الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإخوان وسيلة كل الأنظمة لاغتيال المعارضة!

فهد المضحكي

2018 / 6 / 2
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


هذا العنوان لمقالة كتبها مصطفى ماهر في روز اليوسف قبل خمسة أعوام يتحدث فيها عن اختلاط الأمر عند البعض عندما يعتبرون أن جماعة الاخوان المحظورة «قانوناً» في مصر كياناً ثورياً أو حتى معارض، تاريخ الاخوان لم يذكر لنا أبداً انها كانت جماعة ثورية، خاصة في فترة حكم السادات والمخلوع مبارك، بل إن كثيراً من الشواهد تكاد تؤكد أن الجماعة كانت أداة للتخلص من المعارضة واستبدالها بمعارضة مزيفة الهدف منها تجميل صورة النظام الحاكم من خلال تحالفات انتخابية واختراقات للنقابات المهنية.

وبشيء من الوضوح يذكر لنا على سبيل المثال انه حين أراد مرشد الاخوان محمد بديع معارضة مبارك أثناء حكمه صرح بأن مبارك «أب لكل المصرين» نافياً أن تكون الجماعة لديها أي رغبة في تغييره او منافسته في السلطة.

وإذا عدنا للمرشد الذي سبقه مهدي عاكف، سنتأكد أن تأييد النظام يمثل مبدأ عاماً في المحظورة عندما أعلن عاكف عن تمنيه الجلوس مع مبارك، وتأييده في الحكم.

وإذا نظرت نظرة سريعة إلى أداء الجماعة في عهد الاحتلال الانجليزي والملك فاروق فربما – كما يستعرض ماهر – لن تحتاج للقراءة أكثر في تاريخ الاخوان.. خاصة إذا علمت أن حسن البناء مؤسس الجماعة تحالف مع الانجليز وحكومة محمد توفيق في عام 1935 عندما قامت انتفاضة 1935 في نوفمبر من ذلك العام، احتجاجاً على تدخلات الانجليز بفرض دستور 1930 على الشعب، فتصدى البوليس الانجليزي لمظاهرات الطلاب بالرصاص الحي ليسقط العديد من الشهداء والمصابين على كوبري عباس، واستمرت الانتفاضة لأكثر من 10 أيام، كان وقتها حسن البناء مشغولاً بمحاولات التقرب للحكومة وتقديم العروض للانجليز، وظهر ذلك عندما بادر بالعمل على تهدئة الانتفاضة حتى تستقر الأمور ويتمكن الاحتلال من ممارسة عمله في هدوء وقد سجل التاريخ صورة للبناء مع حكمدار العاصمة وهما في سيارة واحدة أثناء تنفيذ عملية التهدئة!!.

تاريخياً لم يكن هناك أدنى التباس أو شك في علاقة الاخوان مع الملك وقتذاك في حينها – كما يطلعنا عليه الكاتب – أكد البناء على تأييده للملك فؤاد في مذكراته حين قال «إنه في فترة وجود الجماعة بالإسماعلية وشى به البعض لدى السلطات واتهموه بالسب في الذات الملكية، وثبت من التحقيق بطلان التهمة، وأن البناء كان يملي على طلبته موضوعات في الثناء على الملك ويعدد مآثره، كما أنه دفع العمال يوم مرور الملك بالإسماعيلية إلى تحيته».

وبعد وفاة فؤاد ومجيء فاروق، تطورت علاقة الجماعة بالسلطة وأصبحت أكثر «رومانسية» واحترافية، حيث بادرت جريدة «الاخوان المسلمين» بتحية الملك الجديد وتأييده بعنوان «جلالة الفاروق المثل الأعلى لأمته».

