الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فكرة الثورة وشيزوفرينيا الثائر الإنتهازي إبراهيم خاطر

سعد محمد عبدالله
- شاعر وكاتب سياسي

2018 / 6 / 1
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية



ربما نحتاج اليوم وغدا أن نتوقف كثيرا عند تجربة الحركة الشعبية لتحرير السودان-شمال ونرمقها بنظرة واقعية وموضوعية لنقيم مسيرة الفكرة والثورة معا، خاصة واننا نحاط اليوم بأسئلة كبيرة نطرحها علي أنفسنا كما الأخرون من حولنا، تتمحور حول أسباب ودوافع النكسة السياسية والفكرية والثورية الراهنة وآفاق إستشراف المستقبل، وكيما نجاوب علي بعض الأسئلة المطروحة (منا او علينا) يجب نناقش رؤية الحركة الشعبية ونقارنها بتوجه قادتها وعضويتها، وبالمقابل علينا أيضا أن ندرس عقلية قادة وأتباع الحركة الإنقلابية الإنفصالية بعمق وهدوء تام، وعلينا أن نضع حالة الرفيق إبراهيم خاطر تحت مجهر متعدد الزوايا والأبعاد لنحلل تحولاته السياسية والفكرية ونشخص أسباب (فصامه او شيزوفرينيته) وهي في الحقيقة مرض نفسي يفصل الإنسان عن واقعه ويجعله يتصور الأشياء الواقعية بشكل (معكوس أو متوهم) لا صلة له بالواقع الموضوعي، وخاطر الذي سكب أحبار أقلامه بالأمس دفاعا عن الحركة الشعبية وقيادتها الشرعية إنتقل اليوم إلي مربع الإنقلاب وبذات الأقلام كتب ضد رفاقه، فان راجعنا كتاباته بين (الأمس واليوم) سنجدها تحمل لغة الذم العنيف ولكنها متناقضة في المضامين والإتجاهات وتعبر عن إنزواء نحو المصلحة الذاتية وهو ما وصفه الرفيقين حامد آدم ومزمل تركي بالإنتهازية، وفي رأي أن الوضع قد تكون له أبعاد وتصورات آخرى تتفاوت مستوياتها بين الإرتجاج الفكري والتذبذب السياسي والإنتهازية كمستوى ثالث طغى علي حالة خاطر ودفعه للتخلي عن فكرة الثورة ومشروع الحركة الشعبية الفكري والسياسي والثوري والإلتحاق بمشروع التقسيم الإنفصالي العنصري والعمل ضد مبادئ القادة المؤسسيين وأشواق الجماهير التي تحلم بوحدة الحركة الشعبية وسائر قوى التغيير والتحرر لإنجاز الثورة وتحقيق الإصلاح داخل الحركة الشعبية وخارجها.

الحركة الشعبية لا نخفي تعرضها لصدمة سياسية وتنظيمية أدت لإنقسامها إلي معسكرين، معسكر شرعي بقيادة الرفيق مالك عقار ويتبنى الإصلاح السياسي والتنظيمي ويدعوا لوحدة الحركة الشعبية والسودان ككل، ومعسكر إنقلابي بقيادة الرفيق عبدالعزيز الحلو ويتبنى الإنقسام التنظيمي والسياسي وتقرير المصير لإنفصال جزء من السودان، ولكن المثير للتعجب والإستفهام الكبير يكمن في بروز فئة جديدة غير مألوفة لدينا بهذا الشكل تبرز علي خضم صراع (الوحدة والإنفصال) بين القيادة الشرعية والقيادة الإنقلابية ويعبر عنها الرفيق إبراهيم خاطر وتجار القضية السابقيين الذين أخذوا ذات المطرقة ودقوا علي حائط الحركة الشعبية مسمار غليظ اما لكسب نقاط الإنتفاع المادي والمعنوي ويحسبونها إضافة لشخصياتهم المنفصمة في الأساس او محاولة لتعطيل مسيرة الحركة الشعبية وضرب مشرع مشروعها الفكري والسياسي والثوري وهو الذي لن يحدث مهما حصل، فالحركة الشعبية تنظيم سياسي وثوري يحمل أفكار جديدة عابرة للجنس والطائفة والطموحات الشخصية الضيقة، وهو تنظيم الجماهير يسعى لتحقيق آمالهم وتطلعاتهم في وطن حر ديمقراطي علماني موحد تقدم فيه المصلحة الوطنية علي مصالح الأفراد، وتنظيم كهذا من السهل أن يتسلل إليه الإنتهازيين، وعندما تصتدم مصالحهم مع قيم ومبادئ الحركة الشعبية المستخلصة من مشروع السودان الجديد يخرجون فارغي الحقائب ويذهبون إلي مكانهم الذي يناسب طموحهم.

