الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العقيدة الشرطية

وليد خليفة هداوي الخولاني
كاتب ومؤلف

(Waleed Khalefa Hadawe)

2018 / 6 / 1
دراسات وابحاث قانونية


العقيدة الشرطية
وليد خليفة هداوي الخولاني
يعتبر موضوع العقيدة من المواضيع المهمة والحديثة ، ولم تتم الاحاطة به والكتابة عنه بالشكل المطلوب وعلى الاقل يصح هذا الكلام في العقيدة الشرطية، ان هذا الموضوع لا بد وان يدرس في معاهد الشرطة وكلياتها ومراكزها التدريبية من اجل خلق مفاهيم الانتماء والتضحية والفداء وتحقيق الاهداف المبتغاة من المؤسسات الامنية والعسكرية على اتم صورة وافضل شكل ، وسيتم عرض الموضوع وفقا للاتي :
1- مفهوم العقيدة .
2- العقيدة السياسية.
3- العقيدة العسكرية .
4- العقيدة الشرطية .
1- مفهوم العقيدة :-
أ‌- العقيدة في اللغة : مأخوذة من العقد، وهو نقيض الحلِّ، وهو يدل على الشدة والوثوق.‏ وتطلق العقيدة على الأمر الذي يعتقده الإنسان، ويعقد عليه قلبه وضميره، بحيث يصير عنده حكمًا لا يقبل الشك.‏ او :«من العقد؛ وهو الربط، والإبرام، والإحكام، والتوثق، والشد بقوة، والتماسك، والمراصة، والإثبات؛ ومنه اليقين والجزم. والعقد نقيض الحل، ويقال: عقده يعقده عقداً، ومنه عقدة اليمين والنكاح، قال الله تبارك وتعالى: {لاَ يُؤَاخِذُكُمُ اللّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا عَقَّدتُّمُ الأَيْمَانَ} [المائدة: 89].
والعقيدة: الحكم الذي لا يقبل الشك فيه لدى معتقده، والعقيدة في الدين ما يقصد به " الاعتقاد دون العمل؛ كعقيدة وجود الله وبعث الرسل. والجمع: عقائد وخلاصة ما عقد الإنسان عليه قلبه جازماً به؛ فهو عقيدة، سواء كان حقاً، أم باطلاً"
ب‌- معنى العقيدة اصطلاحا:
و(العقيدة) في الاصطلاح: هي الأمور التي يجب أن يصدق بها القلب، وتطمئن إليها النفس؛ حتى تكون يقيناً ثابتاً لا يمازجها ريب، ولا يخالطها شك. أي: الإيمان الجازم الذي لا يتطرق إليه شك لدى معتقده، ويجب أن يكون مطابقاً للواقع، لا يقبل شكاً ولا ظنا؛ فإن لم يصل العلم إلى درجة اليقين الجازم لا يسمى عقيدة. وسمي عقيدة؛ لأن الإنسان يعقد عليه قلبه»
هذه العقيدة تكون قابلة لقبول الفرد والمجتمع وبقناعة مطلقة والاستعداد للدفاع عنها بكل ما لديهم من قوة وبكل وسيلة ممكنة .ومن البدايات الاساسية للعقيدة العقيدة الدينية والتي كانت تستند على اسس روحية ودينية من خلال الايمان بوجود خالق للكون ، حيث عبد الناس الاصنام واعتبروها بمثابة الاله الذي بيده الخير والشر ويقدمون القرابين لها.
وهذا ما يتضح جليا في قصة نبي الله ابراهيم (ع)، عندما كان قومه يعبدون الاصنام ، ولم يكن معتقدا بعقيدة قومه فذهب يبحث عن الاله الحقيقي فقرر عبادة كوكب الزهرة ثم القمر ثم الشمس .وبعد ان غاب القمر والنجوم وأفلت الشمس ،أدرك إبراهيم أن الكواكب والقمر والشمس ليسوا إلهة، وأن الله موجود ولكنه لا يستطيع رؤيته، هو الله خالق الكون بأكمله، بما فيه الشمس والقمر والنجوم والكواكب. آمن إبراهيم بالله سبحانه وتعالى، وأسلم وجهه له ولم يكن من المشركين، ........الى باقي القصة .
