الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إبراهيم بن ادهم - شخصية ومصير

ميثم الجنابي
(Maythem Al-janabi)

2018 / 6 / 2
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


"المتصوف الكبير من تتوحد فيه المتناقضات بمعايير الحق والحقيقة"

إن البداية المحققة بمعايير التاريخ هي اللغز الفعلي بمعايير الوحدة المحيرة والمدهشة للأزل والأبد. فالإنسان يولد بالصدفة ويموت بالضرورة وحتميتها. وهي المفارقة التي تشبه دخول الطريق الصوفي والخروج منه. بمعنى مصادفة الدخول وحتمية الخروج إلى فضاء المطلق لكي تستكين الروح بتذوق المعنى. وقد وضع المتصوفة هذه الحالة فيما يتعلق بدخول إبراهيم بن ادهم في الطريق الصوفي بحكاية اقرب إلى مفارقة الخيال منها إلى الواقع، لكنها أكثر واقعية من الخيال بمعايير الذهنية الصوفية ورمزية المعنى القائم فيها. اذ ينقل عن احد المقربين منه (ابن بشار) قوله، كيف انه أمسى مع إبراهيم بن ادهم ليلة ليس لهم ما يفطرون عليه. عندها قال له إبراهيم بأن الله أنعم على الفقراء والمساكين من النعيم والراحة بحيث لا يسألهم يوم القيامة عن زكاة، ولا حج، ولا صدقة، ولا صلة رحم. وبالتالي لا ضرورة للغمّ، لأن رزق الله آت لا محالة. بالتالي فإنهم الملوك الأغنياء، وذلك لأنهم تعجلوا الراحة، بحيث لا يبالون على أي حال كانوا به مازالوا يطيعون الله. بعدها قام إبراهيم إلى صلاته، وقام ابن بشار. فإذا برجل قد جاء بثمانية أرغفة وتمر كثير فوضعه وقال:كل يا مغموم! عندها فرقها إبراهيم على من حوله وأكل هو الآخر منها. بعدها خرج وأتى قبر فترحم عليه وقال: هذا قبر حميد بن جابر، أمير هذه المدن كلها. كان غارقا في بحار الدنيا ثم أخرجه الله منها. اذ بلغني أنه سرّ ذات يوم بشيء ونام فرأى رجلا بيده كتاب ففتحه فإذا هو كتاب بالذهب: لا تؤثرن فانيا على باق، ولا تغترن بملكك، فإن ما أنت فيه جسيم لولا أنه عديم، وهو ملك لولا أن بعده هلك، وفرح وسرور لولا أنه غرور، وهو يوم لو كان يوثق له بغد، فسارع إلى أمر الله فإن الله قال: وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين. فانتبه فزعا وقال:هذا تنبيه من الله وموعظة. فخرج من ملكه وقصد هذا الجبل فعبد الله فيه حتى مات.
نعثر في هذه الحكاية المروية على لسان إبراهيم بن ادهم صدى دخوله للطريق الصوفي. اذ يروى عنه أن أباه كان من أهل بلخ. وكان من ملوك خراسان. كان يحب الصيد. في إحدى المرات وهو يصيد متابعا أرنبا أو ثعلبا، فإذا بنداء من وراءه يقول له "ليس لذا خلقت ولا بهذا أمرت". فتوقف ينظر. ثم سار. وهكذا تكرر القول ثلاث مرات (على مثال اقرأ النبوية). عندها جاءه نداه الباطني "جاءني نذير من رب العالمين. والله لا عصيت الله بعد يومي هذا". فرجع إلى أهله وترك كل شيء وساح إلى العراق فلم يعجبه، ثم إلى الشام. فقد قالوا له إن أردت الحلال فعليك ببلاد الشام. وإن أردت الحلال الصافي فعليك بطرسوس. وهناك استقر يعمل بحراسة البساتين وحصاد الأرض. من هنا قوله "ما تهنيت بالعيش إلا في بلاد الشام". أفر بديني من شاهق إلى شاهق، فمن رآني يقول: موسوس. وعندما سألوه مرة منذ كم قدم إلى الشام؟ أجاب منذ أربع وعشرين سنة، ما جئت لرباط ولا لجهاد، جئت لأشبع من خبز الحلال. ومن هنا أيضا حصيلة موقفه في مخاطبته لشقيق البلخي "لم ينبل عندنا من نبل بالحج والجهاد، وإنما نبل عندنا من كان ما يدخل جوفه الرغيفين . وفي عبارة أخرى "يعقل ما يدخل بطنه". وكلاهما يحملان نفس المعنى.
