الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل يمكن التنبؤ باتجاه التطور في العراق بعد الانتخابات؟!!..

صباح كنجي

2018 / 5 / 30
مواضيع وابحاث سياسية


هل يمكن التنبؤ باتجاه التطور في العراق بعد الانتخابات؟!!..

تتلاطم التوقعات المتباينة .. وتتصارع النوايا المختلفة .. لرسم صورة اولية محتملة.. لمعالم الاوضاع في العراق بعد الانتخابات.. بغض النظر عن طبيعة هذه الانتخابات وما رافقها من مواقف عكست حجم الممانعة الشعبية في المشاركة وقصور وتزوير وتزييف ارادة الناخبين.. وضعف أداء المفوضية في السيرك الديمقراطي الذي اسفر عن نتائج جرى تداولها بأرقام تم احتسابها والتحكم بها.. قبل اطلاقها للجمهور والرأي العام المراقب للحدث.. رافقها فضائح مصورة.. تبعها مواقف غاضبة ادانت واستنكرت ستستغل لتثبيت الموقف الرافضة لنتائجها أو ستسفر عن حالة غض النظر عنها وفقاً لمعادلات ما بعد الزرع طالما اصبحنا في موسم الحصاد وفن الوصول للمحصول في البيدر ..
يمكن تحديد ثلاثة اتجاهات رئيسية في خضم هذا التداخل.. تمثل صراع نوايا محتملة.. ستسعى لفرض القائمة الأكبر .. التي سيتم تشكليها دون أن نغفل طبيعة المرحلة وملابسات الاوضاع المعقدة في العراق والتدخلات الاقليمية والدولية والدور الامريكي تحديداً.. الساعية لإعادة صياغة الخارطة الجيوسياسية والتحكم بمصير العراق.. و تحديد مستقبله.. في نطاق التوجه الأكبر والأشمل الذي يتعدى حدود الشرق الأوسط ويتجاوزه الى رقع جغرافية اكبر في عالمنا الراهن ..
ـ الاتجاه الاول المتفائل ..الذي ينحو وفقاً لتصوراته و أوهامه.. الى امكانية تحقيق تغيير كبير وجذري في معادلة الخراب والفساد والتدمير العراقية.. جاعلاً من الكتلة الاكبر.. التي عنوانها سائرون بطرفيها الديني والمدني و من يلتف حولها.. بديلاً متوقعاً محتملا معوّلاً على شخصية مقتدى الصدر ويسوّقه كزعيم تاريخي مؤهل لتحقيق هذه المهمة.. بدعم من الشيوعيين والمدنيين المتحالفين معه ومن سيعاضدهم من عناصر وكتل اخرى.. في نطاق توجه مبرمج لمواجهة الفساد والمحاصصة الطائفية والاعتماد على خيار ومفهوم المواطنة العابر للتسميات المحلية والاثنية والدينية ..
وهو اتجاه له من المؤيدين المروجين لمفهوم الكتلة التاريخية .. التي طرحها الدكتور فارس كمال نظمي.. تتعكز على تجارب تاريخية عالمية سابقة و تستند لمفاهيم كرامشي وتحليلاته.. التي طورها الدكتور فارس والتمس خيوطها في المجتمع العراقي.. رغم قساوة وتعقيد الأوضاع .. تشكل حالة تفاؤل و تحليل يستشرف شيئاً من ملامح المستقبل الممكن تحقيقه..
اخذ الاهتمام بها يتوسع في مجرى الاحداث مع فوز كتلة سائرون.. وستشهد تطبيقاتها المحتملة الفترة اللاحقة وفقاً لهذه الرؤية التفاؤلية وستكون النتائج هي المحك والاختبار الحقيقي لنجاحها او نكوصها وفقاً لما سنشهده من تواصل الصراعات في المجتمع العراقي والمنطقة وما تبيته لنا القوى المحركة للتاريخ في هذا العصر المتلاطم ..الذي يشهد صراعات متعددة.. وبأوجه مختلفة.. لا تخلو من ازدواجية مواقف واهداف متناقضة.. تتجاوز حدود المنطق وبعض القوانين والاعراف التقليدية في الصراعات الدولية الراهنة وفقاً لمفاهيم علم الاجتماع وفن السياسة والدبلوماسية ..