ثم تطورت الديانات الى اليهودية والمسيحية والدين الاسلامي خاتم الاديان الذي بلّغ به الرسول محمد (ص) وهكذا تتنوع العقيدة الدينية الاسلامية على سبيل المثال الى طوائف متعددة لكل طائفه تقاليدها وطقوسها ومعتقداتها الخاصة رغم المشتركات الاساسية الكثيرة بينها في عبادة الله الواحد الاحد وان محمدا عبده ورسوله وان القران هو كلام الله ...الخ .وفي العقيدة الاجتماعية كان الدور الاساس للفرد ثم تحول تدريجيا الى المجتمع كوسيلة لحماية الفرد ،والعقيدة على انواع فهنالك العقيدة السياسية والعقيدة العسكرية والعقيدة الشرطية والعقيدة الاجتماعية والعقيدة الاقتصادية ..... الخ وكما سيرد التطرق اليه لاحقا.
2- العقيدة السياسية :" تشير عبارة المذهب السياسي إلى العقيدة والفقه السياسي حينما يستهدف به أصحابه هدم النظم والأوضاع القائمة لتنظيم الدولة والمجتمع، وإقامتها على قواعد وأسس جديدة، لذا فإن المذهب السياسي هو بمثابة البرنامج السياسي المتكامل الذي تقدمه تلك العقيدة، وهو إعلان عن جاهزية فكر وفلسفة ومبادئ هذه العقيدة لتوضع كلها موضع التطبيق" . لذا يمكن القول ان
العقيدة السياسية: "هي كل ما يتعلق بأهداف الدولة وخطها السياسي والاقتصادي والاجتماعي العام محليا ودوليا واستراتيجيا "جاء في ديباجة الدستور العراقي «نَحنُ شَعْب العراقِ الناهضِ تَوَّاً من كبْوَتهِ، والمتَطلعِّ بثقةٍ الى مستقبلهِ من خِلالِ نِظاَمٍ جُمهورِيٍ اتحادي ديمقْراطيٍ تَعْددُّيٍ، عَقَدَنا العزمَ برجالنا ونِسائنا، وشُيوخنا وشبابنا، على احْتِرامِ قَوَاعدِ القَانُون، وَتحقيقِ العَدْلِ وَالمساواة، وَنبْذِ سِياسَةِ العُدوان، والاهْتِمَام بِالمَرْأةِ وحُقُوقِهَا، والشَيْخِ وهُمُومهِ، والطِفْلِ وشُؤُونه، وإشَاعَةِ ثَقَافةِ التَنَوعِ، ونَزْعِ فَتِيلِ الإرهاب. نحنُ شَعْب العراقِ الذي آلى على نَفْسهِ بكلِ مُكَونِاتهِ وأطْياَفهِ أنْ يُقَررَ بحريتهِ واختيارهِ الاتحادَ بنفسهِ، وأن يَتَّعِظَ لِغَدِهِ بأمسهِ، وأن يَسُنَّ من مِنْظُومَةِ القيمِ والمُثُلِ العليا لِرسَالاتِ السَماءِ ومِنْ مسْتَجداتِ عِلْمِ وحَضَارةِ الإنْسَانِ هذا الدُسْتورَ الدائمَ. إنَّ الالتزامَ بهذا الدُسْتورِ يَحفَظُ للعراقِ اتحادَهُ الحُرَ شَعْبَاً وأرْضَاً وسَيادةً». ومن اهم مبادئ العقيدة السياسية العراقية ما يلي :

 جمهورية العراق دولةٌ اتحادية واحدة مستقلةٌ ذات سيادة كاملة، نظام الحكم فيها جمهوريٌ نيابيٌ (برلماني) ديمقراطيٌ وهذا الدستور ضامن لوحدة العراق.