كما نعثر في هذه الصورة التي قدمتها حكايات التصوف (الرمزية في اغلبها) عن توحيد خاص لكيفية دخول سدهارتا غوتاما (بوذا) طريق التصوف، وقراءة النبي محمد، بأثر وحيه الداخلي لحقائق الوجود الكبرى. ولكل منهما انكسار خاص للإرادة وإعادة تأهيلها بمعايير "الفكرة البوذية" و"الفكرة المحمدية". فالقصة المروية عن بوذا (ولد عام 568 قبل الميلاد) تبدأ بالرفاهية والترف وتنتهي بالعزلة والخلوة التامة وهو في السادس والعشرين من العمر. وينحدر سدهارتا من نسب رفيع وعائلة أمراء غنية. وبأثر هذه الخلوة توجه صوب الزهد في الحياة والتقشف الشديد والسلوك المعرفي والتأمل العميق لإشكاليات الوجود الطبيعي والماوراطبيعي. وأبدع منظومة فلسفية نظرية وعملية تهدف إلى "خلاص الإنسان" من كدر الوجود وآلامه. بعبارة أخرى، إننا نعثر في الصيغة الشكلية لسدهارتا غوتاما وإبراهيم بن ادهم على نمط متشابه. لكن الفرق بينهما يقوم في أن انتقال إبراهيم بن ادهم إلى الخلوة والعزلة وتأمل الوجود جرى بمعايير الرؤية "الربانية الإسلامية"، بينما انتقل سدهارتا من الوجود إلى العدم التي شكلت بدورها نقطة التحول التأسيسية للبوذية ومبادئها الكبرى، اي كل ما أدى إلى بلورة فكرة الطريق الخاص في إدراك حقائق الوجود وتنقية القلب واستقامة الإرادة.
ولكل منهما فلسفته النظرية والعملية الخاصة، لكنهما يشتركان في طريق بلوغ الحقيقة. اذ لا تعني بوذا سوى المتنور بالحقيقة، بينما في التصوف هو المتوحد، والفاني في التوحيد، والقطب الصوفي. وفي كلتا الحالتين هو مسار لن ينتهي في الطريق. ففي البوذية عبر التناسخ، وفي التصوف عبر سلسلة الإرادة الرابطة للشيخ والمريد بوصفها سلوكا عمليا وطريقا فرديا في الطريق. وليس مصادفة ان يرد مرة على من سأله: كيف كان بدء أمرك؟ بعبارة: غير هذا أولى بك!
بمعنى إن الجوهري في وجوده ليس بداية الطريق بل السير به حتى "النهاية". فدخول الطريق حكاية بينما السير به إرادة ودراية. ومن ثم فهو تجربة فردية وفردانية. ووجد ذلك انعكاسه في وعيه الذاتي وسلوكه العملي ووعي الآخرين إياه وتقييمه، أي رسم معالم شخصيته الفردية والفردانية.
ومن الممكن الاكتفاء، فيما يتعلق بتقييم القدماء إياه بما وضعه أبو نعيم الأصفهاني في (حلية الأولياء) عندما وصفه قائلا: "الحازم الاحزم والعازم الالزم. أيد بالمعارف فوجد. وامدّ بالملاطف فعبد. كان شرع الرسول نهجه" . إننا نعثر في هذا التقييم البلاغي الجميل والتحديد الدقيق لبعض صفاته الجوهرية على صيغة ترفع إبراهيم بن ادهم إلى مصاف الفكرة الصوفية المتكاملة بذاتها. أما في الواقع فقد كان إبراهيم بن ادهم اقرب ما يكون إلى الحلقة الرابطة بين حالة الزهد ومقام التصوف، أو الحالة الانتقالية من تقاليد الزهد الرفيع (العملية الفكرية) إلى مصاف البداية الأولية للتصوف وبلورة مفاهيمه الأولية وقيمه وطرقه في تنقية الإرادة والقلب.
وقد جّسد إبراهيم بن ادهم في شخصيته توحد المتناقضات بمعايير الحق والحقيقة، شأن كل المتصوفة الكبار. ففي مظهره قيل عنه بأنك إذا رأيت إبراهيم بن ادهم كأنه ليس فيه روح. ولو نفخته الريح لوقع. اسود. متدّرع بعباءة. وفي مظهر آخر قيل عنه "كأنه إعرابي لا يشبع من الخبز والماء. إنما هو جلد على عظم، لا تراه مجالسا احد. فإذا أتى منزله وجلس إليه إخوانه ضاحكهم وباسطهم" . وعندما سأله احد الأشخاص ما هي كنيته أو كيف يكنّيه، أجابه "إن كنّيتي قبلت منك، وإن دعوتني باسمي فهو أحب إليّ" . وهي العبارة التي تتلألأ فيها فكرة الأنا المتحررة أو المكتفية بذاتها.