ناهيك عن تجاوزها لطبيعة وأشكال الصراعات الطبقية وفقاً للتحليلات الكلاسيكية المستندة على التناقض بين قوى الانتاج وعلاقات الانتاج نفسها التي تعرضت هي الاخرى للكثير من التغيير في هذه المرحلة المتطورة من التقدم العلمي والتكنولوجي.. الذي يكتسح المجتمعات ويتجاوز الحدود الدولية ويزيل الحكومات و المدن.. ليشكل من خلال منطق القوة والتدخل العسكري السافر المستند على حثالات محلية واقليمية بدائل توضع في الواجهة.. تتماهى مع المخططات المرسومة .. ولا تشكل خطورة على المتحكمين بخيوط اللعبة .. سيطرح مساوماته ولا يستبعد وفقاً لبنية وعقلية الصدر تخليه عن السلطة ونأيه المباشر عنها لصالح من يتحالف معه من بقية التيارات.. وفي كل الاحوال سوف لن يطرح شخصية اشكالية تجعله هدفاً سهلا للآخرين.. كما يتوقع ويرغب الكثيرون وفقاً لتمنياتهم بمنح الوزارة لشخصية علمانية يسارية من التكنوقراط ..
ـ الاتجاه الثاني المتشبث بالسلطة الراضخ للقوى الاقليمية والدولية.. الذي يعتمد على مافيات الفساد ومنظومات الاجرام والتخريب والارهاب وأصبح جزء من آلية الدمار وثقافة الموت والعنف وساهم وفقاً لمجرى الاحداث في خلق النتائج الكارثية الراهنة في المجتمع.. المتمثلة بزوال المدن وتهجير المواطنين من بيوتهم .. والاستحواذ على ممتلكاتهم واستعبادهم وقتلهم وهتك اعراضهم وما خلفته داعش من مخيمات لملايين المنكوبين .. وحالة الاستهتار والمتاجرة بمحَنهمْ و معاناتهم .. وجلهم من المسؤولين والاحزاب المتعفنة ووجوه العشائر الذين يتحملون المسؤولية التاريخية المباشرة عن حالة الخراب وجريمة تسليم المدن للدواعش وما حل في معسكر سبايكر وسنجار وبقية مدن سهل نينوى التي تشكل ادانة لهم .. ويتحصن رموزه في هرم السلطة مدعومين بأحزاب وميليشيات كي لا تطالهم يد القانون والمحاسبة .. هؤلاء الذين يسعون للتجمع لتشكيل الكتلة الكبيرة وفقاً للقوانين المعمول بها التي شرعوها .. لا ينبغي الاستهانة بهم وبقدراتهم واساليبهم الماكرة ..
ويسوقونَ للحرب الاهلية ويتناغمون مع حالة الفساد في كردستان لأجل البقاء في الواجهة من جديد وقطع الطريق على من يسعى لتشكيل القائمة الاكبر من كتلة سائرون.. وهم بهذا التوجه على استعداد لتقديم المزيد من التنازلات للقوى الاقليمية والدولية ومنظومة الاجرام والفساد كي يبقوا في دست السلطة .. وسوف لا يتورعون من تطبيق تهديداتهم الوقحة بحق من نازلهم المنافسة في هذه الانتخابات وشكل محوراً بديلا ومنافساً لهم .. وفي الحد الادنى من التوقعات ستشهد الايام القادمة المزيد من رعونة هذا الاتجاه وحماقاته.. ولا يجوز الركون لخروج عدد من الفاسدين من حلبة الصراع في البرلمان السابق دون الانتباه الى خطورة من بقي منهم وفاز من جديد في عضوية البرلمان .. ووصول العديد من المنحدرين من مرحلة البعث ورموز الطائفية الداعمين للدواعش بشكل سافر واستعدادهم للتنسيق مع ممثلي هذا المحور لتكوين الكتلة الاكبر وسأحدد ثلاثة نماذج ممن يمكن ادراجهم في هذا المجال ..
