الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


على هامش التداعيات الدراماتيكية للأب الذي تعرض للعنف الوحشي بالجنوب الشرقي التونسي- تطاوين: الزوجة ام تثب إلى رشدها..البنت تمادت في -سعارها- والأب يكاد يكون مشردا في مثل شهر عطيم كهذا (رمضان الكريم)

محمد المحسن
كاتب

2018 / 5 / 31
المجتمع المدني


على هامش التداعيات الدراماتيكية للأب الذي تعرض للعنف الوحشي بالجنوب الشرقي التونسي- تطاوين- من لدن زوجته وإبنته

الزوجة لم تثب إلى رشدها..البنت تمادت في "سعارها" والأب يكاد يكون مشردا في مثل شهر عظيم كهذا (رمضان الكريم)

من الأمثلة العربية التي خلّدها التاريخ في -سجله الذهبي- أسوق إلى قرائنا الكرام هذا المثل :"يسعى إلى الماء..من غصّ بلقمة ..فإلى من يسعى من غص بالماء..؟ ا
لدلالات والمقاصد والإيحاءات واضحة في هكذا مثل..
الكاتب الصحفي التونسي محمد المحسن (ومثلما أشار في مقالات سابقة نشرت تباعا بالصحيفة المتميزة" الحوار المدني) غضّ بالماء بعد أن تراكمت عليه الهموم ونالت منه المواجع في تخاع العظم: وفاة الأبن (24 ربيعا غريقا بإحدى البخيرات الألمانية الصائفة الماضية) تواجد الإبن الأكبر (26 سنة ) خلف القضبان على إثر مناوشات حصلت بينه وبين رجال الأمن بمسقط رأسه: تطاوين..إصابته بجلطة على مستوى اليد اليمنى كنتيجة موجعة لوفاة إبنه..تعرضه للضرب العنيف والمبرح من لدن زوجته وإبنته ما أثر سلبا وبشكل موجه وأليم على صحته العليلة أصلا..تهديد إبنته الكبرى له (تعمل بسلك الأمن ) برمي أدباشه في الشارع وإجباره على مغادرة مقر سكناه الذي هو على ملكه..ذهابه وإيابه إلى مراكز الشرطة وإلى المحكمة الإبتدائية يوميا رغم-كما أسلفنا-وضعه الصحي المتدهور..وذلك للتشكي للقضاء ورفع المظلمةّ الموحشةّ من على كتفيه التي هدهما الحزن الكافر،والقهر السافر..
هذا الكاتب (بكل تواضع احترف الكتابة الصحفية وانتشرت مقالاته في جميع أضقاع العالم) وتم تضنيفه من قبل إحدى المنظمات العربية بنيوورك(أمريكا) ضمن -كتاب من أجل الحرية-فضلا عن عضويته بإتحاد الكتاب التونسيين، يؤمن ايمانا قاطعا أن على إمتداد التاريخ البشري أستخدمت الثقافة لمواجهة الظلم وإحقاق العدل،لمواجهة الظلم مهما كان مآتاه (الظلم هنا جاء من ذوي القربة: الزوجة والبنت)وإحقاق الديموقراطية والحريّة،ومن هنا سخّر جل حياته في سبيل العلم والمعرفة والثقافة واحترام حقوق الإنسان. ولكن ما يحزّ شغاف القلب أن نضالاته في سبيل غد أفضل ترفل فيه الإنسانية بالكرامة،الحرية وعزّة النفس ذهبت زبدا وطواحين ريح بعد أن "نال وجبة دسمة من الركل والصفع والشتم من إبنته وزوجته اللتين أعمى الجهل الكافر بصيرتهما."
واليوم..مثخن بالجراح التي خلفها العنف الذي مورس عليه من هاتين (...) اللتين لم تحترما لا حق الأبوة بالنسبة للبنت ولا كرامة الزوج بالنسبة "للزوجة" ودفع به إلى هوة الإحبط حيث غدا منها على الشفير..
ولكنه..بصبر الأنبياء سيحمل جراحه على كتفيه ويواصل دربه فيما تبقى له من العمر بصبر الأنبياء،سيما بعد أن أدرك أن العالم -أصم وأبكم -ومهتم بشؤونه الخاصة دون اكتراث بالمظالم السافرة التي تسلّط على الإنسان-على سبيل الذكر لا الحصر- من فتاة بالدرجة الأولى-هي- بيولوجيا من صلبه إلى أن تثبت التحاليل الطبية ذلك..ولا من "الزوجة" التي عاشرعا على إمتداد ثلاثة عقود عجاف..
قلت إلى أن تثبت التحاليل الطبية أن هذه الفتاة التي تجردت من إنسانيتها وشدّت وثاق والدها، نهبت جزءا من ماله..حجزته -كما ذكرنا في مقال سابق-لما يزيد عن ساعة ونصف داخل البيت وافتكت بالتالي هاتفه الجوال لسبب سنتولى شرحه في مقال قادم..
والمقصود هنا أن مسألة وسائل اثبات النسب بالطرق الحديثة من المسائل المهمة في واقعنا المعاصر ويكثر السؤال عنها، إذ نعتبر من الناحية العلمية بعض الطرق وسيلة من وسائل إثبات النسب رغم أن قيمتها العلمية تختلف عن تلك القطعية التي تم الإشارة إليها سابقا لذلك فإنها تعرف العديد من الأنظمة التي تتمثل في:
المطلب الأول: نظام فحص الدم ABO