ووراء هذه المظاهر الشخصية التي يبدو فيها إبراهيم بن ادهم كما لو انه من عالم منزو بذاته هش العود بعيدا عن هموم الوجود، تبرز حقيقته الباطنة التي وضعها الأصفهاني بعبارة الحازم الاحزم، والعازم الالزم، أي ذاك الذي اتسمت شخصيته بالحزم والالتزام بما فيها بلا بقية. اذ تشير الروايات إلى اشتراك الدائم في الغزوات والحروب بمعايير الفكرة المتسامية وليس بمقاييس الفوز والغنيمة. بحيث نعثر في الكثير من السرديات الجميلة عنه عما يمكنه ان يكون "تهورا" بالنسبة للشجعان والفرسان، بينما يبدو الأمر عاديا بالنسبة للشخص الذي يبدو في مظهرا عودا ضعيفا يمكن الإطاحة به بنفخة بسيطة. فقد غزى في حياته غزوتين. كل واحدة اشد من الأخرى. ولم يأخذ سهما ولا نفلا، وكان لا يأكل من متاع الروم . ففي إحدى المرات حين عاين العدو رمى بنفسه في البحر يسبح نحوهم، فلما رأوه على هذه الحال هربوا . ومرة أخرى في إحدى الغزوات حدثت عاصفة ثلجية فهربت جماعته. وبقي هو لحاله، فألقى بكسائه ومكث تحت الثلج. وفي الصباح التالي، شاهدوا خيولا قادمة نحوهم، فاعتقدوا انه العدو، فقال احدهم
- خيل قد أقبلت بسروجها ليس عليها ركاب وخلفها فارس يطردها بقناته!
- انه إبراهيم بن ادهم. انزلوا لكي لا ننفضح مرتان!
فإذا بإبراهيم بن ادهم ومعه 360 فرسا (على عدد أيام السنة؟). عندها خاطبهم "جاءتكم الشهادة ففررتم" .
صنعت هذه الأحداث وأمثالها الإطار الذي رسمت فيه صورة "الناجي المنجي" لمن حوله. بحيث نعثر على صداها الأسطوري في تلك الرواية القائلة، بأنه كان في غزوة بحرية فعصفت عليهم الريح بحيث اشرفوا على الغرق، فسمعوا مناديا ينادي بأعلى صوته:"تخافون وبينكم إبراهيم؟!" .
وما وراء هذه الصورة المبجلة والأسطورية أيضا كانت تكمن في الواقع شخصيته الواقعية والمتسامية، التي جعلت من كل أفعاله وأقواله وجدا للحق والحقيقة، مع ما ترتب عليه بالضرورة مواقفه ومعناها الحقيقي أو الباطني من العبادات، بوصفها إحدى الحدود الجوهرية في الثقافة الإسلامية. سواء تعلق الأمر بمظاهر العبادة ومستلزماتها بالنسبة لفكرة الجماعة، أو معناها الباطني أو الحقيقي بالنسبة لسمو الروح الأخلاقي وتهذيب أسلوب المعرفة، كما نراها على سبيل المثال في قوله:"اهربوا من الناس هربكم من السبع الضاري، ولا تخلفوا عن الجمعة والجماعة" . بمعنى أهمية الظاهر (الجماعة) وجوهريتها مع البقاء فيها ومعها بمعايير الأنا المتسامية. وهو الأمر الجلي في كل مواقفه وسلوكه المتعلق بالمعرفة ووجدها الذاتي، أي في الصيغة الظاهرية للزهد الصوفي الأول.
فقد كان يقول في كل حجة إذا حج عشر مرات "مرحبا بيوم المزيد، والصبح الجديد، والكاتب الشهيد، يومنا هذا يوم عيد، اكتب لنا فيه ما نقول" . كما انه صلى خمس عشرة صلاة بوضوء واحد . وكان إذا دعي إلى طعام وهو صائم، أكل ولم يقل إني صائم . إننا نعثر في هذه الصيغ والمواقف على مفاهيم متميزة من حيث المظهر والمعنى والغاية. فالحج الظاهري هو الطواف ورمي الحجارة وأشكال أخرى معروفة بنمط الشعيرات الدينية تدعو الله للحصول على شيء من مغفرة الذنوب والحصول على مقاعد وثيرة في جنة الخلد وما شابه ذلك من متطلبات الجسد والنفس الشهوانية، لكنها بالنسبة لإبراهيم بن ادهم هي معاناة من اجل المزيد في ميدان المعرفة والسمو الأخلاقي والروحي. ولم يتمسك بمظاهر الوضوء التي أشغلت الفقهاء في الجدل العقيم حول صحة الصلاة من عدمها، بينما كانت كل هذه الأشياء مظاهر لا قيمة لها بحد ذاتها، وان حقيقة الوضوء هي سكون القلب إلى الحق. كما أنها تشير من جهة أخرى إلى نظافة الروح والجسد من تعاطي الرذيلة أيا مكان شكلها وحجمها. بينما كان يفطر صومه تحببا إلى قلوب من دعاه. بمعنى التخلي عن زيف ورياء الصوم وأمثاله من عبادات العوام. لهذا قيل عنه لم يكن إبراهيم بن ادهم كثير الصلاة، بل كان صاحب تفكر . وانه كان يلبس في الشتاء فروا ليس تحته قميص، ولم يكن يلبس خفين ولا عمامة. ويصوم في السفر والحضر، ولا ينام الليل، وكان يتفكر.
