الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تصريحات خطيرة لزعماء العالم عن الانتخابات المصرية

جلبير الأشقر
(Gilbert Achcar)

2018 / 5 / 30
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


تصريح السيد دونالد ج. ترامب، رئيس الولايات المتحدة الأمريكية:
«تبقى الولايات المتحدة ملتزمة بمصير شعب مصر الذي عانى بصورة هائلة في ظل نظام السيسي. ندعو نظام السيسي إلى إعادة إرساء الديمقراطية وإجراء انتخابات حرّة ونزيهة والإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع السجناء السياسيين وإنهاء القمع والحرمان الاقتصادي المفروضين على الشعب المصري».
تصريح زعماء مجموعة الدول السبع والاتحاد الأوروبي:
«نحن زعماء مجموعة الدول السبع، كندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان والمملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي، متحدون في رفضنا للعملية الانتخابية التي أدّت إلى الانتخابات الرئاسية الأخيرة في مصر، بإخفاقها في احترام المعايير المقبولة دولياً وعدم توفيرها للضمانات الأساسية لعملية انتخابية شاملة ونزيهة وديمقراطية، فإن هذه الانتخابات ونتيجتها خالية من المشروعية والمصداقية.
وندين بالتالي الانتخابات الرئاسية المصرية ونتيجتها لكونها لا تمثّل إرادة المواطنين المصريين الديمقراطية. وقد فوّتت الحكومة المصرية فرصة تصحيح سياسي هي بأمسّ الحاجة إليه. فبينما يصلّب نظام السيسي تحكّمه السلطوي، لا يزال شعب مصر يعاني من انتهاكات حقوق الإنسان والحرمان الخطير. نقف متضامنين مع شعب مصر وندعو نظام السيسي إلى إعادة الديمقراطية الدستورية إلى مصر، وتنظيم انتخابات حرّة ونزيهة قادرة على أن تعكس حقاً إرادة الشعب الديمقراطية، وإلى الإفراج الفوري عن كافة السجناء السياسيين».
تصريح الاتحاد الأوروبي:
«لقد أجريت هذه الانتخابات الرئاسية بدون الالتزام بالحد الأدنى من المعايير الدولية لعملية ذات مصداقية، وبدون احترام التعدّدية السياسية والديمقراطية والشفافية وسيادة القانون. وقد حالت دون انتخابات نزيهة وعادلة عقباتٌ كبيرة أمام مشاركة أحزاب المعارضة السياسية وزعمائها، وتأليفٌ غير عادل لهيئة الإشراف على الانتخابات، وشروطٌ انتخابية منحازة وتجاوزات عديدة جرى فضحها خلال الانتخابات، بما فيها شراء الأصوات. وعليه فإن الاتحاد الأوروبي ودوله الأعضاء سوف تنظر في اتخاذ إجراءات مناسبة.
وقد بات أكثر إلحاحاً مما في أي وقت مضى أن تتّخذ الحكومة المصرية خطوات ملموسة لاحترام دستور البلاد بشكل كامل وخلق الشروط التي سوف تتيح لجميع الفرقاء السياسيين والاجتماعيين القيام بدور نشط في التصدّي للتحدّيات العظيمة التي تواجهها بلادهم. وندعو الحكومة المصرية إلى الإفراج عن كافة المعتقلين السياسيين».
لا تظنّن أن التصريحات الواردة أعلاه من نسج الخيال، بل هي تصريحات حقيقية نقلناها إلى العربية بحرفيتها، إلّا في أمرين: استبدلنا فنزويلا بمصر ومادورو بالسيسي. وقد صدرت هذه التصريحات قبل أيام قليلة إزاء الانتخابات الرئاسية والمحلّية التي أجريت في فنزويلا يوم 20 مايو/ أيار الماضي. ويعلم الجميع أن شروط الديمقراطية السياسية وحرّيات المعارضة في فنزويلا تكاد تكون مثالية مقارنة بالتي تسود في مصر والتي أجريت في ظلّها الانتخابات الرئاسية الأخيرة في أواخر مارس/ آذار الماضي.
وبعد، فما هو سرّ هذا الكيل بمكيالين الذي يؤدّي إلى مثل الإدانات الواردة أعلاه إزاء انتخابات فنزويلا بمقابل السكوت عن انتخابات مصر، بل حتى تهنئة بعض الزعماء لعبد الفتّاح السيسي بمناسبة إعادة انتخابه؟ هل هو ضربٌ من «الاستشراق» بمعنى إدوارد سعيد، يرى الزعماء الدوليون بموجبه أن الديمقراطية لا تلائم الشعوب العربية؟ كي يعتقد المرء ذلك، عليه أن يظنّ أن مواقف الدول تتحكّم بها معايير المعرفة والاعتبارات الأيديولوجية، بينما الحقيقة هي أن تلك المواقف تقوم بالدرجة الأولى على المصالح. وهي جليّة في حالتنا: فإن الدول الأغنى في الشمال العالمي مشدودة إلى الدول الأغنى في الجنوب العالمي، وهي دولنا الخليجية وعلى رأسها المملكة السعودية.
فهذه الدول مصدر أرباح طائلة تُجنيها دول الشمال من جرّاء حصولها على الأموال العظيمة الناجمة عن استغلال الثروة النفطية، سواء كان ذلك بتحوّل هذه الأموال إلى ودائع في بنوكها، أو إلى قروض لحكوماتها من خلال شراء سنداتها، أو إلى تمويل شتى المشروعات في عقر دارها، أو شراء الأبنية والأندية في عواصمها، أو شراء مصنوعاتها ولاسيما منتوجات صناعاتها الحربية. وعندما تكون أغنى دول منطقتنا المملكة السعودية، التي يسايرها زعماء الشمال العالمي وقد تعدّاهم جميعاً في الوقاحة الرئيس الأمريكي ترامب لدى استقباله وليّ العهد السعودي، وحيث أن المملكة هي بين أكثر دول العالم انعداماً للديمقراطية تتنافس وكوريا الشمالية على هذا المنصب الرفيع، فكيف بزعماء دول الشمال يدينون الحكم المصري لانعدام الديمقراطية لديه وهم يسايرون جارته ومموّلته السعودية التي ترى في هذا الحكم حليفاً رئيسياً لها؟ هوَ ذا المكيال الذي يكيل به زعماء الشمال العالمي شؤوننا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الرد الإسرئيلي على إيران .. النووي في دائرة التصعيد |#غرفة_ا


.. المملكة الأردنية تؤكد على عدم السماح بتحويلها إلى ساحة حرب ب




.. استغاثة لعلاج طفلة مهددة بالشلل لإصابتها بشظية برأسها في غزة


.. إحدى المتضررات من تدمير الأجنة بعد قصف مركز للإخصاب: -إسرائي




.. 10 أفراد من عائلة كينيدي يعلنون تأييدهم لبايدن في الانتخابات