الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المال الخليجي في دكان مصر

أحمد بدوي

2018 / 5 / 31
مواضيع وابحاث سياسية


أصدر وزير الشباب الرياضي تركي آل الشيخ بيانا فاضخا على صفحته الرسمية على فيسبوك يستقيل فيه من رئاسته الشرفية للنادي الأهلي المصري شارحا بالتفصيل علاقته بالنادي الأهلي ودعمه لرئيسه الحالي للفوز في انتخابات النادي على حساب منافسه، فتنصيب إدارة النادي لآل الشيخ رئيسا شرفيا للنادي، وصولا لما رآه تخبطا من إدارة النادي وانتقادا حادا من جمهوره له بعد دعمه للنادي بما يتجاوز مبلغ 260 مليون جنيه (14.5 مليون دولار) خلال فترة شهور فقط هي مدة رئاسته الشرفية للنادي. يلخص البيان بتفاصيله عبارتان ذكرهما آل الشيخ نفسه وهما أولا أنه أصبح في نظر جمهور النادي الأهلي شوال الرز الذي يتحكم ويعبث بالكرة المصرية، وثانيا أن إدارة النادي تعاملت معه وكأنه جهاز صراف على حد وصف الوزير السعودي. لا يذكر البيان تفاصيل نفقات وشكل تلقى هذه الأموال الضخمة، ولكنه يفيض بذكر أسماء العديد من الأفراد الرسميين وغير الرسميين واجتماعات ومفاوضات وتربيطات غير رسمية ترعاها الأموال الضخمة والمؤثرة لشخص آل الشيخ، ومع التفاصيل تشعر أن هذا النادي الأهلي المصري العريق والذي تأسس في بدايات القرن العشرين عام 1907 على يد العديد من كبار الشخصيات المصرية كأحد أقدم النوادي العربية هو مجرد دكان يملكه ويديره ويتحكم فيه فرد وتستطيع أن تشتري هذا الدكان بكل ما فيه لو امتلكت المال الوفير والرغبة. تعيدنا هذه الفضيحة بتفاصيلها لأحد التسريبات المزعومة لاجتماع دار أوائل عام 2014 بين الرئيس المصري الحالي ووزير الدفاع المصري حينذاك عبدالفتاح السيسي، ومدير مكتبه اللواء عباس كامل (مدير المخابرات المصرية الحالي)، ورئيس الأركان المصري السابق الفريق محمود حجازي. يشير فيه السيسي إلى الحاجة لعشرات المليارات من أمراء الخليج لتوضع بحسابات الجيش، قائلا (السيسي): "الفلوس عندهم زي الرز"، قبل أن ينتهي التسريب المزعوم باتصال بين كامل وفهد العسكر، مستشار الملك السعودي الراحل عبد الله بن عبد العزيز؛ ليخبره باجتماع المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي سيصدر بيانا بالموافقة على ترشيح السيسي للرئاسة المصرية. يتجدد التساؤل هنا أيضا عن علاقة المال الخليجي المشبوه بالقرار السياسي المصري حتى تتنازل مصر - في سابقة تاريخية وبشكل مهين للكرامة والكبرياء المصريين وسط العديد من الاعتقالات للمتظاهرين والنشطاء المصريين الرافضين للقرار - عن السيادة المصرية على جزيرتي تيران وصنافير ونقل تبعيتهما للمملكة العربية السعودية رغم العديد من الوثائق والحجج التاريخية التي تؤكد مصريتهما وفقا لكثير من الباحثين والحقوقيين والأكاديميين المصريين. ولا يتوقف الحديث عن حدود تأثير المال الخليجي في المشهد المصري عند السياسة والسيادة والرياضة فقط بل يتعداهم أيضا - وفقا للعديد من التقارير المنشورة - للإعلام والفن والاقتصاد من خلال امتيازات الدولة لبعض الدول الخليجية والاستثمار الخليجي المشبوه في قطاعات عديدةَ وحيوية أو الاحتكار والسيطرة عليها فيما يبدو تهديدا للأمن القومي المصري (الصحة، الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، السياحة، البترول، النقل، قناة السويس). هذه العلاقة المصرية الخليجية التي يضمن فيها صاحب المال النفوذ والسيطرة بطرق مشبوهة تشعرك - وبلا شك - أن بلدا كبيرا بحجم مصر وقد أرهقته السياسة وغاب فيه صاحب الحق الشعب وسيطر عليه مجموعة من الأفراد القلائل الذين يعملون لمصالحهم الشخصية وفوق اعتبار هذا الشعب الذي يعاني الفقر والقهر والجهل والمرض- قد تحول هذا البلد الكبير لمجرد دكان تستطيع أن تتحكم فيه وتشتري قراره أو كل ما فيه إذا توفرت لك المصلحة والمال الكثير.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بشكل طريف فهد يفشل في معرفة مثل مصري ????


.. إسرائيل وإيران.. الضربات كشفت حقيقة قدرات الجيشين




.. سيناريو يوم القيامة النووي.. بين إيران وإسرائيل | #ملف_اليوم


.. المدفعية الإسرائيلية تطلق قذائف من الجليل الأعلى على محيط بل




.. كتائب القسام تستهدف جرافة عسكرية بقذيفة -الياسين 105- وسط قط