الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
الله ليس من الغيب
حمزة بلحاج صالح
2018 / 6 / 2العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
: الله و الغيب
ليس الله من عالم الغيب بل هو عالم الغيب و الشهادة فهو خارج عالم الغيب و خارج عالم الشهادة و إن كان حضوره من الشهادة بمكان بمعنى قوة الظهور التي تنفي عنه الحجب
"عالم الغيب والشهادة الكبير المتعال"-قران - إنه الكبير المتعال و من ثمة فإن كل الجدل حول الحيز و الإستواء و العرش و التشبيه و التجسيم و التمرير و المحايثة و التعالي ...الخ
أشعريا أو ماتيريديا او سلفيا أو ظاهريا كان
هو جدل و خلاف كلامي لفظي صرف تضخم و اعتبر حجاجا بل صرف الناس عن جوهر مسألة الإيمان و إتيانها من أبواب أيسر
لكنه كان جدلا يبرر بعضه السياق و إشكالات ذلك الزمن
الله علام الغيوب فكيف يكون غيبا بدل علام الغيوب بصيغة الجمع لا المفرد إذا كان عالم الغيب يتسع لغيوب عديدة
" ألم يعلموا أن الله يعلم سرهم ونجواهم وأن الله علام الغيوب"- قران - التوبة "
كم نكون في حاجة إلى قراءة عميقة عالمة و عارفة و إنتاج أعمق و أدق لمفاهيم وردت في القران تشظت معانيها عند كثير من المفسرين لتناولها خارج الوحدة العضوية و الموضوعاتية القرانية
و منها عالم الغيب و عالم الشهادة و الغيوب و الله خارج و داخل الوجود و معنى علام للغيوب.
و خاصة المعنى العميق الذي يحفر معرفيا القضية الانطولوجية و منها ما ورد في قوله تعالى في القران الكريم ﴿ وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾ قران
هذه الاية القرانية ينبغي أن تكون ناظما لفهم و مقاربة هذا الموضوع المركزي لمحاججة أهل الإلحاد و اللادينيين و تأسيس فلسفة لا أقول إيمانية و لا إسلامية
بل فلسفة تشتغل بالوجود و تؤسس لمرتكزات نظرية رئيسة لقضايا الإيمان و الغيب و الألوهة التي يطرحها الفكر المعاصر و الفلسفة الحديثة
لا تكفي بعض الإجتهادات هنا و هناك و التي تتأول النص القراني في إطار النسق توفيقا بين الإيمان و العلم أو تلك التي توظف الحجاج في ثوبه الجديد خاصة عند بعض المغاربة المعاصرين و العراقيين.
و لا اجتهادات عدنان إبراهيم في مطرقة الإلحاد و لا النابلسي و لا غيرهما
لا بد من تناول أطاريح و إشكاليات الفكر الغربي الحديثة المتعلقة بموضوع الإيمان و الله و الدين إما بقوة حجاجية و علم يبنى و يتأسس من جديد أو تركها
: في المنهج و البديل الشامل
يطلب مني بعض الناس لو زودتهم ببدائل..و هذا النزوع عربي صرف ..يشعر بالنقص أو لا يشعر فهو يبحث عن الوصفات الجاهزة.
يقول المثل الشطحات في الرأس كثيرة و العين بصيرة و اليد قصيرة بمعنى
لا يمكنني بناء نظرية للمعرفة و إعادة تأسيس علوم تستهلم من التراث القديم و تستوعبه و تتجاوزه و تستفيد من المنجز الإنساني و تقلص من مسافات التباعد و التعارض و تناقش ما بقي فعلا مميزا لهذا و ذلك
لن أستطيع بمفردي حتى إن وددت و رغبت في ذلك وإذا قلت إنني أستطيع سأكون مدعيا
و إلا لماذا تقدمت بملامح و معالم مشروع أدعو النخب لتلتف حوله و تشارك فيه كل حسب إمكانياته المعرفية و العلمية و البشرية و المادية بدل إنتظار الجاهز و الوصفات الكاملة
إن جهد إصلاح تاريخ لا يكون بواسطة فرد و لا في زمن قصير و قد غلب على المنجز العربي الإسلامي الحديث التعجل و السطحية.
البعض ينتظر مني و هو مسترخ على أريكة الراحة و الكسل بديلا
فوالله لوكنت حقا أمتلكه ما منحته للناس فالكسول الذي يغط في سباته وجب عليه القومة و المشاركة أو الصمت .
من تعودوا على البحث عن الجاهز و توهموه في بعض الخطابات مولعون بالجديد من أجل الجديد
نفحاويون" و " ملولون "و متمترسون حول ذواتهم و هواهم و أوهامهم و إنتظاراتهم
لن يجدوا هذا الجديد بالمقاييس التي تجعل منه مشروعا.
أستفز العقل..
ألفت انتباهه و أوجهه نحو أقرب المعاني إليه .
أنير دربه .
أضعه في إطار قلق للسؤال و البحث .
أدعوه إلى التفكير معي
اثير عنده عناوين إشكاليات لم تعالج
احرره من الصنمية و الفكرة-الصنم و الإرتهان للنسق
و عدم القدرة من الانفلات من النسق و التحرر منه .
إن الذين يزعمون بأن البدائل أهم من المداخل القلقة و المتسائلة التي تؤسس لها مخطئون .
كذلك الذين لا يميزون بين تشخيص و نقد و تحليل يرافقه سؤال عميق و متميز باعث على التحرر من سلطة المزيف و المعطل و المعيق من جهة
و تشخيص يمارسه من ينتظمون داخل النسق هم من الذين تشابه عليهم البقر و اعتبروا كل أخضر حشيش و استوت عندهم الأنظار لفقدانهم بصيرة التمييز العميق
و لا زالت تحركهم دواعي التقليد و الكسل المعرفي و العقلي و فانتازيا الرفض من أجل الرفض.
فليسكت بل ليكف عن إدعاء إمتلاك البدائل و لا البحث عنها في نصوص كتلك التي أنتجها المفكر مالك بن نبي مثلا لا حصرا من انطفأت جذوة التألق و الإبداع فيه يجركغيره الماضي أو " الاخر" ببعض المساحيق
علينا أن ندرك بأن خلاصنا في عقولنا و مدى إستقلاليتنا و حريتنا الفكرية و في قدرتنا على فهم الأمور في عمقها لا على سطوحها .
صراحتي و حدة كلامي و خلخلة السبات العقلي لن تتوقف و لا يهمني انطباع " الغاشي " أو القطيع في نزوعي ...
و سلام على النبي الأكرم
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. الشرطة الأمريكية تعتقل عشرات اليهود الداعمين لغزة في نيويورك
.. عقيل عباس: حماس والإخوان يريدون إنهاء اتفاقات السلام بين إسر
.. 90-Al-Baqarah
.. مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى وسلطات الاحتلال تغلق ا
.. المقاومة الإسلامية في لبنان تكثف من عملياتهاعلى جبهة الإسناد