بعبارة أخرى، إن الشيء الجوهري في شخصية إبراهيم بن ادهم هي الفكرة المجردة أو المتسامية، وما سواها حراشف تنتزع نفسها أو تتساقط مع مجرى الزمن ويبقى مصباح الحقيقة يضيء الليل والصباح، اي الحركة الدائبة للوجد والوجود، أو الروح والجسد. وليس مصادفة ان يعرف عنه عدم اهتمامه بجمع الحديث "النبوي" وروايته. بل لم تكن رواية الحديث من شأنه. فلذلك قل حديثه . وعندما سألوه مرة عن صراع علي ومعاوية، فأجاب "من عرف نفسه اشتغل بنفسه، ومن عرف ربه اشتغل بربه عن غيره" . وعندما سأله احد الأشخاص مرة كيف ينبغي قراءة إحدى الآيات هكذا أو هكذا، أجابه بترك هذه الأشياء إلى ما هو أفضل منها.
لقد رمى إبراهيم بن ادهم كل هذه الأشياء أمام المسير في طريق الحق، اي أمام أقدام الإرادة الساعية لتنقية القلب والعمل بمعايير الحق للحق. ووجد في ذلك معنى الحقيقة والوجود وتواجد به في السلوك والذوق. ووجد ذلك انعكاسه وتعبيره في قوله "قد رضينا من أعمالنا بالمعاني، ومن طلب التوبة بالتواني، ومن العيش الباقي بالعيش الفاني". إذا نراه، على سبيل المثال، يدخل في إحدى المرات النهر حتى ركبتيه ثم شرب وحمد، ثم خرج ومد رجليه وقال لصاحبه:"لو علم الملوك وأبناءهم ما نحن فيه من السرور والنعيم لجالدونا على ما نحن فيه بأسيافهم" . بينما كان مرة في يوم صائف وعليه جبة فرو مقلوبة متقلبا في اصل جبل، رافع رجليه على الجبل وهو يقول:"طلب الملوك الراحة فأخطئوا الطريق" . وبالمقابل كان بعد صلاة المساء ينادي على البيوت "من يريد يطحن؟" فكان يخرج إليه المرأة والشيخ الكبير فيطحن الليل كله بلا كراء. وحالما لا يكون حصادا، يؤجر نفسه في حفظ البساتين والمزارع. بينما اشتهى احد أصحابه شهوة فباع حماره واشترى له ما كان يرغب به. وعندما سأله رفيقه:
- أين الحمار؟
- بعناه!
- فعلى أي شيء نركب؟
- على عنقي!
ففي كل هذه الصور المتنوعة تتوحد شخصية إبراهيم بن ادهم بوصفة وحدة واحدة مجردة عما دعته المتصوفة لاحقا بالتحرر من رق الاغيار، اي التحرر من العبودية للغير أيا كان هذا الغير. ومن ثم تبرز حقيقة الأنا بوصفها "أنا الحق". من هنا تنوعها في المواقف وتوحدها بالهموم الباطنة. فقد كان يعمل على سبيل المثال بفلسطين. فإذا مر به الجيش إلى مصر وهو يسقي الماء، قطع الدلو وألقاه في البئر لئلا يسقيهم. وكانوا يضربون رأسه وهو يتخارس.كما نسمعه يقول، "لولا ثلاث ما باليت أن أكون يعسوبا، ظمأ الهواجر، وطول ليلة الشتاء، والتهجد بكتاب الله" . وعندما سأله مرة احدهم عن سقف البيت اهو من الخشب أو الحجارة، فقال "لا ادري". وعن الجارية التي تخدمهم أهي سوداء أم بيضاء، فأجاب "لا ادري". بمعنى الانهماك الذاتي الذي يحرر المرء من تتبع ما لا قيمة له أو على الأقل ما لا يشكل بالنسبة له هما يستحق التأمل. والأخير هو على الدوام تجربة تلقائية محكومة بهموم الحق والحقيقة، اي تحررها من الافتعال أيا كان شكله ونوعه ومستواه. وهذا بدوره ليس إلا النتاج الذي يلازم تتبع الحق والحقيقة والانغماس فيهما حتى النهاية، أو الفناء فيهما كما تقول المتصوفة. وفي هذه الحالة تتوحد المواقف أيا كان محتواها المباشر بوصفها حلقات في سلسلة اليقين الحر، اي المتحرر من الجهل والتقليد والتكلف فيهما. الأمر الذي يؤدي إلى ان تكون المواقف أفكارا والأفكار مواقف.مثل قوله "المواساة من أخلاق المؤمنين"، وان "من لم يواس الناس بماله وطعامه وشرابه فليواسيهم ببسط الوجه والخلق الحسن".اذ نعثر في هذه الأفكار على مواقفه الاجتماعية والأخلاقية، والتزامه الشخصي تجاه إشكاليات الإنسان الروحية.وان لا شيء غريب وفيه عليه ما يخص الروح والجسد، ولكن بمعايير الحق والحقيقة. ففي موقف من السياحة قال مرة "ما قاسيت شيئا اشد على من مفارقة الأوطان". وفي حالة أخرى قال "عالجت العبادة فما وجدت شيئا اشد علي من نزاع النفس إلى الوطن" .وعلى الرغم من يقين الوجود الدائم، نراه يقول مرة "الدنيا دار قلقة" . و"إنما أبداننا جربة، إن شاء ادخل فيها مسكا أو عنبرا، وان شاء اخرج منها درا وجوهرا. المشيئة لله والقدرة بيديه" . وهي الصيغة الأكثر عمقا لفكرته السابقة، وذك لأننا نعثر فيها على ما يمكن دعوته باللغز الأبدي للوجود والعدم. الأمر الذي حدد بدوره موقفه من الموت في إحدى عباراته القائلة:"إن للموت كأسا لا يقوى على تجرعه إلا خائف وجل طائع" ، اي إلا ذاك الذي يخاف الله بمعايير الحق من وجل وطاعة وغيرها، اي ذلك الذي يتلاشى بينه وبين الله حجاب الوجود والعدم. فعندما سأله مرة احد الأشخاص:
- لم حجبت القلوب عن الله؟
- لأنها أحبت ما ابغض الله. ومالت إلى دار الغرور.