الأول خميس الخنجر بتاريخه ونهجه العدواني وارتباطاته المكشوفة مع الدواعش والمبارك لجرائمهم في لقاءاته العلنية المتلفزة ..
والثاني شرطي البعث وجيه عباس الذي ارتدى قناع الطائفية وانتهج في حملته الدعائية نهجاً عدوانياً سافراً يعكس الاستعداد لممارسة العنف وتصفية الملحدين والعلمانيين والصدريين ومن يسعى لتشكيل الكتلة الاكبر معلناً حالة نفير ناطقة باسم هذا المحور ليست باليقين المطلق حالة فردية بل توجهاً جعل منه واجهة من بَشرَ بمواصلة الحرب الاهلية.. ومن تدخل من جوقة المفلسين السياسيين في النظام الايراني المستبد واطلق تصريحاته الفجة من داخل العراق قبل وبعد الانتخابات ويسعى لضمان نجاح من يفسح له المزيد من الفرص للتدخل في الشأن العراقي من رموز المحاصصة الطائفية والفساد والسياسي والاجتماعي بعد سقوط الدكتاتورية البعثية.. بشقيها الذين لهم الاستعداد الكامل لتوحيد الجهود والدخول في صفقات وصياغة اجندة القائمة الاكبر.. لتشمل افسد المنحدرين من النجف وكربلاء والرمادي والموصل كردستان ومن له الاستعداد للسير معهم في هذا الطريق الذي سيجلب المزيد من الويلات والكوارث للعراقيين .. ويطرح بديله في شخصيتين هما المالكي والعامري ولم يتجاوزهما لحد الآن..
والنموذج الثالث الارهابي ليث الدليمي عضو مجلس محافظة بغداد سابقاً .. والمعتقل المفرج عنه بصفقات ..الذي وصل البرلمان بالرغم من اعترافاته المصورة ومبايعته للقاعدة وانتسابه للإرهابيين وتنفيذه العديد من العمليات الاجرامية بعد اعتقاله ..
والمطلوب اسقاط هذا الاتجاه ورفضه وهذه مهمة لا تقبل التأجيل والأوهام ..
ـ المحور او الاتجاه الثالث الذي يسعى للتشكل كحالة ثالثة وحل وسط يستند على المتغيرات والصراعات التي لا يمكن اغفالها وتجاوزها في الحركات والمنظمات والاحزاب العراقية التي تشهد صراعات داخلية بحكم تراكم الاحداث وما خلفته مرحلة عقد ونصف بعد زوال الدكتاتورية من فشل سياسي واجتماعي واداري.. اثبت عجز القوى المحلية ومن تبوأ السلطة والادارة في تقديم البديل المطلوب للعهد الدكتاتوري.. ناهيك عن تحقيق الخدمات للعراقيين.. ومواجهة قوى داعش المنفلتة التي ما زلنا نعيش ارهاصاتها الدموية وفجائعها.. وهو يطرح نفسه كبديل وحل يشمل التخلص من تركة الاحزاب السياسية المتعفنة ..ويسعى لتشكيل البديل المطلوب عنها في سياق صيرورة فكرية- اجتماعية - اقتصادية تسعى لتلمس وتكوين الافضل .. تشمل رفض التدخلات الاقليمية والدولية وتنادي بمكافحة الفساد ومحاسبة المفسدين.. يتبناها جزء مهم ممن يتمثل بمن يعتقد انه رغم مشاركته في السلطة بعد سقوط النظام.. انه قادر على الانسلاخ من ارتباطاته ومستعد لخلق وتكوين البديل الآخر في مسعى خجول ومضطرب لم يتخلى عن مفاهيمه التي عفا عليها الزمن