الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التصوف والحياة

حميد المصباحي

2018 / 5 / 30
مواضيع وابحاث سياسية


1_ليس التصوف زهدا في الحياة,بل هو بها تعلم حياة تحيا,بغير ما تبتغى
به,نفعا و لذات
2_(بالتصوف يشيد الحب بنيانا,لا تزار أركانه أو تسكن تيمنا.
حميد المصباحي
1في المعنى
الحياة أنماط,في الديانات و حتى الإيديولوجيات,بل إن الأساطير نفسها
حاولت بناء شكل للحياة يختلف عما هو طبيعي,فقد حتم ذلك على الإنسان حفظ
وجوده,هكذا كانت القيم,بها استمر الإنسان,و لازال مدينا بوجوده لهذه
القيم,سواء كانت دينية أو أسطورية,و التصوف ليس خاصا بالمسلمين,بل هو
تجربة عاشتها كل الشعوب و الحضارات,و طبعتها بطابعها الخاص,ليس من حيث
العبادات المرافقة للمتصوف,طقوسا كانت أو حركات,بل من حيث التصورات
العامة والمحكومة بحدود و درجات التسامح تجاه المختلف و الغريب,ذلك لأن
المتصوف يشيد عالما محكوما بحب ممتد تجاه الناس و الخلائق,احتراما لروح
الواجد و الوجود,و ما تلك الإعترافات بذوي السبق إسلاميا,إلا محاولات
لإحضار البركات بربطها بما هو إسلامي في مناكفاته ضد القبلية و أشباهها
مما اخترق الديانة الإسلامية من سياسات,غايتها السيطرة الدنيوية باستغلال
الديني,و هنا كان التصوف الإسلامي في صلب معركة خفية,اعتقد الكثير أنه فر
منها أو حاول تجنبها,تفاديا للخسارات الواقعة و المحتملة.
2التصوف الإسلامي
لطالما تم التحامل عليه باسم كل المذاهب الإسلامية,باعتباره اقتنص الفكر
الماهوي من المانوية و الغنوصية أحيانا,بل هناك من ذهب به حد البودية و
الزرادشية,اختصار,لأن الجميع إسلاميا اعتقد أن فكرة الله اهتدى إليها
المسلمون وحدهم,أو تنازلا مضنيا,أهل الكتاب من النصارى و المسيحيين,و هذه
ليست حقيقة,ففكرة الله وجدت عند كل هذه الديانات الحكمية,بل إن البوذية
احترمت كل الرسل و الأنبياء,و اعتبرتهم حاملين للحقيقة,التي ينبغي
اعتبارها نارا مضيئة بدل أن يصر الناس على وصفها فقط بالحارقة,و مع كل
هذه الحملات,بقي التصوف موجودا,و إن اتخذ لنفسه صفة الإسلامي,حماية
لوجوده ودرءا لكل فهم مغرض له,أو رغبة في إزاحته,و لازال مستمرا بصيغ
تختلف باختلاف المناطق العربية و الإسلامية,و يمكن القول,أنه الأكثر حظوة
حاليا في الضمير الشعبي و منتديات الفكر و التسامح.
2_التصوف و السياسة
إذا كانت السياسة,مجهودات فردية أو جماعية,من أجل الوصول إلى السلطة أو
التأثير في مساراتها,كما يعرفها علم الإجتماع السياسي,فإن التصوف,أكثر
اتساعا من هذه الغايات,لأن ينشد التحكم في الحياة و المنفلت منها,غريزة و
سطوة و حتى استبدادا,و بذلك فقد أدركت السلطة الإسلامية قديما,قوته,فلم
تواجهه,لكنها حرضت عليه من بعيد,ليجد نفسه مرغما على الإحتماء بها,و عملت
أيضا على خلق توجهات سلوكية داخله,تختلف حول شكليات التعبير بغية إبعد
ذوي العلم من صفوفه,لكنهم أدركوا ذلك,فمنهم من توجه وجهة حركات الإسلام
السياسي,, منهم من حافظ على تميزاته و عمل على نشرها و تعميق التفكير
فيها,بدون حساسيات مفرطة تجاه الإنتماءات المدنية و أحيانا حتى
الإيديولوجية العامة.
حميد المصباحي كاتب روائي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. استهداف فلسطينيين أثناء تجمعهم حول نقطة للإنترنت في غزة


.. طلبة في تونس يرفعون شعارات مناصرة لفلسطين خلال امتحان البكال




.. الخارجية القطرية: هناك إساءة في استخدام الوساطة وتوظيفها لتح


.. مجلس الحرب الإسرائيلي يناقش خياري إيران ورفح.. أيهما العاجل




.. سيارة كهربائية تهاجر من بكين إلى واشنطن.. لماذا يخشاها ترمب