ففي كل الأحوال نحتاج لتقيم حالة الرفيق خاطر ضمن الفئة الثالثة (الإنتهازية) او ضمن مصابي (الإنفصام السياسي والفكري) لأن حالته هذه ليست وليدة (صدفة) او حالة عابرة بامكاننا تجاوزها كمسألة إستثنائية لم تتكرر، بل علينا أن ننظر لحالات مشابهة كثيرة سواء في الحركة الشعبية او تنظيمات المعارضة الآخرى، ولربما يجدر بنا أن نعطي هذه الحالة صفة (ظاهرة) وفقا لتكرار حدوثها من الذين يدخلون ويخرجون إلي التنظيمات السياسية وفي عقولهم داء الإنفصام الذي يجعلهم يتخيلون التنظيم الذي يدخلونه ويخرجون منه (متجر) كلا يتسوق فيه ويختار بضاعته التي يريد، ومن دخل ولم يجد ما يريد خرج قاصدا متاجر آخرى، فالتنظيم السياسي يحتاج لعقول تتحمل المسؤلية وتكون مستعدة لتقديم مبادرات ونظريات متجددة تفعل دوره وتدعم تطوير العمل السياسي بما يمكن الشخص من التعامل مع الأحداث الكبرى بلغة المنطق، اما أولئك الإنتفتاعيين والإنتهازيين والإنهزاميين وذوي العقول المنفصمة لا يستطيعون تقديم الخردلة في السياسة ولن تستفيد التنظيمات من وجودهم بل سيعطلون عجلة تقدمها وتطورها، وبدلا من الإنشغال بقضايا الجماهير الكبرى تنشغل التنظيمات بمعالجة طموح شخصي لأفراد منفصمين، ورغم أن مسألة كهذه تحتاج لمعالجة حقيقية إلا اننا نلاحظ المخاطب فيها شخص جاء وذهب بكامل إرادته، جاء لشراء أشياء لم يجدها فذهب، ومثله كثر في الساحة السياسية، وهم لا يأتون دفاعا عن قيم ومبادئ بل لأجل مطامع ذاتية لا صلة لها بالقضية، فنحن الآن نحتاج لتحليل عقلاني يفسر هذه الظواهر ويبين مكامن الخلل فيها ويعطيها توصيف حقيقي وواقعي يناسبها حتى يتم الشروع في وضع علاج لأسبابها، وهذا التوصيف لتعافى الحركة الشعبية وتعود إلي الساحة بقوة وتمارس كعادتها دور التنوير لتحرير السودان وتجديد الرؤية والتنظيم للوصول إلي سودان جديد علماني حر وديمقراطي.


سعد محمد عبدالله
1 يونيو - 2018م








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. يرني ساندرز يدعو مناصريه لإعادة انتخاب الرئيس الأميركي لولاي


.. تصريح الأمين العام عقب الاجتماع السابع للجنة المركزية لحزب ا




.. يونس سراج ضيف برنامج -شباب في الواجهة- - حلقة 16 أبريل 2024


.. Support For Zionism - To Your Left: Palestine | الدعم غير ال




.. كلام ستات | أسس نجاح العلاقات بين الزوجين | الثلاثاء 16 أبري