من هنا فكرته القائلة: "لا تجعل بينك وبين الله منعما"، اي وسيطا. ومن ثم ضرورة معرفة الأشياء كما هي. ولا سبيل حق لذلك غير الجمع بين أضدادها، أو كما قال "إذا أردت أن تعرف الشيء بفضله فاقلبه إلى ضده".
تصنع حصيلة هذه المواقف خيوط الهموم الجوهرية لأنا الحق، أي تلك التي لا تكلف فيها ولا تقليد ولا جهل "متعلم". أنها الخيوط التي تصنع لباس الروح وليس فروة الجسد الخرافية (من الخروف والخرافة). فقد وضع إبراهيم بن ادهم الصيغ الأولية أو البراعم الخفية لتدقيق وتحقيق الأفكار والمواقف، ومن ثم أسس التأمل المدقق للسلوك والفكرة. وليس مصادفة أن نرى ملامح الأفكار الكبرى تأخذ بالبروز عند مريديه أمثال شقيق البلخي وحاتم الأصم.
وبغض النظر عن انه لا توجد في آراء ومواقف إبراهيم بن ادهم أبعادا "نظرية" خالصة، إلا أنها كانت تتمثل مع ذلك التجربة العلمية لعصره بمعايير "الوحي الذاتي"، أي الوحي الصادق. فقد كان انتقاله للتصوف "مفاجئا". ونعثر على هذه المفاجأة في اغلب أقواله وأعماله ومواقفه. فقد كانت أعماله ومواقفه تحصل دون "أولويات" مستتبة في الوعي بوصفها تراكما للتجارب الصوفية في العلم والعمل. وفي هذا الناقض الظاهري تنعكس ملامح الإدراك والوحي الصادق فيما يمكن دعوته بأولويات الوجود والحياة، والنظر إليها بعيون المعنى الدامعة، والمستغربة من جهل القائلين لما فيها وبها! لهذا كان يجيب على من يسأله عن العلم والعلماء بإجابات متنوعة لكنها موحدة بإظهار أولوية الأدب، اي العقل العملي المتسامي. مثل قوله "من حمل شأن العلماء حمل شرا كبيرا" ، و"كان همي هدى العلماء وآدابهم" ، و"ما يمنعني من طلب العلم إنما لا اعلم ما فيه من الفضل، ولكن اكره أن اطلبه مع من لا يعرف حقه" . وبهذا يكون إبراهيم بن ادهم أول من أرسى أسس الفكرة الصوفية عن الموقف من علاقة العلم بالعمل، وعلماء الحق وعلماء الرسوم. كما انه من بين أوائل المتصوفة الذين بلورا ما يمكن دعوته بتصنيف الأبعاد الباطنية للأفكار والقيم والمواقف.
وقد حدد ذلك بدوره الأبعاد الصوفية لمفاهيم والقيم السائدة سواء ما يتعلق منها بقضايا العلم أو العمل أو الإيمان والعبادات والموقف من السلطة والإنسان والحق وغيرها. ومن الممكن الاكتفاء ببعض منها مثل قوله "أثقل الأعمال في الميزان أثقلها على الأبدان" ، وانه "لا يقل مع الحق فريد، ولا يقوى مع الباطل عديد"، وأن "راس العبادة التفكر والصمت" ، و"اجعل طوافك وحجك وسعيك كنومة غاز في سبيل الله" . وما وراء هذه الأفكار العملية الجزئية نلاحظ تراكم الأفكار الصوفية بهيئة "آداب السلوك" لنيل المعرفة والسمو الذاتي، كما في قوله:"لا ينال المرء درجة الصالحين حتى يتجاوز عقبات: ان يغلق باب النعمة ويفتح باب الشدة؛ تغلق باب العز وتفتح باب الذل؛ تغلق باب الراحة وتفتح باب الجهد؛ تغلق باب النوم وتفتح باب السهر؛ تغلق باب الغنى وتفتح باب الفقر؛ تغلق باب الأمل وتفتح باب الاستعداد للموت" .بعبارة أخرى، إننا نقف هنا أمام إحدى الصيغة الأولية لمستلزمات أو محددات الطريق الصوفي وقواعد العملية من تدرج ووحدة من الشدة والذل والجهد والسهر والفقر والاستعداد للموت، اي كل ما سيجري لاحقا تهذيبه في تراكم التجارب الصوفية.