 العراق بلدٌ متعدد القوميات والاديان والمذاهب، وهو عضوٌ مؤسسٌ وفعالٌ في جامعة الدول العربية وملتزمٌ بميثاقها وجزءٌ من العالم الاسلامي
 يحظر كل كيانٍ او نهجٍ يتبنى العنصرية او الارهاب او التكفير أو التطهير الطائفي، او يحرض أو يمهد أو يمجد او يروج أو يبرر له
 تلتزم الدولة بمحاربة الارهاب بجميع اشكاله، وتعمل على حماية اراضيها من ان تكون مقراً أو ممراً أو ساحةً لنشاطه.
 يرعى العراق مبادئ حسن الجوار، ويلتزم بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الاخرى، ويسعى لحل النـزاعات بالوسائل السلمية، ويقيم علاقاته على اساس المصالح المشتركة والتعامل بالمثل، ويحترم التزاماته الدولية.
 تحترم الحكومة العراقية، وتنفذ، التزامات العراق الدولية الخاصة بمنع انتشار وتطوير وإنتاج واستخدام الاسلحة النووية والكيميائية والبيولوجية، ويُمنع ما يتصل بتطويرها وتصنيعها وانتاجها واستخدامها من معداتٍ ومواد وتكنولوجيا وأنظمةٍ للاتصال.
 العمل حق لكل العراقيين بما يضمن لهم حياة كريمة وينظم القانون العلاقة بين العمال واصحاب العمل على اسسٍ اقتصادية، مع مراعاة قواعد العدالة الاجتماعية.
 الملكية الخاصة مصونةٌ، ويحق للمالك الانتفاع بها واستغلالها والتصرف بها، في حدود القانون.
 تكفل الدولة اصلاح الاقتصاد العراقي وفق اسسٍ اقتصاديةٍ حديثة وبما يضمن استثمار كامل موارده، وتنويع مصادره، وتشجيع القطاع الخاص وتنميته.
 تكفل الدولة تشجيع الاستثمارات في القطاعات المختلفة، وينظم ذلك بقانون.
 الأسرة أساس المجتمع، وتحافظ الدولة على كيانها وقيمها الدينية والأخلاقية والوطنية.
 تكفل الدولة حماية الأمومة والطفولة والشيخوخة، وترعى النشء والشباب، وتوفر لهم الظروف المناسبة لتنمية ملكاتهم وقدراتهم.
 للأولاد حقٌ على والديهم في التربية والرعاية والتعليم، وللوالدين حقٌ على أولادهم في الاحترام والرعاية، ولاسيما في حالات العوز والعجز والشيخوخة.
 يحظر الاستغلال الاقتصادي للأطفال بصورهِ كافة، وتتخذ الدولة الإجراءات الكفيلة بحمايتهم.
 تمنع كل أشكال العنف والتعسف في الأسرة والمدرسة والمجتمع.

3- العقيدة العسكرية: تعريف :هي" مصطلح عسكري عام لوصف اداء الوحدات والقطعات العسكرية خلال المعارك وتقديم مقترحات عملية لتقديم اطار عملي قياسي موحد داخل المؤسسة العسكرية تساعد على اتمام المهام المختلفة اكثر من كونها قوانين ونظريات جامدة كما تعمل على الرابط بين النظريات والتاريخ والتجارب العملية . كما تعزز التفكير الابداعي وايجاد حلول غير مطروقة في مواجهه المواقف المتغيرة والمبتكرة في القتال كما تمد القوات المسلحة بأفضل الاساليب بتنفيذ العمليات المختلفة ووضع دستور محدد يستخدمه القادة العسكريين وواضعي الخطط العسكرية اثناء ادارتهم المعارك".