وفي عهد محمد أبو النصر المرشد الرابع للجماعة والذي اعتبر نفسه واحداً من جنود مبارك المخلصين، وهنا يشير إلى كيف بدأت الجماعة عام 1987 في تنفيذ خطتها بالسيطرة واختراق النقابات المهنية ونوادي التدريس الجماعية والجمعيات الأهلية، ولأول مرة في تاريخها المحظور تنجح في دخول البرلمان بـ36 نائباً بعد استغلالها لشرعية حزبي العمل والأحرار، وفرضت الجماعة المرجعية الإسلامية على الحزبين أثناء التحالف، من خلال شعار «الإسلام هو الحل»، ويواصل حديثه حول كيف تحول حزب العمل الذي كان امتداداً لحركة «مصر الفتاة» ومعروفاً عنه توجهاته الاشتراكية إلى حزب إسلامي في نفس عام تحالفه مع الاخوان وأصبح المفكر الراحل عادل حسين أميناً عاماً للحزب، ليصبح الشغل الشاغل للحزب هو كيفية تطبيق ما يسمى بـ «بالشريعة الإسلامية» وبما فيها الحدود.

بعدها ظل الحزب في خلافاته وانشقاقاته حتى أصبح مهمشاً هشاً وغير فاعل في الحياة السياسية، إلى أن تم تجميده بسبب خلافات على رئاسة الحزب عام 2000.

ويضيف ماهر أن أشهر تحالفات الاخوان كانت مع حزب الوفد أثناء انتخابات البرلمان عام 1984، حيث كان لهذا التحالف تأثير واضح على توجهات الوفد الليبرالية، حيث قام بتخصيص جزء من برنامجه تحت اسم «الشؤون الدينية» وهو ما لم يحدث من قبل، وأيد الوفد لأول مرة فكرة أسلمة الدولة واعتبار الشريعة الإسلامية هي المصدر الوحيد للتشريع ضارباً بعرض الحائط كل أفكار المواطنة ومدنية الدولة، ومن وقتها والحزب بدأ يأخذ طابعاً مختلفاً غير الذي آمن به طيلة عقود من الزمان.

أما بالنسبة للنقابات فكان العمل الاخواني مركزاً أكثر على التمكين والسيطرة الكاملة عليها بدءاً من عام 1987.

كان أبرز تلك النقابات، الأطباء والمهندسين والمحامين، حيث حصل الاخوان في هذه الفترة على حوالي 70% من إجمالي المقاعد النقابية في 11 نقابة مهنية، وسرعان ما بدأت الجماعة في اعلاء العمل السياسي على العمل الخدمي والمهني في هذه النقابات للترويج لأفكارها، ومساعدة النظام في إضعاف العمل النقابي، مثلما حدث مع نقابة المهندسين!.

خلاصة القول كتب الصحفي صلاح عيسى إن تصالح جماعة الاخوان مع النظام بدأ في عهد السادات عام 1974 عندما بادر بإعلان التصالح مع المعارضة وخاصة التيارات الدينية، وتطور التصالح إلى تحالف مع الاخوان مستغلاً بذلك مساعدتهم له في مواجهة المعارضة اليسارية التي كانت نشطة منذ بداية عهده وحتى ذلك الحين، فصدر عفو عن المعتقلين الاخوان بناء على اتفاق يلزم الجماعة بألا تعود لممارسة العنف، وأن توقف تعاونها مع أي قوى خارجية ضد النظام المصري وكذلك ألا تعارض السلطة بشكل مباشر، ومقابل ذلك تعهد السادات بالسماح للجماعة في ممارسة حقها في الدعوة دون تقييد، وعودة الموظفين المنتمين للجماعة إلى أعمالهم مرة أخرى!.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة الأمريكية تعتقل عشرات اليهود الداعمين لغزة في نيويورك


.. عقيل عباس: حماس والإخوان يريدون إنهاء اتفاقات السلام بين إسر




.. 90-Al-Baqarah


.. مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى وسلطات الاحتلال تغلق ا




.. المقاومة الإسلامية في لبنان تكثف من عملياتهاعلى جبهة الإسناد