وفي مجال القيم نراه ينظر، على سبيل المثال، للورع باعتباره "تسوية كل الخلق في قلبك، واشتغالك عن عيوبهم بذنبك. وعليك باللفظ الجميل من قلب ذليل لرب جليل" . بل نراه يعتبر "قلة الحرص والطمع تورث الصدق والورع، وكثرة الحرص والطمع تكثر الهم والجزع". الأمر الذي جعله يقول "الفقر مخزون في السماء، يعدل الشهادة عند الله، لا يعطيه إلا لمن أحبه.". من هنا استغرابه كما في احد أقواله "ما لنا نشكو فقرنا إلى مثلنا ولا نسأل كشفه من ربنا؟". وعندما قال له رجل: إني لا أقدر على قيام الليل، فصف لي دواء! فأجابه: لا تعصه بالنهار وهو يقيمك بين يديه في الليل". وان يتوصل بأثر ذلك إلى موقف يقول "اطلب مطعمك ولا عليك أن لا تقوم بالليل وتصوم النهار" . بينما حدد موقفه من السلطة قائلا:"إذا بات الملوك على اختيارهم، فبت على اختيار الله وارض به" . وفي احد مواقفه الاجتماعية أجاب على من قال:اللحم غلا، بكلمة "أرخصوه"!، أي لا تشتروه. وتنطبق آراءه ومواقفه هذه، بمعنى الكشف عن أبعادها الباطنية والروحية على كل ما تناوله وتعرض إليه. ففي موقفه، على سبيل المثال من البخل نراه يجرده من مظاهر وثقل المال والجسد، ليرفعه إلى مصاف الموقف المتسامي وبالضد من أعراض الوجود العابر. بحيث نسمعه يقول "البخل هو الذي يبخل بنفسه عن الله، إلا وان العبد إذا جاء بنفسه لله أورث الله قلبه الهدى والتقى" . وفي مجال الموقف من السلطة والتسلط والسلطان الذي لا يخضع لمعايير الحق والحقيقة انتهاكا لحقيقة ومعنى الكينونة الإنسانية نفسها، كما في قوله "كل ملك لا يكون عادلا فهو واللص سواء، وكل عالم لا يكون تقيا فهو والذئب سواء".
وفيما لو اختصرنا القضايا الكبرى المميزة لسلوك ومعرفة إبراهيم بن ادهم فمن الممكن حصرها في ثلاث وهي المعرفة الوجدانية، والمعرفة الباطنية، ومعرفة السلوك المتسامي (الصوفي). ووجدت هذه المعارف أسلوبها الجلي والمحقق فيما يمكن دعوته ببروز التصنيف في التحقيق، اي تصيف مراتب وأعماق الفكرة عبر وضعها في ترتيب وتصنيف جوانب وأغوار المعرفة الذاتية. ففي هذا التصنيف الصوفي يتجلى تدقيق وتحقيق الفكرة بوصفه أسلوب العلم والعمل. من هنا معرفة تدقيق وتحقيق كافة قضايا ومستويات الظاهرة. وهي بلا حدود، أو على الأقل أنها تتدقق وتتحقق دوما بطريقة فردية، أي دائمة. ومن الممكن الاكتفاء ببعض منها مثل قوله "ثلاثة لا يعرفن إلا في ثلاثة مواطن. لا يعرف الحليم إلا عند الغضب؛ ولا الشجاع إلا في الحرب إذا لقي الأقران؛ ولا أخاك إلا عند حاجتك له" . وعندما قالوا له مرة "ندعو الله لكنه لا يستجيب لنا!" فقال: ماتت قلبوكم في عشرة أشياء: عرفتم الله ولم تئدوا حقه؛ وقرأتم الكتاب ولم تعملوا به؛ وادعيتم حب الرسول وتركتم سنته؛ وادعيتم عداوة الشيطان ووافقتموه؛ وتقولون نحب الجنة ولم تعملوا لها؛ وتقولون نخاف النار ورهنتم أنفسكم بها وتقولون إن الموت حق ولم تستعدوا له؛ واشتغلتم بعيوب الناس ونبذتم عيوبكم؛ وأكلتم النعمة ولم تشكروا؛ ودفنتم موتاكم ولم تعتبروا بهم" . وفي احد مواقفه من القلب قال "القلب على القلب ثلاثة أغطية وهي الفرح والحزن والسرور. الفرح إذا فرحت بالموجود فأنت حريص، والحريص محروم؛ والحزن إذا حزنت على المفقود فأنت ساخط والساخط معذب؛ والسرور إذا سررت بالمدح فأنت معجب، والعجب يحبط العمل" . واستكمل هذه الأفكار والمواقف بعبارة تقول "كثرة النظر إلى الباطل تذهب بمعرفة الحق من القلب".