او «هي مُجمل المبادئ الأساسية التي تتخذها القوات العسكرية لإنجاز مهامها، وهي قواعد مُلزمة وإن ظلت المواقف القتالية المختلفة الحكم الأساسي لاتباع أي من قواعد العقيدة العسكرية».
 وحسب تعريف حلف الناتو : «العقيدة العسكرية هي مُجمل المبادئ الأساسية التي تتخذها القوات العسكرية لإنجاز مهامها، وهي قواعد مُلزمة وإن ظلت المواقف القتالية المختلفة الحكم الأساسي لاتباع أي من قواعد العقيدة العسكرية».
 وحسب تعريف الجيش الكندي : « مصطلح رسمي لوصف مُجمل الأفكار والمعلومات العسكرية التي يقبل بها الجيش كإطار منظم للعمل خلال حقبة زمنية محددة نظرًا لطبيعة الصراع الدائر في ذلك الوقت ومدى استعداد القوات العسكرية له وطرق الاشتباك المفروضة من أجل إتمام المهمات».
 في الجانب الروسي تعرف :العقيدة العسكرية هي النظام الرسمي المعتمد من الدولة لمجمل الآراء العلمية حول طبيعة الحرب الحديثة واستخدام القوات المسلحة خلالها... وهي تتكون من شقّين أساسيين وهما؛ شق اجتماعي سياسي وآخر عسكري تقني.
 وحسب تعريف هيئة التدريس في القوات الجوية الامريكية :العقيدة العسكرية هي مُجمل المفاهيم والمبادئ والسياسات والتكتيكات والتقنيات والتدريبات والأساليب المُستخدمة أو المُتّبعة لضمان كفاءة تنظيم وتدريب وتسليح وإعداد وتوظيف المؤسسة العسكرية لوحداتها التكتيكية والخدمية.

 وعرفها احد قادة الجيش العراقي : بانها " مجموعة الافكار والآراء والتعاليم التي تخص العلم العسكري وفن الحرب والتي تطبقها القوات المسلحة سلما وحربا مسترشدة بخبرة الماضي وتطمح الى التطوير وفقا لتصورات المستقبل لتحقيق الاهداف المحددة ، او هي السياسة العسكرية التي تعبر عن وجهات النظر الرسمية وطريقة استخدام القوات المسلحة والنظرة الى الحرب وطبيعتها وطرق خوضها واسس اعداد القوات المسلحة لتحقيق غايات واهداف الحرب ".
 وتركز العقيدة الامريكية الجديدة الخاصة بالأسلحة النووية على منع الانتشار النووي بالنسبة للدول مصدر القلق والجماعات الارهابية ،ومواصلة الخفض الحذر في الترسانة النووية الامريكية ، بينما تسمح بالرد السريع على الاخطار المحتملة وتسعى الى تطوير السبل التي تضمن كفاءة اداء ترسانتها دون استئناف للتجارب تحت الارض. وبالنسبة لعقيدة القوة الجوية الامريكية "فهي تنبع من الخبرة المكتسبة في الحرب وتحليلات التأثير المستمر لأنظمة التسليح الحديثة في القتال، كما ان التطورات الديناميكية المستمرة في الاسلحة الحديثة تجعل مراجعة هذه العقيدة من وقت لأخر امرا ضروريا "وواضعون هذه الاستراتيجية يمضون قدما لدمج عقيدة واستراتيجية الفضاء في العمليات الجوية المستقبلية
 تطلق اسماء الدول على العقيدة العسكرية الخاصة بجيوشها وطريقة خوضها للمعارك وفن الحرب الذي تتبعه واسلوب السوق العسكري . وعلى هذا الاساس (بالنسبة للدول العربية والاسلامية )هنالك :