يعتبر نظام فحص الدم إحدى الطرق العلمية الشائع استعمالها في مجال نفي النسب، ذلك أن فصيلة دم كل من الطفل والأم والأب تحدد عن طريق تحاليل فحص الدم، فكل طفل له خاصية جينية إما مع الأم وإما مع الأب، وبما أن الأم معروفة دائمة بواقعة الولادة فإذا كانت له خاصية لم تكن موجودة لدى الأم فهذه بالضرورة موجودة عند الأب، فإذا ثبت غياب هذه الخاصية عند هذا الأب المفترض فإن أبوته لهذا الطفل ذكرا كان أو أنثى غير ممكنة ويتم على أساسها نفي النسب.(وهنا أغلق القوس إلى أن يتم الإثبات العلمي كون -هذه الفتاة المتوحشة-هي من صلب أبيها..وإن صح ذلك فالمصيبة أعظم-)
أما من الناحية الدينية فإن السؤال غير واضح تمامًا ونحن نجيب على ما فهمناه منه ضرب الوالد وإهانته وسبه من كبائر الذنوب، ومن الموبقات، فقد نهى الله عز وجل عن قول (أف) للوالد، وهي كلمة تضجر، ومثلها كل كلمة تدل على التضجر والتبرم من تنفيذ ما طلبه الوالد أو على الرضى بما حصل منه، فكيف بالضرب والسب والإهانة؟! قال تعالى: وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا {الإسراء:23، 24}.
ولا يجوز الاستخفاف بحق الوالد إلى هذه الدرجة ووصفه بالأوصاف الواردة في السؤال، ولا يبرر هذا الاستخفاف والعقوق ما فعله الوالد في الصغر، من تقصير في التربية، وكونه غير متعلم أو جافيا في تعامله وغير ذلك فقد أمر الله سبحانه بمصاحبته بالمعروف ولو كان مشركًا، فالعاصي المسلم أولى، قال تعالى: وَإِن جَاهَدَاكَ عَلى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ {لقمان:15}
فعلى من يضرب والده أو يسبه أو يسيء إليه التوبة إلى الله من هذا الذنب الكبير، وعليه أن يبر أباه ويتقرب إلى الله بطاعته ويسعى في رضاه.
أما بخصوص ضرب الزوجة لزوجها فقد أكد عضو هيئة كبار العلماء، الشيخ عبدالله المنيع، أن ضرب الزوجة لزوجها لا يجوز حتى في حالة الدفاع عن النفس، قائلاً إن هذا خلق سيئ والخلق السيئ لا يجوز.
واستطرد "المنيع" بقوله إن الضرب للزوج أو للزوجة على كل حال لا يعد حلاً للإشكال، ولابد من وجود تفاهم وتعايش ما بين الجميع، أما فيما يتعلق بالضرب أو الشتم، فهذا كله سبب من أسباب هدم البيوت وتشرد الجميع سواء زوج أو زوجة أو الأبناء.
وأردف: ولاشك أن هذا في الواقع غير صحيح وسلوك لا يحمد من قِبل الزوج أو الزوجة ولابد من تعامل مبني على الرفق واللين.
وجاء ذلك ردًا على سؤال : ما حكم ضرب الزوجة للزوج في حالة الدفاع عن النفس؟
من ناحية أخرى، أوضحت الأستاذ المشارك في الطب النفسي جامعة الملك سعود الدكتورة حنان عطا الله، أنه ومن خلال مسيرتها الطبية لم تصادف زوجة تضرب زوجها، وإن وجد فإن الزوجة لا تفعل ذلك إلا في حالتين: أن تكون مريضة سادية تتلذذ بضرب الزوج، أو في حالة الدفاع عن النفس، معللة ذلك بأنه حتى الحيوانات تقوم بالدفاع عن نفسها في حالة إيذائها..
وأترك للقارئ الكريم قراءة هذا الموضوع الشائك وفق وعيه وفهمه للفقه الإسلامي وإلمامه بالجوانب القانونية..
ختاما لا يسعني إلا أن أتوجه إلى السيد رئيس منطقة الحرس الوطني بمحافظة تطاوين الذي عرف بدماثة أخلاقه وتأدية واجبه المهني والوطني بمسؤولية ضميرية عالية بجزيل الشكر وعميق الإمتنان على سعيه الحثيث لإصلاح ذات البين بين الأب..الزوجة..البنت..والبنت الثالثة التي هي طرف في القضية -ونتحفظ على ذكر وظيفتها-بسبب الوازع الإنساني ليس إلا،وحتى لا نزيد الفتق اتساعا..
أما "الزوجة الكريمة" فمازالت متمادية في غيها ولم تثب إلى رشدها..وتدفع بإبنتها بالتالي إلى مزيد التنكيل بأبيها (كاتب هذه السطور) ضاربة بالبحث الأمني والقضائي عرض الحائط..
ولنا عودة إلى مستجدات هذه الحادثة غريبة الأطوار في مقال لاحق..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تونس.. ناشطون يدعون إلى محاكمة المعتقلين السياسيين وهم طلقاء


.. كلمة مندوب دولة الإمارات في الأمم المتحدة |#عاجل




.. فيتو أميركي يفشل جهود عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدة


.. الجزيرة تحصل على شهادات لأسيرات تعرضن لتعذيب الاحتلال.. ما ا




.. كيف يُفهم الفيتو الأمريكي على مشروع قرار يطالب بعضوية كاملة