غير ان الانجاز التاريخي والفكري الأكبر بالنسبة لصيرورة التصوف الذي قام به إبراهيم بن ادهم يقوم في ميدان المعرفة العملية المتسامية للفكرة الصوفية كما نراها في تحديده لفكرة الزهد، والخلوة والاعتزال، والتوبة، والأنس، والمحبة وغيرها من المفاهيم التي سيجري ترتيبها ودمجها لاحقا في جوهر الفكرة الصوفية العملية للطريق والطريقة. فقد ارتبطت فكرة وممارسة الزهد الصوفي بشخصيته. فقد كان الزهد السابق جزء من سلوك شخصي، أو منظومة أخلاقية يمكن رؤية مقدماتها في الفكرة الإسلامية الأولى ونموذج النبي وبعض الصحابة. غير ان ما يميز الزهد الصوفي هو تطابقه في البداية مع الحال ولاحقا بالمقام. وقد بلور إبراهيم بن ادهم أولى الصيغ الفكرية والعملية للزهد عندما أدرجه ضمن تنوع أصنافه ومستوياته. اذ نراه يتكلم عن ثلاث أصناف من الزهد هو زهد فرض (الزهد في الحرام)، وزهد فضل (الزهد في الحلال) وزهد سلامة (في الشبهات) .
ذلك يعني ان للزهد الصوفي منظومته الخاصة به. لها بدايتها وغايتها. ومن ثم محكومة بمفاهيمها وقيمها وأساليبها الخاصة. وبالتالي، فان الانتقال إلى الزهد كان يعني بالنسبة للتصوف الانتقال إلى نمط جديد في العيش والسلوك والفكرة والغاية. وفي جميع أشكال ومظاهر هذا الانتقال الفردي والفرداني بقدر واحد، نعثر على بداية التوبة بوصفها فكرة الرجوع إلى الأصل،اي كل ما كان يمهد لفكرة الطريق.
الأمر الذي جعل منها مبدأ وأسلوب ومقام. فالتوبة الواعية والتوبة الداعية تحتوي بذاتها على فكرة بداية السلوك ثم بداية الطريق ثم مقام لابد منه، أي فكرة - منظومة لها حدودها ووظيفتها في صنع الإرادة (والمريد) أما أساليبها اللاحقة فهي جزء من صيرورة التجارب الصوفية. وقد بلور إبراهيم بن ادهم بعض الأفكار والمواقف بهذا الصدد مثل "إذا أدمت النظر في مرآة التوبة بان لك شيء من المعصية" ، و"من أراد التوبة فليخرج من المظالم، وليدع مخالطة الناس وإلا لم ينل ما يريد".
ان التكامل بمعايير الفكرة الصوفية يفترض بالضرورة أما السياحة في الوجد والوجود والزمان والمكان، وأما بالعزلة والخلوة، أو بالجمع بينهما. وقد جمع إبراهيم بن ادهم بينهما بالشكل الذي بلور مواقف العملية والنظرية بهذا الصدد. فعندما سألوه مرة العزلة والخلوة بعبارة "لم لا تخالط الناس؟ أجابهم: إن صحبت من هو دوني أذاني بجهله، وإن صحبت من هو فوقي تكبّر عليّ، وإن صحبت من هو مثل حسدني، فأشتغلت بمن ليس في صحبته ملل ولا وصلة انقطاع ولا في الأنس به وحشة. وضمن هذا السياق يمكن فهم رده على من قال له "لو تزوجت" بعبارة "لو أمكنني أن أطلق نفسي لفعلت"! من هنا فكرته القائلة، بأن "حب لقاء الناس من حب الدنيا" ولهذا "زهد الزاهدون في الدنيا اتقاء أن يشركوا الحمقى" . من هنا مطالبته المبتدئ والمريد بعبارة "اقلوا من الإخوان والأخلاء"، وانه "لم يصدق الله من أحب الشهرة".
وبالمقابل رفع من شأن الأنس بوصفه وجدا ذاتيا خالصا. من هنا قوله "إذا خلوت بأنيسك فشق قميصك" . بحيث جعل من الأنس الذاتي بالحق ومحبته كلا واحدا. من هنا قوله "اللهم انك تعلم أن الجنة لا تزن عندي جناح بعوضة إذا أنت أنستني بذكرك، ورزقتني حبك، وسهلت عليّ طاعتك. فأعط الجنة لمن شئت" . لهذا نراه يعتبر "لو أن العباد علموا حب الله لقلّ مطعمهم ومشربهم وملبسهم"، وذلك لان "السابق بالخيرات يساوي السابق مضروب بسوط المحبة، مقتول بسيف الشوق، ومضطجع على باب الكرامة" . ويستحيل هذا كل دون قهر الارادة بمحبة الحق كما في قوله "اشغلوا قلوبكم بالخوف من الله، وأبدانكم بالدأب في طاعة الله، ووجوهكم بالحياء من الله، وألسنتكم بذكر الله، وغضوا إبصاركم عن محارم الله". ومن الممكن رؤية موقفه بهذا الصدد وأفكاره المتميزة أيضا والتي كشف عنها في إحدى المحاورات التي دارت بينه وبين شقيق البلخي. فقد ابتدأ إبراهيم الحوار بالسؤال التالي:
- على أي شيئا أصّلتم أصلكم؟
- أصلنا على إنا إذا رزقنا أكلنا، وإذا منعنا صبرنا.