 العقيدة العسكرية الغربية:ترتكز على المبدأ القائل: ((مزيد من النيران وقليل من المقاتلين) حيث يمكن معالجة الاهداف العسكرية بالنيران بمختلف الاسلحة والسيطرة عليها مهما بلغت كثافة تلك النيران بإعطاء اقل عدد ممكن من الخسائر بالأرواح وفقا لمبدأ" افراط في النيران وتفريط في المقاتلين "واهم الدول التي تأخذ بها الولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا وفرنسا والدول العربية التي تأخذ بها هي الدول التي تتسلح من المعسكر الغربي وتدرب ضباطها فيه. وان مبررات استخدام هذه العقيدة :العامل الاول : أن الدول الغربية دول صناعية تنتج السلاح في مصانعها الخاصة بها، وبإمكانها إنتاج السلاح الذي تريده، وبالكمية التي تريدها، وتزويدُ جيوشها بالسلاح التقليدي ،العامل الثاني : عامل سياسي، فالديمقراطية في الغرب تُتيح الحرية الكاملة لكل فرد، وتجعل لحياة ذلك الفرد قيمة عظيمة لا يمكن التساهل بأي شكل من الأشكال في إهدارها دون مسوِّغاً .ووفقا لذلك يحاسب القادة ورؤساء الدول عند حصول تضحيات في القوات بدون مبرر او نتيجة لاخطاء.

 اما العقيدة العسكرية الشرقية : فأنها تركز على المبدأ القائل ((مزيدٌ من المقاتلين وقليل من النيران ))، أن المبدأ الشرقي يناقض المبدأ الغربي من الناحية العسكرية، فالهدف الذي يعترض العمليات الحربية في القتال يمكن السيطرة عليه بموجات متعاقبة من المحاربين، ويكون تقدم القدمات المقاتلة نحو هدفها مسنداً بالنيران المتيسرة من الأرض أو من الجو أو كليهما معاً، ولا يحول نقص النيران كمية ونوعاً دون إقدام المقاتلين على النهوض بواجبهم في احتلال هدفهم في الوقت المناسب أي "افراط في المقاتلين وتفريط في النيران " والدول التي تستخدم هذه العقيدة هي الدول التي تقوم بإيفاد ضباطها للتدريب في الدول الشرقية وتشتري سلاحها منها. ويعود سبب استخدام هذه العقيدة الى " اولا- ضخامة نفوس الدول الشرقية ، ثانيا- عدم وجود الكميات الكافية من الاسلحة لان هذه الدول ليست صناعية وبالتالي فهي تقتصد بالسلاح والعتاد .وهذا العقيدة العسكرية متبعة في الكثير من دول الشرق .ثالثا-لا تحاسب تلك الانظمة المسؤولين عن الخسائر البشرية بسبب عدم وجود او نضج الديمقراطيات فيها لذلك فالأنسان ليس له تلك القيمة كما هو الحال في الديمقراطيات الغربية .
4- العقيدة الشرطية:
 لم نجد بحوثا متعلقة بالعقيدة الشرطية، ربما لم نفلح بالبحث وربما لم يكتب في هذا الموضوع بعد ، ولم نشا ان نسميها بالعقيدة الامنية التي تعتبر اوسع من العقيدة الشرطية ، فألأمن ربما يتسع كمفهوم لأمن الدولة الداخلي والخارجي .ولا يمكن القول بان قوات قوامها ثلاثة ارباع المليون كما هو حال الشرطة العراقية ان تقاتل بدون عقيدة او بعقيدة ربما لا تلائم انظمتها وقوانينها.
 تستمد العقيدة تعريفها من المهام التي تكلف بها وتعتمد على طريقة اداء الواجب المطلوب منها والخبرات المكتسبة والإضافات الحاصلة في التجهيز والتحديث والتطوير باتجاه بلوغ الغاية الرئيسية من انشاء هذه القوات في منع وقوع الجرائم وتحقيق المجتمع الآمن وتحقيق النصر على الجريمة والارهاب في المجتمع غي الحال والمستقبل .
