايا حتى تتاجر بالقضيَّة الفلسطينيَّة؟ أنا شخصيّاً حققت 10 مكاسب كبرى للفلسطينيين وأضفت لها 3 لتكون 13..بَيدَ أنهم رفضوها والسُؤال لكِ ست نوال: لِمَاذا رفضوها؟ والمكاسب:
1- ستقوم إسرائيل بإسقاط إسم حماس من بين التنظيمات الإرهابية على مستوى العالم.
2- ستعترف إسرائيل بحركة حماس.
3- ستقوم إسرائيل بمساعدة حماس في إصلاح المرافئ والمعابر المتضررة كمطار عرفات وميناء غزة وبقية المنافذ الفلسطينية في قطاع غزة تمهيداً لتمتع الفلسطينيين بهذه المرافئ.
4- ستسمح إسرائيل للفلسطينيين بالتنقل مسافة 5 ميل في المياه المقابلة لسواحل قطاع غزة بحرية تامة.
5- ستقوم إسرائيل ببناء مناطق صناعية كبيرة وإقامة مشاريع كبيرة في محيط وداخل قطاع غزة لأجل رفع المستوى الإقتصادي لسكان القطاع...يتبع..


4 - ستعمل إسرائيل على جلب الدعم الدولي لقطاع غزة
حميد الواسطي ( 2018 / 5 / 30 - 15:51 )
6- ستقوم إسرائيل بتزويد قطاع غزة بالسلع الإسرائيلية بتسعيرات أقل مما هي عليها في دولة إسرائيل كي تتناسب ودخل المواطن الغزي.
7- ستقوم إسرائيل بتخفيض المكوث والجمارك على الواردات والصادرات إلى قطاع غزة بشكل ملموس.
8- ستعمل إسرائيل على مساعدة الفلسطينيين في إمكانية توسيع الرقعة الجغرافية لقطاع غزة وذلك بالردم في البحر.
9- ستعمل إسرائيل على جلب الدعم الدولي لقطاع غزة
10- ستقوم إسرائيل بالإفراج عن كافة الفلسطينيين الغير ملطخة أيديهم بالدماء مع إمكانية النظر في تخفيض محكومية ذوي الأحكام العالية…هذِهِ 10 مكاسب كُبرى أنا حميد الواسطي قد حصلت عليها وبدون تكليف مِن أحد للفلسطينيين.. بَيدَ أنَّ لا أحد مِن الفلسطينيين قد أصغى إليها..راجع مقالة كاتب السُطور:
حماس ستأخذ برأيي وَلكن بَعد 8 سنوات
http://www.arabtimes.com/portal/article_display.cfm?Action=&Preview=No&ArticleID=43077


5 - تتعهد إسرائيل بتعويض ماديّ خاصّ للعوائِل ألفلسطيني
حميد الواسطي ( 2018 / 5 / 30 - 15:53 )
ضِمن جوابي لهُم كان: بمُقتضى قولكُم: (ستقوم إسرائيل بالإفراج عن كافة ألفلسطينيين ألغير مُلطخة أيديهم بالدماء مَعَ إمكانية ألنظر في تخفيض مَحكوميَّة ذوي ألأحكام ألعاليَة.) أقول: أمَّا -ألفلسطينيون ألغير مُلطخة أيديهم بالدماء- فهذا يَعني أنهم مَسجونين أو مَوقوفين وَفي الأغلَب لأسبَابٍ سياسيَّة !؟ وَسوف لَن يكون لكُم فضل بإطلاق سَرَاحهم!! وَلكنني أريد تخفيضاً عظيماً لايقل عن 70% مِن مُدَّة مَحكُوميَّة ألفلسطينيين ألرجال وَ 80% للنساء وَ 90% للأطفال - ألمُعتقلين وَألمُعتقلات - في ألسجون ألإسرائيليَّة.
وَأضيف :
11 – تتعهد إسرائيل بتعويض ماديّ خاصّ للعوائِل ألفلسطينيَّة عن كُلّ شهيد وَأيضاً لكُلِّ جريح وَمتضرِّر في أحداث غزة ألأخيرة.
12- تتكفل إسرائيل بتصليح وَتعمير غزة عن كافة ألأضرار الَّتِي خلفتها ألحرب ألأخيرة.
13- إسعاف إسرائيل لقطاع غزة ببعض ألخدمَات ألأساسيَّة وَألإنسانيَّة لا سَيِّمَا ألماء وَألكهرباء وَألوقود وَألدواء وَألمستلزمات ألطبيَّة.


6 - الرجل المؤمن المؤدب - الأخ العقيد حميد
الرفيق صلعم البرجوازي ( 2018 / 5 / 30 - 18:04 )
الأخ العقيد - والرجل المؤمن المؤدب حميد الواسطي
أوافقك الي حد كبير فيما ذهبت اليه
لكن ألا تخشي أن يتهمونك بالترويج للفكر الصهيوني !؟
يجب أن تكون مع القبيلة في كل مراعيها الجافة الجدباء , وإلا اتهموك بالعمالة للصهيونية
عليك تأييد الأمة البعرية , باسمرار في معاركها الخاسرة دوماً . وفي مشاريع الزعماء الذين لا يسلكون سوي طُرُق الخراب
تحياتي


7 - التوسع بالردم في البحر جريمة كبري
انور نور ( 2018 / 5 / 30 - 19:39 )
سيد حميد الواسطي تعليق ٣-;- بند ٨-;-
دعوتك لمساعدة إسرائيل لحماس علي التوسع الجغرافي
في غزة بالردم في البحر !! جريمة كبري ماذا لو فعلت ربكل دولة بشمال المتوسط وبجنوبه . نفس الشيء في البحر ؟؟!!؟،