أو يفك ارتباطاته السياسية التقليدية.. يمثلها من انضوى في قائمة النصر المدعومة من اتجاه العبادي ومجموعته في حزب الدعوة ومن لحق به من مؤيدين قدامى وجدد قبل الانتخابات وبعدها .. وهو تيار يشكر محوراً لا يمكن القفز عليه وتغافله قابل للسير في اتجاهين وفقاً لمعادلة الحسابات النهائية للسياسة والسلطة.. حيث سيطرح نفسه للبقاء كحالة ممكنة لدورة قادمة ولا يستبعد تنسيقه مع المحورين لضمان بقائه لدورة ثانية ..
ويبقى ان نؤكد في النهاية ..
إن من يحدد اتجاه التطور في العراق لا يأتي من خلال نتائج الانتخابات وحده ويعتمد بالدرجة الرئيسية على مدى استخلاصنا للدروس والعبر من العهد الدكتاتوري المقيت ونظام المحاصصة ومرحلة ما بعد زوال الدكتاتورية التي لم يقل فيها العنف..
وبقدرتنا كعراقيين لطرح وتبني مفاهيم المواطنة ونبذ الاقتتال والقبول بالمشاركة في السلطة ورفض الاجندة التي تدفع بنا للمزيد من التطاحن اللامجدي وعدم الرضوخ للدخلات الاقليمية والدولية في شؤوننا التي اثبتت الوقائع والاحداث المريرة انها ضد مصالحنا كعراقيين يطمحون للسلم والاستقرار والاستفادة من خيرات هذا البلد المنهوب ..
الذي ما زالت تستعر فيه الضغائن.. وتعد له صفحات جديدة من الدمار.. ينبغي التوقف عندها لأنها ستشكل هي .. وليس نتائج الانتخابات ..الاتجاه الحقيقي للتطورات المحتملة في النهاية.. وفقاً للمعلومات المترشحة عن وجود معسكرات جديدة للتدريب في الموصل والرمادي والصحراء بدأت تستقبل وتهيء الآلاف من المقاتلين .. هذه المعسكرات التي لا يشرف عليها العراقيون ولديها برنامج معد لصفحات الحرب القادمة المحتملة .. مع من؟.. ذلك ما ستفصح عنه الايام القادمة ..
هي دعوة تنبيه للتيقظ وعدم الانشغال بنتائج الانتخابات الشكلية فقط ..!!
وهي دعوة مرتبطة بمدى قدرة الاحزاب المتكلسة الداعية للتغيير.. للتخلص من اوضاعها البائسة وايجاد ديناميكية حيوية تسرع من عملية انتقالها لتحقيق وتطبيق شعاراتها بالتفاعل مع حركة الجيل الجديد الحاملة للواء التغير والمعبرة عن طموحات الإنسان العراقي ومصالحه ومستقبله ..

ــــــــــــ

صباح كنجي
28-5-2018
ـ رابط حديث متلفز لخميس يتفاخر بالعنف والارهاب والدواعش
https://www.facebook.com/Sa3e.B1/videos/1536115979799541/UzpfSTEwMDAwMDIzNzc2OTE3ODoyMjI5ODIxNzczNzAyMzkz/?id=100000237769178

ـ رابط اعترافات ليث الدليمي
https://www.facebook.com/100013859162952/videos/393984674406835/UzpfSTEwMDAwNjE5MzAzMDU2OToyMDU5OTY3MDkwODg2Mzcy/








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تونس وإيطاليا توقعان 3 اتفاقيات للدعم المالي والتعليم والبحث


.. #إندونيسيا تطلق أعلى مستوى من الإنذار بسبب ثوران بركان -روان




.. الجزيرة ترصد آثار الدمار التي خلفها الاحتلال بعد انسحابه من


.. وسائل إعلام إسرائيلية تناقش صفقة التبادل والرد الإسرائيلي عل




.. شبكات تنشط في أوروبا كالأخطبوط تروّج للرواية الروسية