 من ذلك يمكن تعريف العقيدة الشرطية بانها «هي مُجمل المبادئ الأساسية التي تستند اليها قوات الشرطة لإنجاز مهامها اليومية والسنوية ، وهي قواعد واسس عمل مُلزمة وواجبة الاتباع من اجل تحقيق الرؤيا الخاصة بها في خلق البيئة الامنة الخالية من الارهاب والجريمة وكذلك تحقيق شعارها الدائم المتمثل (الشرطة في خدمة الشعب ) ».
 كيف يعمل رجل الشرطة ؟ حدود تصرفاته وسلوكه ؟ كيف يتعامل مع الناس ؟مقدار القوة التي يستخدمها في الواجب ؟ متى يستخدم السلاح ويقتل من اجل حفظ الامن والنظام ؟ماذا يلبس من زي ؟ما يتلقاه من تدريب ؟ مقاييس ومعايير الامن المستدام الناجز وكيفية ادامة النصر والمحافظة على الامن ومنع الجرائم مستفيدا من الخبرات المتراكمة الناتجة عن المهام اليومية ، ووسائل الاسناد المتطورة على مستوى العالم كل ذلك تحدد ه العقيدة الشرطية .
 وان اهم مبادئ تلك العقيدة ما يلي :
- الدستور العراقي .
- مبدا التضحية والفداء .
- قانون واجبات رجل الشرطة رقم 176 لسنة 1980 .
- قواعد السلوك المهني لرجل الشرطة .
- قانون وزارة الداخلية رقم 20 لسنة 2016.
- قواعد ومثل الشرطة العربية .
- الخطط السنوية وتعليمات الشرطة (بما في ذلك خطط التدريب والتجهيز والتطوير وتحسين الجودة وكفاءة الاداء واستيراد التكنلوجيا المتطورة).
- قوانيين الضبط المسلكي (العقوبات واصول المحاكمات لقوى الامن الداخلي والتي تسعى لتعزيز الانضباط داخل المؤسسة الأمنية )
- القوانين ذات العلاقة بعمل الشرطة (قانون المرور، قانون الاسلحة ، ......الخ ).
- الخبرات المتراكمة جراء المهام والخطط المنفذة في منع وقوع الجرائم، والإضافات الحاصلة جراء التحديثات الحاصلة عن النجاحات العالمية في هذا الميدان والتعاون بموجب الاتفاقيات والمعاهدات الامنية مع الدول الاخرى .
- العقيدة السياسية والعسكرية .
وادناه عرضا موجز لكل من المبادئ المشار اليها :
 الدستور العراقي :- الدستور هو مصدر اساسي للعقائد السياسية والعسكرية والشرطية والاقتصادية ..الخ . وهو مصدر التشريع ، واهم ما يهم عقيدة الشرطة في الدستور هو الاتي :
 أ- الاجهزةالامنية من مكونات الشعب العراقي، بما يراعي توازنها وتماثلها دون تمييزٍ او اقصاء (م9ف أ).
 ب-وتخضع لقيادة السلطة المدنية وتدافع عن العراق.
 ت-لا تكون اداةً لقمع الشعب العراقي.
 ث-لا جريمة ولا عقوبة إلا بنص، ولا عقوبة إلا على الفعل الذي يعده القانون وقت اقترافه جريمة.
 ج- المتهم بريء حتى تثبت إدانته في محاكمةٍ قانونيةٍ عادلةٍ.
 ح- لا يجوز الحبس أو التوقيف في غير الأماكن المخصصة لذلك .
 خ- حرية الإنسان وكرامته مصونةٌ، لا يجوز توقيف أحد أو التحقيق معه إلا بموجب قرارٍ قضائي.
 د-يحرم جميع أنواع التعذيب النفسي والجسدي والمعاملة غير الإنسانية، ولا عبرة بأي اعتراف انتزع بالإكراه أو التهديد أو التعذيب، وللمتضرر المطالبة بالتعويض عن الضرر المادي والمعنوي الذي أصابه وفقاً للقانون.