- هكذا تفعل كلاب بلخ!
- فعلى ماذا أصّلتم؟
- أصّلنا على إنا إذا رزقنا آثرنا، وإذا منعنا شكرنا" .
في حين نراه ينظر إلى الصبر، باعتباره احد المنازل الضرورية والجوهرية في تنقية الارادة والسير بطريق الحق. من هنا قوله "إن أدنى منازل الصبر ان يروض العبد نفسه على احتمال مكاره الأنفس.... إذا كان محتملا للمكاره أورث الله قلبه نورا... سراج يكون في قلبه يفرّق بين الحق والباطل والناسخ والمتشابه" . وهي الغاية التي تبلغ ذروتها بالأولياء، الذين رفعهم إبراهيم بن ادهم إلى مصاف المرجعية الروحية والعملية الشاملة كما في قوله "ان الله يغضب لغضبهم ويرضى لرضاهم. وذلك لان الحكماء هم العلماء وهم الراضون عن الله إذا سخط الناس، وهم جلساء الله بعد النبيين" . واتخذ من نموذج مثالا في السلوك الموجه للمريد والباحث عن الحق والحقيقة. من هنا قوله مخاطبا إياهم "كن لهم أرضا يطئون عليك وإن ضربوك وشتموك وطردوك" ، و"اتخذ الله صاحبا وذر الناس جانبا"، و"افتح باب الاستعداد للموت" . بل نراه يتوسع ويدقق نصائحه للمريد في السلوك الظاهر والباطن بالشكل التالي:
- لا تطمع في السهر مع الشبع
- لا تطمع في الحزن مع كثرة النوم
- لا تطمع في الخزف لله مع الرغبة في الدنيا
- لا تطمع في الأنس بالله مع الأنس بالمخلوقين
- لا تطمع في الهام الحكمة مع ترك التقوى.
- لا تطمع في الحصة في أمورك مع موافقة الظلمة
- لا تطمع في حب الله لك مع محبة المال والشرف
- لا تطمع في عين القلب مع الجفاء لليتيم والأرملة والمسكين
- لا تطمع في الرقة مع فضول الكلام
- لا تطمع في رحمة الله مع ترك الرحمة للمخلوقين
- لا تطمع في الرشد مع ترك مجالسة العلماء
- لا تطمع في الحب لله مع حب المدح
- لا تطمع في الورع مع الخوض في الدنيا
- لا تطمع في القناعة والرضا مع قلة الورع .
اننا نرى فيما سبق ما يمكن دعوته بوضع إبراهيم أسس التأمل المدقق للسلوك والفكرة الصوفية. وليس مصادفة أن نرى ملامح الأفكار عند مريديه مثل شقيق البلخي ولاحقا حاتم الأصم.
توفي إبراهيم بن أدهم سنة 162 للهجرة. وقيل انه مات وهو مرابط مجاهد في إحدى جزر البحر المتوسط، ولما شعر بدنو أجله قال لأصحابه: أوتروا لي قوسي. فأوتروه. فقبض على القوس ومات وهو قابض عليها يريد الرمي بها. وقيل إنه مات في حملة بحرية على البيزنطيين ودفن في مدينة جبلة على الساحل السوري، وأصبح قبره مزاراً. وقيل أنه مات بحصن سوقين ببلاد الروم وأقيم في موضع وفاته مسجد سمي جامع السلطان إبراهيم (بن ادهم) وهو أهم مساجد جبلة اليوم. وقيل مات في إحدى غزواته في الجزيرة. فحمل إلى صور ودفن فيها. وعموما، فانه أينما مات وكيف مات تبقى مجرد ذكريات عابرة لكنها ذات قيمة لمعرفة شخصية إبراهيم بن ادهم. أما مصيره فهو جزء حيوي في تاريخ فلسفة المعنى الصوفية وروح البحث عن الحق والحقيقة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هنية يزور تركيا لإجراء محادثات مع الرئيس التركي رجب طيب أردو


.. توقعات بموجة جديدة من ارتفاع أسعار المنتجات الغدائية بروسيا




.. سكاي نيوز عربية تزور أحد مخيمات النزوح في رفح جنوبي قطاع غزة


.. حزب -تقدّم- مهدد بالتفكك بعد انسحاب مرشحه لمنصب رئاسة مجلس ا




.. آثار الدمار نتيجة قصف استهدف قاعدة كالسو شمالي بابل في العرا