 ذ- تكفل الدولة، بما لا يخل بالنظام العام والآداب حرية التعبير عن الرأي بكل الوسائل.
 ر- حرمة المساكن مصونةٌ، ولا يجوز دخولها او تفتيشها او التعرض لها الا بقرارٍ قضائي،.اضافة الى تطبيق كل ما يتعلق بعمل الشرطة في نصوص الدستور.
 مبدأ التضحية بالنفس : في سبيل حفظ ارواح وممتلكات المواطنين، وفي الحقيقة ان لفظ الشرطة مستمد من اول كتيبة تشهد الحرب وتتهيأ للموت والذين علّموا انفسهم بعلامات يعرفون بها . لذا فان التضحية في النفس هي اساس انشاء الشرطة ،وما ببعيد عنا احتضان مقاتلي الشرطة للانتحاريين دفاعا عن ارواح المواطنين .
 قانون واجبات رجل الشرطة رقم 176 لسنة 1980:
 أ- حدد اختصاص رجل الشرطة بالمحافظة على النظام والأمن الداخلي، ومنع ارتكاب الجرائم، وتعقيب مرتكبيها، والقبض عليهم، والقيام بالمراقبة المقتضاة لها، وحماية الأنفس والأموال.
 ب- استعمال القوة بالقدر اللازم دون السلاح الناري لإداء واجباته وان تكون هي الوسيلة الوحيدة او للقبض على متهم عليه امرا بالقبض وحاول المقاومة او الهرب
 ت- يجوز لرجل الشرطة استعمال القوة دون السلاح الناري أو إستعمال السلاح الناري بالقدر اللازم بلا أمر من السلطات المختصة في حالتين الدفاع الشرعي او مطاردة مجرم مسلح .
 ث- يجوز لرجل الشرطة إستعمال السلاح الناري إذا أريد به دفع أحد الأمور الآتية ولو أدى ذلك إلى القتل عمدًا وبدون امر من السلطات المختصة : (7 حالات ).
 قواعد السلوك المهني لرجل الشرطة :وهذه خلاصتها:
 أ- احترم المرؤوسين لرؤسائهم ضمن العقيدة الشرطية (الانضباط)ومعاملة الرؤساء للمرؤوسين بالاحترام المطلوب .
 ب-اول المنفذين لأحكام القوانيين والانظمة .
 ت- الامتناع عن ارتكاب اعمال الفساد الاداري .
 ث- اقامة افضل العلاقات مع المواطنين (الشرطة في خدمة الشعب ).
 ج-اداء الواجب بانضباط ومهنية عالية .
 ح- منع تعاطي المسكرات والمخدرات اثناء الواجب .
 خ- يمنع منعاً باتاً على رجل قوى الأمن الداخلي تشكيل أحزاب سياسية او الانتماء إليها بأي شكل كان طيلة عمله في مسلك قوى الأمن الداخلي.
 د- يحترم رجال قوى الأمن الداخلي أثناء قيامهم بواجباتهم الكرامة الإنسانية ويجسدون كل القيم الإنسانية النبيلة .
 ذ- عدم استخدام القوة .
 ر- الامتناع عن التعذيب .
 ز-حماية صحة المحتجزين.
 س- احترام الراي والمعتقد .
 ش- الاتصاف بالشجاعة والتضحية والحفاظ حقوق الانسان والنزاهة والعدل والصدق والسرية والامانة.


 واجبات الشرطة المنصوص عليها في قانون وزارة الداخلية رقم 20 لسنة 2016 :
 أ- حماية ارواح الناس وحرياتهم والاموال العامة والخاصة .
 ب- منع ارتكاب الجرائم واتخاذ الاجراءات القانونية بحق مرتكبيها .
 ت- تنفيذ القوانيين ذات الصلة بعمل وزارة الداخلية .
 قواعد ومثل الشرطة العربية :
 أ-أحترم رجال الشرطة، أثناء قيامهم بواجباتهم، الكرامة الإنسانية وحمايتها والمحافظة على حقوق الإنسان لكل الأشخاص وتوطيدها وفقا لما هو منصوص عليه في الشريعة الإسلامية وفي الدساتير والأنظمة الأساسية والقوانين الوطنية.
 ب- يمتنع رجال الأمن عن القيام بأي عمل من أعمال التعذيب أو غيره من ضروب المعاملة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة أو الأشكال الأخرى للإساءة، جسدية كانت أو نفسية أو أن يحرض عليها أو يتغاضى عنها.
 ت-هنالك العديد من القيم كالإيثار والنخوة وبذل النفس والحياد والمساعدة وكتم الاسرار ومخافة الله ونصرة الحق وعدم التمييز لأي سبب, واخذ حق المظلوم من الظالم .....الخ .
 القوانين ذات العلاقة بعمل الشرطة : وتتضمن القوانين ذات العلاقة بعمل الشرطة ومنها على سبيل المثال لا الحصر :قانون المرور، قانون الجنسية والجوازات ،قانون البغاء والسمسرة، قانون الاسلحة ،قانون الاحوال الشخصية، ...الخ.
 خطط الوزارة وتعليماتها والامر ذات العلاقة :
 تضع وزارة الداخلية خططا سنوية ومتوسطة المدى وطويلة المدى في مجال الامن والتسليح والادارة وتضع فيها سياساتها واهدافها والكثير من المواضيع المتعلقة بحفظ الامن والنظام . كما تصدر تعليمات للضبط المسلكي وحفظ الامن والنظام تكون هذه الخطط والبرامج جزء من العقيدة الشرطية . كما ان تسليح الوزارة وتجهيزها وتدريبها يجعلها تتبع العقيدة التي تتدرب عندها .

 العقيدة العسكرية والسياسية العراقية:
بالتأكيد فان العقيدة السياسية للدولة والعسكرية تترك اثرها بالنسبة للعقيدة الشرطية . فهي تخضع لتعليمات القيادة السياسية ، وتخوض معارك تحرير البلد من داعش ومسك جبهات قتالية بأشراف وتوجيه ودعم القوات العسكرية وبالنسبة لواجباتها في حفظ الامن الداخلي فأنها تعتمد على عقيدتها الشرطية الخاصة بها وخبراتها المتراكمة وسياساتها الامنية ذات العلاقة باستتباب الامن وتخضع لتعليمات السلطة المدنية .
 وفي الختام فان الشرطة العراقية ووفقا لعقيدتها تمارس واجبات قتالية جنبا الى جنب مع القوات العسكرية وتخضع للخطط العسكرية كما هو في الشرطة الاتحادية والرد السريع وافواج الطوارئ وحتى الشرطة المحلية وشرطة النجدة وتواجه الارهابيين والعصابات الاجرامية كل يوم في ساحات المعارك او في الشوارع العامة . كما وتمارس واجباتها الاخرى في الحفاظ على الامن الداخلي ومنع ارتكاب الجرائم وفقا لعقيدتها الشرطية ،متوخية من كل ذلك اداء رسالة سامية شعارها (خدمة الشعب ) وهدفها خلق البيئة الامنة الخالية من الارهاب والجريمة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الأمم المتحدة تحذر من إبادة قطاع التعليم في غزة


.. كيف يعيش اللاجئون السودانيون في تونس؟




.. اعتقالات في حرم جامعة كولومبيا خلال احتجاج طلابي مؤيد للفلسط


.. ردود فعل غاضبة للفلسطينيين تجاه الفيتو الأمريكي ضد العضوية ا




.. مخاوف إسرائيلية من مغبة صدور أوامر اعتقال من محكمة العدل الد